.7

15 0 0
                                    


02.04.2017 , Germany

___


Sweet creature , sweet creature "

Whereever I go , you bring me home

Sweet creature , sweet creature 

When I run out of the road , you bring me home "

__

خَلعتُ سماعات الأذن وأنا أمشي فيِ الشوارع ، ليسَ ليَّ وجهةٌ محددة ، فقط أمشي ، في مُنتصف الليل . 

لا أحد في الإرجاء ، لا صَوت يسمع ، المتاجر مغلقة ، الجميع نيام ، الهدوء يغطي على المكان . لم يكن هدوءاً مخيفاً ، كان مُريحً جداً لي ، بعيداً عن ضوضاء ، عن البشر ، عن كل شي علىٰ هذه الأرض . فقط أنا وأفكاري المزدحمة .

اليوم كانَ مثلَ كُل يوم قضيتهُ ، لم أرىٰ رفيقي أو أرديلان . قضيتُ كل اليوم في المنزل ، لم تكن لديَّ أي نية للخروج ، مثل كل مرة .

فقط لشرب القهوة ، الإستماع إلىٰ الموسيقى ، الذهاب إلىٰ عالم الخيال ، إلىٰ عالمي ، حيثُ عالمٌ بدون قيود .

أنتبهت للطريق لأرىٰ بأنَ قدماي قادتني لدارُ العجزة ، المكان الذي لازلتُ أعملُ به . 

تأملتُ كُل شيء بعيناي وكأنهُ آخر مرة لي . كُل شيء حدث معي أصبح يعاد في ذاكرتي ، إن كانَ مع رَفيقي ، هروبنا ذات مرة ، مُحادثتنا القصيرة قُرب النافورة ، موقفي المحرج مع أرديلان في أول يوم لي أو المحادثات القصيرة مع احد العجائزة الذين يسكنون هناك .

جلستُ علىٰ أقرب كرسي موضوع هناك وأنا أخرجُ هاتفي وأتصفح في الانترنيت ، مع إنني متأكدة بأنني لن أجد شيئاً مفيداً ولكنهُ فقط لتضيعة الوقت والهروب من الكثير من الأشياء . 

أثناء تصفحي وجدت صورة لرفيقي وهو يبتسم  وعيناه تلمعان ، يَحتضن فتاة من خلف وهي بدورها سعيدة للغاية . لأستنتج بأنه مرتبط . لكنهُ لم يخبرني قط بأنه يحب أحداً أو أنه حتىٰ علىٰ نيه بالأرتباط بأحدهم ، ظننتُ بأننا قريبين كفاية لكنني أعتقد بأنني مخطئة .

تَنهدت بقوة وأنا أقف أنفض الغبار عَن ملابسي وأبدأ في المشي إلىٰ منزلي ، هَبت رياح قوية جعلت من خُصلات شعري تتطاير لأسرع بخطاي إلىٰ أن وصلت لباب المنزل ، أخرجتُ المفاتيح من جيبي وانا أحاول فَتح الباب في الظلام الدامس ، الرياح أصبحت قوية و شعري أصبح يعيقني عن الرؤية ، حاولتُ مجدداً لكنني لم أنجح في فتح الباب فرميت المفاتيح بقوة علىٰ الارض وأنا أضربُ الباب و أصرخ لأخرج كل شيء بقيت اكتمهُ، لم اهتم بأنهُ منتصف الليل والجميع نيام ، لم أعد أهتم بشيء ، بقيتُ فقط الكُم الباب حتى أصبحت لا أشعرُ بيداي مِن شدة الالم . 

-

" ماذا يحدث ! ، هل أنتِ بخير ! " ، سمعتُ صوت أعرفه جيداً بنبرة قلقة ، استدرت فرأيت                 شعر مبعثر ، ثياب نوم و عينان نعسة ، هي كل ما إستطعتُ رؤيته بوضوح .

" سمعتُ صراخك وضربكِ علىٰ الباب ، هل كل شيء علىٰ ما يرام أيتها الفضائية ؟ " .

هو يظهر لي في كل مكان ، وأحياناً في تلك اللحظة التي أفقد فيها السيطرة علىٰ نفسي ، لم أراه يوماً في الحي ، لم أراهُ يُنقل أثاث منزلهُ عندما إنتقل حديثاً هنا ، هو فقط مثل الشبح يظهرُ في أوقات لا أريدُ من أحد أن يراني فيها. 

هدأت وبدأت جفناي بالانغلاق تدريجياً ، وقفتُ مجدداً وانا أبحث عن المفاتيح وأبدأ بفتح الباب مرة أخرىٰ ، محاولة قدر الإمكان الابتعاد عن الغضب والصراخ ، أنه لن يفيدني بشيء على كل حال .

-

خارت  قواي لأجلس على الارض الباردة وأشعرُ بقطرات مالحة تشقُ طريقها علىٰ وجنتاي ، لا أعلم ما حدثَ معي في الآونة الأخيرة ولازلتُ أجهل السبب لغضبي وصراخي في منتصف الليل .

بدأتُ بالغناء بصوتٍ خافت يكادُ يُسمع ،  أصبحتُ مثيرة للشفقة .

وقفتُ مجدداً و خطوت بخطوات ثقيلة إلىٰ الداخل ولازلتُ أغني وأنا أرمي المفاتيح علىٰ الأرض وأخلع السترة ، يليه البنطلون ، لأبقىٰ شبهُ عارية وأنا أرمي بجسدي المتعب علىٰ الفراش .

عيناي مرهقة كثيراً وكأنني لم أنم منذ أسابيع ، يداي تؤلماني بسبب ضربي للباب بدون سبب يذكر ، جَسدي متعب بشكل فظيع مع أنني لم أقم بأي نشاط منذ الصباح . 

 أرسم في الهواء وجوه الذين أعرفهم ، أو جُمل رأيتهما في أماكن مختلفة -في مكان ما بهذه المدينة- أو أردد كلمات الأغاني المفضلة لدي. للحظة ترددت كلمات أحدهم في عقلي ، كلمات جاد .

أحياناً أفكر بأنني يجب أن أعتمدَ علىٰ نفسي وليس إنتظار أحدهم ليخرجني من هذه الدوامة ولكنني في كل مرة أشعر بالضعف وأختبئ في الظلام ، لربما يجب علي فعل شي حيال ذلك .

بقيتُ علىٰ هذا الحال إلىٰ أن شعرتُ بثقل جفناي وأنا أنفصلُ عن هذا العالم ، إلىٰ حيثُ الأحلام الوردية التافهة .

_

فراغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن