" جزء 1" 8.

27 0 0
                                        

____

03.04.17 , Germany

--

سَمعتُ المنبه وهو يرن ، بحثتُ عنه ولازالت عيناي مغمضتان ، لأطفئه . قمتُ من علىٰ السرير بتثاقل ، تَذكرتُ بأَن لدي عمل اليوم .

شَربتُ قهوتي وأطفئتُ المنبه مرة أخرى ، لم أترك هذه العادة بعد .

في طريقي إلىٰ العمل لم أرىٰ نيلس . لم أهتم للأمر كثيراً ، أعتقد بأن هذا أفضل .. -

" مرحباً ! " ، سمعتُ صوتاً خافتاً من خلفي ، فألتفت وأرىٰ بأنه أرديلان مع ابتسامته اللطيفة وعيناه البراقة .

" أهلاً! " ، حاولتُ الابتسام قدر الإمكان .

" هل يمكننا المشي معاً ؟ " ، سألني بخجل ، قهقهتُ علىٰ مظهرهُ اللطيف و وافقت ، علىٰ الأقل سوف أشغل بالي بشيء آخر غير أفكاري المريضة .

" إذاً كيفَ حالك ؟ " ، سألت محاولة خُلق حديث معه .

" بخير وأنت ؟ " أجاب بلطف ،

" بخير شكراً ! " أجبتُ بإبتسامة خافتة .

لاحظتُ بأنهُ يُريد إخباري بشي . يَفتح فمه ليبدء بالحديث ولكنه يتراجع مرة أخرىٰ ، فسألته: هل كل شيء علىٰ ما يرام؟

" نعم ، أردتُ فقط أن أخبركِ بأنَ اليوم مساءاً هُناك حفلة في منزل صديق لي ، وأردتُ الذهاب إليها ، ولكن يجب أن أجدَ شريكة ليَّ ، لأنهُ في الحفلة سيكون هناك رقصٌ كثير وربما مسابقة ولن يكون جميلا أن أذهب  وحدي " قال بتوتر .

نظرتُ إليه باستغراب ، لما يخبرني بكل هذا ؟ ،

" وهل وجدتَ أحدهم للذهاب معك ؟ " ، سألت

" في الحقيقة أردتُ سؤالك  إن كنتِ تريدين القدوم معي ، سيسعدُني موافقتك كثيراً ! " ، قال وهو ينظر لكل شيء محاولاً تجنب عيناي ، شعرتُ بأنه خائف من ردة فعلي ، خائف أن أنفعل أو أرفض .
لا اعتقد بإنني سأفعلها، أعني انا لست من محبين الحفلات كما إنني لا اعرفه جيداً بعد...
لا لن اوافق..
لن اوافق..
لن اوافق.. 

" حسناً ! " ، أجبتُ بكُلِ بساطة .

وكأنني لستُ مَن كانت تعاني من الاختلاط مع الناس ، وكأنني لست من تجاهلتهُ الاسبوع الماضي . أجبتهُ وكأنني شخص آخر ، شخص يبدأ ليعيش من جديد ، من دون قيود .

نظرتُ إليه ، لاحظت كم هو مُندهش .

" حقاً ! " ، سألني .

قهقهة صغيرة خرجت مني وأنا أنظرُ إلىٰ شكلهِ اللطيف .

" نعم ، حقاً ! " ، أجبتُ بهدوء وعلىٰ ثُغري إبتسامة خفيفة غير مصدقة نفسي من الداخل ، فابتسم و شكرني.

طوالَ الطريق ونحن نتكلم عن مواضيع مختلفة ، تعرفتُ عليه أكثر ولاحظتُ كم هو لطيف ومرح ، حتى أنهُ لا يستطيع أن يتكلم بشكل جدي ولو لمرة واحدة ،لأنهُ وكما يقول يجدها ' طَريقة تافهة ' . كان يتحدث عن الكثير من الأشياء وحتى أنا لم انتَبه لنفسي وإنخرطتُ في الحديث معه . هو يمتلكُ أفكار غريبة ومضحكة بنفس الوقت ، نحن متشابهان بشكل غريب .

فراغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن