01.04.2017 , Germany
___
الظلامُ يحيط بي ، لا أستطيعُ رؤية شيء ، صَوت شهقات وبكاء ملأ المكان ، لا أعلم مَن هو ، خائفة حَد الجحيم .
"مَن هنا ؟! " صرختُ ، لم يرد علي أحد .
فَجأة تَوقف صوت البكاء . ضوءٌ خافتٌ بدأ يَصدر من مكان ليُثبت علىٰ شخص ما ، نِيَّـلس . يقِف بمسافة بعيدة ، عيناهُ ينزف دماً و هو ينظر مباشراً إلىٰ عيناي بملامح لا تفسر .
"نِيَّـلس ، أهذا أنت، مالذي يحصلُ هنا " هتفتُ بصوتٍ خائف .
لم أسمع منهُ شيء ،مازال ينظرُ إلىٰ بتلكَ الطريقة المريبة .
بَدأ بالاقتراب شيئاً فشيئاً نحوي ، حتىٰ بدأ يرِكض وكأنني حَبل نجاته الوحيد فجأة ظَهرت أمامهُ ثقب أسود كبير علىٰ الأرض المتلوثة ، حاولت أن أنبهه ولكن الكلمات تأبه أن تخرج من فمي ، حتىٰ خرجت ، بعد فوات الاوان .
" إنتبْه ! "
ليسقطَ في ذلكَ الثقب الاسود ويختفي عن ناظري ، تدريجياً بدأت عَيني بالانغلاق ، لم أستطع فعل شيء ، جسدي تخَدر بأكمله ، لم أستطع التحكم به .
__
شيئاً فشيئاً بدأت بفتح عيَناي بصعوبة بسبب ضوءٌ قَوي يزعجني . ضوء الشمس .
بَدأت أتفقد حَولي لأرى بأنني في غُرفتي وعلىٰ سريري ، العَرق يَتصبب من جبيني وكأنني كنتُ في سِباق ماراثون .
لَم يكن سوىٰ حلم . سأفقد عَقلي يوماً ما .
نَظرت للساعة لأراها الخامسة صباحاً ، وقَتي المفضل في الصباح ، لممُارسة طَقوسي الغريبة ، نهضتُ وفَتحت النافذة علىٰ مصراعيها ، ليدخل ذلك الهواء المنعش إلىٰ غرفتي ، بقِيت هكذا أتأمل المدينة .
__
أركضُ وأخرج كل الطاقة السلبية التي بداخلي ، كل ما مَر معي هذا الأسبوع بدأ بالتدفق إلىٰ عقلي، مِنها الجيدة ومنها السيئة ، والأهم جَميع مواقفي مع صديقي .
اليوم هو عطلة لي ، لا أعلم ما الذي عليَّ فعله ، ربما الجلوس في المنزل والنظر إلىٰ الحائط أو مُتابعة أحِد المسلسلات الكرتونية السخيفة أو قراءة كتاب لا أكثرث له ، فقط لأشغل نفسي بشيء ، كيلا تَندفع تلكَ الأفكار السوداوية إلىٰ عقلي مجدداً .
" مرحباً ! " ،
سَمعت صوت خلفي ، صوت أعرفه جيداً . رَسمت إبتسامة علىٰ شَفتاي وانا ألتفت لأرىٰ ألطف شَخص قابلته في حياتي مع ألطف إبتسامة علىٰ مِحياه .
" مرحباً " ، أبطات مِن سرعتي ليصل إلي ويركض معي ، سامحة لنفسي النظر إلىٰ وجهه ، شعره الفوضوي وعينَاه الناعستان .
![](https://img.wattpad.com/cover/147849201-288-k877151.jpg)