مرحبًا بكم في طيات محطاتٍ نقدية ❤
كما عودناكم، بعد مرور أربع محطات من كتابنا، نُعلن في المحطة الخامسة اسم الناقد المتميز ، الشخص الذي شارك معنا تلك الرحلة اللطيفة في النقد على مدار أربعة أسابيع، وكتب باحترافية النقّاد...
هذه المرة ناقدنا المتميز هو أيضًا فتاة - في الواتباد اكتساح أنثوي 😎✌- هي:
جائزتنا المتواضعة، هي مُقابلة مكتوبة لطيفة يجريها احد السفراء معك خلال هذا الأسبوع عن مشوارك في الكتابة وفي الواتباد، سيتم نشرها في حساب السفراء الرسمي AmbassadorsAR.
😻😻😻
عودة لمحطة اليوم، وصلتنا في الخاص نصوص جميلة ومتنوعة، نختار منها بالترتيب، نترككم مع نص هذا الأسبوع:
"حتى اقترب آدم منها في أحد الأيام، حامِلًا صُندوقٍ خشبيٍ كبيرٍ، تركه على مقربةٍ منها و رَحَل.. ظنَّت الصخرة في البداية أن الصُّندوق يحوي هديَّةً إليها، كالهدايا التي ينثُرها في التُربة فتطرح المزيد من الكائنات الخضراء البهيجة، و لكنها صُدِمَت حينما تفجَّر الصُندوق فجأة، مُحدِثًا هواءٍ شديد القوَّة و لهبٍ شديد الحُرقة، أدَّى إلى تصدُّعها، و من ثمَّ تفتيتها إلى قِطعٍ صغيرةٍ.. شعُرَت بالخيانة، حينما اقترب آدم منها من جديد بابتسامة نصرٍ، ليحمِلها بمُساعدة أقرانه على جسمٍ مُتحرِّكٍ عجيب، ينقِلها إلى مكان آخرٍ، بعيد عن مكانها الذي عاشت به طوال حياتها، الجبل الذي تنتمي إليه.. وصلت إلى مكان لم يسبِق لها رؤية مثيلٍ له من قبلٍ.. صخورٌ تُشبِهها تمامًا، تراصَّت معًا في هيئة مُكعَّبٍ مُفرَغٍ، ليحيا آدم و أبناؤه بداخله!! هل حقًّا تتعاوَن صخورٌ من بني جِنسها معًا، لحماية هذا الكائن الذي لا يسعى سوى لتفتيتهم؟!.. تأكَّدت من الأمر حينما حُمِلَت إلى داخِل هذا المُكعَّب، و هالها أن تعلم أن آدم و أقرانه يستخدمون أدواتٍ غايةً في الحِدَّة و القسوة لتفتيتها هي و أقرانها إلى قِطعٍ أقلِّ حجمًا و أكثر تهذيبًا، داخِل هذا المُكعَّب.. تعاون اثنان من أبناء آدم على حمل الصخرة إلى خارِج المُكعَّب الصخري بعد فترةٍ من الوقت، و قد أصبحت في هيئة مُستطيلٍ أملسٍ صغيرٍ.. و أعاداها أخيرًا إلى أشعة الشمس من جديدٍ، حيثما كانت طوال حياتها.. و لكن الأمر لم يدُم طويلًا، فما هي سوى أيامٍ حتى توقَّف أمامها أحد أبناء آدم، يُطالعها بإعجابٍ شديدٍ.. ارتعبت الصخرة من نظراته، و ظنَّت أنه سيكسِّرها كما فعل الآخرون، و لكنها فُوجئت به يأمُر بحملِها إلى منزِله! ذاك المُكعَّب الصخري الذي يحتمي به و يعيش بداخله يُدعى منزِلًا إذَن.. و هُناك، تراصَّت إلى جِوار صخراتٍ أخرياتٍ في قلب هذا المنزل، و تم تثبيتها بمادةٍ لزجةٍ، سُرعان ما تحوَّلت إلى صلابة تُشبه صلابتها، فظنَّت أنها لن ترى الشَّمس رُبما لأعوامٍ قادمةٍ.. و قد كان ظنِّها في محلِّه، و رُغم ذلك، لم تكُن الحياة مع آدم سيئةً جِدًا.. فها هي تُشاهده يهرُم، و تُشاهِد أطفاله الصِّغار يكبرون و يشتدُّ عودهم، ثُم يهرَمون هُم الأُخَر، و هكذا الأمر مع أبنائهم، بينما هي لا تزال على حالها طوال هذه الفترة..
بدأت تلتمِس الأعذار للصخور التي ألقت عليها اللوم في مُعاونة آدم من قبلٍ، فها هي ذي تُعاونه و تحميه، و قد بدأ الأمر يُعجِبها بالفِعل.. و لكن كالعادة لم يستمِرَّ هذا طويلًا، ففي أحد الأيام شعُرَت بارتجاجٍ عنيفٍ، و تفاجأت بجارتها المُقابلة لها تنهار فوقها من دون حولٍ لها أو قوَّةٍ، و عَلِمَت حينها أن آدم قد قرَّر أن يغدُرها من جديدٍ.. تهدَّم المنزل، و تكسَّرت هي إلى قِطعٍ أصغر حجمًا، و رأت الشمس من جديدٍ.. بَقيَت بموضعها نفسه لفترة من الزمن إلى جِوار أقرانها اللاتي قد أصابهُن ما أصابها، حتى ظنَّت أن آدم و عشيرته قد نسوا أمرها تمامًا.. و لكن في إحدى الليالي، شاهدت آدم يركُض بهلعٍ من مكانٍ مُجاوِرٍ لها.. و فجأةً، شعُرت بمَن يرفعها بالهواء و يهوي بها على رأسه.. حاولت الفرار، الابتعاد، أو حتى الصُّراخ لتحذيره كما رأت بعضًا من عشيرته يفعلون من قبلٍ، و لكنها لم تستطِع فِعل أيٍ من هذا.. و شعُرت برأسه يتهشَّم تحت وطأة ثِقلها، و تلطَّخ سطحها بالدِّماء.. صحيحٌ أنها كرهَت آدم، و اعتقدت طويلًا أنه شريرٌ لا يضمُر لها و لعشيرتها من الصُخور سوى الضرر، إلَّا أنها لم تُفكِّر في إيذائه أبدًا.. هي لم ترتفِع بإرادتها لتقتله!.."
اكتب نقدك هُنا
دمتم بحب❤