لامــار 8 بقلمي منى لطفي

24.6K 402 60
                                    


لامار

(8)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى دون اذن مني، العمل حصري لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد (منى لطفي) ومنتديات روايتي الثقافية فقط لا غير

***بعد ست سنوات***

يسير بخطى حازمة يطرق الارض أسفل قدميه بقوة وهيمنة بينما تحيطه هالة من الغموض والرهبة تجعل موظفيه يقفون احتراما له، فهو من يحتل المرتبة الثانية بعد رئيس الشركة ذاته، ولو أن صلاحياته تكاد تعادل صلاحيات صاحب العمل، ولكن هذا ليس بغريب فهو شريك له، حيث بدأ بالعمل بها منذ ما يقارب الست سنوات وقت ان كانت لا تزال احدى شركات مجموعة المنشاوي التجارية، كانت شركة صغيرة قام هو وصاحبها بالعمل عليها واستطاعا صنع اسما لها متفردا بها بعد ان انفصلا بها عن المجموعة، ليذيع صيتهما بعدها ويحتل اسميهما مكانا مميزا وسط أسماء المشاهير من رجال الاعمال والمال، وتبدأ العقود تنهال عليهما، ما جعل نجيب السعيد صاحب مجموعة المنشاوي ينتشي فخرا بابنه "سامر" و ابن شقيقه "عمار".. فقد أثبتا وجودهما دون الحاجة لأية مساعدة منه سوى تلك الشركة التي طلب منه ابنه ان ينفرد بها فهو يريد أن يثبت نفسه كرجل أعمال بعيدا عن سمعة والده واسمه المعروف في دنيا المال والاعمال...

دلف الى غرفة مكتبه لتقف مديرة مكتبه تحييه فاكتفى بهز رأسه وهو يقول بنبرته الباردة المعتادة:

- هاتي البوسطة (البريد) واطلبي قهوتي...

سريعا كانت تنفذ ما أمرها به، لتدلف بعدها الى المكتب تعرض عليه البريد اليومي وهي تشرح بعبارات موجزة فحوى كل ورقة بينما هو بعقله المتيقظ الذي لا تفوته شاردة ولا واردة يوافق على البعض ويرفض الاخر بمنتهى الحزم والحسم...

تصاعد رنين هاتف المكتب لتقوم مساعدته بالاجابة بينما يجلس هو منهمكا في الورق أمامه، لتناديه بعدها بهدوئها المعهود قائلة:

- معلش يا مستر عمار، التليفون لحضرتك..

عمار دون ان يرفع راسه لها مكتفيا بكلمة واحدة:

- مشغول..

رفعت المساعدة كتفيها وأخفضتهما بقلة حيلة قبل ان تعيد السماعة فوق أذنها وهي تقول بكل كياسة:

- بعتذر لحضرتك، بس عمار بيه مشغول مش هيقدر يتكلم حاليا..

لتسمع بعض التمتمات والهمهمات الساخطة، قبل ان تغلق المتصلة الهاتف بقوة، لتعيد "كريمة" السماعة مكانها، قبل ان تنبه لأوامر عمار التي يلقيها على مسامعها، ثم تقوم برفع البريد من أمامه، ليقول لها ببرود:

لامار رواية  طويلة بقلمي منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن