لامار
(7)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى دون اذن مني، العمل حصري لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد (منى لطفي) ومنتديات روايتي الثقافية فقط لا غير
جلست رافعة ساقيها تحيط ركبتيها بذراعيها، بينما دموعها تسيل في صمت فوق وجنتيها بغزارة، حتى بدت وكأنها حفرت أخاديد بهما، لا تكاد تشعر بجسدها، فهي على تلك الصورة منذ الليلة السابقة وحتى قاربت الشمس على البزوغ الآن...
لم تستجيب لمحاولات أمها أو أخوتها وحتى صراخ أبوها بها لم يهتز له طرفها، "فما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها!!!"... وهي قد ذُبحت بالامس وعلى يد والدها، والذي ساقها تماما كما تساق الشاة لذبحها، وهو يزوجها دون علمها، وهو يعلم برفضها، كما أنها لا تزال صغيرة على هذا الأمر، ربّاه أي زواج هذا وهي حتى قبل الامس كانت تتسلق الشجرة التي زرعها لهما عمار في حديقة القصر، حتى أنه كان يزجرها مهددا لها بأنه سيقتلع تلك الشجرة يوما بيديه تماما كما زرعها، وعندما شهقت معترضة مكذبة اياه، فهو سيحزن بالتأكيد أن تم اقتلاعها، فهي شجرتهما الخاصةـ ليخبرها بجدية لا تحمل النقاش، بأنه سيفضّل ذلك لو شعر بأن وجودها تشكّل تهديدا عليها، فاقتلاع الشجرة حينها لن يحزنه، بينما اقتلاعها هي سيقتله، وهو لن يكون إلا بموته!!!!!
آهة عميقة أطلقتها تحمل كل وجعها وألمها وأنينها، ولكنها كتمتها حتى لا يسمعها أخوتها النائمون حولها، وصورته وهو يطالعها بكل ذهول وصدمة ألم لا تبارح خيالها، وكأنها لم تحتمل أن تكون السبب في صرخة الالم التي رأتها في عينيه وظهرت جلية واضحة على وجهه، لتسقط مغشيا عليها، ويبرر والدها ذلك أنه ولا ريب "خجل العذارى"، فلا بد وأنها لم تحتمل المفاجأة!!... وعندما أفاقت وجدت الكل قد انصرف، بعدما أكد والدها للعريس وأهله أنها أصبحت بخير، لينالها تقريع شديد الوطء من أبيها بعدها، والتي استطاعت أمها بصعوبة انقاذها من صفعة قوية عندما رفع يده ينوي أن يهوي بها على وجنتها، لتسارع أمها تترجاه أن يعفو عنها، فهي لا تزال متوعكة، وضعيفة، ولكن لم يكن هذا ما أثناه عن ضربها، بل خوفه أن تظهر كدمة تزين وجهها، والعريس سيأتي بالغد للاطمئنان عليها هي... عروسه!!!!!
وها هي الآن بعد أن رفضت تناول أي طعام، فهي تقريبا لم يدخل جوفها أي طعام منذ معرفتها بأمر زوجها العتيد، ولكن لا يهم، لعلها تموت قبل أن يكمل والدها نحره لها بكل دم بارد!! الوحيد الذي تجن تريد الاطمئنان عليه هو عمار، ترى أين ذهب؟.. ولماذا حضر؟.. أتراه علم بما فعله والدها؟.. ولكن الصدمة التي ارتسمت على وجهه أبلغ دليل على جهله بما انتواه أبوها، والآن هي فقط تريد الاطمئنان عليه، لقد سمح لها والدها باستعادة هاتفها المحمول بعد عقد قرآنها فقد طلب منه "العريس" رقم هاتفها كي يطمئن عليها وهو أعطاه اياه ليشدد عليها أن تتحدث معه بطريقة لبقة، ويحذرها أن صدر عنها أي شيء يغضب زوجها أو عائلته فالعواقب ستكون وخيمة عليها وعلى أمها!!!
أنت تقرأ
لامار رواية طويلة بقلمي منى لطفي
Romanceلامـار بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص يقولون ان الشخص يكون له نصيب كبير من اسمه.. أو "اسم على مسمى".. ولكن "لامار".. أو "بريق الذهب".. لم يكن حظها من اسمها سوى في خصلاتها الذهبية فقط تلك التي تتطاير من حولها فتضحى كالشمس تنثر أشعتها على من حو...