لامـار 2 بقلمي منى لطفي

15.3K 342 5
                                    



لامــار

(2)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى او جزء منه دون اذني، العمل حصري لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد

وقفت بكل طاعة بينما دادة "أنوار" تمشط لها خصلاتها الذهبية، لا تنكر أنها قد فرحت بالثياب الجديدة وبغرفتها المليئة بالألعاب والدمى، ولكنها كأي طفلة تشعر بالخوف لوجودها وحيدة وسط أناس لا تعرفهم، فهي قد اشتاقت لأمها وأخواتها، خاصة أمها فهي شديدة التعلق بها، لقد فهمت الآن فقط دموعها الغزيرة وهي تودعها، بينما كانت هي بسنواتها الصغيرة لا تفهم سبب الحزن الكامن في مقلتيها ويقطر من حروفها وهي تطلب منها.. "مسامحتها"!!.. ولكنها فهمت ما أن رأت والدها وهو يستدير ليتركها خلفه دون نظرة اضافية، فهمت أنها ستعيش هنا مع هؤلاء الناس، قد تكون بسنّها الصغير لم تفطن لجوانب الامر ككل ولكن ما فهمته هو ما يشعرها بالرهبة، فهي ستقطن في مكان غريب عنها كلية، لتردد بداخلها عبارة والدها لها والتي قالها بشكل تحذيري أن تطيع السيد والسيدة ولا يصدر عنها ما يشين وإلا...

وفهمت هي كيف سيكون العقاب، فبالرغم من أنها قد تخطت السادسة بقليل ولكنها تعلم جيدا كيف يكون عقاب والدها عندما يُخالف أمره، فخرطوم المياه الغليظ والذي تملأ به والدتها الغسالة اليدوية يشهد عن عدد المرات التي هوى فيها على جسدها او أحد من أخواتها، لتتلقى والدتها هي معظم الضربات وهي تذود عنهم بجسدها وقد احتوتهم بين ذراعيها!!!

"بسم الله ما شاء الله.. قمر"..

أنتبهت لامار على مقولة الدادة، لتطالعها ببراءة طفولية وتساؤل فقالت الدادة شارحة بابتسامة حنون وهي تداعب خصلاتها الذهبية الحريرية:

- لما بنشوف حاجة حلوة يا لامار لازم نكبر ونسمي عشان ما نحسدهاش، وانت حلوة اوي حبيبتي، ربنا يحفظك من العين يارب..

قطبت لامار وقالت باستفهام فهي لا تفوّت صغيرة ولا كبيرة دون ان تفهم معناها:

- يعني ايه نحسد؟..

دادة بصبر وابتسامة حنون بينما يزداد اعجابها بتلك الحلوى والتي أثبتت أنه ليس شكلها فقط الملفت ولكن ذكائها وعقلها الذي يفوق سنها أيضا يستحق الاعجاب، فها هي عسليتيها تلمعان بذكاء وفضول، لتجيبها قائلة:

- يعني لما نشوف حاجة تعجبنا عند حد وما نذكرش اسم ربنا الحاجة دي ممكن تروح وكمان ممكن جدا تنقلب لحاجة وحشة لا قدر الله، عشان كدا لازم نقول بسم الله ما شاء الله أول ما نلاقي حاجة عجبتنا..

ابتسمت لامار لتظهر نغزة خدها الايمن وقالت بحماس:

- فهمت..

لامار رواية  طويلة بقلمي منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن