الفصل الأول

15.1K 214 5
                                    

أوشك شهر أبريل على الإنتهاء,نحن فى ساعة متأخرة من الليل ولكن يبدو أن لا أحد يبالى فإن نادى فلاينز وهوالأشهرعلى شاطئ البحر مازال يعج بجمع مرح لاهـ الموسيقى صاخبة عالية تهتز لها الجدران والراقصون على الحلبة المطلة على المحيط يتمايلون جنباً إلى جنب 
وبهدوء ومن الشرفة الدائرية التى تعلو القاعة الكبيرة يسقط منديل من ورق وهو يرسم دوائر فى الهواء على مائدة هنه الكسندر بالقرب من يدها.
رفعت السيدة الشابة رأسها فنظرت رجلاً يتفرسها وهو متكئ على درابزين الدرج المعدنى وبين أصابعه كوب شراب وتلاقت الأعين وكأنها على ميعاد من زمن بعيد 
هى لم تتحدث أبداً إلى هذا الرجل ولكن وجهه يبدو لها مألوفاً.هو قمحى اللون مائل للسمرة وقد نجحت نظراته وعيناه فى التلطيف من قوة وجرأة ملامحه شاربه يجعله جميلاً ولكن شيئا ما جذبه إليها هذه الجاذبية التى لم تدر لها تفسيراً وكأنه به شيئا ما ساخراً وخطيراً للغاية
منتديات ليلاس
أحبت هنه فيه أيضا هيئته على كل فأن دراسة الهيئة والزوايا والأشكال هى شغلها الشاغل 
وقد أقلقها تخمينها,كان يبدو قويا واثقاً بقدرته ولكن انحناء كتفيه يدل على أن قوته الحقيقية تكمن فى عقله وليست فى عضلاته.
كانت هنه تعشق مراقبة الناس ودراستهم وكأن لها حاسة سادسة بها تكشف الشخصية الحقيقية لكل منهم 
وبدأ لها هذا الرجل وكأنه يريد أن يكون كتاب مفتوح لها وكأنه لا يجد مشقة فى إيجاد أصدقاء له 
فهو محاط بمجموعة صاخبة ومع ذلك فنظراته لم تبرح عينيها 
-أنت تلهو 
همسها فى أذنه أخوه تريفور ماكينون وهو يتكئ بجواره على درابزين السلم
-نعم أنى ألهو فى سكون كأنى ثمل للغاية
-أرى ذلك فإن الردار نشط...من هى المستهدفة؟الجميلة السمراء التى بأسفل؟
هز سام رأسه موافقاً وهو يراقبها منذ لحظة إنها فتاة رائعة.هى لا تهمل أنملة مما يدور حولها فهى تبدو كمن تحكم على الحفل دون أن تشارك فيه حقيقة لماذا لا ترقص؟يا إلهى !كم هى جميلة!!!
قال تريفور:
-أنت على حق لا باس بها .أما صديقتها فمزعجة .تصرف وحدك
لم ينتبه سام لكلام تريفور.هما أخوان يعملان معاً مئات الأشياء تقربهما إلى بعضهما إلا النساء
كان سام يريد ان يكون وحيداً فهو يريد أن ينظر إلى هذه الفتاة ويتأملها لا أكثر فهى غير عادية 
وتعلقت به نظراتها وكأنها مسلوبة الإرادة عادة هى لا تحب الرضوخ ولكن هناك شيئا ما يجبرها أن تدير رأسها .إنه نداء لطيف جدا وملح ينتهى بـ"لو سمحت" رقيقة جداً فهذا البريق المثير الذى لمحته فى عينيه عندما أبتسم لها أخيراً جعلها تمسك أنفاسها واشار لها بيده كمن يريد أن يقول لها شيئا فتلفتت هنه حولها . 
لم يلاحظ أحد شيئا وأجابت هى إشارته دون أن تفهم ما يريد وأخذ هو يربت كوبه وعيناه مغلقتان على شئ على منضدتها نظرت ولمحت المنديل الورقى فأخذت تعبث به وتدعكه فى يدها ثم تقلبه كان مكتوباً عليه بخط جميل "أنت رائعة" رفعت عينيها ذاهلة فنظر إليها مبتسماً وتأكدت مجدداً أنها تعرف هذا الوجه وتزاحمت الأفكار فى رأس هنه ولكن بدلاً من أن ترضخ للأحاسيس التى بدأت تجتاحها فقررت ان تمسك عنها.يا لها من غبية!! 
قد يكون هذا الرجل من الباحثين عن الغانيات وقد يكون الأمر فى نصف الكرة الشمالى وهذا الإطراء هو إحدى حيلة عند الضرورة.
نظرة غليه من جديد وهذه المرة كالفاهمة للعبة وأنها ليس لديها النيه للمشاركة فيها وشكرته بحركة من رأسها وإستدارت إلى رفيقتها 
فى الحقيقة لم تكن كلويه رفيقة بل أسوأ كانت عاشقة وليست هنه ضد فكرة العشق ولكنها كانت عاشقة متعبة 
ولم تعرف هنه أبداً أن تقلد الأخريات فقد ورثت عن أمها أن تأخذ الطريق المضاد للمطلوب وان تتشبث به ولم يكن هذا هو الحال مع كلويه فهذه عاشقة وتصر على أن تكرر لها ذلك مرتين فى الشهر تقريباً 
وتفكرت هنه وهى تتفحص وجه كلويه هذا الوجه الهادئ المزين بالنمش وهاتان العينان اللتان وسعتا بسبب تعلقهما بهذا الموسيقى الذى يتوسط الحلبة وهو يبدو تائها فى عالم ليلاس خاص به يحلق فى سماء ليست هى بها وفجأة لمحته يغمز بعينه إلى أحد ما على حلبة الرقص
هذه الحركة المبهمة أزعجت هنه فهى قد أتت إلى هذه الحمامات قبل وفود المصطافين للأسترخاء ولم يكن فى خططها أن تتحمل دلع صديقة مريضة بالحب وتنهدت وهى تنظر إلى الشابة الجالسة بجانبها ,هى تتذكر أن سن العشرين لم يكن سهلاً أو مسلياً وخاصة إذا كانت تسمى كلويه ومع إنها متعاطفة مع ألم كلويه إلا إنها لا تعقل كيف أن مثل هذه الفتاة انزلقت إى مثل هذا
لقد سكنت هنه بجوار منزل كلويه ويلليز ووالدتها داون منذ تسع سنوات وبسرعة تعودت الطفلة ذات الأثنتى عشر سنة أن تروح وتجئ بين المنزلين وشاهدت هنه كلويه تكبر وتصبح شابة راشدة 
ولكن خيالية هذه المراهقة المتشاحنة دائما نع أمها تحولت إلى فتاة طموحة حالمة تتمنى أن تتزوج ثرياً مثيراً 
ومع أن هنه تعتقد أن طريق السعادة ليس هو بالأرتباط بشاب ذى شعر طويل يدعى راندى واندية ولكنها قررت أن تعمل المكستحيل كى تساعد وتحمى كلويه 
وفى قرارها ستظل كلويه بالنسبة لها هى الفتاة الصغيرة التى قبلت بسرور وبساطة صداقتها 
فكلويه لم تكن أبدا وقحة متكبرة أو مزعجة فقد كانت وديعة ومحترمة وهنه تحبها وهذه الدعوة التى وجهتها لها كلويه كى تأتى لتتأمل هذا لازوج المحتمل ونجم المستقبل ما هى إلا تعبير عن الثقة بها وأيضا كلويه لا تحب النصحية فهى تريد أن تكون مستقلة لا تحب النصيحة فهى تريد أن تكون مستقلة وتعرف أن هنه تحب الرقص ولكن ليس على الملأ ومع أنا س لا تعرفهم .فإن الأحاديث التى يفرضها الرجال فى مثل هذه الأماكن تضايقها.وتعلم إنها لا تشعر بالراحة مع أشخاص لا تعرفهم وتتجنب قدر الأمكان أن تتحدث إلى أجنبى عنها .ومع ذلك فصحبة الناس تجذبها فهى لا ترفض أبداً سهرة أو صحبة جمع ولكن على شرط أن تظل هى مراقبة هى تنظر حولها وهذا الذى ترأه يأسرها 
فهناك رجال يبحثون عن زوجة ونساء يبحثن عن زوج أخرون جاءوا ليستدفوا أو لينسوا أو ليبذوبوا فى الجمع ويحتموا فيه .البعض يعرض صراحة صداقته والبعض يختفى فى الجمع واخرون يلعبون بالسيطرة على أقرانهم أو يقضون الليل معا فى استرجاع الذكريات ويوجد ايضا ملاحظون أخرون مثل النادل أو مثل هنه التى تجيل نظرها فى أرجاء المكان واقدامها تدق نغمة الموسيقى.هى تشعر بالموسيقى تغلغل فالدرحة سريعة وهى تتحرق للرقص القت نظرة إلى ساعتها فأيقنت أنه لم يعد لها غير نصف ساعة لتتحمل هذه الرغبة وتفاديا للنظر إلى فوق إلى الشخص الذى يراقبها فقد أدارت رأسها إلى ناحية أخرى إلى السماء والمحيط .الظلمة تلف المكان الأمواج تلمع أحيانا تمر سحابة فتحجب القمر.لم تستطيع أن أن تنعم تماماً بهذا لاجمال الهادئ فالظلمة والليل لا يريحنها هى تحب النور
شعرت هنه أن يدا لمست كتفها أنه رجل الشرفة بجانبها.هو أكثر جاذبية مما كانت تحسب بل وأكثر طول. وكأن قلبها قد توقف عن الخفقان فهى جاءت إلى هنا لتتفحص المجهولين لها المحيطين بها ولكن يجب أن يظلوا مجهولين وتحققت أنها جافلة بل مرتعبة وهى تقابل الكثيرين فى حايتها العملية بل تتخذ منهم أصدقاء وهناك أيضا القليلون اللذين أرادت أن تتعرف بهم ولكنها تتهرب منهم خوف جرحهم أو أهانتهم لها وهذا الرجل هو منهم 
-مساء الخير 
قالها بصوت مسموع حتى لا تغطيه الموسيقى.أكتفت هنه بإشارة من يدها فسأل كلويه :
-أهى حية أم ميتة؟
أبتسمت هنه 
-هل ستشتاقين إليها كثيرا لو دعوتها للرقص ؟
عبست هنه هى لا تعرف ما يمنع ان تقبل فى التو فهذه الدعوة جاءتها من السماء هى متشوقة للرقص ومع ذلك هى مترددة هى تعرف المخاطر هى تتصور انعاكس ذلك على وجهه لو يعرف الحقيقة:الصدمة عدم المصدقية,والحذر كل هذا خمنته.ومهما أحست بعض الشجاعة اليوم فهى لم تستطع أن تتغلب على الخجل الذى يلازمها منذ الصغر 
وكرر دعوته بصوت خفيض :
-أترفض؟
أبتسمت هنه ولمست بخفة ذراع كلويه وأستدارت الأخيرة وتمعنت فيه وبعد أن تفحصته جيداً نظرت إلى هنه وأومات لهما بالموافقة .
هو يشبه لاعباً محظوظاً وتعلقت أنامله بخصر هنه وقادها إلى وسط الحلبة وهو ينحى الراقصين جانبا بثقة عجيبة .لم يكن فظاً وعهم فقد تباعد الراقصون وهم يبتسمون حينما تعرفوا عليه .
خالج هنه شعور غريب مثل احساس الأنسان قبل السفر حينما يحاول أن يتذكر إن كان قد أحكم إغلاق الأبواب أو فصل المكوأة وحينما يقلق على تأخر الطائرة وإمكان سقوطها أو تصور إحتمال ألا تنعم بصنية جميلة .وتوقفت الجران عن التراقص فقد توقفت الموسيقى عندما وصلا إلى وسط الحلبة وتفرق باقى الراقصين وجفلت هنه هل حان الوقت ليكلمها ؟ وتقابلا مع الراقصين الأخرين وتبادلت هنه الابتسام مع فارسها ومع ذلك فبعض النظرات أكدت لها الشك فى أنه ليس من رواد "الفلاينز"المعتادين وحينما وصلا إلى المكان الذى أراده فى الحلبة التفت إليها فجأة برقة وإعجاب وتأمل جسدها وهو مازال ممسكاً بخصرها,فدق قلبها واضطربت أما هو فقد بدأ سعيداً بذلك ,قال الفارس وهو يبتسم:
-لا أستطيع أن أصدق أنى يجب أن أعارك كى أحظى بهذه الرقصة 
لم تفهم هنه ولكنها أبتسمت وظل هو يتابعها بنظراته وكأنه يجمع معلومات.كان هذا غير محتمل وهم أن يتكلم عندما عزفت الموسيقى ثانية فرمق هو الموسيقين بعدم رضا التفت إليها وهى الأخرى ضايقتها الرنات الموسيقية أحاطها بذراعيه ويدها على كتفه ورقصة هادئة ولكنها أزدات إضطراباً فإحساسها لا يخيب هى قطعا تعرفه مع إنها واثقة بإنها لم تقابل رجلا له عليها مثل هذا التأثير
ورفعت عينيها مرات كى تعرف لون عينيه وتعثرت فى رقصها لأنها لا تتبع إيقاعها وابتسم كأن هذا شئ طبيعى ورويدا رويدا استرخت أعصابها,لم يكن هذا هو حال سام وكأنه ضفدع فى معمل تشريح.هو راقص المئات من النساء ولكن ما من واحدة كان لها مثل هذا التاثير عليه.لم يكن لإحداهن مثل هذه الواسعة الصافية وهذه النظرة الرائعة التى اتته من بعيد لتلاقى عينيه ,لم تكن لها هذه الشفاه الممتلئة التى تدعوك لتقبلها ولا بشرة الأطفال الناعمة تماما مثلما حدث له عندما راقص للمرة الأولى سيدة جميلة فلم يكن يدرى كيف يكون وضع الأيدى ولا ماذا يقول لها وهو لا يريد أن يزعجها
منتديات ليلاس
كانت هنه تعشق الرقص وكانت لها هذه الموهبة فكل خلجة من خلجاتها تتمايل مع الموسيقى ما عليها إلا أن تكون طبيعية هى سمعته يقول شيئا هى واثقة بذلك وطالبته نظراتها بتكرار ما قال ولكن صخب الموسيقى العالية اضطره أن يباعد مقاطع الكلام فعبس وجهها فهى لا تفهم بعد وأنحنى سام إليها وأقترب أكثر فأكثر حتى لامست أنفاسه أذنها ودغدغت رقبتها فأنفجرت ضاحكة وضحك هو أيضا وكف عن الكلام فى هذه الضوضاء .وأحست أنه مختلف فقد كان لهما متسع من المكان كى يتحركا بحرية بينما يتصادم الأخرون وكأن قوة مغناطيسية به تبعدهم عنهما شعره الأسود القصير غزير.هو ليس مفتول العضلات لكنه ذو بنية تنطق رجولة وصحة تقاطيعه محددة,الجبهة عريضة,الأنف مستقيم,الفك مربع ولكنها أبتسمت حينما لاحظت أن حاجبيه طويلان مع كل ما ينطق به من رجولة 
لاحظ سام ذلك فرد ابتسامتها أحبت هنه تقاطيعه ولم يكن ضروريا أن يتكلم فقد سرت فى جسدها حرارة وأيقنت أنه يجدها جميلة وأخيرا أستطاع أن يكون مسموعا :
-هل تعيشين فى فرجينيا بيتش أو أنك تقضين إجازة الصيف؟
.....أسمعى هل تعيشين هنا؟
أومات برأسها مع إنها لم تسمع جيدا سؤاله وعلى العموم فقد سرته إجابتها وتابعا الرقص تصلهما النظرات والأبتسام ونشأ بينهما تفاهم وألفة مع هذه القائق القليلة التى جمعتهما وكأنهما خلقا لبعضهما .ألقت هنه برأسها على كتف سام وكأنها اعتادت ذلك مئات المرات وأحست بنبض قلبه وكأنه يكلمها عن قوته وإخلاصه,عن آلامه وسروره,عن رغباته وكنوزه 
ومع أن هنه لا تؤمن بالحب من أول نظرة فقد تنبأت بأن هذا الرجل سيستولى على جزء منها جزء لم تكن هى نفسها تدرى به ولم تنتبه إلى توقف الموسيقى إلا من إنصراف الراقصين وتنهدت 
حاول سام أن يستبقيها بين ذراعيه ولكنها ابتسمت وأفلتت وعندما أيقن إنها لن تهرب تباعد حتى يتملى منها ولكن نظراته أغاظتها 
فقد بدأ وكأنه يبحث عن سر دفين فى عينى رفيقته وسألها :
-من أنت؟
قالها بصوت ونظرة بهما القلق
دهشت هنه ولكنها ردت بابتسامة :
-امرأة لغز ؟
اكتفت هنه بإن داعبته بأطراف أناملها فلامست خده وذقنه 
-أسمى سام 
لم تجب وعادت الموسيقى مدوية وصاح هو :
-سام ....سام ماكينون 
رفعت هنه يدها إلى أذنها لتشير أنها لم تفهم
أغلاق سام عينيه لإحباطه.ثم جذبها من يدها بعيدا عن الجمع إلى الشرفات الزجاجية التى تطل على المحيط وقد غطت زجاجها حرارة الحجرة ورطوبة ليل أبريل بغيامة الخفيفة وعلى ركن من الزجاج كتب أسمه ومدت هى إصباعها وفعلت مثله .نظرت إليه مفتونة وتوقف تفكيرها ولم تدرى كيف وقعت ثانية فى ذراعيه ومتى رغبت فى أن يقبلها وتحققت الرغبة المحمومة,إقتربت وأنحنت بجسدها فضمها إليه وأحست بطرف لسانه يلامس أسنانها ويدخل لفمها وأخذ يدغدغها حتى أستسلمت له وكأنها على حافة العالم وليس أمامها إلا هو لتتشبث به وأنفصلا وشعرت هنه أنهما مرتبطان بشئ أقوى من الكلام وأعظم من القبلات 
كأنا سعيدين ويتلذذان بأحاسيسهما فكلاهما يعلم أن هذه السرعة والعنف ليس لهما تفسير 
وكان سام لا يعتمد على الحظ....كان وحدهما وكل شئ يبدو لهما بعيداً: الموسيقى....الراقصين 
وهى كانت تدعوه إلى النظر إليها وإلى تأملها طويلا وهذا مبتغاه وأيضا يريد ويحلم أن يداعبها ويتنزه معها وأن يسمعها تضحك وتبكى من الفرح وهو يريد أن يأخذها وأن يذوب فيها وداعبت يده خصلات شعرها الأسود المسترسل على كتفيها وكانه مس شيئا ثمينا هشا وكأن قلب هنه سينخلغ من الخفقان وفجأة ارتجفت هنه وهى تستدير فقد رأت بالقرب منهما الشقراء التى كانت جالسة معها منذ برهة وقالت كلويه وهى تبتسم بخبث :منتديات ليلاس
-أنا لا أحب أن أقطع الأوقات الحلوة ولكن حان وقت الإقفال 
تبادل سام وهنه النظرات وضحكا بصوت خفيض فلم يكونا يودان لأن يفترقا قالت هنه :
-شكرا لهذه الرقصة كانت رائعة 
فأجابها:
-أنتظرى...أنتظرى هنيهة يجب أن...أحقا يجب أن تتركينى الأن ؟أنا...هذا المكان...نستطيع أن نجلس ونشرب مشروبا ونستطيع أن نتحدث فى مكان أخر 
فتساءلت بصوت خفيض وعميق :
-نتحدث؟فيم نتحدث؟
-فقط....نتحادث أما لا أعرف حتى أسمك
نعم....الآن...ها هو الوقت...قد حان...إن هنه تعرف تماما هذه اللحظة.اللحظة التى تثير أحساسا بالتجاوب أو الرفض أو حتى الحيرة.تارجحت أحاسيسها وهى تنظر إلى عينيه بين السعادة والأمان وهى بين ذراعيه وبين ذكرياتها لما سببته لها هذه المواقف من آلام ثم هى لم تعرفه إلا من ساعتين مضتا .من هو؟وقد لا يتقابلان أبدا بعد ذلك ؟لماذا لا تنصرف الآن وهى تحمل له بعض لحظات السعادة التى لن ينال من سحرها شئ 
وتغلبت الغريزة وقررت أن ترحل وغضن وجهها الجميل ورأها سام تهم بالمغادرة وهى تغض الطرف وصاح:
-إيه؟أنتظرى....أنتظرى لحظة .ماذا حدث؟
قالت كلويه:
-لا شئ ألم تقل لك أن الرقصة كانت رائعة؟
فصاح ثانية دون أن يعير كلويه بالاً:
لكنى...لكنى لا أعرف حتى أسمها أريد أن أراك مرة أخرى 
تابعت هنه سيرها دون أن تلتفت إليه فنادها بأسمها :
-هنه !ودوى صوته فى القاعة الخالية ونادى مرة أخرى ولكنها أختفت ولم تكن هنه مندفعة وحزينة مثل اليوم.
كما جرى الأمير الفارس وراء سندريلا عندما دقت الثانية عشر هكذا فعل وهو متحير :
-يا إلهى ! ماذا جرى لها؟ أهى صماء ماذا جرى؟
وتوقف عند حافة الحلبة فقد أحتاجته برودة وأستدار نحو كلويه التى كانت تتبعه بخطى بطيئة وابتسمت له بلطف وهى تومئ برأسها:
-بالفعل...هى صماء 

الرغبة والخوف مكتوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن