لا يعشق تريفور ماكينون من ملذات الدنيا قدر سباق السيارات والنساء هو يعرف ما لهذين النشاطين من مخاطرة وإثارة ولكن لا يطيق أن يبدلهما أو يستغنى عن كلا الأثنين
صاح ترايفور فى أخيه:
-هيه!هل ستستأنف العمل؟!بالأمس أغفلت غداء عمال تجهيزات داتلفى كى تلاقى هذه المرأة ومساء أمس فاتك إجتماع روى جاربر ألم تعلمنى أن العمل هو العمل والمرأة فقط امرأة
كذب سام حين قال :
-لا ليست أنا....قلت فقط أن العمل أولا فكيف يتسنى أن تهتم بالمرأة؟
-نفس الشئ
فكر سام "ليس تماما"لكنه لا ينوى أن يتفلسف مع تريفور نعم هو يعلم أنه أهمل عمله أخيرا وليس بحاجة لمن يذكره بذلك حتى لو كان أخوه ويغيظه جدا أنه لا يجد ما يجيبه به أو ما يعتبه عليه
كان تريفور ينظر لعمله بجدية يلعب بجدية يشرب كذلك ويلاحق النساء بكل جوارحه هو ليس كاخيه سام رجل هادئ ذو عقلية اقتصادية ماهر أما تريفور فهو يعيش يومه وكان ليس له غد ولكن وقع على عاتق تريفور وحده بعد أن هجر سام حلبة السباق أن يحافظ على الصورة اللائقة لمنتجهما حتى يظل يعجب هواة السباقات طبعا نحن فى غنى عن الإشارة إلى ما عاناه من إضطراب فى حياته لذلك وأنه لقى الكثير من المشقة فى أن يبدو متعقلا ليعجب هؤلاء الشيوخ الذين يفضلون جمع المال عن السيارات وكان لسام فضل وأيصا مسؤولية ليعيد تريفور للصواب كأخ كبير ورجل أعمال ماهر وقد تشاحنا كثيرا وتناقشا طويلا فيمن يحق له الإدارة أو من عليه أن يدفع الفواتير حتى يقتنع ترايفور ان عليه أن يطيع أو أن يترك السباقات وقد أطاع جدا فقد أصبح بين ليلة وضحاها حلم هواة السباقات ولم يكن سهلا بالطبع أن يجد تريفور شبابا كلهم حماس ويفوزون بإنتظام فى السباقات ولا يشربون إلا قليلا ولا يخطئون أمام الصحافة ويحتفظون بأسرار حياتهم الخاصة لأنفسهم وهو يعرف ذلك
-كيف تركتنى فى مثل هذا المازق مع هذا الـ جاربر! لو كنت رأيت زوجته...إنها فى غاية القبح !وأنا بينهما أبيع لهما
-حسنا أعتذر !أيكفيك هذا ؟وماذا أيضا؟
-يجب أن تهتم بذلك فى المركز التجارى يوم الثلاثصاء
صاح سام وهو يفتح أجندته بسرعة وعصبية:
-الثلاثاء!يجب عليك أنت أن تكون هناك !تريفور!يجب أن يذهب أحدنا وأنا مشغول جدا يوم الثلاثاء
أجابه أخوه بابتسامة ساخرة :
-أعلم ولكنى لن أذهب بدونك !
هم سام أن يرد بقوة على هذا الإنذار ولكن أمسك وقال:
-ولم لا؟أن تعشق التنزة فى مثل هذه الأماكن وأستمالة الفتيات الصغيرات الساذجات
-أتعتقد؟أنى افضل الكبيرات سنا المتمرسات الصغيرات الناعمات اللاتى تجدهن فى المراكز التجارية يتعبننى وأقول لك الحق أنا أيضا مرتبط هذا الثلاثاء سأذهب إلى المزرعة
سأله سام وقد خفق قلبه بشدة:
-لماذا؟
-أريد ان أقابلها
-من هذه؟
-من فى رأيك؟التى فتنتك وأخبلتك
-وهل يجب ان تعرفها
صاح تريفور مهتاجا :
-سام أنى أخوك
-أعرف
منتديات ليلاس
نهض سام ومشى إلى نافذة مكتبة التى تطل على قاعة معرض السيارات وهو يعض شفته السفلى هو لا يجد ما يقوله من كلمات ملائمة وتذكر تجربته الشخصية....فصاح فجأة :
-هى صماء
رد أخوه:
-حسنا
-وهى ليست عادية بالنسبة لى
-حسنا
-و...و...أنا أحبها لذا لا أريد لأحد ولا حتى أنت أن يفسد علاقتى بها
-حسنا
يستغرق السفر فى الطريق السريع للسيارات ساعتين بين "ريتس موند"و"دونوك" كانت الخضرة وافرة وجميلة والسماء بزرقة صافية والجو حار كأنه أحد أيام شهر أغسطس فالشمس تتعامد أشعتها على الأشجار فى الظهيرة فيتخلل ضؤوها أوراق البلوط هنا التنزه متعة لمن تسعده الجميلة المشمسة وحرارة الهواء الناعمة والريح الذى يداعب الشعور ولكن لم يعجب هذا لاحلم من بوجهها نمش وشعرها مجعد كأنه يمسه كهرباء
تثاءبت كلويه لم تكن البداية سيئة أراد سام وتريفور أن يدبرا ليصطحبا السيدتين ولأن كثيرا من الأعما لتنتظرهما كما أن هنه تفضل للتصوير الضوء الطبيعى لكن كان ينتابهم جميعا بعض الجبن هنه وتخشى مقابلة أم سام وأخيه وهذا أختبار تقع تحته كل حبيبة يقدمها الحبيب إلى أسرته فكيف يكون الحال لمن يتعذر عليها سماع ما يقال ولم يكن سام يعرف رد فعل هنه حين تقابل تريفور وبالأكثر فإن تقديمها إلى والدته نقطة مهمة وصعبة كما أن مقابلة تريفور لكلويه لم تكن مريحة فهى تعرف جيدا ما تبغى من الحياة ولم تتمن أبدا أن تقضى يومين كاملين بصحبة مغامر مثل تريفور ماكينون وكما هى عادته أخذ هو المبادرة وسأل هنه وهو يضع فى ابتسامته كل ما استطاع من ظرف
-سلام كيف حالك؟
واضطرب سام وهو يلاحظ ما أظهرته هنه من محبة نحو أخيه ولم يكن فى نبرة تريفور أى تأثير أو حرج وهو يكلمها ومع أنه يشبه سام فى بعض ملامحه وابتسامته أيضا فقد تميز بهذه القوة الطبيعية التى بها يتناول ببساطة الأشياء والناس كما هم ولا يتطلع إلى تغييرها هو يقبل هنه بدون تحفظ كما هى وعاهتها هى جزء طبيعى من الصورة لا أكثر ولا أقل.ردت هنه مبتسمة :
-صباح الخير إنى مسرورة أن ألقاك سام كلمنى كثيرا عنك
-إذن فأنت تعرفين كم أنا رائع لكنى مندهش فهو عادة ما يحكى حكايات ويحذر النساء منى
ردت هنه وهى تلقى نظرة إلى سام الذى بدأ متضايقا أن يرى أخاه يغازلها :
-هذا بالضبط هو ما قاله لى ولكنى أحب أن أكون شخصيا رأيى الخاص
-هذا تماما نموذج المرأة التى أفضلها
قال سام بهدوء وهو يحيط كتفى هنه بذراعه:
-لا هذا نموذجى أنا
ثم أحاط خصرها بذراعه الأخرى وهو يرمق تريفور وأضاف وهو يشير إلى كلويه:
-وهذه ايضا سلم يا روميو
لمعت عينا تريفور وأدار عينيه إلى كلويه وقطب جبينه :
-لكنى فعلا رأيتكما من قبل أنتما الأثنان أنتما.....فى سهرة فرجينيا بيتش أنى أتذكر شعرك
أحس سام أن كلويه توترت فقال له:
-أقدم لك كلويه لماذا لا تبرهن لهما أنك رجل مهذب بحمل حقائبهما إلى السيارة ؟
نظر تريفور إلى عتبة الباب فرأى حقيبتين وأجهزة تصوير متراصة فرمق كلويه بنظرة وأتجه إلى المنزل.صاح سام مبتسما :
-أنتظرى ولا تحكمى على عائلتنا قبل أن ترى أمى أن تريفور قليل التواجد
-أرى ذلك
ردت هنه ممازحة وأضافت :
-لقد بدأت أحبه
فكر سام هذا شئ فظيع.وشعر سام أن كل شئ مرض حتى الأن:
-أنا سعيد أنه أعجبك ولكن ليس أكثر منى
أسندت هنه جبهتها على صدر سام فأحاطها بذراعيه وهدهدها برفق
أبتعدت كلويه وهى تراقب تريفور وهو يستعرض قوته بحمل كل الأمتعة دفعة واحدة وتسلت بهذا المنظر ولكنها كانت تعلم من جهة ثانية أن معدات هنه أثمن من أن تعرض لأى مخاطر
عادة ً كلويه تحب الرجال وهى قررت يوما أنها ستتزوج من شخص تفتتن به أو من ثرى لو أمكن هى تتقبل صغائرهم كشئ طبيعى لازم لتجميل صورتهم وكان ذلك نمطا كنظام الميكانيكا والمكابس
أما تريفور فهو مثير للغضب إلى أقصى الحدود وتقدمت إلى العتبة وأخذت آلة التصوير التى كانت تتدلى من كتف تريفور وصاح وهو يضع أحدى الحقيبتين على الأرض كى يحرر سير الكاميرا وصاح بحدة:
-هيه!أنتظرى أفزعه تصرفها وفطن إلى أن عصبيتها لا تستهدف فى المقام الأول آلة التصوير.ولكن هو الذى يجعلها عدوانية ولم يهمه ذلك وقال:
-مادمت ترغبي بشدة فى مساعدتى فأحملى هذه الثلاجة
أستشاطت كلويه من هذا الجفاء وحملت الثلاجة وأتجهت إلى السيارة .قال تريفور مشيرا بيده وبعد أن رتب المتعة فى السيارة :
-كل شئ على ما يرام
فسأله سام دهشا :
-بحق السماء !أين تعلمت لغة الإشارة ؟
-بالتلفاز "شارع سيزام"(عندنا أحنا برنامج عالم سمسم)برنامج أمهات عازبات مع أولاد يجب ان أشغل نفسى لذا أتسلى بالتلفاز ورأيت هذا البرنامج مرة أو مرتين وحفظت هذه الإشارة.على العموم هى الوحيدة التى أتذكرها ولا أعرف لماذا
تنفس سام الصعداء هو لا يحتمل أن يتفوق عليه أخوه فى الأتصال بـ هنه أنها فكرة غير محترمة ولكنه لا ينكرها وسأله تريفور :
-ما كل هذا؟
رد سام :
-أعتقد أن هذا جزءا من الأجهزة لصنع الكليشية والباقى لأخذ الصور التى ستعجب هواتنا
-لكن....لمن هذه الأشياء ؟
ردت كلويه :
-إنها خاصة بـ هنه
-هى...هى...مصورة
أندهش تريفور بطريقة أزعجت كلويه فصاحت فجأة:
-هى صماء وليس عمياء وهى مصورة ممتازة
فتذمر تريفور :
-أنا....أنا لا أشك فى ذلك
تفرس تريفور كلويه بدهشه هو متأكد الآن أنها تحقد عليه وحاول معرفة السبب ومع ذلك إن عينيها الزرقاوين أجمل ما رأى فى حياته وكأنهما هذه الزهرات البرية التى تنمو فى الربيع حول المزرعة وعندما تغضب تزدادان زرقة كأنهما الأحجار الكريمة النادرة وهو مغرم بنمشها ولكن يا إلهى لماذا هى بهذا البياض ؟!!!
وسمعها تتمتم بشئ غير مستحب عن "شارع سيزام" بينما تمرر حقيبة إلى سام قبل أن تبتعد عنه
-من هذه الفتاة
رد سام وقد لاحظ مدى أهتمام أخيه بها :
-إنها كلويه ويلليز صديقة هنه حارستها الخاصة ومساعدتها لو سمحت كن لطيفا معها
هذه الفتاة كلويه ويلليز صديقة هنه ومساعدتها وحارستها الخاصة جلست فى الأريكة الخلفية لـترانس أم وكل مدة الطريق لم تدخر فرصة لتظهر مللها كلما فتح تريفور فمه ليتكلم وحاول المسكين أن يكون لطيفا وعندما توقفوا لتموين السيارة بالوقود أسرع يحضر لها شراب :
أترغبين فى أى شئ أخر؟
مطت شفتيها وأدارت رأسها واستطرد:
-حقا أى شئ قطعة شوكولا أو فرشة شعر مثلا؟!
رأئع!! لقد بدأ يضطرب مما تثيره فيه هاتين العينين ذات الزرقة الجامدة فى كل مرة تحول إليه نظرها فيها توعد وكثير من الخطر شئ لا يقاوم شئ جذاب مثل "أربع وعشرون ساعة فى مانس"
وتوجهوا إلى الجنوب بعد رونوك وعبروا ضيعة يسمى"بوثرميل" وأتخذوا طريق الريف وبعد قليل وصلوا إلى مزرعة يحوطها سور أبيض وفى المدخل صندوق بريد بأسم ماكينون وفى الحال فهمت هنه إن ما تصورته هى عن مزرعته وما حكاه هو عنها ووصفه لها. وحصاد الحبوب وجمع التفاح شيئان مختلفان تماما والمنزل الرئيسى الضخم ذو النوافذ الحمراء الجميلة يطل على التل تتوسطه شرفة كبيرة يظهر من ورائه سقف مبنيين كبيرين لا يبدوان كمخازن غلال تحوطها الحقول الخضراء المشعبة والزلط الأبيض يزين الطريق الجميل إلى المنزل منظر يوحى بحياة سهلة ميسرة وسألت هنه سام بينما توقفت السيارة أمام بضع درجات أمام دهليز طويل :منتديات ليلاس
-كم صموعة غلال تملك؟وأين حقول الذرة والحدائق ؟
وأنفجر سام ضاحكا وهو ينظر فخورا إلى ممتلكاته التى عدلها وجملها مرارا منذ الصبا :
-أختفى كل ذلك من زمن إن هذا المكان حيث نأتى الآن للأستجمام والأسترخاء لم نعد مزارعين ولا ضرر أن نقطف التفاح أحيانا فأمى لا تتحمل فكرة فقده جميعه والبستان خلف المنزل
أضاف تريفور:
-هى تقول :"على من يريد كعكة منزلية أن يجمع التفاح".ونحن صغار كنا لا نأكل إلا إياه وعدد لهم كعكة تفاح حلو تفاح تفاح مهروس تفاح كذا...تفاح كذا والمشروب عصير تفاح
وأنفتح الباب وأنطلق الأخوان يعانقان الأم ويقبلانها بحرارة لم تعهدها هنه مع والديها
لم تبد أمها أية مظاهر من العاطفة نحوهم وكان أبوها الهادئ اللطيف يبدو منعزلا فى عالم ليس عالمهم أما أم سام فهى مختلفة قالت الأخيرة بإنزعاج لتريفور بمجرد أن رأته:
-عليك أن تزور الحلاق!
فرد تريفور مازحا:
-ولكن يا أمى الفتيات تعشقن قصة شعرى وتلعبن به ويداعبننى وتتخلله أصابعهن طوال الوقت أنظرى جربى يبدو ناعم مثل شعر الأطفال
أجبته امه وهى تقرص خده بلطف :
-أنا الذى أعطيتك هذا الشعر يا سيئ التربية ولا أريد ان ألمسه
كانت الأم تعلم بعاهة هنه سام أخبرها بذلك قالت لها وهى تتفرسها:
-أنت هنه كنت أعرف أن سام لن يأتى هنا إلا بفتاة جميلة مثلك
وسعد سام بالمرأتين ووقف ينظر إليهما فخورا مشرقا ولم يضايقه أبدا طريقة والدته المباشرة فى التعبير عن مشاعرها أما هنه فأرتبكت وخجلت لهذا المديح وأحمرت وجنتاها وهى تبحث عن رد ملائم ثم استدارت وقدمت صديقتها إلى مدام ماكينون قالت الأم:
-كلمنى سام عنك أنت أيضا يا عزيزتى.أهلا بك.لك أسم جميل أليس كذلك؟ألك أسم أخر؟
كذبت كلويه وهى تقول بشجاعة جندى صغير كيب :
-لا يا سيدتى
فغمز تريفور وعلق:
-هذا رد صريح !
ورمقته كلويه بنظرة حادة كمن تريد أن تفتك به وبدأ أن هذا سره جدا.هو يدخر هذا الأسم لمس ويلليز إلى الفرصة الأخرى ليعاكسها به مثل شعرها وغرورها وهنه
منتديات ليلاس
لعبة الأم دور المضيفة وامرت الشابين أن ينزلا المتاع ودعت الفتاتين إلى مصاحبتها إلى المطبخ حيث تعد الغداء وبعد قليل كلفت ولديها بعمل بالقرب من المجمد وكانا يحاولان التسلل إلى المبانى الملحقة
أحبت هنه كل ما فى المزرعة وتابعت بسرور الأم وهى تعمل وهى تشتكى.أحبت أيضا الأم والأشياء واريج الحقول وهذه السعادة السهلة والمحبة التى تحيط بكل شئ هنا تعلم الأخوان أن يتقبلا كل ما لا يرضى وأن يعتزا بكل جميل هنا ايضا تعلما أن يقدرا الناس لصفاتهم الحميدة لمزاياهم وليس لمركزهم فى الحياة وكأن هنه أدركت كل ما فى وجدانهما من مشاعر وكل ما تعلماه تماما . وشعرت أنها محبوبة إلى أقصى الحدود ومرغوبة لذاتها ولا يعنى ذلك أن الحياة أصبحت بين عشية وضحاها سهلة لذيذة كطبق كريز أو تفاح وإنما عليها أن ترقى أكثر من أى وقت أخر إلى مستوى هذه الثقة
وسمحت لهم أخيرا مدام كاينون بزيارة أحد المبنين الكبيرين الذى يسميه الشابان البوتيك
عرفت هنه أنه جراج حيث تبنى أو تصلح السيارات بين المسابقات وخمنت أيضا أو تخيلت منظر هذا البوتيك
ليس جراجا ريفيا ليس كذلك تماما ! أنما هو بوتيك تكلف ملايين الدولارات أمام الجراج يقف جرار ضخم يتصدره أسم "ماللينى&ماكينون"يستخدم فى تحريك السيارات ونقلها إلى الشاحنات وتوقعت هنه حين أقتربت أن يكون المكان صاخبا وأحست هنه بالبوابة تهتز وذهلت من مساحة الجراج فى الحقيقة المبنيان متصلان ويكونان مساحة أكثر من عشرة ألاف متر مربع وحوله عشرات السيارات المتراصة وفى الوسط يوجد عشرون عامل
منتديات ليلاس
أما المحركات فى مبعثرة هنا وهناك ولم تكن آلات ميكانيكية فحسب وإنما آلات ضخمة الكترونية متصلو بحاسبات آلية.هنا قنوات وشاشات ورسومات وكأنك بأحد معامل ناساويس فى الجراج هواة متحمسين
أمسك سام بذراع هنه وقدمها إلى الموجودين واحدا واحد ولم يلاحظ أحد أنها صماء فى البداية بسبب الضوضاء وكان من الممكن أن يطول هذ1ا السهو لو لم يكن أحد الفنيين ويدعى دارلى إسيلك سألته هنه :
-عفوا لم أفهم جيدا
ولاحت على وجه سام ابتسامة حزن وعلق:
-لو حاولت شرح كل شئ سنستغرق اليوم كله أتريدين أن تتولى كلويه الترجمة؟
-بالتأكيد
وأنتشر الخبر بسرعة وعلم كل الفنيين فى البوتيك أناه لا تستطيع السمع وأنه هباء أن توقف الماكينات
تعودت هنه منذ مدة طويلة كل ردود فعل اللذين يكتشفون عاهتها من الشفقة إلى كم من الأسئلة إلى الأزدراء أو الرغبة فى التكلم بصوت عالى حتى الصراخ أحيانا
أما كلويه فكانت تواجها مشكلة من نوع أخر فبالرغم من أنها تتحدث للفنيين الميكانيكين وتطرح أسئلة كثيرة وهم مؤدبون ومحبون لكن تريفور هو مشكلتها الوحيدة فهو يتبعها كظلها يصطدم بها إذا توقفت فجأة يسارع بمد يده إلى ذراعها إذا أضطرت أن تتختى شيئا وكأنها عاجزة عن التصرف وحدها.ولكن ما يثير حنقها فعلا هى طريقته حين يندفع نحوها وحين ينحنيان على محرك يرفع شعرها وهو يهمس أحذرى أن يؤخذ شعرك فى ترس سيكون ذلك مريعا أليس كذلك؟
وتقدم شخص ضخم الجسم وقدمه سام أنه فرانك هوفمن رئيس الورشة.رجل فى حوالى الخمسين من العمر يبدو واثقا بنفسه بأهميته وبلا شك بحجمه واثقا بخبرته واضح أن سام يحبه ويقدره نظر فرانك مواجهة إلى هنه وسألها :
-أنت صماء!أنتظرى لحظة....دعينى أفكر....تشرفت بمعرفتك
أرادت هنه أن تصرخ فرحة لأنه كلمها بلغة الإشارة
-وأنا أيضا سعيدة جدا
-أوهـ! أنت تتكلمين ؟حسنا هذا يسهل الأمور أليس كذلك؟لى أبنة أخ هى أيضا صماء ولكنها لا تتكلم أنت على الأقل تستطيعين أن تصرخى لو داس أحد على قدمك
هى لم تفكر ابدا فى ذلك لكن الفكرة معقولة وأنفجرت ضاحكة والتفتت إلى سام وقالت :
-أمل ألا تفكر أبدا فى جعلى فتاة صماء صغيرة شجاعة
منتديات ليلاس
ومضى الوقت مسليا وهم يزورون البوتيك ماعدا بعض الأرتباك بسبب بلاهة بعض الميكانيكية أو موهبة هنه فى التصوير وهو أمر مازال سرا.ولكن سام دائما بجانبها يذلل كل العقبات ودعى فرانك وجيرى ويلكز وأحد المهندسين المتخصصين للغداء معهم .أعدت لهم مدام ماكينون شطائر لحم فراخ باردة وهريسة بطاطس شهية وسلطات وكمية كبيرة من سلطة الفاكهة لم يكن هناك مجال لتصنع الخجل فى هذا الموقف وكان سام مسرورا جدا وأحس أن لـ هنه أهمية عظمى عنده والأهم أيضا إنها تقدرهم وقالت فجأة :
-من فضلك....أن كل ما تحكى لى يشدنى ولكن أجد مشقة فى متابعتك أتمانع أن تترجم كلويه؟
أبدت مثل تلك الملحوظة كما أسعده أيضا أن يرى الجالسون على الكراسى يلتفون رويدا رويدا حولها حتى أنهم أيضا يستخدمون لغة الإشارة دون أن يقصدوا ليتحدثوا معها ولاحظت هنه من تعبير الوجوه التوتر الذى أصاب المدعوين ولم تفهم هنه تعبير وجه سام الذى أجاب:
-يجب ان أقوم بعملين أو ثلاثة بمكتبى أسمع تريفور إن هنه ستأخذ سيارة لعمل بعض المعانيات فى طريق مارتنفيل أتريد أن ترافقها ؟
-نعم أحب ذلك
وأضافت هنه:
-وأحب أيضا أن أعود إلى البوتيك لآخذ بعض الكليشيهات ولكن لا بأس سأقوم بذلك غدا صباحا هذا لو كان الكل هنا غدا صباحا
قال فرانك هوفمن شيئا أثار ضحك الجميع ونظر إلى هنه وأردف مهتما :
-عمال يشتغلون سبعة أيام فى الأسبوع ويوميا من ثمانى ساعات إلى عشر ساعات سيكونون هنا متى شئت يا جميلتى
وهمس تريفور لـ كلويه :
-وأنت ما برنامجك يا جميلتى؟
ولكن ما من إجابة فأردف:
-ألا تحبين أن ترينى وانا أعمل يا جميلتى أنا؟
ردت كلويه وهى تشخص إلى هنه :
-لا.ولن تحتاجى إلى أليس كذلك؟
أجابت هنه :
-لا أعتقد ولكن هل أنت واثقة بإنك لن تستطيعى المجئ معنا أحسبنا سنتسلى
تمتمت كلويه :
-أفضل ان أنتحر
فزمجر تريفور :
-بروت....كفى!إن كرامتى لا تحتمل ذلك.أمى!!أن كسلو تريد أن تتشاجر!
ومن تحت المنضدة ربتت مدام ماكينون على ركبة كلويه :
-أعتقد أن لها أسبابها يا عزيزى
-حسنا!لكنى لا أدركها لقد اسنفدت كل وسائل الظرف معها منذ الصباح ولكنها لا تظهر إلا العداوة!
صاح سام ممازحا وهو يغمز لـ كلويه :
-قد تكون عدمت الطريقة!يا صديقى!وربما لا ترى فيك الرجل الذى لا يقاوم؟!!
ورمقها تريفور طويلا وتوقفت نظراته على عينيها التى تنطق بالغيظ وشفتيها الرقيقتين المتململتين :
-أنا؟لا...أعتقد أنها تلعب.تريد أن تصبح مرغوبة!!*********************
أنت تقرأ
الرغبة والخوف مكتوبة
Romanceهنه الكسندر المرأة الصماء والمصورة الطموح أرادت لسام ماكينون رجل الأعمال الثرى أن يتعود الشعور بأشياء فقد تملكته وهو لا يملك أن يبعدها عن ذهنه فهما يتقاسمان آلاف الأحاسيس والأنفعالات ولكن توجد أيضا أشياء مهمة جدا لن يستطيعا تقاسمها ويجب أن يعتاد ذلك...