عاد السيد مالك في ذلك اليوم الى بيته في حالة يرثى لها ولكن المسكين كبت كل شى في داخله ورسم ابتسامة على وجهه وفتح الباب ودخل .
استقبلته نور كالعاده بابتسامتها المشرقه وطارق ترك العابه وقفز اليه يتعلق برقبته وهو يلاعبه ويضحك حتى وهو في هذه النفسيه فهم قادرون على اسعاده وجعله ينسى ما به .
- هيا يا عزيزي بدل ملابسك واستعد لتناول العشاء لقد اعددت لك وجبتك المفضله اليوم ستيك بالخضار .
- اووووه رائع اني جائع جدا .
تركها واتجه للداخل وهو يفكر كيف سيفاتحها بموضوع العمل دون ان يجعلها تشك بشئ.
بعد تناول الطعام جلسو يستمتعون مع طارق الى ان غلبه النوم واخذته نور ووضعته بفراشه .
- نور ضعيه بفراشه وعودي اريد ان اتحدث معكي بموضوع مهم .
- حالا يا عزيزي .
عادت نور وجلست بجانبه وسالته كيف انت ؟لم تخبرني ماذا قال الطبيب ؟
- لاشئ مهم عزيزتي مجرد تعب وارهاق من العمل واخبرني انني يجب ان ارتاح واخفف من ضغط العمل .
تنهدت نور وقالت : الحمد لله لقد اطماننت عليك ،ما رايك ان نذهب في اجازه حتى ترتاح قليلا .
- لا استطيع عزيزتي ، وهذا الموضوع الذي اريد ان افاتحكي فيه ، لقد قررت انه ابتداءا من اول الاسبوع ستنزلين معي الى العمل لانني بحاجة الى معونتكي معي بالعمل .
نور والدهشة على وجهها : انا لا اعتقد اني استطيع فانا لا اعلم شئ عن طبيعة عملك .
- لا تخافي يا زوجتي انتي فتاة قويه وانا ساكون معكي الى ان تتقني كل شئ بالعمل ثم هل نسيتي ان دراستك كانت بتخصص اللغات سوف تفيدنا جدا فشركة القهوه مسؤولة عن تصدير القهوه الى عدة بلدان اجنبيه وسيكون عليكي التعامل مع وفود رجال الاعمال الاجانب لمناقشة الصفقات المتعلقه بالتصدير الى بلدانهم ، ثم اني اثق بذكائك .
- حسنا وطارق فانا لا انوي ابدا اهمال ابني الصغير انه بحاجتي ولا استطيع الابتعاد عنه لفترات طويله.
- لا تخافي لقد جعلتهم يعدون غرفة مجهزة باحدث معدات الاطفال ستكون جاهزه بقرب مكتبنا وفي اي وقت تستطيعين الاطمئنان عليه وستكون معه مرافقه تعتني به وتتمتع بخبرة عاليه في التعامل مع الاطفال.
- ارى انك درست الموضوع من كل نواحيه .
- اجل يا عزيزتي وذلك لانه بعد كم شهر ساضطر للسفر من اجل صفقة مهمه وقد اتغيب فترة طويله لذلك اريد ان احرص على تدريبكي على العمل لتكوني مستعده لمسك امور الشركه بغيابي فانتي زوجتي الحبيبه ولن اعتمد على احد غريب ليمسك زمام العمل .
- مالك اصدقني القول هل تخفي عني شئ .
- وماذا ساخفي يا صغيرتي ، انا فقط اريد ان تساعديني بالعمل .
- ان كان الامر هكذا فانا موافقه ولكن احتاج لمدبره للمنزل تهتم بشؤونه اثناء غيابنا عنه .
- لا تشغلي بالك كل شئ سيكون كما تريدين تماما .
-اوه يا عزيزي حقا تحمست للفكره لقد بسطت الامر
كثيرا وقبلته من وجنتيه وعانقته بشده .
وهكذا ببداية الاسبوع توجهت نور صباحا مع زوجها الى العمل وقد كان كل شى على اتم الاستعداد كما خطط له مالك وحضرت المربيه وجهزت غرفة طارق وهكذا بدات نور عملها بهمة ونشاط وحيويه وقد احبها الموظفون لذكاىها وسرعة تفهمها لامور العمل ،طبعا بالبدايه استغرب الجميع فرق السن بينهما ولكنها اثبتت نفسها بكل جدارة وكان مالك سعيد جدا بها وكانت بين الحين وااخر تذهب للاطمئنان على طفلها .
استمر الوضع هكذا مدة شهر كانت الحالة الصحيه للسيد مالك تسوء ببطئ واستمر باخفاء امر مرضه ومدى خطورته عنها ، وبنفس الوقت بين فترة واخرى يتصل بسيف لمعرفة موعد قدومه الى ان جاء يوم اتصل فيه سيف بالسيد مالك واخبره بانه قد حجز وموعد قدومه بعد اسبوع وبانه قد انهى القسم المتعلق بمشروعه فاخبره السيد مالك بانه بانتظاره .
بعد اسبوع وصل سيف الى اميركا ونزل باحد الفنادق التابعه للسيد مالك حيث تواعدا على اللقاء .
وهناك بالفعل تم لقاؤهما وبعد السلام والسؤال عن الاحوال والاعمال ساله سيف :
- اجل يا عمي اني احترمك جدا فانت صديق والدي رحمه الله وانا اعتذر منك لتاخري ولكني صدقا لم استطع القدوم في وقت ابكر فطمني ما هو الموضوع المهم الذي تريدني به ؟
- حسنا يا سيف اريدك ان تتحلى بالهدوء والحكمه وحسن التصرف فما ساقوله مهم جدا .
-تفضل يا عمي كلي اذان صاغيه.
وشرع السيد مالك يحدثه عن وضعه الصحي الخطير وسيف بحالة صدمه لما يسمع .
- اه يا عمي اني اسف على وضعك اشد الاسف وليس بيدي حيله سوا ان ابقى معك واعتني بك .
- دعك من الاعتناء بي الان هناك من هما احق بهذه العناية مني ، اسمع يا سيف لقد تزوجت منذ 4 سنوات تقريبا من امراة شابه وانجبت طفلا اعتبرته كطفلي ولقد سجلت كل ما املك باسمهما واريدك ان تعتني بهما جيدا من بعدي .
صدم سيف لهذا الخبر وقال :
يا عمي لماذا لم تخبرني من قبل انه خبر مفاجئ ولكن لا تخف هم امانة في عنقي وساعتني بهم جيدا.
انتابت السيد مالك نوبة سعال حاده فاحضر له سيف كاس ماء وشربه مع الدواء الذي بحوزته فهدئ وضعه قليلا فساعده ومدده على الكنبه التي يجلس عليها وطلب منه ان يرتاح قليلا ولكن السيد مالك امسك يده وقال له :لم انتهي من كلامي يا سيف هناك امر عليك معرفته .
- ليس الان يا عمي انت متعب .
هز راسه بتعب وقال بل الان يا سيف .
واكمل :
الفتاة التي تزوجتها هي نور التي اغتصبتها انت .
هنا انتفض سيف ووقف مبتعدا عن السيد مالك وعيناه تكاد تخرج من راسه ولم يعد يستطيع الكلام ،هنا اكمل له السيد مالك القصه التي لم يعرفها طوال 4 سنوات وهي كيف اختفت الفتاه وكيف ساعدها وانقذها وارتبط بها .
وسيف لا يصدق ما يسمع الى ان اخبره مالك :
سيف الطفل الذي انجبته نور يكون ولدك ولم اكن اظن بحياتي اني ساخبرك ولكن ايامي معدوده ورايت انه يجب ان تعلم الامر فمهما كان هو ابنك .
هنا سيف لم يعد يتحمل ، اخذ يقطع الغرفه ذهابا وايابا ويديه على راسه يمسكه وكانه سوف يطير عن جسده واخذ يبكي بصوت عالي ويصرخ مالذي فعلته ؟ ما الذي فعلته ؟
بقي على هذا الحال مدة لا يعلم كم ثم اتجه الى السيد خالد الممدد على الكنبه واخبره بكل احداث القصه وختم قوله بالنهايه ترى هل ستسامحني نور لقد ظلمتها ظلما شديدا .
هنا قال السيد مالك بحده لا شان لك بنور ولا اظن انها ستسامحك ولكني اخبرتك لاجل طارق ولدي الصغير نعم ولدي لقد ربيته وشديد الفرح بقدومه الى هذه الدنيا وانا اخبرتك لان الفتى سيكون بحاجة الى اب يقف بجانبه في هذه الحياه انا نور فسنجد طريقه لتتقبل ان تكون والد ابنها فقط لا غير فعليها ان تضحي لاجل ابنها . ولولا علمي انك شخص جيد ما اخبرتك اعلم ان الحقد والانتقام اعمو بصيرتك ولكنك بالنهايه ظلمت الفتاه حتى لو بالخطا .
انهار سيف على الكنبه المقابله ووضع راسه بين يديه وعاد للبكاء وهو يتمنى لو ان الارض تنشق وتبلعه من شدة خجله من عمه السيد مالك .
- اياك ان تحاول التحدث معها قبل ان افاتحها بالموضوع علينا ان نتصرف بحذر لا اريد ان اؤذي نور اياك يا سيف .
فهز سيف راسه وساعد السيد مالك الذي تحامل على نفسه واوصله الى سيارته الذي عاد الى بيته ليرتاح فيه .
اتمنى البارت اعجبكم
عطر الجنه....
أنت تقرأ
خبايا الاقدار
Romanceنور فتاة يتيمه عاشت حياتها في الميتم وانهت دراستها الثانويه فيه بتفوق وتاهلت للدراسة الجامعيه وهي بسنتها الاخيره متفوقة على طلاب دفعتها طموحها واحلامها عاليه ولكن لا احد يعلم خبايا الاقدار وما سيواجه في هذه الدنيا .....