تجلس نور تحت شجرة في الحديقة التي بجانب الشركه الساعه الان السادسه والنصف مساءا من يوم الجمعه توشك الشمس على المغيب تنتظر مغيبها فهي تحب مشاهدة غروب الشمس .
طارق ذهب ليلعب كله نشاط وحيويه لا يتعب من الركض والقفز اصبح بالسادسه والتحق بالمدرسه .
سرحت بنظرها للبعيد تتذكر ما مرت به في حياتها .
مضت سنتان على وفاة مالك تنهدت بحزن وتمتمت
- اه لو بقيت معي يا مالك .
عادت بها الذكريات فبعد الانتهاء من مراسم الدفن والجنازه علمت نور من السيد ابراهيم ان مالك يمتلك شقة صغيره قريبه من الشركه فطلبت ان تنتقل اليها على وجه السرعه فهي تريد الابتعاد الحزن الذي عاشته .
واصبحت مسؤوله عن كل شئ بالنسبه لامور الشركه سارت على خير مايرام . اما الفنادق فقد سلمت موضوعهم للسيد ابراهيم .
عادت لتتذكر مالك كم كان يحبها ويحب طارق ، تدفقت دمعة من عينها وسالت على خدها مسحتها بظاهر كفها استيقظت من ذكرياتها على صوت طارق ماما ...ماما ....
- اريد من عمو ان يعلمني كيف اطير الطياره .
وقفت نور والتفتت اليه وجدته يقف وبجانبه رجل يمسك يده تفاجئت من وجوده وكيف يمسك بيد طارق .
- مساء الخير سيدتي ...رآني طارق وانا اطير الطياره الورقيه واحب ان اعلمه فقلت له يجب الاستئذان من ماما اولا .
- اسفه يا سيدي لتطفل ابني عليك لا اريده ان يشغلك .
- ابدا سيدتي لقد احببت طارق جدا ولا مانع عندي من اللعب معه واذا كنتي لا تمانعين فساعلمه هنا امامك لتكوني مطمئنه .
- ماما ..ماما .. اريد ذلك .
ابتسمت نور وقالت :حسنا يا طارق ولكن لا تتعب عمو .
- مد الرجل يده وسلم على نور وقال اسمي سيف وشد على يدها .
ارتجفت نور لدى سماعها الاسم ،احس بها وتلاقت الاعين نظرت اليه من فوق الى تحت ثم عادت للنظر الى عينيه .
قال :هل هناك شئ سيدتي .
- لا ،لا مانع عندي بامكانكما اللعب واسمي نور .
هنا قال سيف : هيا يا طارق لنبدا وابتعدا عنها ليباشرا تطير الطائره .
وقفت نور تراقبهما واخذت تحدث نفسها
لا اعرف لما اشعر بشئ غريب اتجاه هذا الرجل لا اعرف ما هو ربما لان اسمه سيف اووووه لكم اكره هذا الاسم .
ثم قالت في نفسها : لا تتحامقي يا نور انه شخص اخر وليس سيف المتوحش وهل ستحكمين على كل شخص اسمه سيف بانه سئ .
واخذت تراقب الرجل وهو يعلم ابنها كيف يطير الطياره وعادت من جديد لافكارها ،مسكين طارق هو حقا بحاجة لوجود اب في حياته .ولكن ليس بيدها حيله .
ثم لاحظت تاخر الوقت فتوجهت اليهما وقالت هيا يا طارق علينا العوده تاخر الوقت .
ماما دعيني انا مبسوط .
- طارق يكفي لهذا اليوم ثم ان عمو بحاجه للراحه .
- طارق حبيبي لا نريد ان نزعج ماما ثم اني دائما اتي الى الحديقه وساكون هنا في المرات المقبله وسالعب معك كثيرا . ثم حضنه بحنان وقبله على خده ومسح على راسه وقال :فرصه سعيده سيدتي استاذن منكي للذهاب وانسحب بهدوء .
نظرت نور اليه وهو يبتعد وحدثت نفسها يا الاهي ما هذا الشعور الغريب ثم ابعدت هذه الافكار عنها ومسكت يد طارق واتجهو عائدين الى بيتهم واثناء العوده فكرت كم هو طيب ويحب الاطفال لقد كان واضحا من خلال عناقه طارق .
عادت الى شقتها الصغيره وساعدت طارق بالاغتسال ثم تناولا العشاء ووضعته بفراشه وعندما نام انسحبت الى غرفتها .
رمت نفسها على السرير وعادت للتفكير بسيف
- اه لو ان اسمه اسم اخر من بين كل البشر علي انا ان اتعرف الى رجل واسمه سيف افففففف.
فكرت كم هو وسيم بل شديد الوسامه.
اخذت تتذكر ملامحه طويل ذو عضلات مفتوله بشره برونزيه فاتحه شعر ناعم طويل كشعر الاسد لحيه محدده خفيفه شفاه ممتلئه انف مرسوم رسم و
عيناه عندما التقت بعينيها .. عاد لها هاجسها ترى اين رايت تلك العيون ثم قامت عن السرير وقالت
- يكفي غباء انها المره الاولى التي اراه فيها .
ذهبت الى الحمام غسلت اسنانها وعادت الى الفراش واستسلمت للنوم.
اما سيف فعاد الى بيته الموجود بنفس محيط بيتها فلقد تعمد ان يكون بنفس المنطقه ليكون قريبا منهم . نعم هو سيف هو لم يمت فبعد خروج نور من عنده تلقى الكثير من الضرب على وجهه حتى ان معالم وجهه قد اختفت من شدة اللكمات ثم تم اطلاق النار عليه في صدره .وعند حضور الشرطه ظنوه ميت واعلنو وفاته لان نبضه كان ضعيف جدا ولكن فور وصوله للمختصين اكتشفو انه مازال عنده نبض . ادخلوه مباشرة الى العمليات كانت الرصاصه مستقره بجانب القلب عدا عن النزيف الداخلي في صدره نتيجة اللكمات التي تعرض لها وكسور في عظام القفص الصدري .
بعد الانتهاء من العمليه قدر له النجاة ولكن اضطر لسفر خارج البلاد لاكمال علاجه حيث قام بعدة عمليات تجميل بوجهه ادت الى تغير شكله وحياته ايضا .
ولكن نور وابنه لم تغب لحظه عن تفكيره وقد استغل تغير شكله ليتقرب منها ومن ابنه طارق .
اخذ هو الاخر يتذكر ملامحها لقد اصبحت بالثامنه والعشرين امراة بكل معنى الكلمه زادت جاذبيتها وجمالها رقيقه ناعمه واجمل ما فيها بسمتها التي تتراقص معها غمازتيها على وجنتيها .
اشتد نعاسه فاستسلم للنوم وهو عازم على استرجاع ابنه ونور .
ومر اسبوع وروتين الحياة اليوميه لنور وطارق وهما لا يعلمان انك هناك من يراقبهم داىما وجاء يوم الجمعه فتوجهت نورمع طفلها الى الحديقه كانت ترتدي فستان اصفر وعليه ورود صغيره زرقاء بشيالات رفيعه وومفصل من عند الصدر ثم يتوسع من الاسفل شعرها كشلال يتماوج مع نسمات الهواء بدت جميلة جدا جلست تحت شجرتها التي تقع على تلة مرتفعه قليلا اسمتها شجرتي لانها تراقب منها غروب الشمس .
اوصت طارق الا يبتعد كثيرا وجلست تقرا كتاب معها عاد طارق بعد ربع ساعه وهو يمسك بيد سيف
- ماما ..ماما انظري وجدت عمو سيف سنطير الطياره معا .
رفعت راسها وجدته ينظر اليها ابتسمت وقالت اهلا كيف حالك ؟
- اهلا سيدتي ، الحمد لله . ان كنتي لا تمانعي سالاعب طارق هنا بالقرب منكي .
- لا باس في ذلك .
قفز طارق من الفرح وشد سيف من يده وقال هيا هيا لننطلق . ابتسم سيف وقال هيا وانطلقا يركضان مع بعضهما .طبعا سيف كان يغري طارق باللعب معه بالطائره ليتقرب من نور عن طريقه كان يلاعبه ويعلمه بكل صبر وفرح ويلاعبه ويقبله ونور تنظر لهم وهي مندهشه من تقبل طارق وفرحة سيف وكيف لا وهو ابوه اصلا .
قال طارق :عمو..عمو عندي دراجه هل تعلمني المره القادمه كيف اركبها .
- طبعا يا حبيبي احضرها وساعلمك .
في هذه الاثناء ارتفعت الطائره بالسماء فتركه يمسك الخيط وذهب متوجها الى نور .
- هل تسمحين لي بالجلوس .
- توترت نور ولكن قالت تفضل . فجلس بجانبها .
- قال :طارق طفل راىع كله نشاط وحيويه لقد احببته جدا .
- شكرا لك ، ولكن طارق طفل والده توفي منذ سنتان واخاف ان يتعلق بك كثيرا وان يضره هذا الامر .
اوه لا تخافي سيدتي انا رجل وحيد واتي كثيرا الى الحديقه لاتسلى وان كنتي لا تمانعي فلتحضري سيف يوم التلاثاء لانه طلب مني ان اعلمه ركوب الدراجه .
- اوه لا اريد ان اشغلك معه .
-لا ابدا بالعكس اني سعيد معه جدا .
- ابتسمت نور وقالت شكرا لك . وجلسا يراقبان طارق وهو يمسك خيط الطائره بفرح .
وهكذا احضرت نور الدراجه وطارق الى الحديقه في اليوم المحدد لتجد سيف ينتظرها عند شجرتها . فانطلق هو وابنهما وهي جلست تقرا .
وهكذا توالت اللقاءات وزاد تعلقهم ببعضهم البعض الى ان دعته نور مرة بعد الحديقه لشرب فنجان قهوه كان سيف في قمة السعاده فهو يريد التقرب منها .
جلس سيف ينتظر بغرفة معيشة صغيره لكنها جميله وذات طابع هادئ بينما نور ساعدت طارق بالاغتسال والتوجه للفراش فقد كان منهك من كثرة اللعب .
ثم توجهت للاسفل واعدت القهوه وتوجهت الى حيث يجلس سيف وناولته فنجانه :تفضل.
- شكرا . تناوله وهو ينظر بداخل عينيها فارتبكت واهتزت يدها فتساقطت قطرات القهوه على سيف فوضعت الفنجان وتناولت بعض اوراق الفاين وقالت اوه اسفه فتناول الفاين وهو يمسك يدها فاحمرت خجلا .
- لا باس لم يحدث شئ قال . هل لي بالتوجه الى التواليت لانظف نفسي .
اوه تفضل . دلته ووقفت تنتظر خروجه .
اخذت تحدث نفسها ما الذي يحدث لي عندما اكون بجانبه اشعر بقلبي يكاد يقفز من صدري لم تنتبه لخروجه اقترب منها ووقف خلفها فما ان التفتت حتى وجدت نفسها بين ذراعيه وضع يديه على خصرها ونظر الى عينيها واستقرت نظراته على شفتيها وتبادلا قبلة طويله قبله هادئه حنونه غابا فيها عن الكون ثم امسك وجهها بين يديه وقال هل تتزوجيني ؟
تفاجئت نور وابتعدت عنه ؟
- ارجوكي فكري جيدا لقد احببتكي وطارق من كل قلبي وحقا اريد ان اكمل حياتي معكما .
ترددت وتوترت وقالت اعطني مهلة للتفكير .
- اجاب لا باس تاخر الوقت وعلي الذهاب .
رافقته الى الباب وقبل خروجه اقترب منها وقبلها من جبينها ثم خرج . وتركها لتفكر به .نهاية البارت اتمنى يعجبكم
شكرا لكل من قرا روايتي وتابع اجزاؤها شكرا لانكم جعلتوني اشعر باحساس رائع جديد علي احساس بالسعادة شكرا لكم من كل قلبي .
عطر الجنه .....
أنت تقرأ
خبايا الاقدار
Romanceنور فتاة يتيمه عاشت حياتها في الميتم وانهت دراستها الثانويه فيه بتفوق وتاهلت للدراسة الجامعيه وهي بسنتها الاخيره متفوقة على طلاب دفعتها طموحها واحلامها عاليه ولكن لا احد يعلم خبايا الاقدار وما سيواجه في هذه الدنيا .....