الانقلاب

343 7 2
                                    

يجلس سيف بالمستشفى بجانب نور الممده على السرير موصولتا بالاجهزه لمتابعة حالتها الصحيه .
ستة اشهر مرت على الحادثه هي الان بغيبوبه بعد الحادثه لم تستيقظ ابدا وقد اوضح الاطباء بان وضعها الجسدي مستقر ويبقى الانتظار لتستيقظ من غيبوبتها .
اما عن سيف فقد تغيرت احواله ، فقد نصف وزنه وطالت لحيته وفقد بريق عينيه كل يوم ياتي لزيارتها يمسك يدها يتوسلها لتصحو ويدعو الله لتعود لاطفالها ولكن دون جدوى ليغادر المستشفى يجر نفسه جرا كان ميت حي ولا شئ يصبره سوا اطفاله اللذين يفتقدون امهم حيث كان يصحبهم معه في نهاية كل اسبوع للزيارة .
وما لا يعرفه سيف ان هناك شخص كان يبيت عند نور يوميا يقضي الليل بطوله يتحدث معها يراقبها ويتغزل بها وبجمالها انه طبيب المناوبة الليليه الدكتور احمد .
بدا الامر بعد دخول نور المشفى باسبوعين اصبح الجميع يتحدث عن حالتها واسموها القمر الغافي تيمنا بجمالها وقد كان الجميع يحزن لرؤية هذه الجميله وزوجها الوسيم واطفالها في هذا الوضع .
الى ان جاء يوم واجتمع الدكتور احمد وزملائه في الكفتيريا لتناول الطعام في فترة استراحتهم القصيره .
قال احد الزملاء :هي رايتم القمر الغافي ؟
اجابوا رايناه يا له من قمر جميل .
احمد :اي قمر هذا الذي تتحدثون عنه  نحن في عز الضهر .
- انت ابقى في عملك وتناول طعامك لا اظنك ستهتم بموضوعنا .
- اخبرني يا هذا عن قمركم الغافي هذا .
- اوه انها امراة راىعة الجمال لها وجه كالبدر المنير واخبروه بحالتها كلها والحادثه التي تعرضت لها .
- قال احد الزملاء الم ترها ؟
احمد لا فانا حاليا في قسم الكسور وستبدا مناوبتي الليليه بعد 3 ايام عند قمركم الغافي وبعدها ساخبركم برايي والان دعونا ننهي طعامنا ونستعد .
بعد 3 ايام استلم د.احمد مناوبته ودخل ليتابع فحوصاتها وعندما فتح باب غرفتها وقف مذهول من هذا القمر الممدد امامه .
دخل الى الغرفه واغلق الباب اقترب من نور وقال :
انكي حقا كالقمر بجماله ... اقترب منها تحسس نبضها مسح بيده على شعرها ولمس جانب خدها انبهر بنعومة جلدها وجماله .
- يا الهي لكي ملمس وردة جوريه اقترب وشم رائحة شعرها ..حتى رائحتكي كوردة جوريه معهم حق انهم لقبوكي بالقمر الغافي لكنكي اجمل وردة رايتها في حياتي يا وردتي الجميله .
اخذ يتساءل ترى ما ذا حدث لكي نمتي هكذا ادعو الله لكي بان تستيقظي .
واتم فحوصاته وتركها وخرج .عمل على انهاء جولته بسرعه وعاد الى غرفتها شئ ما كان يشده اليها كان يشعر برغبة شديده بالجلوس بجانبها ومراقبتها والتحدث اليها حتى وهي ليست واعيه وبقي على هذا الحال طوال اقامتها بالمشفى ينهي جولاته الليليه ويجلس بجانبها وزوجها بالنهار ويغادر لاجل اطفاله .
الدكتور احمد شاب طويل طوله 180سم برونزي البشره له شعر كشعر الاسد لونه اسود تتخلله بعض شعرات الشيب لتضفي عليه مظهر الوقار يبلغ من العمر 40 سنه وغير متزوج واجمل ما يميزه عيونه الزرقاء كلون البحر ذو جسد متناسق وله بنية عضليه رائعه .
وكالعاده انهى جولته لعنايه بالمرضى وتفقد احوالهم كانت الساعة الثانيه والنصف ليلا عندما اسرع الى غرفة نور دخل الى غرفتها واغلق الباب واتجه يجلس على حافة السرير بجانبها وكالعاده بدا بالحديث معها :
- ملاكي الجميل كيف حاله اليوم .. اه يا وردتي الجميله كم اتمنى ان تفتحي عيناكي الجميله لاتمتع بالنظر اليهما اعلم انكي تسمعيني يقولون الذي يصاب بالغيبوبه يكون جسده نائما ولكن عقله مستيقظ اني متاكد انكي تسمعيني لا تخافي يا فراشتي لن اتركيي حتى تستيقظي لن اتخلى عنكي ابدا .
اعلم انكي تقولين انه طبيب ويجب عليه ان يتحلى باخلاق حسنه مع مرضاه ولكن للقلوب احكام اخرى وقلبي لم استطع ان امنعه عنكي فانا بشر بالنهايه
اعلم انكي زوجه وام واحسد زوجكي من قلبي لان له امراة رائعه مثلكي ولكني وطوال فترة تواجدكي هنا كنت اسمعه يبكي ويقول سامحيني واتساءل ماذا قد فعل ليطلب السماح ترى هل جعلكي حزينه لست ادري يا ملاكي الحبيب وهل يستطيع احد ان يؤذي كل هذا الجمال .
ثم يقترب منها يشتم رائحتها وياخذ نفس طويل لا يريد ان يخرجه من صدره لتبقى رائحتها بداخل صدره ويقول لها انا متاكد بان الورد قد سرق راىحته منكي يا عبق الورد كله .
منذ ان رايت نوركي الرائع وشئ ما يشدني اليك انكي سيدتي التي لطالما حلمت بلقائها واخيرا اراد القدر ان القاها ولن اتخلى عنكي حتى تفتحي عيناكي يا عبق الورد كله .
اخذ يمسح على راسها ويتحسس شعرها ويشتم رائحتها ثم انتبه فجاه يا الهي وكاني رايتكي  تتبسمين اخذ يفرك عيونه ثم قال لابد انه تاثير السهر يا ملاكي الجميل ليكمل مناوبته عندها وينتهي الوقت المحدد ويغادر وكله امل بان يلقاها باليوم التالي وكل يوم على هذا الموال وهو يصبر نفسه ويقول لعل الله يحدث امرا .
ومضت الايام هكذا يزداد تعلق د.احمد بجميلته النائمه ويزداد انكسار قلب سيف لما الت اليه حبيبة قلبه الى ان جاء اليوم الموعود وشاء الله ان تستيقظ نور من غيبوبتها كانت الساعة الواحده ظهرا والممرضه تعمل على تعليق السيروم لها عندما بدات اهتزازات تصيب جسدها كان من الواضح انها تقاوم لتفتح عينيها ونجحت بذلك .
اسرعت الممرضه تنادي الاطباء ليهرعو اليها في ذات اللحظه كان قد وصل سيف الى عندها وعندما راى الاطباء يتراكضون الى غرفتها اسرع محاولا الدخول ولكن منعه الاطباء ليبقى بالخارج ينتظر خروج احد ليخبره القصه .
خرجت الممرضه فاسرع اليها وسالها :
- ارجوكي ما الذي يحدث ؟
- لقد فتحت المريضة عينيها . واسرعت باتجاه وجهتها.
اخذ سيف يضحك ويقول الحمد لله الحمد لله .
بعد نصف ساعه خرج الطبيب فركض سيف باتجاهه وقال له دكتور طمني عن زوجتي ارجوك.
- اطمئن تم فحص المريضه بعنايه وجميع مؤشراتها الحيويه ممتازه ولا شئ يدعو الى القلق ولكنها بحاجه لجلسات علاج طبيعي لتساعدها على استعادة حركتها فعضلات جسدها اصابتها الضمور والكسل لطول فترة غيبوبتها واخبرك با العامل النفسي له اكبر الاثر بتحفيز المريضه واستجابتها السريعه للعلاج .
- اشكرك حقا ايها الطبيب . هل استطيع الدخول اليها ؟
- ليس الان انهم سيعملون على نقلها لغرفة اخرى خالية من كل هذه الاجهزه التي تحيط بها .
بالفعل بعد عشر دقائق خرجت الممرضات يدفعن بتخت نور الى غرفة اخرى وسار خلفهم سيف كان يفكر في ردة فعل نور ماذا ستفعل عندما تراه هل ستسامحه هل سينسون الماضي وتعود حياتهم كما كانت كلها افكار تدافعت وتجمعت في راسه مسببة له قلق وخوف مما هو ينتظرهم بالمستقبل .
بعد انتهاء عمل الممرضات حاول سيف الدخول لعندها ولكن الممرضه التي عندها منعته وعندما سال عن السبب اجابته بانها رغبة المريضه . بهت سيف قليلا وسال هل هي تحدثت بذلك ؟
- اجل ا خبرتني بذلك فهي تتحدث ولكن بشكل بطئ نوعا ما ولكنها ستعود قريبا لطبيعتها فلا تخف فانا المسؤولة عنها الان وساساعدها بتناول الطعام وامورها بخير والحمد لله .
وقف سيف بالممر واذ يحدث نفسه ويقول لا باس انها البدايه فقط ثم تذكر اطفاله فهم وسيلته للوصول اليها واسرع بالعودة اليهم واخبارهم بالخبر السعيد .
حل المساء وكالعاده بدات مناوبة د. احمد انهى جولاته المعتاده واتجه الى غرفة نور ليبهت الاخر من عدم وجودها اندفع للخارج يسال عنها اخبروه باستيقاظها وانه تم نقلها الى غرفة اخرى فاتجه اليها على الفور وهو سعيد بهذا الخبر .
فتح الباب ودخل اليها راها مستلقية على جنبها نظر اليها طويلا ثم خرج دون ازعاجها .
باليوم التالي بدات نور جلسة علاجها الطبيعي بالصباح الباكر حينما راها الدكتور المعالج اخبرها ان تتشجع وتشفى سريعا لرؤية اولادها وقد كان هذا حافزها بالفعلي لها وقد ابلت حسنا بالجلسة الاولى بعد الانتهاء عادت الى السرير تمددت لترتاح قليلا بهذه اللحظه دخل سيف عندها وقال
- حمد لله على سلامتك يا نور كيف حالك اليوم ؟
لم تجب فقط كانت تنظر اليه بكل برود مما جعله يتوتر .
تقدم نحوها واقترب منها نظر اليها قال لها حبيبتي سننسى كل ما مر بنا وسنبدا من جديد حاول لمسها الا انها ابعدت يدها عنه نظر الى عينيها ليرى كل جمود العالم بعينيها صدم وبهت ثم سمعها تقول
ببطئ احضر ..لي.. اطفالي .
تملكه التوتر قليلا ثم قال الان هزت راسها بنعم .
- حسنا يا حبيبتي ساذهب لاحضارهم فطارق وملك يتلهفان شوقا لرؤيتك اخبرتهم بعودتك وقد فرحو جدا ساذهب الان والتفت خارجا وهو يعلم بان الامور ستكون صعبه بينه وبينها ولكنه لن يياس ابدا .
بعد خروجه حضر د.احمد لزيارتها انها المره الاولى التي سيراها فيها بالنهار تردد قليلا وطرق الباب ودخل .
- كيف حالك يا نور اراكي بصحة رائعه . نظر اليها وعيونه التي تتحدث يحدث نفسه بمدى جمالها وجمال عينيها الخضراء توتر قليلا هي ايضا تنظر اليه نظرة عميقه حدث نفسه ترى هل كانت تسمعه في كل تلك الليالي .
- انا الدكتور احمد كنت اعتني بك بالفتره المسائيه .
- صوتك مالوف ..لي يا دكتور .. اشعر كاني اعرفك .
ابتسم احمد واتجه اليها وجلس على حافة سريرها امسك يدها بين يديه وهما ينظران بعيون بعضهما
- كنتي جميلتي النائمه ثم وضع يده على خدها وامسك خصلة من شعرها اشتمها وقبلها  وابتعد قائلا حمدا لله على سلامتك فراشتي الجميله وهم بالخروج .
- انتظر لا تذهب ... التفت اليها قالت صوتك نعم انه صوتك كان يزورني باحلامي ذات الصوت العميق الحنون كنت انت من اعطاني الامل بالحياه ومؤنسي في ظلامي الدامس صوتك انه انت انا متاكده .
بهتت قليلا لقد تحدثت بشكل جيد رفعت نظرها اليه رات الدموع تسيل من عينيه اقترب منها عاد وامسك يدها وقال انه انا يا جميلتي كنت اعلم انك تسمعيني
مدت يدها ومسحت دموعه كم تشعر بالراحة لوجوده في هذه اللحظه فتح الباب و دخل سيف والاطفال اندفع طارق الى امه وهو ينادي ماما ..ماما
ووقف سيف يحمل صغيرته ملك مصدوم من هذا المشهد انسحب الدكتور احمد وقال حمد لله على سلامتها وخرج تاركا نور مع عائلتها ليحدث نفسه اثناء ابتعاده ايها الاحمق ماذا تاملت لديها زوج واطفال احمق ... يا لي من احمق .
اما عند نور فكانت لحظة رؤيتها لاطفالها اعظم لحظة عندها اخذتهم في حضنها تقبلهم تشتم رائحتهم ياااااه كم اشتاقت لهم وخلال هذا كله كان سيف وكانه غير موجود فهي لم تعره ادنى اهتمام
اما سيف كان يقف يفكر فيما راه عند دخوله الغرفه ليخرج تاركا نور مع الاولاد وتوجه لسؤال الممرضه من هذا الدكتور الذي كان بالداخل قبل قليل .
- انه د. احمد الطبيب المسؤول عن المرضى بالفترة الليليه .
- شكرا لكي .
وهنا اخذ يحدث نفسه ترى ما وراءك ايها الطبيب ؟
ليعود الى اطفاله وزوجته .

اتمنى يكون البارت اعجبكم واتمنى تصوتو للقصه ولا تحرموني من تعليقاتكم وسامحوني للتاخير
....عطر الجنه .....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خبايا الاقدار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن