الفصل العاشر
* غيرة سلمى *
قال الطبيب كلماته ثم غادر الغرفة ولحق به باقي الأطباء فأزداد بكاء سلمى حينما رأت ثياب جاسر ملطخة بالدماء
سلمى: " بدموع " كتفك بيوجعك ؟
جاسر: طول ما أنتي جمبي مش بحس غير بحبك و بس
سلمى: "بدموع" بس أنت شكلك متبهدل أوي
جاسر: ما تخافيش عليا
سلمى: " بدموع " أمال هخاف على مين ؟
جاسر: أنا أسف لأني سبب دموعك
سلمى: ما تقولش كده
جاسر: طيب كفاية دموع علشان خاطري، بجد دموعك بتحسسني أني عاجز
سلمى: حاضر مش هعيط تاني
صمت جاسر لبرهة ثم قرر مشاكستها حتى يطمئن قلبها فهتف
جاسر: طيب ممكن تجيبي بوسة علشان أنا مش قادر أطلع عندك يا حلو يا اللي فوق
انفجرت سلمى ضاحكة فانضم لها جاسر بصوت غلبه الألم
سلمى: بطل قلة أدب و قوم معايا علشان ترجع السرير
جاسر: لا أنا هفصل هنا لحد ما الدكتور يرجع علشان مش عايز أحمل عليكي وعلى يارا
سلمى: أنا وهي كويسين يلا قوم معايا
جاسر: لا يا غلباوية
سلمى: خايف عليا ولا على يارا ؟
جاسر: لو بصحتي كنت عرفتك خايف على مين
أطالت سلمى النظر في عيني جاسر بعدما تفوه بكلماته
جاسر: بتبصيلي كده ليه ؟!
تحسست سلمى وجهه بيدها ثم هتفت بصوت دافئ غلبه العشق
سلمى: وحشتني يا جاسر و بجد كنت تعبانه من غيرك
جاسر: أنا مش هبعد عنك تاني أبدا
سلمى: وعد ؟
جاسر: وعد
سلمى: أنا بحبك أوي
جاسر: و أنا بحبك لدرجة ممكن تخليني أسيب العالم كله وأجيلك أنتي
سلمى: بجد ؟!
جاسر: بجد يا سلمى
اتسعت ابتسامة سلمى ثم تأوهت بشدة فقلق جاسر
جاسر: مالك ؟!
سلمى: يارا صحيت على كلامك الحلو وبتلعب جوه وبتقولك وحشني صوتك أوي يا بابا
وضع جاسر يده إليمنى على بطن سلمى ليشعر بحركة طفلته وما أن ركلته اتسعت ابتسامته
جاسر: " مازحا " البت دي شكلها بتلعب كورة جوه و هتطلع شقية زي ناس
سلمى: "بمشاكسة" ده على أساس أنك ملاك
جاسر: مش هتحني عليا بقى
سلمى: لا
جاسر: علشان خاطري
اتسعت ابتسامة له سلمى وأخذت تقترب منه ولكن قاطعها صوت طرق على باب الغرفة
جاسر: رجعنا لأيام زمان، أدخل
قالها جاسر بحدة فانفجرت سلمى ضاحكة
الدكتور: أتفضل يا أستاذ على السرير بصراحة أنت ومراتك أغرب أتنين قابلتهم
نظر جاسر إلى سلمى ثم غمز لها مشاكسا وهتف
جاسر: عملت إيه يا سيادة اللواء ؟!!!
خجلت سلمى من مشاكسة جاسر لها أمام الطبيب وتلك الممرضة الشابة
سلمى: "بخجل" بطل هزار بقى يا جاسر، عيب كده
جاسر: هههههه حاضر ممكن تساعدني يا دكتور
اقترب الطبيب من العاشق وساعده على النهوض فاستند جاسر عليه حتى عاد إلى فراشه ثم ساعده الطبيب على إزالة الرداء الخاص بالمشفى حتى يستطيع الوصول إلى الجرح الذي تجدد نزفه فظهرت عضلاته بوضوح ما جعل تلك الممرضة الشابة تتأمل جسده العاري ولاحظت سلمى تلك النظرات فاشتعلت نيران الغيرة في قلبها ورمقتها بنظرات نارية رآها جاسر بوضوح فهو يعلم طفلته جيدا فمال على أذن الطبيب و هتف بصوت خفيض
جاسر: أنا بقول تطلع الممرضة بره قبل ما سلمى ترميها من الشباك، دي مراتي و أنا عارفها كويس
وجه الطبيب نظراته صوب سلمى ورأى غضب كبير يسيطر على قسمات وجهها فكاد ينفجر ضاحكا لكنه تمالك نفسه
الدكتور: وداد أنا خلاص مش محتاجك تقدري تتفضلي
وداد: " بهيام " ليه بس يا دكتور ما هنا كويس خليني مع حضرتك شوية والنبي
لم تستطع سلمى أن تحتمل وقاحة النظرات التي ترمق بها تلك الوداد ذلك المجنون المملوك لها فانفجرت غاضبة
سلمى: "بحدة" أنتي ما بتسمعيش ولا ما بتفهميش بيقولك أطلعي بره ولا تحبي أطلعك أنا
لم يستطع الطبيب أن يتمالك نفسه فانفجر ضاحكا بينما أستمر جاسر في أسر ضحكته بصعوبة حتى لا يغضب طفلته التي فقدت ما تبقى من عقلها نتيجة لغيرتها
جاسر: أتفضلي حضرتك دلوقتي
وداد: "بدلع" حاضر يا أستاذ، يالهوي مز أوي
قالت وداد كلماتها الأخيرة بصوت خفيض وهي في طريقها لمغادرة الغرفة ولكن الكلمات وصلت إلى مسامع سلمى
سلمى: اللهم طولك يا روح
جاسر: سلمى يا عمري ياريت تهدي شوية علشان
سلمى: "قاطعته" جاسر سيبني في حالي أحسنلك
قالت سلمى كلماتها بحدة ثم تركت الغرفة صافعة الباب خلفها بعنف فأطلق جاسر العنان لضحكاته ولكنه تأوه من الألم فضحك الطبيب
الدكتور: هقولك على حاجة و ما تزعلش مني أنت زي ابني
جاسر: أكيد يا دكتور
الدكتور: أنتوا الأتنين مجانين
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي العاشق ثم هتف
جاسر: بس أحلي جنان
الدكتور: كنت بتنادي باسمها وأنت في أوضة العمليات علشان كده خليتها تفضل معاك هنا، لأن هي كمان كانت منهارة، ربنا يخليكم لبعض
جاسر: يارب
الدكتور: طيب يا بطل أنا كده خلصت وياريت ما تفكش أيدك من كتفك تاني لأن جرح كتفك أصعب من الجرح اللي في بطنك
جاسر: هو أنا ممكن أخرج أمتى ؟!
الدكتور: ممكن خلال أسبوع بس هتحتاج أسبوعين راحة كمان في البيت وأعمل حسابك بالليل هننقلك أوضة عادية بدل الرعاية، يلا هسيبك ترتاح وتصالح الغيرانة
بمجرد أن غادر الطبيب ، دلفت سلمى إلى الغرفة وهي لازالت تشتاط غيظا
جاسر: سلمى
سلمى: "بغيظ" نعم
جاسر: تعالي هنا
تقدمت منه بخطوات هادئة فضمها إلى صدره بيده اليمنى
جاسر: مجنونة
سلمى: على أساس أن العقل بيقع منك ولا أنت ناسي القلم
جاسر: لو كنت أعرف أن بعد القلم ده هصالحك وأتجوزك كنت ضربتك من يوم ما دلقتي عليا عصير المانجة
اتسعت ابتسامة سلمى حينما تذكرت ذلك اليوم واقتربت منه لتقبل شفاه ولكن قاطعها دخول سعيد إلى الغرفة فزفر جاسر بضيق ثم هتف بغيظ
جاسر : منور يا بابا أنا حاسس أني قاعد في الشارع مش في مستشفى
سعيد: ههههههههه كنت بتعمل إيه يا شقي ؟!
جاسر: على أساس أنك مؤدب يا عم الشباب
سعيد: ايوه كده أرجع عاكس فينا زى زمان، شوف سلمى وشها نور أزاي
سلمى: أنا رجعتلي روحي أول ما فتح عينيه
جاسر: ربنا يخليكي ليا، صحيح هو الشعب فين ؟!
سعيد : سلمى ما قالتلكش أن مي وحنان ولدوا أمبارح
جاسر: ده خبر حلو أوي
سلمى: مي جابت مي وعمرو جاب جاسر
اتسعت ابتسامة جاسر فبادلته سلمى بابتسامتها العذبة
جاسر: " مازحا " مش هتروح الشركة ولا إيه؟!
سعيد : " بخبث " لا مش رايح النهارده وكمان شوية السواق هيروح يجيب صباح والحاجة سميرة
جاسر : "مازحا" أمتى بقى نروح بيتنا يا جميل
سلمى: مفيش فايدة فيك أبدا، قليل الأدب
جاسر: طالع لأبويا مش كده يا شيخ الشباب
سعيد: واد أنت أنا هروح للدكتور أخليه ينيمك يومين كمان
مرت أيام عديدة هادئة وتحسنت حالة جاسر قليلا ولكنه لم يتوقف أبدا عن مشاكسة سلمى بالرغم من شعوره بالألم، و جاهد بكل الطرق أن يقتطف قبلة من شفاها ولكن دون جدوى فكان دائما يأتي من يقاطعهما إلى أن جاء اليوم الذي يسبق خروجه من المشفى
جاسر: سلمى
سلمى: نعم يا روحي
جاسر: تعالي
سلمى: لا سيبني ألم هدومك علشان ما ننساش حاجة
جاسر: تعالي بقى بلاش رخامة قبل الهكسوس ما يجوا
سلمى: هههههههه عليك شوية تشبيهات مشكلة
جاسر: تعالى بقى يا سيادة اللواء والله وحشتني
سلمى: برضو لا
جاسر: هتيجي بالذوق ولا أقوم أجيبك؟!
سلمى: مش هتقدر تقوم لوحدك أساسا
جاسر: "مصطنع الغضب"خلاص يا سلمى براحتك
سلمى: أنت زعلت ؟
جاسر: اه و مش هكلمك تاني
قال جاسر كلماته مقلدا طريقة الأطفال فابتسمت له سلمى وأخذت تقترب منه ما جعل دقات قلب كل منهم تتسارع شوقا للأخر
سلمى: مش هتبطل قلة أدب بقى كل شوية حد يدخل علينا والمستشفى كلها بتتكلم عن الظابط المجنون و مراته الهبله
انفجر جاسر ضاحكا بالرغم من شعوره بالألم فانضمت إليه سلمى و شاركتهم يارا حينما أخذت تركل سلمى
سلمى: بنتك شكلها بتضحك علينا هي كمان
جاسر: أنتي يا بت ما تضربيش ماما، أنا بس اللي أضربها
وكزته سلمى في كتفه فتأوه كمشاكسة لسلمى ما جعلها تقترب منه أكثر لتتحسس كتفه المصابة
سلمى: أنا أسفة أستني هروح أجيب الدكتور
همت سلمى أن تبتعد ولكن قاطعها جاسر حينما أقيض يده اليمنى على يدها وجاهد ليقربها إليه فاستسلمت له سلمى و جلست إلى جواره
سلمى: كنت بتضحك عليا ؟!
جاسر: اه
سلمى: أعمل فيك إيه أنا دلوقتي ؟!
جاسر: أنتي ما تعمليش حاجة خالص لأن أنا اللي هعمل
وضع جاسر يده خلف رأسها واقترب من شفاها بشدة وكاد يقتطف تلك القبلة ولكن قاطعهما دخول عمرو حاملا طفله وتبعه محمود وملك
جاسر: هو أنتوا حد موصيكوا عليا ؟
ملك: ههههههه أحسن
جاسر: بت أنتي ملكيش دعوة بيا
ملك: هههههه حاضر
سلمى: يا روحي على السكر ممكن أخده شوية؟!
اقترب عمرو منهما و وضع جاسر الصغير بين يديها
سلمى: ما شاء الله سكر خالص
جاسر: شايفين الواد طالع قمر زي اللي اتسمى على اسمه ، واد أنت أكبر بقى علشان أعلمك الشقاوة
سلمى: قصدك تعلمه قلة الأدب يا حبيبي
ضحكوا جميعا على مزحة سلمى، ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى دلف سعيد أيضا إلى الغرفة
سعيد: الله الله حبيب جدو هنا ؟
اقترب سعيد من سلمى وحمل عنها جاسر الصغير وأخذ يشاكسه
جاسر: إيه يا عم سعيد هتأكل الواد ولا إيه ؟!
سعيد: أنا حر مع حفيدي أخرج منها أنت بس
جاسر: طيب مفيش أخبار ؟!
سعيد: أخبار إيه ؟!
جاسر: " مازحا " مفيش حاجة جايه في السكة ؟!
انفجروا جميعا ضاحكين على مزحة جاسر
عمرو: هههههه ما تلم نفسك بقى يا جاسر
جاسر: عايزين نطمن على أمك
محمود: الله يا عمي بجد لو عملتها هعملك سبوع و أرقص كمان
علا صوت ضحكاتهم فدمعت عيني سلمى من كثرة الضحك
سلمى: بس بقى يا جماعة بطلوا هزار
سعيد: سيبيهم أنا هربيهم من أول و جديد، أمال حنان فين ؟
عمرو: ما قدرتش تيجي جرحها بيتعبها
سلمى: ربنا معاها أول ما نرجع البيت هروحلها
عمرو: أنا وسامح قررنا نعمل سبوع واحد لمي وجاسر بعد أسبوع
سعيد: فكرة حلوة ، خلاص السبوع يتعمل عندي في البيت و تكاليفه هدية مني
عمرو: بس يا عمي
سعيد: " قاطعه " واد يا عمرو اللي أقوله يتسمع ومن النهارده مش عايز أسمع كلمة عمي من حد فيكم كلكم تقولوا بابا والكلام ده يمشي على حنان ومي وسامح كمان مفهوم ؟!
جاسر: حاضر يا سيادة اللواء
قهقه الجميع على مشاكسة جاسر و قضوا عدة ساعات سويا ملأها الضحك
عمرو: طيب هنمشي بقى قبل ما الأستاذ جاسر يغضب علينا و حنان تقتلني
جاسر: أستني يا عمرو كنت عايزكم في حاجة
سعيد: خير يا جاسر ؟!
جاسر: ملك خدي جاسر من بابا و خدي سلمى وأنزلوا أشربوا حاجة تحت
ملك: أنت بتوزعنا و لا إيه ؟!
جاسر: هنقول كلام رجالة تحبي تسمعي ؟!
ملك: هههههههه لا
جاسر: يلا أمشي و خدي القمر بتاعي معاكي وخلوا مصطفى ينزل معاكم
سلمى: حاضر يا حبيبي
حملت ملك جاسر الصغير ثم غادرت الغرفة برفقة سلمى
عمرو: في إيه يا جاسر، أنت تعبان تاني ؟!
جاسر: أنا أكيد تعبان بس مش هو ده اللي أنا عايزه
سعيد: طيب قول أحنا سامعينك
أخبرهم جاسر بما يريده و في ذات الوقت كان يدور حوارا أخر بغرفة الممرضات
أمل: بتعملي إيه ؟!
وداد: " بهيام " بكتب نمرتي على ورقة علشان أديها للمز اللي هيخرج من المستشفى بكرة
أمل: ما تحترمي نفسك يا وداد، دي مراته حامل
وداد: مش مهم أنا راضيه
أمل: أنتي أكيد مجنونة و مش هترتاحي غير لما مراته تجيبك من شعرك
لم تعير تلك الوداد أي انتباه لكلام زميلتها وغادرت الغرفة لتذهب إلى غرفة جاسر
محمود: بصراحة أنا موافق من غير تفكير
سعيد: و أنا كمان
جاسر: ساكت ليه ياعمرو ؟!
عمرو: بصراحة اللي أنتوا بتتكلموا عنه ده مش سهل سيبوني أفكر وهرد عليكم يوم السبوع
سعيد: ماشي يا عمرو خد وقتك، وبما أن مفيش حد غيرنا في موضوع تاني لازم تعرفوه
قص سعيد عليهم محاولة فارس لاختطاف سلمى وأخبرهم برغبة رفعت في المساعدة ولكنه بمجرد أن أنهى حديثه أنفجر جاسر غاضبا
جاسر: الحيوان ده أنا هقتله
سعيد: أهدي يا جاسر الأمور لازم تتحل بهدوء، ما ينفعش تضيع نفسك علشان حيوان زي ده
عمرو: بصراحة يا بابا الوضع زاد عن حده وكل مرة يقدر يهرب قبل ما نمسك عليه حاجة
جاسر: أنا خلاص جبت أخرى منه وكلها كام شهر وسلمى تولد وساعتها ممكن يجري وراها هي وبنتي، أنا هقتله
ضيق سعيد بين حاجبيه ثم هتف بنبرة حادة
سعيد: جاسر متخلينيش أندم أني أتكلمت
جاسر: بس يا بابا
سعيد : " قاطعه " الموضوع ده أنا هحله بنفسي ممكن تهدى بقى علشان جرحك
جاسر: حاضر
سعيد: و إياك أعرف أنك زعلت سلمى لأن أنا اللي طلبت منها ما تقولش حاجة، مفهوم ؟
جاسر: هحاول
سعيد: " بحدة " جاسر
جاسر: " بغيظ " حاضر
سعيد: أنا همشي عندي شغل مهم في الشركة
محمود: وأنا كمان هنزل أخد ملك علشان رايحين عند الدكتور كمان ساعة
عمرو: طيب يلا بينا كلنا وبكرة نجيلك البيت
غادروا جميعا تاركين جاسر في قمة غضبه و لم تمض سوى دقائق قليلة حتى دلفت وداد إلى الغرفة
جاسر: في حاجة ؟!
وداد: كنت جايه أسلم عليك قبل ما تخرج
جاسر: " بدهشة " نعم
وداد: " بهيام " قصدي جايه أسيبلك رقمي علشان لو محتاج ممرضة تجيلك البيت، أكيد هتحتاج حد يغيرلك على الجرح
جاسر: متشكر
وداد: "بهيام" أنا كتبت النمرة في ورقة أتفضل
جاسر: ماشي تقدري تمشي دلوقتي
وداد: " بدلع " حاضر
قالت وداد كلماتها ثم أخذت تتراجع إلى الخلف وهي تنظر إلى جاسر إلى أن اصطدم ظهرها في باب الغرفة فابتسمت له ثم غادرت فانفجر ضاحكا ثم كور الورقة وألقى بها في سلة القمامة الموضوعة إلى جوار الفراش
جاسر: ربنا يشفي
في ذات الوقت كانت سلمى على مقربة من غرفة جاسر ورأت وداد تخرج منها فاشتعلت نيران الغيرة بقلبها ثم اقتربت منها وهتفت بحدة
سلمى: أنتي كنتي بتعملي إيه في الأوضة دي ؟!
وداد: " بأرتباك " أنا أنا
سلمى: "بعصبية" الدكتور حسام منبه عليكي ما تدخليش الأوضة دي، كنتي بتعملي إيه جوه ؟!
وداد: " بأرتباك " كنت بدي للأستاذ جاسر رقم تليفوني يمكن يحتاج ممرضة تغيرله على الجرح
سلمى: "بعصبية" يا نهارك أسود بتدي جوزي رقم تليفونك، أقسم بالله لو قربتي منه تاني لهجرجرك من شعرك و أفرج عليكي المستشفى وما يغركيش أن شكلي كيوت لأن لحد جاسر وممكن أتحول و أوريكي الوش التاني يلا أمشي من هنا
ركضت وداد من أمام سلمى فانفجر مصطفى ضاحكا
سلمى: "بغيظ"حتى أنت يا أستاذ مصطفى بتضحك
مصطفي: ههههه أنا أسف
سلمى: " بغيظ " ماشي يا جاسر هصبر عليك لحد لما نروح البيت وبعدين نتحاسب
دلفت سلمي إلى الغرفة وأحضرت منشفه ثم اقتربت منه ووضعتها أسفل ذقنه فاندهش جاسر
جاسر: بتعملي إيه ؟!
سلمي: " بغبظ " هحلقلك دقنك شكلك بقى متشرد أوي
جاسر: هههههه بت أنتي ما تضحكنيش أنا مش قادر أضحك
سلمي: و الله هحلقلك دقنك
تركته سلمى ودلفت إلى حمام الغرفة ثم عادت ممسكة بالمعجون الخاص بالحلاقة وشفرة حلاقة وكذلك أناء صغير وضعت به القليل من المياه
سلمي: وسع شوية علشان أقعد جمبك
أبتسم لها جاسر ثم أزاح جسده قليلا فجلست سلمى أمامه و بدأت في وضع معجون الحلاقة على ذقنه ثم أمسكت شفره الحلاقة وهتفت بغيظ
سلمى: أثبت بقى بدل ما تتشرح
جاسر: هههههه حاضر
بدأت سلمى في التنفيذ وأجادت العمل بمهارة فتأملها جاسر بعشق وأخذ ينتقل بنظراته بين عينيها و شفاها إلى أن فاجأها وأحاط خصرها بذراعه اليمنى وحاول تقريبها إليه فارتبكت سلمى وجرحته جرح بسيط
سلمي: "بعصبية" عاجبك كده ؟!
جاسر: آسفين يا سيادة اللواء
سلمى: أقعد على بعضك خليني اخلص وأبعد أيدك دي شوية وبطل قلة أدب أحسنلك
جاسر: هههههه حاضر
سلمى: رخم
جاسر: على فكرة لسانك بقى طويل و لما أخرج من هنا هتتعاقبي شهر بحاله
سلمي: و لا يهمني
تحامل جاسر على نفسه وجذبها إليه ثم أقتطف قبلة من شفاها كان قد أشتاق إليها ولكنها أبعدته عنها وهتفت بغضب
سلمي: عاجبك كده بهدلتني بكريم الحلاقة
جاسر: ههههه أحسن علشان تبطلي تطولي لسانك
ما أن قال جاسر كلماته طرق أحدهم باب الغرفة ثم دلف إليها
اللواء: مساء الخير يا حضرة الرائد
قال اللواء كلماته ثم أخذ ينقل نظراته بين جاسر وسلمى فقد كان كل منهم ملطخ بالمعجون
اللواء: شكلي جيت في وقت مش مناسب
كتم جاسر ضحكته بصعوبة بينما توردت وجنتي سلمى خجلا
جاسر: لا أبدا حضرتك تشرف في أي وقت أتفضل
سلمي: " بخجل " أنا هسيبكم لوحدكم
قالت سلمى كلماتها ثم رمقت جاسر نظرة غضب قبل أن تغادر الغرفة فأبتسم جاسر على خجلها
جاسر: أتفضل أقعد يا فندم
اللواء: أنا كنت جاي أطمن عليك و همشي على طول
جاسر: شكرا لحضرتك
اللواء: ما تطولش علينا يا بطل علشان ترجع شغلك
جاسر: ربنا يسهل
اللواء: هسيبك ترتاح
غادر اللواء الغرفة بينما شرد جاسر كثيرا ولم يوقظه من شروده سوى عودة سلمى إلى الغرفة واندهش بشدة حينما رآها تستعد للنوم
جاسر: بت أنتي
سلمى: " بعصبية " نعم
جاسر: هتنامي من دلوقتي ؟!
سلمى: "بحدة " اه عندك مانع
جاسر: على فكرة أنا حاسس أنك مش طيقاني من ساعة ما دخلتي تحلقيلي دقني
سلمى: طيب كويس أنك واخد بالك
جاسر: سلمى تعالي هنا
سلمى: لا
جاسر: هتيجي ولا أقوم أجيلك أنا ؟
ضيقت سلمى بين حاجبيها ثم رمقته بنظرة نارية وهتفت بحدة
سلمى: جاسر أنا تعبانه وعايزه أنام
قالت سلمى كلماتها ثم أراحت جسدها على الفراش الأخر وخبأت وجهها تحت الغطاء ثم أطلقت العنان لدموعها الحبيسة فشعر بها جاسر وحرر ذراعه اليسرى من كتفه المصاب وتحامل على جسده حتى وصل إليها وأزال الغطاء عن وجهها
سلمى: " بدموع " أنت مجنون مش الدكتور قالك ما تفكش دراعك، ما بتسمعش الكلام ليه ؟!
اعتدلت سلمى في جلستها ثم أسرعت لتحضر حامل ذراعه و أعادته إلى مكانه فتأوه جاسر عدة مرات
سلمى: " بدموع " عاجبك كده ؟!
جاسر: ممكن تبطلي عياط
سلمى: لا
جاسر: طيب قوليلي أنا زعلتك في إيه ؟!
ازداد بكاء سلمي و أخذت تتحدث من بين شهقاتها
سلمى: عشان ان خد ت من البت
جاسر: " قاطعها " سلمى أتكلمي من غير عياط أنا مش فاهم حاجة ؟!
سلمى: علشان أنت أخدت من البت المايعه دي رقم تليفونها
جاسر: قولتيلي
اتسعت ابتسامة جاسر حينما رأى غيرة طفلته ثم أردف قائلا
جاسر:و الله العظيم أنتي مجنونة
سلمى: " بدموع " ماشي يا رخم ربنا يسامحك
ابتسم جاسر مرة أخرى على طفولتها ثم ضمها إلى صدره بيده اليمنى
جاسر: على فكرة أنا رميت الورقة من غير ما أفتحها و هتلاقيها في الباسكت اللي جمب السرير
سلمى: بجد ؟!
جاسر: " بهدوء " بجد يا مجنونة أنا مليش حبيبه غيرك ، أنا ليكي أنتي و بس و مش شايف أي مزة غيرك
سلمى: "بأبتسامة " أنا أسفة
جاسر: أسفك مش كفاية لازم تتعاقبي الأول
أنت تقرأ
نهاية وعد بداية حب ( عشقك جنون) - منى سليمان (الجزء الثاني لسلسلة نهاية)
Romansaعشقها حد الجنون فهي من سرقت قلبه من بين كل النساء ... ولكن حينما يغار العاشق من تلك العين التي تتبع طفلته المدللة، يتخطى العشق حد الجنون.... نهاية وعد بداية حب ( عشقك جنون) .... الجزء الثاني بقلمي منى سليمان ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة...