فزعت ناتالى أمام فكرة ... ان يعيشا معا ؟ هل فقد هذا الرجل عقله ؟
قالت وهى تعلم أن فكرة الرحيل الآن هى الجنون المطبق :
- أنا لن أبقى هنا ! إن هناك حفل زفاف فى انتظارى فى جاستونيا فى كاليفورنيا الشمالية مساء غد . ما إن أخرج سيارتى من الحفرة ...قاطعها تروى :
- لن تذهبى إلى أى مكان . أثناء قضائك النهار فى النوم فإن الجليد قد تجمع وارتفع فى الطرقات . إن مصلحة الأرصاد الجوية تسمى هذا الجو قطار سيبيريا السريع . هناك أربعمائة سيارة محاصرة على جميع الطرق .وأعلن المحافظ حالة الطوارئ القصوى .كان تروى يتكلم ببطء وبطريقة تمكن ناتالى من تسجيل كل كلمة فى ذهنها فى حالة ما إذا كانت صدمة البرد قد أثرت على ذهنها .
- إنهم حتى أصدروا نداء إلى الشرطة القومية . إن شمال الشرق منطقة معزولة .
أمام تعبيرات وجهها غير المصدق . ضحك تروى ضحكة ساخرة ثم أكمل :
- لست أدرى كيف استطعت الابتعاد إلى هذه النقطة عن الحضارة ولكنك لن تجدى فى العالم بقعة أسوأ من هذه حتى تتوهى فيها .سألته وهى تحس بغصة فى حلقها :
- متى يمكننا أن نأمل أن تصبح الطرق صالحة ؟- حسنا ... نظرا لقلة الرجال والمعدات التى تحت يدنا فإن ذلك قد يستغرق عدة أيام . ولكن هذه المنطقة توجد على بعد ألف فرسخ من الطرق الرئيسية. إن هذا قد يتطلب أسبوعا لكاسحات الجليد الأولى للوصول إلى هنا .
شهقت ناتالى :
- أسبوع ؟إن مكتبها ينوء بالملفات والعملاء الجدد فى انتظارها للأسبوع المقبل . زفرت :
- يا إلهى ! ما الذى سأصبح عليه ؟- ألا تستمعين إلى نشرات الأخبار فى الراديو أو التليفزيون أو تقرئينها فى الجرائد اليومية ؟ لقد مرت أيام طويلة وهم يعلنون عن هذه العاصفة الثلجية
- ليس لدى وقت لمشاهدة التليفزيون
لم يتصوها تروى على أية حال جالسة فى استرخاء على أريكتها تشاهد مسلسل الطريق إلى الثروة . عبرت ناتالى الحجرة ورفعت طرف الستارة . لترى ما بالخارج وهى غير منتبهه إلى نظرة رفيقها إليها ثم قال :
- بصراحة لا بد أن نستفيد بأحسن ما يمكننا من هذا الموقفأدارت الشابة رأسها بحدة . إنها لا تعرف ما الذى يضايقها أكثر ، نظرته التى توضح أنه يسخر كلية من عذابها أم لهجته الجادة ونبرة صوته التى توحى بأمور خطيرة أم الطرقة التى يتأملها لها وكأنه يراها تحت البطانية ؟
- كيف بالضبط أفسر هذه الفكرة ؟لقد كان يكفيها غيظا أن ترى هذا الرجل الذى خلع لها ملابسها وأن تراه ليلا ونهارا فهى ليست فى حاجة إلى مغازلته لها . ولكنها تساءلت كم مر عليه من الوقت لم تقع عيناه على امرأة بشحمها ولحمها . وهو الذى يعيش هكذا كالناسك . استمرت ناتالى دون ان ترد عليه :
- هل هناك شخص آخر يعيش هنا ؟
أنت تقرأ
تائهة وسط العاصفة
Romanceتثاءب تروى وقال : - لقد أفلست فى بنك الحظ ردت ناتالى : - نعم ... وأنت مدين لى بـ ... - لقد حصلت على كل شئ ، فكيف أكون قادرا على أن أدفع لك وقد أفلستنى تماما .. عليك اللعنة ! - انت تستسلم إذن ؟ - ليس لدى حرة الاختيار . أعتقد أنك قاسية جدا فى المحكمة ...