الفصل الثاني

5.6K 123 0
                                    

فزعت ناتالى أمام فكرة ... ان يعيشا معا ؟ هل فقد هذا الرجل عقله ؟ 

قالت وهى تعلم أن فكرة الرحيل الآن هى الجنون المطبق :
- أنا لن أبقى هنا ! إن هناك حفل زفاف فى انتظارى فى جاستونيا فى كاليفورنيا الشمالية مساء غد . ما إن أخرج سيارتى من الحفرة ...

قاطعها تروى :
- لن تذهبى إلى أى مكان . أثناء قضائك النهار فى النوم فإن الجليد قد تجمع وارتفع فى الطرقات . إن مصلحة الأرصاد الجوية تسمى هذا الجو قطار سيبيريا السريع . هناك أربعمائة سيارة محاصرة على جميع الطرق .وأعلن المحافظ حالة الطوارئ القصوى .

كان تروى يتكلم ببطء وبطريقة تمكن ناتالى من تسجيل كل كلمة فى ذهنها فى حالة ما إذا كانت صدمة البرد قد أثرت على ذهنها .
- إنهم حتى أصدروا نداء إلى الشرطة القومية . إن شمال الشرق منطقة معزولة .
أمام تعبيرات وجهها غير المصدق . ضحك تروى ضحكة ساخرة ثم أكمل :
- لست أدرى كيف استطعت الابتعاد إلى هذه النقطة عن الحضارة ولكنك لن تجدى فى العالم بقعة أسوأ من هذه حتى تتوهى فيها .

سألته وهى تحس بغصة فى حلقها :
- متى يمكننا أن نأمل أن تصبح الطرق صالحة ؟

- حسنا ... نظرا لقلة الرجال والمعدات التى تحت يدنا فإن ذلك قد يستغرق عدة أيام . ولكن هذه المنطقة توجد على بعد ألف فرسخ من الطرق الرئيسية. إن هذا قد يتطلب أسبوعا لكاسحات الجليد الأولى للوصول إلى هنا .

شهقت ناتالى :
- أسبوع ؟

إن مكتبها ينوء بالملفات والعملاء الجدد فى انتظارها للأسبوع المقبل . زفرت :
- يا إلهى ! ما الذى سأصبح عليه ؟

- ألا تستمعين إلى نشرات الأخبار فى الراديو أو التليفزيون أو تقرئينها فى الجرائد اليومية ؟ لقد مرت أيام طويلة وهم يعلنون عن هذه العاصفة الثلجية 

- ليس لدى وقت لمشاهدة التليفزيون

لم يتصوها تروى على أية حال جالسة فى استرخاء على أريكتها تشاهد مسلسل الطريق إلى الثروة . عبرت ناتالى الحجرة ورفعت طرف الستارة . لترى ما بالخارج وهى غير منتبهه إلى نظرة رفيقها إليها ثم قال :
- بصراحة لا بد أن نستفيد بأحسن ما يمكننا من هذا الموقف

أدارت الشابة رأسها بحدة . إنها لا تعرف ما الذى يضايقها أكثر ، نظرته التى توضح أنه يسخر كلية من عذابها أم لهجته الجادة ونبرة صوته التى توحى بأمور خطيرة أم الطرقة التى يتأملها لها وكأنه يراها تحت البطانية ؟
- كيف بالضبط أفسر هذه الفكرة ؟

لقد كان يكفيها غيظا أن ترى هذا الرجل الذى خلع لها ملابسها وأن تراه ليلا ونهارا فهى ليست فى حاجة إلى مغازلته لها . ولكنها تساءلت كم مر عليه من الوقت لم تقع عيناه على امرأة بشحمها ولحمها . وهو الذى يعيش هكذا كالناسك . استمرت ناتالى دون ان ترد عليه :
- هل هناك شخص آخر يعيش هنا ؟

تائهة وسط العاصفة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن