الفصل السادس

4.1K 86 2
                                    

أمام تلك الكلمات تجمدت ناتالى فى مكانها وصفقت من السرور وصاحت وهى تتذكر ما قاله تروى لها عن أخلاقها :
- أنت إيرما الشهيرة ! إننى فى غاية السعادة لمقابلتك .

صافحتها بقوة وبإلحاح ثم تابعت :
- لقد سادنى إحساس بأننى أعرفك تماما . لقد حدثنى تروى كثيرا عنك .

نظرت القادمة الغريبة إلى ثوب ناتالى المنزلى :
- إنه لم يحدثنى عنك على العكس .

فى اللحظة التى دخلت فيها إيرما الحجرة وتعرف تروى على صوتها دس نفسه تحت الأغطية تماما .

قالت لها ناتالى وهى مدركة أن الأخرى لا زالت تتأمل ملابسها :
- أعطينى معطفك لو سمحت .كانت سعيدة لأنها استطاعت أن تخفى ملابسها الحريرية تحت روب تروى المنزلى الفضفاض .ثم قالت لـ إيرما :
- تعالى ورائى إلى المطبخ لأقدم لك القهوة .

لم يفت إيرما السريرالمنصوب أمام المدفأة :
- هل هذا تروى المختفى تحت الأغطية ؟

ردت عليها ناتالى :
- أوه ... ألم يخبرك بأن غلاية البخار تعطلت .

- لم تعد تعمل ... ولذلك أغلقنا كل الأبواب بكل الحجرات . وبقينا فى الصالون وقد ارتدينا طنا من البلوفرات . حتى لا نموت من البرد .

رأى تروى أن الوقت حان ليظهر من بين الأغطية .

قال مبديا دهشته المصطنعة :
- إيرما ؟ كم هو لطيف منك أن حضرت . وأستنتج من ذلك أن الطرق أصبحت صالحة .

- لقد تبعت كاسحات الجليد . هل يمكن أن تتفضل وتقول لى من هذه المرأة داخل ثوبك المنزلى ؟

تبادل تروى وناتالى نظرة ذات مغزى ثم قالت ناتالى بدلا منه :
- أوه أنا أسفة ... لقد اعتقدت أن تروى حدثك عنى وقال لك من أكون ... ألم تقل شيئا لـ إيرما يا تروى ؟

- أوه .... لا ... لم يكن لدى الوقت لذلك .

قالت الشابة فى ابتسامة حاولت أن تكون صريحة :
- أنا أسمى ناتالى كورتلاند وانا أخت تروى الصغرى من شمال داكوتا .
حبست أنفاسها لقد حدثها تروى قليلا عن أخته سوى أنها متزوجة ولديها ثلاثة أطفال . ولكنه لم يذكر إن كانت أخته وإيرما تعرف كل منهما الأخرى .

بدا أن الزائرة قد بدأت ترق بعض الشئ أمام نظرات صديقها القلقة وقال لـ ناتالى وهى تجلس أمام المائدة بالقرب من إيرما :
- هل يمكن أن تحضرى لى قدحا من القهوة يا أختى الصغيرة ؟

حدجته ناتالى بنظرة سوداء لم تلحظها الزائرة ، قامت إيرما بإخباره بآخر الآنباء بينما أحضرت الشابة قدح قهوة وضعته أمام تروى بعد أن تعمدت ان تطأ قدمه بقدمها بقسوة أثناء مرورها بجواره .

سألت إيرما الشابة :
- أين عائلتك ؟ يبدو لى أننى فهمت أن لديك أطفالا .

أجابت ناتالى وهى تسحب مقعدا لتجلس بينهما :
- ثلاثة فى الحقيقة ... هل تريدين الحقيقة؟

تائهة وسط العاصفة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن