الفصل الاول

7.3K 130 0
                                    

إنها ستموت ! لا توجد وسيلة لخروجها حية من تلك العاصفة الثلجية ؟
كان من الواجب أن تظل فى السيارة . اى إنسان مهما كان ساذجا كان
سيظل فى سيارته .

أطلقت ناتالى كورتلاند زفرة يأس ، وخرج من فمها بخار رمادى كان 
يتجمد فور خروجه من شفتيها . وكان الجليد يتساقط فى دوامة حولها
يعميها ويعقرها وكأنه يحملها إلى قلب الإعصار نفسه لتختفى داخله
وكانت كل خطوة تهزها بوحشية .

كانت الشابة ترتجف بقوة ومن فترة طويلة حتى إن عضلاتها وعظامها
كانت تصرخ ألما ، وكانت جفونها شبه مجمدة بينما تقلصت يداها وقدماها 
من البرد . وكانت كثيرا تسقط وهى تشق طريقها وسط الأشجار حتى أصبحت
معتادة على السقوط .

لم تدر ناتالى لماذا ابتعدت عن الطريق وبدت الآن وكأنها تدور فى دائرة مفرغة
وهى تجهل منذ كم من الوقت هى موجودة وسط تلك العاصفة وإن ظلت متأكدة من شئ واحد إن الموت على الأقل هو الذى سيخلصها من تعاستها .

لمدة ثانية واحدة اعتقدت الشابة أنها شاهدت شعاع ضوء خلال الأشجار . هل بدأ ذهنها يتصور أمورا وأوهاما ؟

لو أنها فقط لم تترك الطريق السريع حتى تعثر على محطة وقود ... لو أنها فقط لم تقبل أن تذهب إلى شمال كالبفورنيا لحضور حفل زواج صديقتها .... لو أنها فقط لم تتجه بالسيارة مباشرة إلى هوة وسط الغابة ؟ لو انها وقعت على أحد ملائكة الإنقاذ الذين يجوبون التلال المغطاة بالجليد بحثا عن أشخاص تائهين .

ها هى قد بدأت فى الهلوسة ... إنه خطر الموت دون شك . إن ناتالى على إستعداد لأن تتنازل عن معطفها الفرو الفضى .. فراء ثعلب طبيعى مقابل أن تجد نفسها أمام نيران مدفأة وقدح قهوة فى يدها .

لم تستطع ناتالى أن تعثر على الضوء الذى رأته من قبل . لقد بدا أنه بعيد جدا بعد النجوم فى السماء . وتقدمها وسط الجليد هو التعذيب بعينه .

سمعت نفسها تبكى وتدعو متوسلة أن يأتى أحد لمساعدتها ولكن لم يعد ذلك هو صوتها الذى تسمعه فقد كانت أحبالها الصوتية تهدد بالانقطاع مع كل شهقة .

قفز تروى جوردان بعصبية من فوق المقعد المستدير بدون ظهر حيث كان جالسا . لقد حدث شئ ما نظر إلى كلبته وهى تلعق جروا مولودا حديثا وقال :
- هل كل شئ بخير يا ديزى ؟

نسيت الكلبة من نوع كلاب الصيد واجبات الأمومة وشدت أذنيها لأعلى هى أيضا سمعت شيئا ما . وهب صاحبها ليلقى نظرة عبر النافذة.

كان الجليد يسقط ثقيلا ووابلا ويتكون فى طبقة سمكها ثلاثة سنتيمترات فى الساعة 
لم يكن تروى قدعرف العاصفة الجليدية من قبل ولكن ليس هذا ما كان يزعجه أحس بأن حادثة على وشك الوقوع وهو رجل يستمع دائما إلى غريزته التى أنقذت حياته أكثر من مرة وحتى يتأكد من الأمر أفضل ذهب ليفتح الباب الخلفى للمطبخ من الذى ادعى أنها لا تمطر جليدا فى الجنوب ؟

تائهة وسط العاصفة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن