صباح اليوم التالى كانت ناتالى تحتسى قهوتها عندما هبط تروى الدرج وهو يترنح وقد ارتدى بنطلون بيجامته فقط . توقف فى الحال عندما شاهدها جالسة فوق الأريكة وبجوارها ديزى وهى سعيدة من تدليل الشابة لها ...
- لم أسمعك وأنت تنهضين . هل نمت جيدا ؟
أوشكت ناتالى أن تختنق بما تحتسيه من قهوة وهى مفتونة بالجسد الرجولى الماثل أمام عينيها : كان صدره عريضا قويا وقد غطاه شعر أسود كثيف حتى أسفل صدره . وكان وسطه نحيفا .
قالت بلهجة أرادت أن تكون طبيعية :
- أنا ... أنا نمت جيدا وشكرا .لم يطرف لـ تروى رمش وأكتفى بالإعجاب بشعرها الأشقر تنسدل خصلاته على كتفيها وثوبها الخوخى الذى بدا ناعما مثل بشرتها .
كان فى الليلة الماضية قد استعاد سيارتها الجاجوار وأصلحها . وكان قد عثر عليها على بعد كيلو مترين من البيت وأحضر لها حقيبة ملابسها . كيف تصرفت تلك المرأة حتى تذهب لتفقد طريقها كل هذه المسافة البعيدة ؟
إن ذلك ظل سرا غامضا بالنسبة له والآن تقدمت صحتها تقدما ملموسا . دار فجأة على عقبيه ثم ذهب ليصب لنفسه قدحا من القهوة فى المطبخ ! اللعنة . إنها السابعة صباحا وها هو يشعر بالرغبة الشديدة نحوها .
ابتلع السائل المغلى دون أن يدرى . إن تلك المرأة تورثه الجنون . سب ولعن فى نفسه . من الأفضل له أن يفكر فى خوخه بدلا من أن ينجذب نحو فتاة لن يراها بعد ذلك فوق الطريق المهجورة .
هبت واقفة وأعلنت :
- سأذهب لأخذ دشا .عندما مرت بالقرب منه لم تستطع أن تمنع نفسها من إلقاء نظرة على كتفيه العريضتين بارزتى العضلات . إن بنية تروى كفيلة بأن تجعله يحمل جملا ثم لاحظت وشما على ذراعه .
- ما هذا المكتوب على ذراعك ؟
أجاب ببساطة وهو يستغرب كيف ينطق الاسم بعد كل هذه السنوات :
- مى لين .- إن وقعه غريب .
- ليس غريبا لأنه من فيتنام الجنوبية
قالت بسرعة :
- هل اشتركت فى الحرب . أليس كذلك ؟- بلى
- وهذه مى لين هل كانت صديقة ؟
- بالضبط . لقد كانت ...
أدرك أنها ستخترق أحد أسراره فحاولت ناتالى أن تخفف من توتر الجو وأطلقت ضحكة مرحة :
- كيـف حـدث أن معظم الجنود كانوا يعودون وقد رسموا الوشم على كل جسدهم تقريبا ؟نظر إليها تروى نظرة ساخرة .وقال وقد كز على أسنانه :
- صدقينى .. لا شئ يمكن أن يسعدنى أكثر من عبورى عتبة هذا المنزل . انا لست ناسكا وأفضل الحضارة .
أنت تقرأ
تائهة وسط العاصفة
Romanceتثاءب تروى وقال : - لقد أفلست فى بنك الحظ ردت ناتالى : - نعم ... وأنت مدين لى بـ ... - لقد حصلت على كل شئ ، فكيف أكون قادرا على أن أدفع لك وقد أفلستنى تماما .. عليك اللعنة ! - انت تستسلم إذن ؟ - ليس لدى حرة الاختيار . أعتقد أنك قاسية جدا فى المحكمة ...