الفصل الرابع

5.1K 111 0
                                    

عندما فتحت ناتالى عينيها صباح اليوم التالى وجدت نفسها منكمشة على نفسها بجوار تروى ودلت أنفاسه المنتظمة على أنه نعسان بعمق . 

فتح تروى جفونه بدوره وتثاءب ثم ابتسم لها ابتسامة ساحرة وجذابة جاذبية عينيه السوداوين وشعره المنكوش .

قال لها مازحا :
- لقد كنت رائعة بالأمس يا عزيزتى .... هل كان النوم مفيدا بالنسبة لك ؟

قالت وهى تخرج من بين الأغطية :
- استمر فى أحلامك يا سيد .

ألمت بها رجفة برد فى الحال وصاحت :
- ولكن الجو مثلج !

قال تروى فى سخرية :
- إنه أكثر دفئا تحت الأغطية .

قالت له شارحة وهى تتجه إلى المطبخ :
- يلزمنى قدح قهوة فور استيقاظى .

أحست بالضيق وهى تدرك أن نظرات تروى تتبعها . مرت أولا على حجرتها وأخذت روب النوم الحريرى الخاص بها وربطته جيدا حول جسدها ثم ارتدت خفيها المطرزين .

قال تروى وهو يعود من المطبخ :
- حسنا ... عودى إلى الفراش وسأعد أنا القهوة ... هل تسمعيننى ؟ هذه ليست اللحظة المناسبة لتصابى بالبرد .

نفذت ناتالى ما قاله دون اعتراض أو تكرار للدعوة . خلعت خفيها وانزلقت بين الفراش مكان تروى الذى كان لا يزال يحمل حرارته وعطره الرجالى .

كتمت ضحكة صغيرة وهى تراه وقد ارتدى عباءته الرهيبة ويتجه إلى الموقد وكأنه يسير على أرض عليها مسامير .

كان مشمع الأرضية مثلجا تحت قدميه العاريتين .

أعلنها بصوت مرتجف :
- ما إن أنتهى من إعداد القهوة سأقوم بإشعال النار فى المدفأة . لقد نهضت مرتين هذه الليلة لأضيف قطع الخشب إلى المدفأة ولكن لم يعد يبقى خشب .

كان حريصا على تحديد أنه راقبها كثيرا وهى نائمة وانعكاس النيران على بشرتها يعطيها منظرا خرافيا .

أغمضت ناتالى عينيها وسط دفء الفراش . وأخذت تنصت إلى الضوضاء الصادرة من الصندوق الخاص بـ ديزى وهى ترضع صغارها .

- هل من المفروض أن أحتسى القهوة بدلا منك ؟

وجدت الشابة تروى بجوارها ممسكا بقدحين يتصاعد منهما البخار . قالت وهى تجلس لتأخذ أحد القدحين بينما ذهب هو لتحريك النيران :
- ليباركك الله .

بدأت النيران فى الحال تتصاعد داخل المدفأة ثم عاد إليها ليندس فى الفراش وغمغم ساخطا :
- كان عليك على الأقل الاحتفاظ بمكانى دافئا .

كانت القهوة قوية ومهدئة . أخذت تحتسيها ببطء على جرعات صغيرة ثم أعلنت :
- ما الذى سنفعله ؟

تائهة وسط العاصفة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن