الفصل السابع

4.1K 92 0
                                    

أعلنت ناتالى بصوت حازم :
- سيدى القاضى ! إن عميلى لم يحصل على تصريح لرؤية أطفاله خلال ستة أشهر وهو مستمر فى دفع نفقة شهرية لهم ولزوجته السابقة .

بدا وكأن القاضى ليس فى حالته المزاجية الرائعة ولا ناتالى أيضا . إنها تبدو فى هيئة ممتازة منذ ... أن وضع تروى جوردان حقيبة ملابسها فى حقيبة السيارة الخلفية وراقبها وهى ترحل .

قال لها جاى :
- هل تأتين لتحتسى شرابا منعشا ؟

كان القاضى قد رفع الجلسة للاستراحة ثم عاد وأجلها إلى يوم الاثنين التالى .

كان المحامى الذى يدافع عن زوجة عميل ناتالى السابقة قد اكتشف هو الآخر أن مزاج القاضى ليس على ما يرام وقد بدا يميل إلى أن يكون سفاحا.

ردت علي ناتالى :
- لا ليس هذا المساء وشكرا . سأعود إلى البيت وأسخن طبقا مجمدا ثم أنام .. ثم لدى نصيحة أنصحك ألا تعارضنى أمام القاضى حاول أن تبدى تمكنك المهنى يا برسمان .

همهم المحامى وهو يبتسم :
- أيتها الشابة المنزوعة منها الرحمة . فى يوم من الأيام سأكف عن أن أعرض عليك الخروج معى .

قالت وهى تخلع نظارتها الطبية وتضعها فى حقيبة الأوراق :
- سيكون هذا أفضل ... إلى اللقاء يوم الاثنين .

أصبحت ناتالى بمفردها وسط القاعة الفسيحة الخالية وشردت بذهنها . لماذا هذا الشعور بالإحباط منذ فترة ؟ إنها لم تتلق أية أخبار عن تروى وهى تحس بالضعف يوما بعد يوم . حتى والدها ظن أنها مصابة بالانيميا .

أطلقت زفرة طويلة ثم نهضت وحملت حقيبة أوراقها التى وضعت بداخلها الملفات وهبطت الدرجات القلائل التى تفصلها عن قاعة المحاكمة إلى الردهة الرئيسية التى قطعتها وهى لا تزال شاردة تفكر . لاحظت حركة فى الصف الأخير من قاعة الانتظار فالتفتت بعنف .

كان على المقعد الخشبى الطويل تروى جوردان جالسا فى هدوء وهو يلتهم حبات الفشار وقد بدا على راحته .

بهتت ناتالى ووقفت فى مكانها جامدة ... لا إنها لا تخدعها عيناها . إن ما تراه هما نفس العينين اللتين لا تقاومان بسوادهما الجميل وملامحه المليحة التى لا يمكن إلا أن تكون لوجه واحد . ذلك الوجه الذى طارد أحلامها بلا هوادة ونقش داخل ذهنها :
- تروى !

لم تستطع أن تقل أكثر من ذلك . ابتسم لها ابتسامة كشفت عن سعادته وهو يراها مذهولة لهذه الدرجة . سألته :
- ماذا تفعل هنا ؟

- أنا فى حاجة إلى محام .

ردت عليه وهى تضحك فى عصبية :
- أخشى أنك أخطأت العنوان . إن كوبنز فى كارولينا الشمالية بعيدة جدا عن مجال ممارستى .

تائهة وسط العاصفة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن