كنتُ أقوم بمسحِ بعض المعدات،
ألتفتُ إليهِ لأراهُ ينظرُ نحوي، اللعنة..
هل ينتظرُ مبادرتي؟ سحقا، لا أستطيع.- إذًا..
قلتُ ذلك بهمسٍ أرفع عيناي نحوه،
أمال رأسهُ بإستفهامٍ و إنتظر الباقي مني.اللعنة على هذا الرأس.
- ما لونك المُفضل؟
أعتقدتُ إني أبليتُ جيدًا عندما لمحتهُ يبتسمُ بخفة، أو ربما هو يضحك عليّ؟ أيًا ما كان مقصده، تبا له.
- واو، أهكذا تبدأين مُحادثة؟ ألوان؟ أليس قديمًا؟
نطق لسانهُ و يداهُ كانت تستمر بالمسح،
قلبتُ عيناي بمللٍ و تحدثت.- إذًا، تحدث أنت.
- لن يروقكِ.
- كلينا.. كلينا لنخرس.
قلتُ ذلك و عدتُ أنشغلُ بالتنظيف،
إلا أن صوتُ تنهدهُ العالي أعادَ عيناي عليهِ.- يا لكِ من مُخادعة.
ناظرني و وجههُ معدومًا من التعابير.
حسنا، لقد وجدنا موضوعٌ للنقاش.- لِما وجهك دائما هكذا؟
لمحتهُ يُناظرني من شفيرُ جُفنه بِذات الطريقة،
اللعنة، أرتعبَ داخلي، ألمَّ يفترضُ بي قولُ ذلك؟عدتُ لِما كنتُ أفعلهُ، و كأني لمَّ أقل شيئًا،
لكن صوتهُ المُنتظر الذي جاء بعد ثوانٍ اراحني.- ما خطب وجهي؟
لم أفهمكِ، وضحي أكثر.كنتُ أظنهُ فهمني خطأ، لكنهُ لم يفهمُ قولي من الأساس.
- ا.. ما كنتُ أقصده، أنك لا تضع أية تعابير،
تمرَّن للحصول عليها.نطقتُ و أنا أرمقهُ جانبيًا، أراقبُ طلائع وجهه،
فيمّا أنتظرُ ردهُ.- لِنعد إلى اللون المُفضل.
قال ذلك و شعرتُ بالعصبية تمرُّ فيني،
لِما تجاهلني؟ أكرهُ ذلك.- ما أرتديه.
بغتةٍ صوتهُ بانَّ،
و توقعتُ أنهُ يقصدُ لونهُ المفضل، أنا أعرفُ ما يرتديه، هانبوك رمادي. لكني لن أقُل ذلك، سيظنني مُهتمةٍ بهِ إلى درجة معرفتي بما يرتديه.- و ما الذي ترتديه؟
بللتُ شفتَّاي و زيفتُ نبرةُ التساؤل في صوتي.
أنت تقرأ
أتاراكسيا.
Romanceقررت، القاعدة التِي ستتبعُها طيّلة مرحلتُها المدرسية الأخيرة هي تجنبُ الفتى الذي يُطعم الطيور.