أتاراكسيا.

٠٨

الساعة الثانية صباحًا، أنا و هو قد خرجنا مِن السكن الطُلابي. في النهاية هو قد أتى إلي بعد أن أستمرَ هاتفهُ بالرنين مِن قبلي.

نقفُ و نسائِم الهواء البارد تُداعبُ أجسادنا، لحظةٌ أستعرتُها لكي أُحدق بهِ، نظراتي نحوهُ كانت مُكثفة لا نهايةٍ لها، عيناي ناعمةِ السقوط عليهِ و مليئةٍ بالعاطفة.

أما هو. كانت خالية مِن مُسمى الأحاسيس. لم يكُن يملئها في هذهِ اللحظة غيرُ الجزعِ و النُعاس.

- ديان؟ ألستِ كذلك؟ لا أعلم كيف حصلتِ على رقمي، لكن لأخبرك، إِنها الساعة الثانية، لقد أيقظتني من نومي، و أنا أُقدسه جدًا، لذا. هل يُمكنكِ الحديث سريعًا؟

نطق إسمي بتساؤل و عدم تأكُد، و كأنهُ لم يتعامل مع صاحبهِ يومًا، مع ذلك. لم أهتم.

أخذتُ شهيقًا أحاول التحدثُ و عيناي تُراقب هيأتهُ، كان يرتدي سترةٍ مع بجامةٍ فضفاضة و شعرهُ البُني كان مُبعثر في ألطفِ طريقة.

تايهيونغ كان أحلى ما شهدتهُ عيناي يومًا.

زفرتُ أنفاسي عندما أدركتُ تمكنهُ مني، إلتفتُ إلى الجهة الأخرى أراجع حديثي الذي حفظته، و أشعر بعيناهُ تأكلني.

المرةُ الأولى التي رأيتُ فيها تايهيونغ كان عند إنتقالي إلى هذهِ الثانوية. كُنا في المرحلة الثانية و في ذات الفصل، هو يجلسُ أمامي و أنا ورائه. كان من الجميلُ مُراقبة ظهره.

تايهيونغ كانَ أميرُ الثانوية، و أنا كُنت أحاول أن أكون أميرتهُ. لقد كان شخصًا جذابًا، قلبًا و قالبًا، جميل، لطيف، مُساعد، مُراعي، و الأرعب كان لعوب.

عندما كُنت وحيدة، منبوذة، و لا أملكُ أي أصدقاء، في ذلك الوقت تايهيونغ كان يلتفُ إلي كثيرًا بصحبة إبتسامة.

كان يُغازلني و يُلقي التحية عليّ عند مُصادفتهُ لي، يسأل عني و يُساعدني في حلَّ الواجبات.

كان يظهرُ بشوش الوجه دائمًا في طريقي.

إذًا، هل تايهيونغ توقع مني الصمود أمام كُل هذه الأفاعيل؟
قربهُ مني مع شخصيتهُ اللطيفة كان صعب المقاومة بالنسبة لي.

فعند قُرب إنتهاء مرحلتُنا مشاعري قد بدأت بِالتطور ناحيته. كنتُ أريد أن أكون أكثر من كوني زميلةٌ بالنسبة له.

و تزامنًا مع ذلك هو قد توقف في الإلتفافُ إلي و كأنه لم يفعلُ ذلك يومًا، الإبتسام و إلقاء التحية علي. لم يفعلهما أيضًا.

حتى مع بداية العطلة، هو لمَّ يُحادثني أو يسألني عن حالي.

على الرغم من إننا لم نكُن مُقربين، لدرجة تبادل الأحاديث، إلا أن كل أفعاله البسيطة السابقة كانت تسعدني.