في أحد المناطق الشعبية حيث الباعة المتجولين والأصوات العالية المتداخلة ..استيقظت فتاة من نومها اثر الضجة العالية .. نهضت بتثاقل وفتحت النافذة ووقفت تراقب بعينيها الحركة في الشارع المقابل لها .. قاطعها تأملها دخول أختها الكبري إلي غرفتها .. فأغلقت النافذة بضيق و تأففت وقالت
"لقد أخبرتك أكثر من مرة أمنية أن تطرقي الباب أولا" .ردت عليها أمنية بأستهزاء وسخرية من كلامها
-" أخبرتك أم لا ! أسفة لمقاطعة حضرتك عن تأملك في المارة .. لم آتي لسواد عيونك .. جئت لأخبرك أن حماتك جالسة في حجرة الضيوف (الصالون) تنتظرك .. فهيا أخرجي ".اضطربت من كلماتها وقالت بخنق
-" لاتقولي حماتك مرة أخرجي فأنا لم أتزوج أبنها بعد .. ولن اتزوج الا أن انتهي من الجامعة" .لكزتها أختها في كتفها وقالت بغيظ
-" هنا نحن نرجع لنقطة الصفر مرة أخرى ، ألم تقتنعي بعد ! لما رأسك يابسة هكذا .. وأنتي حبيبتي دايما تتمنى أن يكون لكي شقة وحدك تتصرفي كما تشائي ؟!نظرت إليها شاردة في أحلامها .. نعم..فهي تتمني أن يكون لها شقة خاص بيها .. شقة منفصلة تكون هي الاميرة .. لها كل الحق في التصرف دون منازع بعيدا عن بيتها وغرفتها الصغيرة تلك !.
اخرجتها من شرودها اختها وهي تقول
يكفي ان أسماعيل يعشقك ويتمنى رضاكى .. فكري جيدا في كلامنا ألاء فهذه فرصة لن تعوض .( الاء : فتاة ذات بشرة عادية .. ذو ملامح مصرية .. انتهت من المرحلة الثانوية وفي أنتظار النتيجة .. طالبة متفوقة ..مجتهدة .. خلوقة .. والجمع يشهد بذلك .. دائما تصبح الأولى على مدرستها في جميع مراحل عمرها .. تتمني أن تصبح طبيبة .. والدها توفي منذ أن كانت طفله رضيعة لم تعي عليه .. وهي الفتاة الصغرى لاخواتها لديها أخ وهو مستقر في خارج البلاد ولم يأتي أبدا منذ ان كانت في الصف الأول الأبتدائي تكاد أن تنسى ملامح وجهه حتي أنه لم يأتي لزفاف أختها الكبرى
" أمنية " ويكتفي بإرسال لهم النقود كل فترة ) .بعد أن انتهت هذه الزيارة دخلت إلي غرفتها .. وقفت في النافذة تفكر في كلام والدته وأختها أيضا .
حانت منها التفاته إليه من غير قصد .. رأته واقف في المحل بجسده الاسمر .. الرياضي ، فهو ورث محل بقالة (سوبرماركت) عن والده ولا بعد عن منزلها سوي بأمتار قليلة جدا.
فهو من وجهه نظر أمها وأختها "الرجل الشهم النبيل الذي طلبها للزواج بعد أن تنتهي من المرحلة الثانوية و يجعلها تكمل تعليمها لديه لانه يحبها كما يقول ولا يريد منهم سوى حقيبة ملابسها وكل شئ عليه .. فرحت أمها بشدة ووافقت علي الفور ، فمن أين سيأتي خطيب لأبنتها هكذا ثانيا .
بعد مرور عدة أيام ظهرت نتيجة الثانوية العامة نهضت باكرا وذهبت لكي تأتي بنتيجتها رغم توترها الا انها واثقة أن الله لن يضيع تعبها .
أنت تقرأ
نوڤيلا أنتقام الخيال بقلمي أمل السيد النجار "كاملة"
General Fictionكثيرا من الفتيات تتمني أن يكون فارس أحلامها شابا وسيما .. شديد الجمال .. فارغ الطول .. شديد الفتنه بكلماته .. وهمساته التي تخترق القلب غيور لا يقبل اي شخص ينظر الي حبيبته .. يغار عليها بشدة حتي من نسمات الهواء المحيطة بها .. تتمني حياتها كما تقرأ...