الحلقة السادسة
فتاة مراهقة أغشتها أحلامها عن الحب والرومانسيه ومواصفات فارس أحلامها الامثل .. يغار عليها حتي من نسمات الهواء ويحاصرها أينما تذهب تكون في حمايته . ويالسخريه القدر فهاهي نهايتها لامرأه مطلقة تنازلت عن كل شئ وحتي عن المحضر الذي قدمته ضده تنازلت عنه لكي تنال حريتها . وخسرت جامعتها ونفسها .
مافائدة هذه الاحلام فكل شئ غير ماكانت تتمناه كان يحدث في خيالها فقط وقد أكتفت من الآلم والاوجاع التي حصلت عليها .
يكفي ذل وأهانة لم تعد تستطيع أن تتحمل المزيد .
عادت مع أمها وأختها مرة أخري لمنزل أهلها محطمه كأنها عجوز لديها ستون عاما لا فتاة في ريعان شبابها .
معالم الحسرة التي تراهما علي وجه والدتها لا تهاونها وحين تقول لها في حسرة
-" فليسامحك الله يا الاء أضعتي
(ضيعتي ) نفسك وتركتي رجل يتمناه جميع الفتيات .
ردت علي أمها والدموع في عينيها
-" فعلا أنا المخطئة ، أنا من أضعت نفسي لأنني أستمعت إلي كلامكم وصدقتكم ،
أنا المخطئة لاني سامحت لاوهام من الخيال أن تسيطر علي ،
وأنا الوحيدة التي نالت العقاب بما يكفي ، ضحكت بمرارة اكثر وقالت أنا المخطئة الوحيدة .
وأختها تنظر في شفقه فقط علي ما حال بهاظلت تهذي كثيرآ بكلام غير مفهوم يحبني ويغار علي ومن كثرة حبه يشك بي ضرب وذل واهانه والمبرر انه زوج وله علي حقوق انا المخطئه الوحيده ... انا من اضعته (ضيعته) ... هناك الكثير غيري يتمناه .. ربما اكثر من الف فتاه ...
من كان يظن اني قد اصل الي هذا كله ... ذهب واموال بكثره .... ماذا قد احتاج بعد هذا كله ... كل شئ تفاهات ... هل يجب علي ان اتقبل كل هذا الضرب ... و تقتنعون بذلك المثل الرائج (ضرب الحبيب كأكل الزبيب ) ... واهم شئ هو رضي زوجي...طب لماذا ؟ واقتصاد وعلوم سياسية سوف تفعلي بهم ماذا ؟ اهم شئ رضي الزوج .. ويجب أن أنفذ كل ما يقوله ... وكيف سأذهب الي مشفي ...ما هو زينة الرجال ويغار عليكي ... والاكثر احباطآ ان اسجن داخل منزلي ... شك وغيره ... وغيره وغيره ... لقد مللت وسئمت من تلك الحياة
ظلت تهذي بكلام كثر منه
.......
ضحكت كثيرا وشاورت علي أختها وقالت لها
-" أما أنتي فكنتي تحسديني علي ما انا عليه . هيا أحسدتني علي ما أصابي وقد أصبحت الآن مطلقة ... متضايقة أن زوجك ليس يفعل بكي شئ ، أنتي بالفعل جبارة ، ومتبرمة علي الدوام منه فليس الحب بالغزل وأبيات شعر في الحب ، يكفي حينما يعود يطمئن عليكي أولا ... ثم يبدأ في السؤال عند تناول الطعام .
يكفي أن يقول لكي كلمة طيبة عندما ينتهي من طعامه فدائما ما كنت أسمعها يقولها ليكي
" سلمت يداكي "
يكفي عندما تكوني مريضة ولم تقومي بأعداد الطعام يعده هو عنكي ويهتم بكي حتي تتماثلي للشفاء . ولكني كالحجر لاتهتمي بما يفعله من أجلك ... لانكي منشغله بما لدي الاخرون . يضربني .. طبيعي من حبه فيكي . ظلت تهذي بكلام كثر وتكرره و أرتفع صوتها بشده حتي غابت عن الوعي تماما.
صرخت أمها لرؤيه أبنتها هكذا .. لم تكن تتوقع كم هذا الالم والوجع التي تحتويه .
كان عاطف قد آتي لحظة صراخ والدتها حملها ووضعها علي الفراش وهاتف الطبيب .
نظر إلي زوجته فوجتها تبكي بشدة .. صامته ..أدركت أن حديث أختها الصغري صحيح مئة في المئة .. فأنها فعلا لم تهتم بما يفعلها من أجلها ومهتمه بما يحدث مع الآخرين ..
قررت أن تتغير وأن تحافظ علي زوجها فهو حقا نعم الزوج .
بعد دقائق وصل الطبيب وبعد أن فحصها أخبرهم أنها تعاني من أنهيار عصبي حاد وامرهم أن يتجنبوا أي ضغط قد تتعرض له حتي لا تسوء حالتها أكثر....
......
ما أصعب أن تبكي بلا دموع
وما أصعـب أن تذهب بلا رجوع
وما أصعب أن تشعر بالضيق
وكأن المكان من حولك يضيق
ما أصعب أن تتكــلم بلا صوت
أن تحيى كي تنتظر الموت
ما أصعب أن تشعر بالسأم
فترى كل من حولك عـدم
ويسودك إحسـاس الندم
على إثم لا تعرفه وذنب لم تقترفه
ما أصعب أن تشعر بالحزن العميـق
وكأنه كامنٌ فى داخلك ألم عريـق
تستـكمل وحـدك الطـريـق
بلا هدفٍ بلا شـريكٍ بلا رفيـقٍ
وتصير أنت والحزن والنـدم فريق
وتجد وجهك بين الدموع غريق
ويتحول الأمل الباقي إلى بريـق
ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيد
بلا صديقِ بلا رفيقِ بلا حبيب
تشعر أن الفـرح بعـيد
تعاني من جـرح لا يطـيب
جـرح عمـيق جـرح عنيد
جـرح لا يداويــه طبيـب
ما أصعب أن ترى النـــور ظلام
ما أصعب أن ترى السعادة أوهـام
وأنت وحيـد حـيران
مِن لا حب يستمر ولا آهات تدوم
ومهما يطول الزمن لا حبّ يستمر ولا آهات تدوم ( شعر منقول )مر شهران وحالة الاء كما هي بل ساءت أكثر عندما حاول أسماعيل أن يعود لها مرة أخري أدي إلي دخولها في غيوبه لمده أسبوع .. وعندما أستفاقت و خرجت ظلت صامته لا تجلس معهم ..
دائما شاردة منعزلة في غرفتها تأكل بعض اللقيمات بعد أن تصر والدتها عليها .( " قم يا صريع الوهم واسأل. . . . بالنهى ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها . . . . أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة . . . . تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها و إن صمتت فصمت. . . . جلالها أجلى من التصريح و التنويه" كلمات عبد الله البردوني )
أنت تقرأ
نوڤيلا أنتقام الخيال بقلمي أمل السيد النجار "كاملة"
Genel Kurguكثيرا من الفتيات تتمني أن يكون فارس أحلامها شابا وسيما .. شديد الجمال .. فارغ الطول .. شديد الفتنه بكلماته .. وهمساته التي تخترق القلب غيور لا يقبل اي شخص ينظر الي حبيبته .. يغار عليها بشدة حتي من نسمات الهواء المحيطة بها .. تتمني حياتها كما تقرأ...