أين نحن؟!

17 4 10
                                    

فتَحَت عيناها ببطئ، نظرت نحو السماء تسترجع ذاكرتها...

-آي رأسي ما الذي جرى؟! تولاي... أين أنتِ؟
جلسَت ممسكة رأسها من الألم ، تبحث عن تولاي في الأرجاء
~

~

~

-غريب...أين أنا؟ .. ميساكي، ميسااكي
نهضت تولاي منادية ميساكي، باحثة حول المكان...

كان المكان غريباً و مريباً ، مساحة قاحلة تحيط بها سحُب الظلام ، تملّكَ الرعب الفتاتين ، تسيران نحو المجهول آملتين أن تجدا بعضيهما...

لمحت تولاي كائنا أسود يمشي من بعيد، خفق قلبها خوفاً، لمّا رأته يقترب بحذر تجمدت الدماء في عروقها مانعةً إياها من التحرك...

*
كانت ترتعد فرائسها من الخوف عندما رأت شبحاً بين ذلك الضباب الكثيف ، تنهدت بعمق سامحةً للهواء بملامسة قلبها المرتعب إختارت التوجه إليه عسى أن تكون تولاي أو أحداً يدلّها على المكان...

*
حاوَلتُ الهروب ولكن أبَتْ قدماي التحرك إقتربَ كثيراً مني..
- مـ من أنتْ؟!
سمعتُ صوتاً مألوفاً بالنسبة لي
- هل أنتِ تولاي؟
- ميساكي!! حمداً لله
جثيتُ على ركبتاي متنهدةً بإرتياح
-يا إلهي تووولاي عزيزتي هل أنتِ بخير ؟
هرعتْ ميسا نحوي ،عانقتني بشدة لأبادلها الأمر كنتُ سعيدة بوجودها فقد شعرت بالأمان...

*
عندما وجدتُ تولاي أحسستُ بالسعادة وسرى في جسدي إرتياح كبير -تولاي أنا سعيدة بتواجدكِ معي-

-إذاً أين نحن؟!
-لا أعلم كل ما أذكره هو أننا كنا نقرأ ذلك الكتاب الغريب وفجأة، استيقظنا في هذا المكان..
-ذلك الكتاب مريب شعرت بذلك قبل قرائته،
-وأنا كذلك شعرت بنفس الشعور، لابأس لنستكشف المكان...

*
بينما أسير و بجانبي ميسا في ذلك المكان الذي  يبدو كبلدة  للجن و الأشباح، أشجار تعرّت من أوراقها، سحب سوداء داكنة، لا ألوان فيه فقط ألوان الحيود تربعت على عرش تلك البقعة...
شعرتُ  بأحد يراقبنا، إعتقدتُ أنني أتوهم فتجاهلت الأمر..
-هل سمعتِ شيءا؟!
إلتفتت إليّ ميسا متسائلة يعلو وجهها الخوف و الحيرة ..
-أجل سمعت ، ربما مجرد أوهام سببها الخوف، لا داعي للخوف..
أجبتُها لأطمئنها، رغم أن نبرة صوتي فضحت خوفي من المجهول...

في صحراء قاحلة تبدو كبلدةٍ للجن، متواجدتان ، لا تعلمان كيف وصلتا الى هناك ولا حتى أين هما...
لا  زمن، لا تاريخ، لا مكان
فقط شبح الرعب يحوم حولهما
تسيران نحو المجهول 
نحو اللامكان
كل واحدة منهما
تستمد بصيص الأمل
من الأخرى


___________💫__________

لعنة يوشيداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن