²

181 15 6
                                    






ضحكاته المليئة بالسخرية ملأت البيت صدى.... كنت اعلم أنه سيضحك لما قلته على اية حال قلت كلاما جنونيا دون شعور لاداعي له.... لنرى كيف سينتهي جدالنا هذا... لأنني أريد انتهائه باانتصار ولو لمرة واحدة فقط في حياتي.... اووووه... سحقا



ابوها: أنتي تقتلين؟!... لاتمزحي مزحه كهذه... لقد فاجأتيني حقا... ميادة تقول نكات يا نجوى... تذكرين أو مرة اصطدتي فيها ارنباً ثم ذبحتيه.... لم تأكلي لأسبوع كامل واصابتك حمى... فقدت حينها مساعدي لأسبوع.... وحتى عندما اصطدتي ذاك الغزال... ههههههه... لاأريد تذكر المزيد.... ههههههه

ميادة: اذكر كل ذلك.. ليست نكته... استطيع قتله... هو تعدى حدوده وسنريه من نكون.. هذه ارضنا، تعبنا، جدنا، عرقنا، حلمنا، ماضينا، حاضرنا، ومستقبلنا كل شيء بالنسبة لنا... يأتي شخص لانعرفه يفرض رأيه ومايريده علينا..... سحقا... مستحيل



مسح والدي بكفه على وجهه وذلك يعني أن صبره نفذ مني.... هذا يعني أنه في قمة غضبه.... أمامي خياران... إما الهروب والاستسلام... وإما إكمال المشوار وهذا صعب سيتطلب مني مجهودا ضخما.... اردت فعل الأخيرة ولكنه انهى كل شيء

ابوها: اولاً هو رجل فاحش الثراء وله مكانه في الحكومة وما إلى ذلك، الوقوف امامه يعني الموت وأنا لست مستعداً للتضحية بك أو بأي شيء بسبب شخص مثله... ثانيًا قلت كلمتي ستنفذينها سواء رغبتي بذلك أم لا يا ميادة... والان أمامي لتجهزي حقيبتكِ لتغادري القرية غدا صباحا مُباشرة... انتهى



اووووووه... كنت اعلم... نعم كنت اعلم... لماذا أنا شخص ضعيف للغاية... بت اكره نفسي.... سحقا... سحقا

ابوها: ميادة... إلى متى سأبقى اكرر كلامي... توقفي عن التحدث مع نفسك كالمجنونة... خمس وعشرون سنة ظننتها ستكفيك لتتغيري بها.... أمامي حالا

ميادة: هل ارتفع صوتي هذه المرة

ابوها: لا.... لم اسمع شيء

اردت قول المزيد لكن نظرته كانت تقول لي اكتفيت من ثرثرتك... عدلت النظارة باصابعي بخفه لأتوجه لغرفتي في الاعلى
فتحت الباب واغلقته بعنف.... توجهت لخازنة ملابسي واخرجت حقيبه لابأس بحجمها ووضعت بها كل مااحتاجه لأشعر بمياة تخرج من عينّي.... اااه أنا ابكي... اي ضعف أنا فيه يااالله... كنت اضع الملابس بعنف حتى فوجئت بيد تمسك بيدي.... رفعت بصري فإذا به امامي..... أبي


ميادة: ماذا... هاأنا ذي افعل ماتريده... وغدا لن تراني هنا... أصبح تواجدي معك عائق وخطر هااا.... أبي... لااريد الذهاب لأي مكان ارجوك.... اريد البقاء.... أبي

يفاجئني دوما بحضنه الدافئ، مسح على شعري بخفه لأسمع صوته الحنون...

ابوها: هُناك اشياء نفعلها ليس لأننا نريد فعلها بل لأنه يجب علينا فعلها، هذه هي الحياة، وإذا بقينا نعترض فسنضعف وينتهي امرنا، ‏تكتمل حياتنا بأشياء وتنقص بأخرى
ليست مسألة حظ ، إنما هي أقدار يعطي اللّه لكل ذي حقٍ حقه، فالحمدلله دائمًا وابدا ✍🏻....🌸🍃


ابتعد عني ومسح دموعي وخرج بهدوء كما دخل، تركني بندمي، بحزني، بحرقتي، بألمي، كيف سأعيش في مكان لم اره حتى
لكنني سأبذل قصارى جهدي من اجله... نعم




4/تماماً فجرا.... ايقظت والدي لصلاة الفجر وذهب للمسجد... انتهيت أنا من صلاتي وجلست اقرأ بضع آيات قرآنية تهدأ من روعي فقد كنت خائفة فهذه مرتي الأولى التي سأسافر فيها...عاد هو وتوجه للحيوانات ليطعمها ككل صباح... طويت الأسدال ونزلت لأجهز البيت والإفطار وكانت الساعة 7 يجب أن اجهز سريعا بحسب كلام والدي....

لأول مرة نتناول طعامنا بهدوء لم يسمع غير اصوات حشرات الصيف... وززز.. وزز

نظفت المطبخ وغادرنا معا ووجهتنا مكان مجهول بالنسبة لي كالمحطة....

كان الصمت يغزو الجو حتى وصلنا للمحطة
صعدت القطار وهو كان واقفا أمامي خارجه

ابوها: عمك ينتظرك في الطرف الآخر لاتتعبيه.. احترميه قولي له حاضر في كل مايقوله... عمك يعيش وحده كما هو وضعي حاليا... اوصيته بشأنكِ لا تقلقي ميادة...

تحرك ذاك الشيء القاسي الذي حرمني من سماع كلام والدي الباقي... لقد رأيتها... نعم متأكدة من ذلك... رأيت دموع أبي...

ميادة: أبيي.... لاااا.. توقف.. أبي... اعيدوني إليه... لااريد... لااااااااااا

أبي اكتفى بتحريك كفه مودعا إياي... سحقا سحقا سحقا وألف سحقا... لو فقط قابلت ذلك الرجل الحقير... حتما كنت سأقتله، كنت أنوي القفز والعودة ولكن هُناك سيدة كانت تقف خلفي أمسكت بي ومنعتني.....

جلست على إحدى الكراسي الفارغه بجانبي نافذة صغيرة، كنت اشهق كالأطفال لن يصدق أحد أن عمري25 سنه... لايهم لم افترق قط عنه... كيف سأعيش في مكان لايتواجد هو فيه؟!
الماضي والمواقف المثيرة التي حصلت مرت أمامي كشريط ذكريات...... حتى غفوت ولم اشعر بنفسي.... وفجاة ذات السيدة التي امسكت بي تهزني بخفه لتيقظني وتعلمني بوصولنا... عدلت حجابي ونظاراتي بارتباك
توجهت نحو الباب بصعوبه بالغة بسبب الزحام... و خرجت اخييرا.. اقصد وصلت اخييرا.... والان... ماذا علي أن افعل المحطة ممتلئة بالناس من جميع الأعمار والأشكال كيف سأعرف عمي محمود من بينهم؟!

تذكرت كلام والدي أن عمي محمود يعرفني لذا هو سيتوجه نحوي عندما يراني كل ماعلي فعله هو الوقوف وعدم الحراك، ولكن لحظة هل هذا كافي؟!،كيف سيراني إذا بقيت بمكاني؟!..... تعبت من الوقوف اريد الجلوس... امسكت حقيبتي جيدا وتوجهت لمجموعة كراسي كان أحدها فارغاً.... تنهدت بعمق... كل شيء حتى الان على مايرام تقريبًا.... انتظرت قدوم العم المجهول..... انتظرت.... وانتظرت.... وانتظرت... وانتظرت... نظرت للساعة فإذا بها 5/والنصف عصرا... سحقا... العم لم يأتي اخشى أن انسى صلاة الظهر وصلاة العصر فأنا لم اصليها بعد.... بدأ حينها الرعب يدب في انحاء جسدي لتصيبني القشعريرة المزعجة... أين هو العم محمود.. اووف تأخر، مازاد الطين بله هو أن المحطة بدأت تختلي من الناس...... نهضت من مقعدي، نظرت يمينا وشمالا سريعا بسبب امر غبي خطر ببالي وهو.... هل يعقل أن العم محمود جاء وبحث عني ولم يراني فغادر؟! ........لالالالالااااااااااااا


#: احمممم ياأنسه



____________________________

انتظر تعليقاتكم ونجومكم المضيئة لي ✌

انظري نحويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن