انظري نحوي

9

آه إنها تمطر بغزارة، اتسائل عن حال أبي فأنا لم اتواصل معه منذ مدة طويلة...هممم
متكئه على نافذة سيارة عمي اتأمل الخارج حتى غلبني النعاس فغفوت قليلاً

ايقظتني يد عمي التي كانت تهزني كي افتح عيني على.......واو وصلنا القرية!!
يبدو أنني نمت وقتا طويلا يا إلهي....آه رأسي يؤلمني وقلبي كذلك

في الليلة الماضية اخبر عمي ماجد أنه هو من سيوصلني للقرية وطلب منه العودة...
رائع أن عمي تصرف هكذا فكرهي لماجد قد كبر وعظم ولن اتحمل أن يوصلني هو
الغريب أن ماجد تفهم الوضع وعاد البارحة للقرية قبلنا وعلى أية حال كل ذلك لم يعد مهما ومايشغل تفكيري حاليا هي تلك النظرة فقط تلك ولا غيرها.....نزلت من السيارة برفقة عمي متوجهين لبيتنا....عمي الذي لم تطأ قدماه ارض القرية منذ سنوات

شعرت بيده تتسلل لكفي لتوقفني ويهم بالقول

عمها: قبل كل شيء ميادة....إياك أن تصرخي بوجه والدك عندما تريه فكما تعلمين هو يكفيه مافيه لذا لاتزيديها عليه
وقد يكون مافعله أمر خاطئ ولكنه بالنهاية فكر فيك وفي مصلحتك وماهو خير لك

ميادة ببرود: قد يكون؟؟!! ههههه عمي....
أبي رمى بسهم في قلبي بفعلته هذه ولن يمحى ألم السهم ولو بمرور الوقت....لذا لاتقلق فكل ذلك لم يعد مهما ولكنني سأريكم جميعا من تكون ميادة مسعود التي استخففتم بلحيتها الطويلة وشعرها الأبيض
(تعبير مجازي لكبر سنها😂✋) انتظروها فحسب.....عمي أبي ومهما فعل فستبقى مكانته في قلبي كما هي، شامخة لن يهزها شي.....و....

عمها: تواصلت مع والدك بالأمس واخبرني أن الوضع هنا يزداد سوءاً....فهناك من يخون ليعطي ذلك الحقير مايريده حينه
ساب اهل القرية جميعاً، لتبدأ النفوس التي تتظاهر بالطيبة والمحبة تظهر على حقيقتها المظلمة......

كان يحكي لي كل شيء بالتفصيل وكنت اتأمل القرية والاحظ تغيراتها العجيبة والتي كانت سريعة للغاية ، هل لهذه الدرجة وصل الحال هنا؟!....سحقاً....
وبعد مشينا المطول وصلنا لبيت والدي والذي كان في استقبالنا.....وقد لاحظ على مايبدو النظرة التي علت وجهي ولكنه لم يبالي بها واحتضنني بحب واشتياق تركني بعدها بلحظات ليحتضن الاخوه بعضهم البعض في لقاء مؤثر للغاية دخلا بعده .....رميت نفسي على إحدى الارائك قائله

ميادة: هههه جيد أننا مازلنا نحتفظ ببيتنا

ابوها: مالذي تتحدثين عنهُ؟!

ميادة: لقد فقدنا كل شيء بسبب حقير مثله
(تقصد الرجل الثري) حتى مشاعرنا فقدناها ومع الاسف

عمها: ليس كذلك هذا ليس صحيحًا....ميادة أنتي تعرفين الوضع الحالي للقرية....

قاطعته
ميادة: نعم اعرفه، اظهر حقيقة نفوس الجميع المريضة والحقوده.....