لا تشكُ للنّاسِ جرحًا انت صاحبه لاُيؤلمُ الجرحُ إلاّ مَنْ به ألمُ)

177 5 3
                                    

(لا تشكُ للنّاسِ جرحًا انت صاحبه.     القصة(3)
                   لاُيؤلمُ الجرحُ إلاّ مَنْ به ألمُ)

إنني اذكر يوم بزوغ الهلال ليضيء ظلام حياتي بعد فقدان والده في الحرب قبيل ولادته ب إسبوع.

فقررت انا احنّ على هلالي كي يصبح بدرًا ك والده شجاع حازم وطيب؛ واجعله رمز يحتذى به بين مجتمعه.

قبل ولادته ذهبت إلى جميع الأسواق المخصصه لإحتياجات طفلي فاشتريت له جميع ألوان اللباس واصناف الأقمشة.

عندما خرج من بطني كان يبكي زي اي طفل ولكن يبقى جمال بياضه المحمر مع شعره الكستنائي، منذ نعومة أظافره وهو يلفت الأنظار

اتحسف واندم عندما اذكر ذاك الوجه الدائري صاحب الغمازتين
والبياض المحمر وعينين واسعتين سوداوتين تجعلك تتمنى عدم إنزال عينيك عنها

لقد كان أنيس للوحدتي وإملاء لوقت فراغي، راقبته ينمو لحظة لحظة وحفظت تضاريس جسده الصغير خلية خليه ولم ينزل عن يدي في شهور الاربعه الأولى حتى ولو خلد إلى النوم فلا ينام إلا في حضني وكأني أخرجه من رحمي ليلتصق ب صدري من الخارج.

حتى أصبح قمري شبه مكتمل واصبح في عمر السابعه وبدأت لكي اجعله يعتمد على نفسه مثل ان يأكل لوحده وان ينام في غرفته الخاصه رغم اني لم أستحمل ذلك.

وفي ليلة باردة لكنها صافيه،كان الثلج قد غطى الطرقات فلزم السكان بيوتهم ، وراحوا يشعلون مدافئهم من الحطب أو المازوت و يتحلقون حولها، لف الهدوء كل شيء . ليله هادئة تماماً، لا حركه في الشوارع لا محلات مفتوحه ولا محطات مضاءة حتى الذئاب كفت في تلك الليله عن العواء.

اغلقت الباب وعدت إلى غرفة نومي، شعرت بالوحدة لانه آليوم الاول الذي اترك فيه إبني الغالي ينام لوحدة، وحين جلوسي في غرفتي امسكت احد الكتب التي اشتريتها مؤخراً في العناية بالأطفال قرأت عن الموضوع من جوانبه جميعاً ، صحياً ، و نفسياً ، و اجتماعياً ...

وفجأه إذ بي اسمع صوت من خارج الغرفة . إنه إنه لا يعقل إن مصدره يأتي من الغرفة التي أتيت منها منذ قليل، و إذ بي أركض كالمجنونه و ذراعي و ساقي تتخابطان في الهواء، وما إن فتحت الباب حتى أتت الصدمة ... تصمرت في مكاني من هول الموقف حيث ساد الصمت على المكان، واذا ب صمت ينقطع بحركه سريعه من خلف الباب وبخطفه سريعه نظرت إلى خلف لأجد رجل و بيده عصاه وهي متجهه إلي لأفقد وعي بعدها ...

وإذ بي اصحو على زقزقة العصافير، صرخت من هول الموقف إذ بي لم أجد ابني لم يكن معي احد حتى يسمع صرخاتي .

تألمت ، شدت على أسناني ، شعرت بأن جسدي ينهار، قبضت على شرشف السرير بكلتا يدي و دموعي تنهار كالسيل . لم استطع الصبر ( ما اسهل الحديث عن الصبر عندما لا تكون المصيبة مصيبتك ).

و خرجت مسرعتاً إلى الخارج و قدماي تسارعان الريح وهنا كانت الصدمة الأخيره إذ كان باب المنزل مفتوحاً

........ لست اعرف ما أقول إننا نتلعثم عندما نفقد حبيب لنا وما ادري كيف اعبر عن شعوري بعد ما فقدت حبيبي الذي أحببته من قلبي و القلب لا يكذب ولا يخون ولنكن اكثر وضوح إنه إبني.

...وهذا ما حدث معي عندما فقدت ابني الحبيب الذي طالما ظننت انه لن يغيب عن ناظري ولاكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.

كان لابد من الحزن كان يوم مغموس بالدماء و الجوع و الخوف و الأمل الكاذب وفِي النهاية لا ندري إن كنّا فقدنا الحياة ام فقدتنا الحياه.

ربما كان الموت رحمة و من بعد هذه الحادثة لم تكن لي رغبه بالحياة .

لعلكم ترون الحياة وردية مشرقه تمتد كنهر متدفق على جانبه زهور ياسمين .

ما فائدة الحياة عندنا نفقد إنسان كانت إبتسامته تشرق كل شي في حياتي .

( ربما كان الموت رحمة)

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 20, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الملاذ الأخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن