اقتباس(٢)

833 33 0
                                    

وصلت إسراء إلى المكان الذي يقام به حفل خطبة خطيبها على زميلتهما في العمل ورأته وهو يضع المحبس في بنصرها الأيمن فاشتد نحيبها ووضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها.

لا يمكنها أن تستوعب أن إيهاب الذي كان يركض خلفها ويتمنى رضاها ويحضر لها الأزهار حتى يجعلها تحبه يجلس الآن ويخطب فتاة أخرى غيرها.

تملكها ألم حقيقي في قلبها فتصرف خطيبها يجعلها تفكر أنه استغل المحنة التي مرت بها حتى يتخلص منها.

لاحظ إيهاب وجود إسراء فانسحب من جوار سمية وذهب إلى حيث تقف خطيبته السابقة وهتف بحنق:

-"ما الذي أتى بكِ إلى هنا يا إسراء؟"

رفعت إسراء رأسها تطالعه بنظرات نارية وهي تقول:

-"أتيت حتى أرى خيانتك أيها الجبان الحقير ، لا أصدق أنك تخليت عنِّي وتركتني في محنتي دون أن تتأكد من صحة الاتهامات الموجهة ضدي".

لم تحصل منه سوى على نظرة استحقار ونبرة متهكمة وهو يقول:

-"أنا لا يشرفني أن أتزوج فتاة مثلك بلا أخلاق أو شرف وتجني الأموال من الأفعال غير الأخلاقية".

صاحت إسراء بنبرة عنيفة:

-"اخرس!! أنا أشرف منك ومن جميع أفراد عائلتك".

ضحك بشدة وهو يردد باستهزاء:

-"وماذا كنت تفعلين في شقة الدعارة يا سيدة خضرة الشريفة؟!"

احتد صوته وهو يضيف:

-"اذهبي من هنا أيتها العاهرة ولا تريني وجهك مرة أخرى".

حك ذقنه وهو يتظاهر بالتفكير وهتف بصوت لين:

-"إذا أردت يمكنك ألا ترحلي ، أنا لدي الكثير من الأموال وسوف أدفع لكِ في الليلة الواحدة أكثر من زبائنك القدامى".

صرخت إسراء بجنون وهي تنقض عليه تخدشه بأظافرها:

-"اخرس أيها الحيوان ، أنا لست فتاة ليل حتى أتقاضى منك أموال مقابل الأفعال القذرة".

سحبها إيهاب خارجا ودفعها بعيدا عنه وكأنها جرثومة قذرة يخاف أن تصيبه بالعدوى ثم عاد إلى القاعة مرة أخرى وأخذ يرقص بسعادة مع سمية ولم يكترث لوجود إسراء التي تشاهد كل ما يحدث وتبكي بحسرة.

يقين الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن