-"إسراء ، استيقظي الآن حتى لا تتأخري علي مدرستك".
كان هذا صوت والدة إسراء "فادية" الذي تنزعج منه إسراء بشدة فهي تكره أن يوقظها أحد من نومها حتى ولو كان من أجل مدرستها ومستقبلها.
نهضت من السرير وصاحت بتأفف بسبب كثرة نداءات والدتها:
-"يكفي أمي ، سأرتدي ملابسي الآن حتى أذهب إلى تلك المدرسة البغيضة".
سمعت فادية صوت ابنتها المتأفف ووصفها الكريه لمدرستها فهتفت بسأم وهي تضع الفطور على المائدة:
-"أسأل الله أن يهديك ويرشدك إلى الصواب يا ابنتي العزيزة".
تناولت إسراء فطورها ثم ذهبت إلى المدرسة ولكنها لم تحضر سوى حصتين وأمضت باقي اليوم في الفناء الخلفي برفقة صديقتها "سها" التي لا تختلف عنها في أي شيء.
نظرت إلى مجلات الموضة وإلى الفساتين القصيرة والضيقة التي كانت تراها جميلة من وجهة نظرها وتمنت لو تستطيع أن ترتدي مثل تلك الملابس.
-"انظري إلى ملابسهن الجميلة وإلى مستحضرات التجميل الراقية التي تضعها كل منهن".
قالت سها تلك الجملة بحسرة لتردف إسراء بخيبة أمل وهي تتطلع إلى وجهها في المرآة الصغيرة التي تضعها دائما في حقيبتها:
-"أنا أجمل منهن بكثير ولكن حظي التعيس جدا لا يمكِّنني من أن أصبح مثلهن".
نظرت إسراء إلى ساعتها ثم أردفت وهي تنهض:
-"سأذهب الآن لأن أمي ستوبخني بشدة وستخبر أبي إذا تأخرت".
نهضت سها هي الأخرى وقالت:
-"وأنا أيضا سأعود إلى المنزل لأنني إذا لم أعد الآن سيغضب أخي بشدة".
عادت كل منهما إلى منزلها ومرت الأيام ولم تتغير أي منهما فإسراء أصبحت تنظر إلى ملابسها المحتشمة والفضفاضة بسخط واشمئزاز وتنظر بحالمية إلى فساتين العارضات القصيرة والتي تلتصق بأجسادهن وكأنها جلد أخر فوق جلدهن.
أما سها فكانت تخرج من المنزل أمام أخيها وهي ترتدي العباءة المحتشمة والحجاب الشرعي وتقوم بنزعهما عندما تبتعد عن المنزل ثم ترتديهما مرة أخرى وهي في طريق عودتها إلى المنزل ولم تكن راضية ومكتفية بكل ذلك بل كانت تريد أن ترتدي سراويل ضيقة أكثر من تلك التي كانت ترتديها من وراء شقيقها.
-"سأذهب إلى الجامعة العام المقبل وسأفعل حينها كل ما أريده ، سأخلع الحجاب وأرتدي كل ما أريده وأنا في الجامعة ولن يعرف أي شخص بهذا الأمر".
رددت "سها" تلك العبارات وأخذت تمني نفسها بأنها ستفعل ما يحلو لها فهي تتوق شوقا إلي ذلك اليوم الذي ستذهب به إلى الجامعة حتى ترتدي ما تريد.
أنهت كلا من "إسراء" و "سها" الدراسة في المرحلة الثانوية والتحقتا بكلية التجارة وهذا الأمر لم يكن رغبة في الدراسة والتعلم بل كان رغبة في الحرية والتحرر من وجهة نظرهن وكأن مبادئ القيم والأخلاق أصبحت قيود غليظة تكبت على أنفاس صاحبها ، والحرية أصبحت تتمثل في الخلاعة والعري وخدش الحياة دون أدنى مراعاة لقيم ومبادئ المجتمع!!
أنت تقرأ
يقين الروح
Romanceأربع فتيات كل منهن لها قصتها التي تختلف عن غيرها ، فواحدة قد تأثرت بالبرامج العلمانية ولم تهتم لأمر الدين واستطاعت أن تؤثر على صديقتها ، وأخرى تعاني من مشاكل مادية جعلتها مطمع لشاب تافه يساومها على شرفها. تُرى كيف سوف تكون نهاية كل واحدة منهن؟