هبطت تغريد من سيارة الأجرة التي توقفت أمام المستشفى ... أعطت تغريد الأجرة للسائق ثم سارت حتى وصلت إلى غرفة والدة شيماء.
احتضنت تغريد رفيقتها التي كانت تبكي بانهيار وهتفت مواسية إياها:
-"والدتك سوف تصبح بخير إن شاء الله انهضي وتوضئي وصلي وادع الله أن يشفيها ويعافيها".
رمقتها شيماء بضياع وهطلت دموعها بغزارة فقد تذكرت ما فعله هيثم معها ، مسحت عبراتها وهي تهتف بحزن أوهن كل خلية من خلايا جسدها:
-"والدتي تصارع الموت وهيثم الحقير يساومني على شرفي حتى يساعدني في إنقاذ حياتها".
تطلعت لها تغريد بصدمة فهي لم تتوقع أن تصل حقارة هيثم إلى تلك الدرجة التي تجعله يفعل ذلك مع صديقتها.
-"محاولة استغلال هذه الظروف لتحقيق أغراض وضيعة هي حركة تؤكد مدى خسة صاحبها وعدم اكتراثه بأوجاع الآخرين".
كادت هذه الكلمات تخرج من شفتي شيماء لولا هتاف تغريد بلهجة غاضبة:
-"هوني عليكِ حبيبتي ، هذا شخص حقير وسافل ولا يجب أن تشغلي بالك به ، يجب أن نفكر الآن بوسيلة نجلب بها تكاليف العملية حتى نجريها في أقرب وقت ممكن لأن وضع والدتك حرج ولا يمكننا أن نتأخر أكثر من ذلك".
أومأت شيماء برأسها مؤكدة حديث صديقتها فهي يتوجب عليها أن تتمالك نفسها في هذه المحنة الصعبة وتقف على قدميها لأن والدتها تحتاج إلى مساعدتها.
توجهت شيماء إلى المسجد وأدت فرضها ودعت الله أن يشفي والدتها ثم عادت إلى الغرفة حيث تنتظرها تغريد التي هتفت:
-"حرما".
ابتسمت شيماء وقالت بهدوء:
-"جمعا إن شاء الله".
ناولت تغريد صديقتها دورق المياه حتى تشرب منه وتبلل حلقها الذي جف من كثرة البكاء ... شربت شيماء القليل من الماء قبل أن تهتف بصوت ضعيف مرهق وهي تنظر إلى وجه تغريد:
-"ماذا فعلتِ مع حسن؟ هل أخبرته بالأمر؟"
همست تغريد بنفي وهي تهز رأسها:
-"كلا لا لم أفعل ، سوف أخبره اليوم عندما أذهب وألتقي به".
هتفت شيماء بجدية:
-"أنا لا أرى ضرورة في إخباره بهذا الأمر ، أقصد أنه ليس هناك داع ليعرف حقيقة أنك من أرسل له هذه الصور".
لم توافق تغريد على هذا الحديث فهي لها رأي مختلف ولهذا السبب أردفت تشرح وجهة نظرها:
-"يجب أن أخبره ، أنا لا يمكنني أن أخفي عنه هذه الحقيقة لأنني سأكون حينها كاذبة وأنا أكره الكذب كثيرا وأيضا كما يعلم الجميع العلاقة التي تُبنى على الخداع لا تدوم لوقت طويل لأنه حتما سيأتي يوم ويتفتت فيه قناع الكذب وسوف أسقط حينها من نظر حسن ولن يلومه أحد إذا تركني وابتعد عنِّي".
أنت تقرأ
يقين الروح
Romanceأربع فتيات كل منهن لها قصتها التي تختلف عن غيرها ، فواحدة قد تأثرت بالبرامج العلمانية ولم تهتم لأمر الدين واستطاعت أن تؤثر على صديقتها ، وأخرى تعاني من مشاكل مادية جعلتها مطمع لشاب تافه يساومها على شرفها. تُرى كيف سوف تكون نهاية كل واحدة منهن؟