الفصل الخامس

627 35 0
                                    

اشترى حسن المسكن ورجع إلى العيادة ... ظل ينتظر كثيرا أمام غرفة الكشف ولكن لم تخرج الطبيبة وهذا الأمر أثار استغرابه وقلقه.

طرق طرقتين على الباب ولكن لم يأته جواب من الداخل ليقرر في النهاية بعد وقت ضاع في التفكير والتردد أن يفتح الغرفة.

دلف إلى الغرفة لتتوسع عيناه وهو يرى الطبيبة ملقاة على الأرض ومستغرقة في النوم أما شقيقته فلا يوجد أي أثر لها.

اقترب حسن من الطبيبة وحاول إيقاظها ولكنه فشل فقام بإحضار دورق المياه وسكبه فوق وجهها.

شهقت الطبيبة وأخذت تسعل بشدة وهي تستيقظ ليسألها حسن عن شقيقته بنبرة قلقة:

-"ماذا حدث دكتورة وأين ذهبت شقيقتي؟"

تطلب الأمر من الطبيبة بضع دقائق حتى تستوعب ما جرى معها وتتذكر ما حدث لتنظر إلى حسن بضيق وهي تجيبه بحدة شديدة:

-"لا عرف أي شيء عن شقيقتك لأن الآنسة المحترمة هاجمتني وأنا أفحصها وقامت بتخديري ولم أشعر بأي شيء بعدها إلا عندما سكبت أنت الماء فوق وجهي".

شعر حسن بدوار يداهمه من هول الصدمة هل يعقل أن تكون شقيقته هربت؟!

عقله لا يمكنه أن يصدق أن تقوم سها بالهروب وهي تعلم جيدا أنها بفعلتها هذه سوف تجعله أضحوكة أمام الشامتين والحاقدين الذين سيقومون بجلدة بألسنتهم ونظراتهم.

نظر إلى الطبيبة وصرخ بجنون وهو يكاد يشعر بفقدان عقله:

-"أنتِ تكذبين ، شقيقتي لم تهرب ، تحدثي الآن وأخبريني ماذا فعلتِ بها وإلا سوف أدفنك حية".

شعرت الطبيبة بالفزع عندما سمعت كلمات حسن ورأت نظراته القاتمة فهتفت بتلجج وهي تتراجع خطوتين للوراء:

-"أقسم لك بالله العظيم أنني أقول الحقيقة ولم أكذب عليك بحرف واحد ، شقيقتك هاجمتني وهربت وإذا لم تصدقني يمكنك أن ترى تسجيلات الكاميرا التي وضعتها فوق مدخل العيادة".

سألها حسن بعصبية بعدما تسلل إليه شعور بصدق حديثها:

-"أين تلك التسجيلات؟ أريني إياها فورا".

تحركت الطبيبة بسرعة وهي تشعر بقلبها سيتوقف من شدة الخوف ، فتحت الحاسوب ثم أخذت تنقر عدة نقرات حتى وصلت إلى التسجيلات التي سجلتها الكاميرا قبل ساعة.

أدارت الحاسوب حتى يرى حسن بنفسه شقيقته وهي تخرج من العيادة وتستقل سيارة الأجرة ليخفض رأسه بخزي قائلا وهو يكبح دموعه:

-"أسف جدا دكتورة على تصرفي الوقح وعلى الكلام الذي تفوهت به قبل قليل".

خرج حسن من العيادة وعاد إلى المنزل وهو يشعر بالضياع والخزي والعار من فعلة شقيقته.

▪▪▪▪▪▪▪

ذهبت شيماء إلى منزل تغريد لتأخذ منها المحاضرات التي فاتتها فهي لم تذهب إلى الجامعة بعدما انتشرت تلك الفيديوهات.

يقين الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن