جلست تغريد تتناول الطعام مع عائلة عمها وهي تخفض رأسها أرضا بسبب الموقف المحرج الذي تعرضت له منذ قليل.
أنهت طعامها ونهضت تساعد زوجة عمها في رفع الأطباق من فوق المائدة ونقلها إلى المطبخ.
هتفت "شريفة" زوجة عم تغريد وهي تأخذ الأطباق وتفتح صنبور المياه:
-"سلمت يداكِ حبيبتي ، يمكنك أن تذهبي الآن".
تحدثت تغريد باعتراض وهي تشمر عن ساعديها:
-"ماذا تفعلين زوجة عمي ، أنا من سأقوم بغسل وتنظيف الأطباق ، اذهبي أنتِ وأعدي لهم الشاي".
ابتسمت شريفة وأذعنت لحديث تغريد لأنها تعلم جيدا أنها عنيدة ولن تتراجع عما تريده.
قامت شريفة بتحضير الشاي وخرجت به من المطبخ ووضعته على المائدة في غرفة الضيوف.
أغلقت تغريد صنبور الماء بعدما انتهت من غسل الأطباق ثم خرجت من المطبخ لتصطدم بمالك الذي كان يحمل في يده صينية فوقها فناجين الشاي الفارغة.
أخذت تغريد الصينية والفناجين وقامت بغسلهم ثم نظرت إلى مالك بضيق وقالت:
-"لماذا لم تخبرني أن صديقك سيأتي اليوم إلى المنزل ، كنت انتبهت قليلا بدلا من الموقف المحرج الذي حدث قبل تناولنا للغداء".
هز مالك كتفيه ومط شفتيه وهو يقول:
-"أنتِ دخلت إلى المنزل وسال لعابك عندما رأيتِ الطعام ولم تتركي لنا فرصة حتى نتحدث ونخبرك".
انفجر ضاحكا وهو يتذكر مظهرها وهي تتطلع إلى الطعام فقد كانت وكأنها أسد نال من فريسته ويستعد للانقضاض عليها:
-"لقد تصرفت وكأنكِ لم تأكلي منذ مائة سنة ، أريد أن أفهم أين يذهب كل هذا الطعام الذي تأكليه ، يجب أن أحترس منكِ لأنه ربما يأتي يوم أستيقظ فيه وأجدك تأكليني".
أنهى مالك عبارته وعاد يضحك مرة أخرى لتصر تغريد على أسنانها بغيظ وهي تنظر إلى ضحكات ابن عمها ثم ضمت قبضة يدها وكادت تلكمه بسبب فظاظته ولكن منعها من ذلك دخول زوجة عمها إلى المطبخ.
اقتربت شريفة منهما ثم سألت تغريد وهي تنظر إلى مالك بضيق بسبب أفعاله الصبيانية:
-"أخبريني ابنتي ، ما الذي فعله هذا السخيف حتى تودين ضربه".
أجابتها تغريد بنبرة صوت قوية:
-"ابنك المصون يسخر منَّي لأنني أتناول الكثير من الطعام ، هل يرضيكِ هذا يا أمي؟"
لكزت شريفة مالك في كتفه وهي تهتف بحنق:
-"لن تتغير أبدا ، ستظل طوال حياتك سخيف وتافه ، أريد أن أعرف متى سوف تكبر وتعقل تصرفاتك".
رفع مالك حاجبه هاتفا بضيق وهو يتحسس موضع ضربة والدته:
-"انظري إلى وجهي أمي ، أنا هو ابنك وليست هي حتى تضربيني من أجلها".
أنت تقرأ
يقين الروح
Romantizmأربع فتيات كل منهن لها قصتها التي تختلف عن غيرها ، فواحدة قد تأثرت بالبرامج العلمانية ولم تهتم لأمر الدين واستطاعت أن تؤثر على صديقتها ، وأخرى تعاني من مشاكل مادية جعلتها مطمع لشاب تافه يساومها على شرفها. تُرى كيف سوف تكون نهاية كل واحدة منهن؟