رَماديَّـة العَينيـن

✴|الفَصـلُ الثاني عَــشَر: جَريح.

~°إستمتعوا ولا تنسوا التعليق بين الفقرات💛💜°~

◇

○

◇

"ما بها تكلمي بسرعة!"

أردفت وقد اتَّسعت عيناها واشتدت نبضات قلبها فتخبرها الخادمة بأمر جعل قلبها ينبض بعنف، حتى تمنت أن لا يكون ما ببالها صحيحــاً!

"لــ... لقد سقطت وهي في الحمام... لقد كانت الأرض زلقة وعليها الصابون على ما أعتقد"

"ماذا؟ ما الذي تقوليــه! وأين هي الآن؟"
فتحت عينيها على وسعهما تنتظر جوابــاً من الأخرى بلهفة وقلة صبــر

"إنها تنــزف يا مولاتي، أظن أنها... فقدت جنينــها"

لم تحتمل الصدمة فسقــطت محتضنة الأرض لتهرب دمعــة يتيمة من مقلتيها الرماديتين ترثي حالــها وما آلت إليه أمــورها، هي للتو خبــأت كتلة من الهمــوم التي كانت توهمها بالسلبيات على جيش مملكتــها وزوجـها! فتأتي أضعاف مضاعــفة عمَّا حصلت عليْهِ قبلاً...

كانت تتمنى لو إن هذا كــله كابوس مزعج وستفتح عينيــها بهدوء لتجــد كل من تحب حولها لكن هيهــات،
فكما تجري الرياح بما لا تشتهي الســفن كذلك تؤول الأمور بما لا تشتهي هاينــا!

▪
▪
▪

دلفت للداخل عندما أحست بشعــور روز وكيــف يجــب عليهــا مواســاتها، فوجدتها مستلقية بتعــب ووجــه شاحب ودموعــها التي لا تجف من على وجنتيــها جعلت من منظرها يقطع قلب هاينا

هــرولت مسرعة نحوها حتى اقتــربت منها لتربت على رأسها بخفة وحنــان

"ابتعــدي! أنتِ من وضعــتِ لي الصابــون في أرض الحــمام... متأكدة بأنــها أنتِ... لقد كــدت أفقد طفــلي"

استرسلت بشحرجة تلــوم الأخرى ثم تجهــش بالبــكاء، بينما هاينــا التي لم تحتمل لــوم الأخرى لها واتهامــها بتلك الأمــور فضلاً عن حزنــها عليــها وشفقتــها على تــلك التي حاربت لتكتــم شهقاتــها التــي كان إحدى سببــها طفلــها الــذي كاد يمــوت.

لم تستــطع الإجابة حتى، هي فقط غادرت بهدوء مستــمعة لكلام تلك العجوز الشمــطاء كما سمتها ســابقاً،

والتي قد اتهمتــها هــي الأخرى لتعبئ برأس ابنــة أخيــها أن هاينــا هي من وضعت الصابــون لكــي تنزلــق.

بقيــت تمشي بالرواق بهدوء من دون إحداث صــوت حتى... هدأت ملامــح وجهها وأظــهرت البرود،
وصلت لغرفة الملك والتي أصبحــت الآن الجحر الذي تختبئ به من عواصف الهموم والأحــزان،