اللحن الثالثَ عشر و الأخير

431 51 19
                                    


مضت الأيام و لم تؤتي أبحاثهم أية نتيجة بعد أن نقلا المعمل فوقَ الجبلِ كما إقترح تايهيونغ ، أصبح كُل يوم مشابه لما قبله.

بعد أن أخبر تايهيونغ نامجون بما حدث ، إقترح عليه أن يعود لعائلته ، فهو يعرف مكانهم على أية حال. و لكنه مازال يفكر في الموضوع ، لا يعلم ما إذا كان هذا هو الإختيار الصحيح أم لا.

كما أنه في هذه الحال عليه مواجهة ما فعله أو ربما قد يخفي الأمر...؟

لم يجد أي إجابة في عقله ، فعقله فارغ ، ليس به شيء.

لا يعرف من يريد وجوده و من لا يهتم ، بعد موت جونغكوك لم يحاول أحداً التكلم معه ، أو إثبات حبه له.

لقد ترك جونغكوك فراغاً في قلبه و عائلته.

نظر نحو المواد الكيميائية المسكوبة ، الأكواب المكسورة و الدفتر الذي قُطع ورقها مئات المرات و مازال آثاراهمُ موجوداً.

تعبه هو و صديقه الذي لم يفد في شيء ، لا شيء.

" صباح الخير " سمع تايهيونغ صوت صديقه يصدر من وراءه ليوجه نظره نحوه و يبتسم.

"صباح الخير."

لم يجد بعدها آثر لصديقه ، ظن أنه قد ذهب لدورة المياه ، أو ربما قام بالخروج ليجلب شيءً.

نظر تايهيونغ ناحية الورقة في تأمل ، كُتب بها طُرق فاشلة لإنقاذ المدينة الصامته.

ضيق تايهيونغ عينيه ناظراً للورقة في تأمل.

الصمت،

الغاز،

الـ

وجدتها.

فكر تايهيونغ و هو يرفع وجهه للسقف في حماس.

" نامجون وجدتها ! "

_

" أنت جاهز ؟ " سأل نامجون و هو يوجه نظره نحو تايهيونغ.

" لا تقلق بشأني ، هيا للأسفل " صرح تايهيونغ و هو يتجه نحو الأسفل ليلحق به نامجون.

مضت عدة سعات حتى وصلا لوسط المدينة.

أمسك كلا منهم بالجهاز المليء بالغاز و نظرا لبعضهما كعلامة للإطلاق.

إطلاق الترياق.

ٱومأ كل منهما و من ثم بدأ في الإطلاق.

فرغ جهاز تايهيونغ و لم تلبس ثوانٍ حتى فرغ الخاص بنامجون.

وقع جهاز كُل منهما على الأرض. أو لتكن أكثر دقة لقد تركاه يقع.

نظر نامجون نحو تايهيونغ في تردد ، لم تكن حياة تايهيونغ هي المهمة ، كانت أفكاره في أن يتكلم هو أولاً لم يتردد و لو لحظة كصديقهُ.

لذا سبق صديقه بصرخة كانت مكبوتة داخل عقله و قلبه.

إنتهت صرخة تايهيونغ و لم يحصل شيء.

لم يحصل شيء.

نظر تايهيونغ نحو نامجون بحماس و هو يبتسم لتتبعه صرخة نامجون من كثرة الحماس و السعادة.

لقد نجحت.

" نجحنا ؟ "

_

" أمي " تبع صوت تايهيونغ فتحه لستائر منزله و الذي يعيش بها كلا من أمه وأبيه.

"أمي " صرخ تايهيونغ بصوت أعلى حتى يسمعاه.

خرج كل من الأم و الأب في فزع ليجدا أبنهما بعد خمسة عشر عاماً.

لم يفهما كيف يتكلم هكذا في هذا الجو المُسممِ ، علامات التعجب على وجه كل منهما ، لم يَتَحَركا ، فقط وقفا هناك في ذُهول

" لقد تحررنا ، نستطيع الكلام مجدداً " قال تايهيونغ و هو يفتح ذراعيه في حماسة.

" تايهيونغ ؟ " سألت الأم ليومأ إبنها بضحكة لم تراها منذ سنين. لقد كانت مترددة بالبداية و لكن لسانها سبقها كان عليها التكلم.

إتجه كُل منهما ناحية إبنهما.

" كيف ؟ " سألت الأم و هي تضع يدها على وجهه.

" لقد إخترعنا غاز معالج أنا و صديقي نامجون " قال و هو يؤشر له ليأتي و لكنه حرك رأسه بالنفي. فهو يشعر بالخجل.

" هو في الخارج " أكمل تايهيونغ و هو يبتسم و ينظر لهما.

أخذت الأم إبنها في عناق و تبعهما الأب ليصبحوا في عناق جماعي ، ينقصه فقط جونغكوك.

" مرحباً بك نامجون ، تفضل،،

تَمت.

_

- أنا ٱحبكُ -
- جونغكوك

أنا أيضاً، أنا أيضاً ٱحبكَ آخي الصغير، لقد علمتني معنى الحب.
- تايهيونغ

_

صَامِتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن