الفصل الرابع

8.1K 159 1
                                    

الفصل الرابع
حان موعد وصول وجدي و علوان ارتدت ريم نظارة سوداء
و غادرت معهم
لاحظت فورا نظرات علوان الشهوانية الموجهة لها ،نظرات
تحمل في طياتها الرغبة الدنيئة
تمهلت في مشيتها كعادتها لكي لا تلفت النظر لها و دخلت غرفتها و أغلقت الباب من الداخل بالمفتاح
بعد قليل وجدت أكرة الباب تدور
حمدت الله أنها أغلقته من الداخل  ليصدح صوت علوان
" قافله الباب علي نفسك ليه يا حلوه ، تعالي اقعدي معانا شويه
ونسينا "
" شكرا أنا تعبانه و عاوزه أنام تصبح على خير "
تناهي لسمعها صوتهما بالخارج و نظرت من ثقب المفتاح الذي
يواجه الاريكة
لتراهما جالسين يحتسيان الخمر و سمعتهما يتحدثان
" ايه يا وجدي مش هنتم جوازي باختك بقي "
" يا جدع مستعجل علي ايه ، ما انت مقضيها كده و الا كده "
ضحك ضحكة مقيته " اهو نجرب الحلال الاعمي ده نشوف
نظامه ايه "
انفجر وجدي ضاحكا " كلهم زي بعض "
" اعمل حسابك الدخلة  بكره أنا قلت لك أهو "
رد وجدي " مش هترضى "
فألقى علوان كوب الخمر الذي كان في يده على الارض
فانكسر
" ما ليش فيه ، أنا هادخل بكره عنها ما وافقت هاخدها غصب ،
ده حقي ، أنت بايعهالي بالفلوس اللي أنت أخدتها ، دول
عشر تلاف جنيه يا ظريف مش لعبه "
"خلاص خلاص براحتك يا عم ، اهي عندك أهي لو عاوز
تدخل دلوقتي ادخل "
قام من مجلسه و فزعت ريم و ارتدت بعيدا عن الباب
لكنها سمعت صوته " لا خليها بكره الخمر هدتني أنا مش
صالب طولي "
فنظرت لتراه قد عاد لجلسته علي الأريكة
انتظرت قليلا حتي وجدتهما قد غطا في نوم عميق
فلملمت ملابسها وما تحتاجه  و النقود التي كانت والدتها تخبئها
في مرتبه السرير و فتحت الباب بحذر و تسللت على أطراف
أصابعها و أغلقت باب الشقة ورائها بهدوء و أغلقته بالمفتاح
من الخارج و تركت به المفتاح و هرعت علي السلم
و هرعت لأول الشارع و أخرجت الهاتف و طلبت مهاب
" الحقني انا هربت انا علي اول الشارع ، تعالالي بسرعه "
" لا اول الشارع ما ينفعش ابعدي علي قد ما تقدري ،
بصي اركبي ميكروباص اجره و انزلي الميدان ، ليحصلكي "
" اطمن انا قفلت عليهم الباب و هم سكرانين "
" لا كده اضمن ، اركبي بس أي ميكروباص احنا لسه
مش متاخر "
استقلت ميكروباص للميدان و قابلها هناك بسيارته و أوصلها
لبيت مي
دخل ملقيا السلام علي والده مي بينما ارتمت ريم في احضان
مي و هي تبكي
" أخويا يا مي طلع بايعني للحيوان اللي اسمه علوان ،
بعشر تلاف جنيه ، و كان هيتجوزي غصب بكره "
قامت والده مي و احتضنتها
" يا قلبي يا بنتي ، مي حكتلي كل حاجه ، ما تخافيش خليكي
وسطينا "
نظر لها مهاب " ما تخافيش يا ريم "
و تركهم و غادر للمشفى
في الصباح استيقظ وجدي و راسه ما زال يحمل آثار الخمر
أعد القهوة له و لعلوان
"اصحي يا علوان بق بقينا قرب العصر يا عريس "
فرك علوان عينيه " صباح الفوقان و تناول القهوة و أشعل
السيجاره
" مش نصحي العروسه نديها خبر "
ضحك وجدي تصحي مين؟
" العروسه تستيقظ مبكرا "قالها ساخرا
"تلاقيها بتذاكر دلوقت "و نادى عليها
"يا ريم تعالي "
لم يجد ردا
فقال "تلاقيها بتصلي"
ضحك علوان  "هي من اللي بيصلوا"
بادله وجدي الضحك " دي متقيه يا اخويا "
فصاح علوان" يا ستنا الشيخه تعالي عاوزينك يا عروسه"
و ذهب للباب ليطرق عليه فوجده مفتوحا
" الحق يا عم الرجاله اختك مش هنا "
رد ببرود " زمانها في الحمام "
دخل علوان الحمام ليجده فارغا
فصاح " باقولك اختك مش هنا "
و أمسكه من تلابيبه " بتستغفلوني  يا وجدي  بتهربها عشان
تضيع فلوسي عليا ، لا ده أنا أجيب أجلك و أجلها"
أزال وجدي يديه عنه
" ايه يا جدع ما كنت معاك ، هاهربها ازاي "
نظر له بشك
" ما اعرفش تلاقيك متفق معاها عشان تقلبوني
في قرشين "
" يا الله ننزل ندور عليها هتروح فين بس "
عندما حاولوا فتح الباب لم يستطيعوا فالباب مغلق من الخارج
هاتف وجدي جارهم عامر و طلب منه فتح الباب
حين فتح عامر الباب كان اول سؤال سأله وجدي
" ما شفتش ريم ؟"
نفى عامر رؤيتها ، بنزولهم للشارع و سؤالهم عنها علموا أنها
استقلت ميكروباص من أول الشارع
ضرب وجدي علوان في كتفه " يبقي سمعتك امبارح ، و خافت
و هربت "
رد علوان الضربه له
" ما يخصنيش ، عاوزها ، و فوقيها الفلوس اللي وعدتني بيها ، بدل ما اخلص عليك "
" اهدي يا علوان هنلاقيها "
بجلوس ريم عند مي ووالدتها رشا
تنفست الصعداء و بدأت تفكر
في مهاب
كانت تجالس السيدة رشا و تسامرها لحين وصول مي من
عملها
أخبرتها السيدة رشا أنها ستسافر بعد يومين في بعثه للحج و
أمنتها
أن تتكاتف هي و مي سويا و يؤزران بعضهما
مهاب هاتفها ليطمئن عليها ولم يخبرها أن علوان ووجدي قد
قدما
للمشفى مقتحمين مكتبه ليسألا عليها و أـنه أنكر رؤيتها و
كذلك مي
في المساء دخلت مي الشقه وسط ترحيب من رشا و ريم و
تناولن
العشاء سويا و دخلت رشا لتنال قسطا من النوم
نبهت مي علي ريم بألا تخرج  للشارع أو تنظر من الشباك او
البلكون مخافة ان يكون علوان ووجدي يراقبانها
فمي لم تخف عليها مقدمهما للمشفى ، تعجبت ريم من أن مهاب
لم يخبرها ،فابتسمت مي ابتسامة خبيثة من أنه لا يريد تكدير
مزاج ريم او اقلاقها
و اخبرتها انه لا يكف عن السؤال عنها و عن احوالها
سافرت رشا و بقيت الفتاتين وحدهما
علوان وجدي لم يكفا عن استقصاء الاخبار فلقد اوشكت ريم علي
اتمام الواحد و العشرين
كان شك علوان في مي كبيرا فصمم علي مراقبة منزلها.
ريم كانت تذاكر بجهد لتنهي دراستها  كانت تتابع اخبار الجروب
الخاص بفرقتها الدراسية فعلمت ان المذكرات الخاصة بالامتحانات
قد نزلت بالمكتبات ، فعقدت العزم علي النزول لشرائها
هاتفت مي و أخبرتها أنها ستنزل
رفضت مي و تطوعت بإحضارها، بينما ملل ريم جعلها
تصمم ان تنزل هي  لتتنسم الهواء في الشارع و تحججت
بان موقع المكتبة قريب من المنزل .
كان وجدي مرابضا أمام المنزل في بقعة لا تكشفه خاصه
بعد استقصائه و معرفته ان هناك فتاه تقيم مع مي
تهللت اساريره حين رأي ريم تنزل من البيت و فوجئ حين
وجدها تسير طبيعية و تبصر
هاتف علوان الذي كان علي مقربة منه و أتي سريعا و بينما
ريم تتوجه للمكتبة اقترب منها وجدي ممسكا ذراعها
" حمد لله علي السلامه يا بنت ابويا "
فزعت ريم و التفتت لتجده وجدي صرخت
اجتمع الناس
صرخت " ما اعرفوش "
صفعها علي وجهها " كدابه ، دي اختي و عرفت انها ماشيه
بطال ، و ده جوزها "
#نشوه_أبوالوفا

عيون الريم  للكاتبه الجميله نشوه ابو الوفا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن