الفصل الثامن و الختام
و نامت الفتاتين كل منهما تحلم بحياتها القادمة.
كانت الخطوبة يوم الأربعاء
بيوم الجمعة
قامت رشا بدعوة العريسين و والد محمد ووالدة مهاب على
الغذاء
بدون أن تخبر الفتاتين
دخلت الغرفة مبكرا لتوقظهما
ردت مي بتكاسل و هي تشد الغطاء على رأسها
" ايه يا ماما سيبينا ننام "
فوصل لها صوت رشا
" ماشي براحتكم خليكم نايمين ، و محمد و مهاب و ابوه و امه
يجيوا يتغدوا اقولهم معلش كانوا نايمين "
انتفضت مي و من ورائها ريم و جلستا علي السرير تفركان
عيناهما
" مين اللي هتغدوا؟ " سألت ريم
ابتسمت رشا
" مهاب و محمد و حماتك واستاذ احمد ابو محمد "
سألت مي بترقب " امتي الكلام ده ؟"
شدت رشا الغطاء الخفيف الذي كان عليهما " النهارده العصر "
هبت الفتاتين من علي السرير و بدأتا تتحدثان بسرعه في وقت واحد
" هاعمل ايه "
"هاطبخ ايه "
"هيشربوا ايه "
"هالبس ايه "
ابتسمت رشا "بس اسكتوا شويه ، ادخلوا خدو دش كده و فوقوا
و صلوا ، انا مضبطه كل حاجه ، و كله معمول حسابه ، هو أنا
هاعزمهم و اتكل عليكم ، كنا لا كلنا و لا شربنا ، خلصوا عشان
تفطروا و تساعدوني "
تزاحمت الاثنتان علي باب الحمام كل منهما تريد الدخول اولا
صاحت مي " مش نافع كده عاوزين حمام تاني "
وكزتها ريم " اروح شقتي يعني !"
فضربتها مي " اسكتي بطلي تلعبي بعواطفي ، اتفضلي ادخلي "
ضحكت ريم و دخلت للحمام
بعد تناولهن لطعام الافطار جلسن مع رشا ليتفقن علي نوعيات
الطعام التي ستعد و بدأن في تجهيزها
أثناء انشغالهن بإعداد الطعام رن هاتف مي بالنغمة المخصصة
لمحمد فتركت ما بيدها و مسحت يديها بالمناديل و هرعت للهاتف
" يا نعمين "
"نعمين ايه باكلم المخبر عبد السميع "
" مش وقته خالص يا محمد أنا مش فاضيه "
" بتجهزي الغدا طبعا "
" لما انت عارف بتتصل تشغلني ليه ، و الا عاوز تقصر رقبتنا
قدام عمو و طنط "
" ابدا لا عشت و لا كنت ، عاوز اعرف بس بتحبوا حلو ايه
عشان نجيبه ، و كفايه عليكم الغذا و الحلو علينا "
ضحكت واختلست النظر لوالدتها " انت عاوزني اقول لماما
بلاش حلو عشان محمد هيجيب ، كانت علقتني في السقف ،
انت جيب براحتك و احنا برضه هنعمل "
ضحك " ماشي طب انتوا هتعملوا ايه عشان ما نجيبوش "
" هنعمل بسبوسه ,و ام علي "
"تمام كده يا بسبوستي ما تجيبي بوسه"
" اتلم يا محمد "
علا صوت رشا بالنداء " مش وقته يا مي و الا هاتخديها حجه "
"جايه اهو يا ماما "
"سلام يا محمد "
"اسمها لا اله الا الله"
ضحكت "محمد رسول الله"و اكملن عملهن
أوشك آذان العصر علي الرفع دخلن بالتوالي للاستحمام و تبديل
ملابسهن
ارتدت ريم فستانا مزدانا بنقوش صغيره على شكل فراشات علي خلفيه سوداء
و ارتدت مي فستانا مشابها لكن بنقوش صغيره علي شكل
زهور علي خلفيه باللون النبيتي
الفستان
من نوعيه الأوف شولدر و ارتدين بدي اسفله و ارتدت كل
منهما حجابا مناسبا للفستان
و ارتدت رشا جلبابا نوبيا ذو تطريزات بسيطة باللون الأزرق
ما أن انتهت صلاة العصر حتي رن جرس الباب معلنا وصول
الضيوف
دخلوا و بأيدهم الحلويات
أخذت مي الحلويات التي أحضرها محمد و بينما تأخذها امسكها
من يدها و اقتر ب منها هامسا
"وحشتيني "
و اخذت ريم الحلويات من مهاب فاقترب
" انا ما رضتش اشغلك
عن الاكل و اكلمك ، عشان تطبخي بتركيز "
نظرت له مضيقه ما بين عينيها " ماشى "
فابتسم و هو يقترب اكثر مستغلا دخول الكبار لغرفه الصالون
" احنا فينا بقي من الزعل و قلبة الوش ، كويس هاصالحك بس
بعد الغدا "
ابعدته " لا بعد الغدا و لا قبل الغدا ، روح ماما بتنادي "
و بعد التحية و السلام و الترحيب اتخذ كل منهم مكانه علي
طاولة الطعام كل عريس بجانب عروسه و يجلس أحمد
بجوار اخته ثريا مقابلا لرشا
اثنت ثريا علي الطعام ككل و بخاصه صينه المكرونه
بالباشميل التي تولت ريم اعدادها ،و أثني احمد علي الطعام
و لم يتحدث مهاب او محمد علي الاطلاق و انهمكا بتناول
الطعام بشراهه
بعد قليل قال أحمد " ايه يا محمد يا ابني ما حدش سمع صوتك
لا انت و لا ابن عمتك "
و نظر لرشا " ايه يا ست الكل طابخه للعيال دي سد الحنك
من غير ما نعرف "
ضحكت رشا
و ابتلع محمد ما كان في فمه من طعام " ايه يا بابا انا ما
اتعشتش و لا رضيت افطر ، مفضي بطني عشان العزومه
الحلوه دي ، اكل من ايد حماتي حبيبي ، و مراتي السكره
و مرات ابن عمتي ، ينفع اتكلم بقي ، سيبني بس اسافر
مع حته الجلاش الحلوه دي "
و عاد للأكل و الكل يضحك
فنظرت ثريا لمهاب " طب بالنسبه للدكتور "
ضحك مهاب " لا سيادتك صينه المكرونه بالباشميل دي مركزه
و قويه و محتاجه انتباه ، كلموني لما اخلص اكل "
وضحك الجميع، بعد انتهاء الطعام
و قف مهاب و محمد يربتان علي معدتيهما
" الحمد لله ، تمام ، اطمنا كده علي مستقبلنا المعدي "
رفعت الفتيات ورشا الطعام و رفضن مساعده ثريا
" ابدا يا ست الكل ارتاحي انت "قالتها ريم
بعد جلوسهم بالصالون حملت رشا المشروبات الغازية لتقدمها
لأحمد و ثريا بينما ريم و مي تقومان بغسل الاطباق و ترتيب
المطبخ
وقف محمد و مهاب في نفس واحد
" هنساعد العرايس عشان يخلصوا بسرعه "
ابتسمت رشا " اتفضلوا "
دخل محمد اولا ومي تغسل الاطباق وقف ورائها وريم كانت
تقوم بوضع الباقي من الطعام بعلب الثلاجة فوقف ورائها كذلك
و نظرا لبعضهما و في نفس واحد
" الجميل بيعمل ايه "
لتنتفض مي و يقع الطبق فينكسر
و تجفل ريم و توقع قطعه من المكرونة علي الارض
فيأتي صوت رشا و ثريا من الخارج " و نعم المساعده ، كسرتوا ايه "
فيرد محمد " اطمني يا عسل ده طبق بس "
فتضحك رشا " عليه العوض في طقم الصيني"
و ينزل محمد ليساعد مي في جمع القطع المكسورة
"خلي بالك هالمها انا "
و مهاب يتحسر علي المكرونه
" انا كنت منمر اخدها معايا اتعشي بيها "
ضحكت ريم " اطمن لسه فيه ، و اتفضل بره عشان اخلص "
و كذلك طردت مي محمد " بره لو سمحت "
وقفا علي باب المطبخ " احنا غلطانين عاوزين نساعدكم "
أشارتا للخارج بجديه " بره "
فخرجا يضحكان قال محمد " طب واحد قهوه ساده حضرتك "
و أردف مهاب " و أنا كمان "
أمسكت مي السكين و أشارت لهما به " لما نخلص قلنا بره"
و بعد خرجهما انفجرتا ضحكا
و جاء صوت مهاب
"بتضحكوا من غيرنا ماشي لما تخلصوا حسابكم عسير"
بعد انتهائهما اخرجتا الحلويات مع الشاي و القهوة
جلست مي و محمد بشرفة الصالة و مهاب و ريم بشرفه الصالون
ارتشف محمد رشفة من القهوة مغمضا عينيه
فسالت مي "ها مضبوطه؟"
ففتح عينيه و قرب جلسته منها و أمسك يديها هامسا
" و لو مش مضبوطه أنا من ايديكي اشرب أي حاجه "
فاحمرت خجلا
فقال " يا ربي علي الكسوف بتبقي قمر ، مش لما بتعلي
صوتك و تبقي زي عبد السميع المخبر "
ضيقت عينيها فقال " آه قلبنا علي عبد السميع ، بس
سيبك انتي قمر في كل الحالات "
و اقترب قليلا " هوما فيش غير قعده البلكونه اللي امه
لا اله الا الله شايفانا فيها دي "
ابتسمت " عاوز ايه يا محمد "
"عاوز اقولك كلمه مهمه قوي "
احمرت وجنتاها فلقد فهمت مقصده .
و ريم و مهاب يجلسان ظل مهاب صامتا الي ان أنهى قهوته
ثم قال
" تسلم ايديك يا ست الصبايا "
تنهدت قائلة " الحمد لله انك نطقت "
فابتسم قائلا " القهوه دي حاجه سحريه محتاجه تركيز زيك كده"
و ضغط علي راحة يديها
حاولت ان تسحب يدها لكنه تمسك بها اكثر
" هتسحبيها مني ليه قربك ليا حياه "
همست " مهاب "
فهمس " يا عيون مهاب ، يا قلب مهاب ، يا دنيا مهاب اللي
ما كانش عارف ازي كان عايشها قبل ما تدخليها "
نظرت له " كل ده بتتكلم جد "
قبل يدها و اعاد احتضان كفها بين كفيه
" و أكثر من يوم ما دخلتي اوضه العمليات ، فضلت ابص لك ،
حاسس بحاجه شداني ليكي تقولي هي دي يا مهاب ،و لما
عرفت انك متجوزه كنت هاتجنن ، و اقول ليه يا رب ، تجيبها
في طريقي و تفتح قلبي ليها و تكون مش بتاعتي ، لما حكيتي
لي حكايتك ، أملي كبر و دعيت ربنا اقدر اخلصك و احميك ،
و الحمد لله بقيتي ليا حلالي ، ممكن بقي نبطل دلع و نركز
في شرا اللي ناقصك عشان نعمل الفرح بسرعه "
" انا ناقصني كتير ، بعدين لازم اساعد طنط رشا و نجهز مي "
هز مهاب راسه " ليه خير ، هو ابن خالي مش راجل و الا مش
مالي عينكم ، عيب يا ريم ، محمد هيتكفل بكل حاجه ، انا عارف ظروف طنط رشا و مي كويس "
تهللت اساريرها " بجد"
"عيب يا بنتي وراكم رجاله ، و انت كمان اقسم بالله حتي هدومك
انا اللي هاجيبها "
ابتسمت " بس انا معايا ميراثي من عمي "
" فلوسك ليكي ، انتي داخله بيتي ، و انا مستعجل "
ابتسمت في حياء .
وسط استعجال من مهاب و محمد أنهت ريم و مي شراء ما
يلزمهما و أطلعتا علي الشقة حيث ستقيم ريم و مهاب في شقة
اشتراها مهاب و جهزها مقابلة لشقه والدته ليستطيع الاعتناء بها
و ليكون لريم خصوصيتها و أما محمد فكان له شقه جاهزة
هاتف محمد مي
" مساء الفل يا قمري"
" مساء النور يا حبي "
" يا هوووه ، حبي ، ده انا ربنا راضي عليا ، اتكلم بقي
بقلب جامد "
و اكتسي صوته بنبره جديه
" من الآخر و بدون مقدمات "
"قلقتني يا محمد فيهه ايه "
" ابويا عاوز يتجوز أمك "
" نعم بتقول ايه "
" باقول أبويا عاوز يتجوز أمك ، صعبه دي "
صمتت و لم تعرف بم تجيبه
" فكري كده يا مي ، هو لوحده و هي لوحدها هيتجوزوا و يبقوا
سوا يونسوا بعض "
ظلت صامته
" مي باكلمك "
" ايوه يا محمد ، الموضوع الصراحه صدمني ، عمري ما فكرت
فيه ، أنا باحب عمو أحمد و واضح ان فيه لينك كده بينه و
بين ماما "
"شفتي بقي أهو طلعتي واخده بالك ، اجهزي احنا جايين
نطلب ايدها بكره "
" علي طول كده "
" أبويا مستعجل اكتر مني ، كلمي ماما العروسه و عرفيها
أن الفرح مع فرحنا "
انفجرت مي في الضحك و اغلقت الخط
دخلت رشا و ريم علي صوت ضحك مي
" ايه يا بنتي محمد كان بيزغزغك "
حاولت السيطره علي ضحكاتها
" لا كان بيقولي علي العروسه "
سألت رشا " عروسه مين ؟"
نظرت لها مي بخبث " العروسه اللي عمو أحمد هيتجوزها
يوم فرحنا ، تخيلي يا ماما ، هيخطب بكره و يتجوز معانا "
كسي الوجوم وجه رشا و قالت بصوت يشوبه الحزن
" الف مبروك استاذ احمد يستاهل الخير "
فانفجرت مي ضاحكه
" بتضحكي ليه ؟" سالتها ريم
بينما رشا في طريقها لخارج الغرفة اعترضت مي طريقها
" عندك يا قمر ، العروسه اللي عمو أحمد هيخطبها بكره
هي انت "
نظرت لها رشا مذهولة غير مصدقة، و ارتسمت السعادة علي محياها طارده ذلك الوجوم ، قفزت ريم من الفرحة و أخذت تقبل رشا و كذلك مي
نظرت لهم رشا بأمل و سعاده " انتوا موافقين يا بنات "
عقدت مي ساعديها امام صدرها ضاحكه وهي تحاول اتخاذ ملامح
جديه
" يا بنتي مش هنلاقي ليكي عريس أحسن من ابننا احمد
، ده شاب مكافح "
ضربتها رشا علي راسها" اتلمي ".
حان موعد حفل الزفاف كل من ريم و مي ترفلان في ثوبين
أبيضين بينما ترفل رشا في ثوب فضي
و تم حفل الزفاف بسيطا هادئا لا يتخلله سوي الفرح و السعاده
تمت بحمد الله
أنت تقرأ
عيون الريم للكاتبه الجميله نشوه ابو الوفا
Romanceمكتمله قراءه ممتعه ليكم البعض يفقد البصر لكنه لا يفقد البصيره عيون الريم أتضيء من جديد أم أن الزيف و الخداع سيزحفان على حياتها لتستحيل سوادا أسيكون مهاب ضوء أيامها القادمه أم سيظفر بها علوان من هي مي و من هو محمد أستكون رشا الأم البديله ل...