الفصل الثالث

9K 185 3
                                    

الفصل الثالث
تساؤلات مرت بخاطرها
" ماذا ستفعل معهم ؟"
" إن نجحت العمليه ، يجب أن تهرب منهم ، لكن كيف و
الى أين ؟"
"و إن لم تنجح ، كيف ستعيش و ماذا سيكون مصيرها ؟
مع أخ لا يعرف للرحمة طريقا ، و زوج لا تعلم عنه شيئا"
تلمست الطريق لزر طلب الممرضة فجاءت مى سريعا
" ايه يا قمر محتاجه ايه "
كنت عاوزه اسألك على حاجه يا مى ، و أنا حاسه إنك هتكوني
صادقه معايا "
" أؤمري يا سكر "
" الدكتور اللي عملي العمليه ده غير الدكتور حسين اللي كان
بيكشف عليا ، و ما اتكلمتش معاه غير كام كلمه بس بعد العمليه ،
فما لحقتش احدد شخصيته ، أنت اتعاملتي معاه قبل كده "
ضحكت مى
" طبعا  ، دكتور مهاب من أشطر الدكاتره ،
هو كلامه قليل ، بس انسان دؤوب و محترم جدا و علي خلق "
" طب ممكن تطلبي منه يجيلي عاوزه اتكلم معاه "
" عنيا يا قمر ، أنا حمدت ربنا أن جوزك و أخوك مشيوا بدري ،
أنتي معلش يعني و اعذري صراحتي مش عارفه انتي اتجوزتي
الراجل ده ازاي ده يخوف أصلا و الا اخوك ما باقبلوش انما انت حته سكره "
ضحكت ريم
" لسانك متبري منه يا مي ، بس هو جوزي شكله وحش قوي كده"
بأمانه يا ريم يا قمر انتي آه شكله زي المسجلين خطر ، هم دبسوكي فيه صح "
تنهدت ريم حين تذكرت كلام وجدي يوم أن أتي بعلوان
ليتزوجها " أنتي اختي حبيبتي و علوان صاحبي ، ده راجل
مجدع
و يتشد بيه الظهر ، و بعد موت عمنا ، أخاف يجرالي حاجه
و أنتي تبقي لوحدك ، لازم تبقي في عصمه راجل "
اعترضت " راجل ايه يا وجدي ، و انا كده هو راضي و عارف
اني عاميه "
" ما خلاص يا ستي هنعملك العمليه ، انت مش عمك اتفق
علي كل حاجه و حاجز من قبل ما يموت
، بس لازم قبل العمليه تبقي في عصمة راجل يصونك
و يحميك"
حاولت الاعتراض
فألجمها
" و الله يا تتجوزيه و تكتب الكتاب يا ما فيش عمليه "
بكت " أنت بتحط دي قصاد دي يا وجدي "
صرخ بها " هو ده اللي عندي ، مش هتطلعيني صغير
قصاد الراجل "
ردت مكسورة القلب و النفس
" يعني لو وافقت اكتب الكتاب علي علوان ده ، هتسيبني اعمل العمليه "
رد بنشوه " ايوه "
عقبت بسرعه
"بس ما فيش دخول و لا فرح إلا لما أخلص كليتي "
"ماشي "
عادت لمي
" ايوه يا مي اتغصبت عليه ، و أخويا ده ربنا يسامحه طول
عمره مطلع روحنا من ايام ما كان بابا موجود ، مش
عاوزه أقولك انه هو السبب في موت بابا و كمان هو
اللي جاب جلطه لماما و ماتت، ربنا
يسامحه بقي ، المهم كلميلي دكتور مهاب ضروري ، لازم
أشوفه النهارده ، حتي لو متأخر و كنت نايمه صحيني ،
لازم أكلمه قبل ما رباط عيني يتفك بكره "
" حاضر "
هاتفت مي دكتور مهاب و لم يستطع المرور قبل الواحدة بعد
منتصف الليل
أيقظت مي ريم
" اصحي يا سكر الدكتور جه "
" هو هنا "
فرد مهاب  ببرود " أيوه أنا هنا يا مدام ريم ، خير "
ردت بضيق " ما تقوليش مدام دي ، أنا آنسه ، أنا مكتوب كتابي
بس ، و ان شاء الله هاخلص من الورطه دي "
زفر " ماشي يا آنسه ممكن أعرف المطلوب مني ايه ،
حضرتك  طلبتي تشوفيني ، و احنا كده كده هنفك الشاش
بكره و نشوف نتيجة العمليه "
أخذت نفسا طويلا " لو العمليه نجحت ، لازم ما حدش يعرف "
" مش فاهم يعني ايه ، أولا العمليه هتنجح ان شاء الله "
ردت بحده " مالك مغرور كده ليه ما الدكتور قال الامل ضعيف "
أخذ نفسا طويلا " حضرتك ده كان راي الدكتور اللي قبلي ، معلش
يعني هو مش خبير و لا متمرس في النوع ده من العمليات زيي ،
أنا باقول لحضرتك كله بأمر الله بس نسبة نجاح عمليه حضرتك
أكثر من سبعين في الميه "
حمدت الله و تهللت اساريرها
" أنا مش فاهم حاجه ، منين ما حدش يعرف و منين فرحانه انها
هتنجح باذن الله "
ردت بهدوء " مي شكرتلي في أخلاق حضرتك و أنا هاحكيلك
ظروفي "
و روت له ما سمعته من علوان ووجدي
" يعني هم عاوزين العمليه تفشل عشان يمضوكي عمياني و
يبيعوكي ميراثك لما تمي واحد و عشرين "
" ايوه "
"و انتي هتميهم امتي ؟"
"كمان ست شهور، فمحتاجه وقت عشان اقدر أثبت سوء نيتهم
ده أو أأمن نفسي و أهرب منهم ، طول ما هم فاكريني عميا
هيكون حذرهم قليل و انتباهم ليا كمان قليل  "
" طيب و جوزك ده هتعملي فيه ايه "
" مش عارفه "
" خلاص يا ريم ، أنا هاساعدك و ان شاء الله كل حاجه
هتبقي تمام"
و غادرها
في الصباح
جاء علوان ووجدي و كانا في غاية التوتر و كان ذلك واضحا
في نبرة صوتيهما
حان موعد الكشف و حضر مهاب و فك الأربطة من على عينيها
بينما ريم تري رؤيا مشوشه قليلا بدأت تتضح شيئا فشئيا
كان أول ما طالعها وجه مهاب
وسيم أبيض ، شعره أصفر له شارب
أحست بالراحة حين رأته  كان وجهه أمام وجهها فكان يخفيها
عنهم نظر له و الابتسامة تعلو شفتيه
و قال محركا اياهما بلا صوت " مبروك "
ردت هي الاخرى بلا صوت محركه شفتيها
" الله يبارك فيك "
و أعلن فشل العملية
" للأسف العمليه فشلت "
ارتسمت الابتسامة علي وجه علوان ووجدي
و اقترب منها علوان " مش قلتلك يا قطه فلوس علي الارض ،
يا الله نروح بقي "
صدمتها كانت كبيره و ارتسمت علامات الضيق علي وجهها
حين رأته كان حقا مخيفا ملامحه قاسيه و حاده ، كما قالت
مي يبدوا من أرباب السوابق خاصه بتلك العلامة في وجهه
انبري مهاب
" تروحوا ايه يا حضرت ، هو معني انها ما شافتش تمشوا
كده علي طول ، مش فيه جرح في منطقه حساسه من العين
، المدام هتفضل معانا يومين كمان "
ضحك علوان بقذاره " لسه مش مودام "
و فرك كفه علي قلبه و نظر لها بشهوة " قريب هنتم المراد "
قال مهاب " معلش بقي اطلب من حضراتكم تمشوا "
رد وجدي " ليه لسه ميعاد الزياره ما خلصش "
عقد مهاب يديه أمام صدره
" سيادتك دي مريضه ، عمليه كانت حاطه عليها أملها فشلت ،
لازم لها راحه و تأهيل نفسي ، و ده شغلي أنا مش شغلك ،
اتفضل لو سمحت ، و من بعد اذنكم ممنوع الزياره لمده أسبوع ،
تبقوا تيجوا تاخدوها لما نسجل الخروج "
نظر له وجدي شذرا " طيب "
و غادرا
فور خروجهما تبعتهما مي لتتأكد أنهما غادرا
بينما انهال مهاب علي ريم بالتهاني
" الف مبروك يا ريم "
" الله يبارك فيك يا دكتور "
ابتسم قائلا "ما فيش دكتور فيه مهاب بس ، ده احنا بنعمل
خطط سوا "
و ضحكا
جاءت مي " مشيوا خلاص "
"ها هنعمل ايه؟ "
اتفقوا علي ان تهرب ريم منهم بمساعده مي
احتضنتها مي " بصي يا ريم أنا قاعده لوحدي أنا و أمي هتيجي
تقعدي معانا الكام شهر دول ، لغاية ما تتمي الواحد و عشرين
و تقدري تتصرفي في فلوسك "
قال مهاب " بس لازم تخرجي معاهم عشان ما يبقاش فيه
مسؤوليه علي المستشفى ،
التليفون ده هتخبيه معاك تتصلي بيا أول ما تهربي ،
و أنا هاوديك لمي "
نظرت لهم بكل حنان و عرفان بالجميل
" مش عارفه اشكركم ازاي "
نظر لها نظره زلزلتها لا تدري ما سببها
" اشكرينا لما تهربي منهم و نخلصك من اللي اسمه جوزك ده "
في خلال الأسبوع رق قلب ريم لمهاب كثيرا ، و أحست من
ناحيته بمشاعر بثت الاضطراب فيها ، تود لو أنه يظل جاسا
معها دائما
#نشوه_أبوالوفا

عيون الريم  للكاتبه الجميله نشوه ابو الوفا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن