الفصل الثاني
هرعا للشقة ليجدا الحج حسن يجلس علي الأرض بجوار عبد الرحيم و هو يغلق عينيه و يبكي " لا اله الا الله ربنا يرحمك يا غالي "
و سناء تصرخ بجواره " رد عليا يا عبده ، ما تسبنيش ، فايتني لمين يا غالي "
صرخت ريم بكل ما أوتيت من قوة ، لا تدري ما الذي جعلها
تندفع للشارع ، ربما هاربه مما حدث ، لم تكن لتسمع صوت بوق السيارة الكبيرة التي كانت تسير بسرعة ، لتصدمها السيارة ،
أفلا يكفي موت عبد الرحيم ، كان الجيران بين الناريين قسموا أنفسهم ،
تابع عامر تحضيرات الجنازة و الحج حسن كان مع ريم بالمشفى
سناء كانت صامتة طوال الجنازة ،
تبكي و لا تنطق لم تكن تدري بمن حولها ،
لم تكن تنطق سوى بكلمه واحده " ريم ، فين ريم "
فتجيبها النساء " خدناها مع بناتنا بلاش تقعد مع الحريم ، اطمني "
لكنها أصرت أن تري ريم و علمت ساعتها أنها في المشفى
" يا رب لا أسألك رد القضاء و لكن اسالك اللطف فيه "
ذهبت للمشفى و علمت من الطبيب أن ابنتها قد فقدت بصرها بالإضافة لعدة كسور
تكفل الحج حسن بعلاج ريم ، و مسح فيديو سرقه وجدي ،
لم تجلس سناء بالمنزل ترثي حظها
كانت ماهرة بالتفصيل ، لكن عبد الرحيم لم يسمح لها إلا بتفصيل ما تحتاجه ريم
أعلنت للجميع أنها ستحيك الملابس , و فعلا بدأت بذلكبعد عدة أسابيع كانت أول مكالمه من وجدي
ردت سناء " أنا ماليش ولاد ، ابوك مات من حسرته علي اللي
عملته ، و لولا الحج حسن راجل محترم كان هيبقي موت و
خراب ديار ، أبوك مات سامعني يا وجدي ، مات و أختك
اللي
كانت أملنا في الدنيا بقت عميا ، عميا يا وجدي ، روح الله
يسهلك
بعيد عننا ، انا هاعتبرك مت أنت كمان ، حسك عينك
أشوفك
تاني و لا تعتب بابا البيت ، أنا ما ليش ولاد"
لم تترك سناء ريم فريسة للأوهام و الهموم من أنها عمياء أو
أن حياتها انتهت
وقفت بجوارها بكل قوه
" يا بنتي اللي حصل لنا ده شدة و ابتلاء من ربنا ، بس ابتلاء جامد ، ها يا ريم ، نجمد و نبقي قده و الا نضعف "
" نجمد يا ماما "
" شاطره يا روح ماما ، مش عاوزين نتحوج لحد يا ريم ،
هنمشي علي القد و قد القد كمان ، الحج حسن كان عاوز
يعملنا مصروف شهري ، و أنا ما رضتش أبدا ، ده احنا
ربنا بيحبنا علي الاقل شقتنا ملك مش هنحمل هم الايجار ،
كان مضلل علينا عايش و ميت ، "
و انفجرت في البكاء محتضنته ابنتها و هي تتوجع
" آه يا عبد الرحيم آه ، ربنا يرحمك و يقدرني علي اللي جاي "
عملت سناء بجد و انحنت على تلك الماكينة تتلمس سبل عيشها، بعد أن اكد طبيب التأمين أن لا أمل في علاج ريم إلا بالسفر للخارج ،
قررت ريم أن تلقي وراء ظهرها بأملها في الابصار و تركز في التأقلم مع حياتها الحالية و تعلمت القراءة بطريقه برايل في أحد مراكز تأهيل ذوي الاعاقات البصرية و بدأت تكمل دراستها .
طلب الكثيرون يد سناء للزواج
لكنها رفضت رفضا قاطعا ،
أي زواج ؟!
أتعيش مع رجل سوى عبد الرحيم ، إنه أمر مستحيل ، ستظل وفية لذكرى زوجها حتي تلفظ آخر أنفاسها
مرت سنوات و سناء تعمل و ريم تتعلم إنها الآن طالبة في كلية التربية قسم لغه انجليزيه ، بالفرقة الثانية
في يوم ما عاد الغائب يطرق الباب إنه عبد الله أخو عبد الرحيم الذي كان مهاجرا بكندا ، عاد بعد غياب طويل ، و سنوات انقطعت فيها أخباره حتى ظن الجميع أنه قد مات
لم يكتب الله لعبد الله الانجاب ، و تركته زوجته الكندية في سبيل حب اقتحم حياتها ، فقرر العودة ليمضي آخر ايامه بين أهله بعدما علم بإصابته بمرض عضال
احتواهم عبد الله و قرر أن تسافر ريم للعلاج بالخارج و بدأ يجري اتصالاته للترتيب لهذا الأمر
لكن ذلك السارق وجدي عاد و بكل صلافة ، مطالبا سناء ببيع الشقة ليأخذ حقه في ميراث والده
" طب و أنا و أختك هنروح فين "
" شوفولكم أوضه فوق السطح أجروها "
ماتت سناء بحسرتها أزمه قلبيه حاده
لم تصرخ ريم و لم تبك ارتمت بين أحضان عمها حاولت التماسك لتكون قويه
أعد عمها العدة لكل شيء بعد شهران سيأتي الخبير للقاهرة و تم الحجز لكل شيء
لكن ارادة الله نفذت و توفي عمها.
جالسة على سريرها تتذكر صدمتها فيما سمعته صدفة بينما
كانوا يظنوننها غارقة في نوم عميق كعادتها
لا تدرى ما الذي جعلها تتصنع النوم ، هاتف جال صداه
ساعتها في راسها
" ابقي هادئه ، لم لا تستمعين لهمساتهم ، طالما تجاهلت
الهمسات التي كنت تسمعينها و تعلمت التغاضي عن بضعة
كلمات كانت تشقك كالرصاص ، عاميه ، تجاهلوها ،
لا تراكم ، فلم لا تستمعين "
و عندها سمعت همسات تدور بين من يسمى زوجها و أخيها
سمعت صوت زوجها " تفتكر يا وجدي العمليه هتنجح و
ريم هتفتح و تشوف "
رد عليه " لا يا علوان ما اعتقدش الدكتور قال النسبه ضعيفه "
سأل وجدي " و لنفرض فتحت ، كل حاجه هتبوض ، ما كانش
لازم ابدا نوافق تعمل العمليه "
ليعترض علوان " اقولها ايه يعني مش هنعملك العمليه عشان
ما تعرفيش اننا عاوزين نبيعك كل حاجه أول ما تتمي الواحد و عشرين"
فيرد وجدي " آه بس لو عمي ما كانش كتبلها كل ثروته
و ما كانش اتفق علي العمليه "
فقال علوان " خلاص اسكت بقي لتصحي و تسمعنا ،
ما حلاش الكلام إلا هنا "
كتمت صدمتها في من يفترض أنهما أقرب الناس لها زوجها
و أخيها
انصرفا و تركاها في المشفى
#نشوه_أبوالوفا
![](https://img.wattpad.com/cover/163135148-288-k239231.jpg)
أنت تقرأ
عيون الريم للكاتبه الجميله نشوه ابو الوفا
Romansaمكتمله قراءه ممتعه ليكم البعض يفقد البصر لكنه لا يفقد البصيره عيون الريم أتضيء من جديد أم أن الزيف و الخداع سيزحفان على حياتها لتستحيل سوادا أسيكون مهاب ضوء أيامها القادمه أم سيظفر بها علوان من هي مي و من هو محمد أستكون رشا الأم البديله ل...