تعالي رنين جرس الباب المزعج ليتنهد واضعا الوسادة علي رأسه بضيق....
فتح عينيه بضيق تحت إلحاح الطارق الذي لم يتوقف عن ضرب الجرس والطرق بقبضته كأنه في مسابقة لمن سيزعجه اكثر.
ويبدو ان الطارق لن يتنازل ابدا ويتركه ينعم باليوم الوحيد الذي يكرسه للنوم والراحة خاصة مع جدول اعماله المزدحم...
تنهد مرة اخري وهو يقف علي قدميه يرتدي بعض الثياب لتغطي جذعه العاري ....
ثم اتجه الي الباب ليفتحه وهو على اتم استعداد لضرب الطارق اذا لم يكن ما جاء به مهم.
بعيون غاضبه ووجه عابس استقبل الطارق وقد قرر اخراج مزاجه الأسود علي من سولت له نفسه ازعاجه الأن بعد ثلاث ساعات فقط من نومه .......
مرر اطراف اصابعه داخل شعيراته الداكنة السواد متوسطة النعومة ومتوسطة الطول ايضا....
حاول رسم ابتسامة مهذبة علي محياه حينما قابله وجه رجل عجوز والذي لم يستطع - للأسف - اخراج ضيقه عليه ......
بادله العجوز ابتسامة ابوية حنونة وهو يقول بعملية ......
:_ صباح الخير سيدي هل هذا منزل السيد مراد عثمان الشربجي.
هز رأسه بحيرة.
:- نعم انا مراد هل هناك شيء سيدي.
:- لدي شحنة من اجلك سيدي.
نظر بحيرة وتعجب الي الصندوق المغطى بعدة طبقات من البيلاستيك الرقيق ابيض اللون مع شريطين بنيين من اللاصق مطبوع عليه اسم شركة التوصيل الشهيرة.
:- هل هذه الشحنة طلب من متجر إلكتروني ما؟
سأل بينما يسلم الصندوق.
:- لا سيدي انها شحنة خاصة وللحقيقة بيانات المرسل سرية وليس هناك اي مصاريف عليها فقط وقع لي هنا.
وقت على الأوراق التي قدمها اليه الرجل وعقله يدور في متاهات.
من صاحب هذا الطرد.
وما الذي بداخله.
هل هي هدية من شخص ما؟.
قد تكون مفاجئة من احد اصدقائه المجانين.
اغلق الباب بعد رحيل الرجل مقلبا الصندوق بين يديه....
لقد طار النوم من عينيه انه يحتاج الأن ان يتناول القهوة الخاصة به بينما يفتح هذا الطرد المجهول الذي يثير فضوله ...
توجه نحو مطبخه الأنيق النظيف فمدبرة منزله تنهي كل شيء قبل رحيلها مساءا....
ضغط علي آلة القهوة الحديثة خاصته حتي اصبحت قهوته السوداء جاهزه ......
جلس علي مقعد معدني مبطن بطبقة جلدية انيقه يشبه مقاعد البار الطويلة واضعا فنجانه امامه علي الطاولة العريضة التي تمثل نصف جدار يغلق المطبخ وامامه استقر الشيء الأبيض الذي اخذ وقت طويل حتى ازال من عليه هذه الطبقة البيضاء ليبقى فقط صندوق ابيض مصفر بورود ملونة على جداره وعلى غطائه استقر شيء يشبه المفكرات الشخصية.
مدونة ذكريات ربما.
بغلاف وردي وزهور زرقاء لها ساق ذهبية .
كان يتوقع ان يجد هدية ما....
مفاجأة عجيبة من احد اصدقائه المخابيل...
او حتي قد تكون من احد اصدقائه القدامي الذين لا يتذكر اغلبهم او ربما احدي رفيقات السمر.....
او قد تكون فتاة ما معجبة به او احد اقاربه الذين يعيشون في الخارج.....
لكن ليس اي من هؤلاء قد يرسل شيء كهذا.
رفع الدفتر الأنيق وكاد يرفع غطاء الصندوق ليرى ما بداخله لكن تلك الورقة المثبتة عليه لفتت انتباهه.
(لا تفتحه حتى تنتهي من قراءة المذكرات)
ما هذا الهراء؟
هل هو مقلب!؟
نوع من المزاح او شيء كهذا؟
اخرج المفكرة او المذكرات كما قرأ علي الورقة قلبها بين يديه بحيرة وشهور قاتل بالفضول ينتابه لمعرفة من صاحب تلك الهدية الغريبة لكنه لم يجد شيء ما....
انتابه الفضول لمعرفة من صاحب تلك الهدية العجيبة....
وانتابه فضول اكبر لمعرفة ما بداخل تلك المذكرات فمن الواضح انها مذكرات لفتاة ما.....
لكن من تلك الفتاة التي يمكن ان تبعث له مذكراتها كهدية.....
ولماذا لا يجب عليه فتح الصندوق حتى يقرأ المذكرات؟
مؤكدا ان اسم صاحبتها داخله او شيء يؤدي اليها اذا لماذا لا يفتحه.
كاد بالفعل يفتح الصندوق لكن شيء ما اوقفه.
شيء اقرب للغريزة.
شيء اقرب للخوف.
كأن داخل الصندوق حية جاهزة للذغه.
عاد يمسك المذكرات يقلبها ببطئ يمرر اناملها على زهورها البارزة برقة.
عمل عقله كعقارب الساعة يفكر بكل من يمكنه ان يبعث له بهدية كتلك...
او مَن مِن الفتيات الذين يعرفهم قد تقدم له قطعة من حياتها علي طبق من ذهب ....
انه يكره الانتظار لهذا قرر ان يسلي وقته بقراءة بعضها حتي يعلم من صاحبها - عذرا -..... صاحبتها ....
وضع ورق التغليف علي الطاولة ثم امسك فنجان القهوة الخاصة به ليشرب منها رشفة بهدوء ثم امسك باليد الأخري تلك المذكرات والصندوق وخرج من المطبخ متجها الي غرفة المعيشة ليجلس علي اريكته المريحة واضعا فنجان القهوة علي الطاولة بجوار الأريكة ثم تمدد علي الأريكة بسترخاء وهو يمسك بين يديه تلك المذكرات يقلبها يمينا ويسارا ثم فتح اول صفحات المذكرات.....
ادهشه ما كتب في الصفحة الأولي كلمات كأنه قرأها من قبل او .....
سمعها ......
انها تبدوا مألوفة نوعا ما ... .
كيف ومتي واين سمعها لا يعلم ......
لكن تلك المشاعر التي داهمته ما ان قرأ تلك الكلمات ارسلت رجفة علي طول عموده الفقري وصوت مشوش يجوب عقله بنفس الكلمات ....
صوت اشتاق سماعه رغم انه لا يميزه...
كيف يشتاق لشيء لا يعرف ما هو...
هل هو صوت مغنية ما...
شاعرة...
ام صديقة قديمة...
اي من كانت صاحبت الصوت فالشوق لكلماتها ضربه بعمق.
اشتاق سماع هذه الكلمات من فم صاحبتها بنفس مشاعرها الحساسة التي تغلف كل حرف.
أنت تقرأ
امرأة بين السطور ((((( مكتملة))))))
Romanceمن هذه المرأة المجهولة التي تتجلى بين سطور هذا الكتاب. تتراقص بين حروفه وصوتها يشدو من بين الكلمات عطرها يداعب الذكريات. كيف اتت هذه المرأة المتخفية خلف السطور الى منزله. كيف يمكن لها ان تذوب بين الكلمات وتتلاشى بين السطور. ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡...