اجفل من الصوت العالي الذي تعالى فجأة من حوله فأخرجه من ذلك العالم الذي كان غارقا فيه وسط كلظاتها واحداثها كأنه كان منفصلا عن العالم مع تلك المذكرات الغريبة التي تثير فضولة وشيء آخر فيه.....
احساس بالحنين كأن تلك الكلمات تحتل جزءا من قلبه لكن هذا مستحيل... هو لا يعلم شيء ابدا عن تلك الكلمات او عن صاحبتهما....
عاد رنين الجرس يزعجة ليخرج من غرفته ذاهبا لفتح الباب بوجه نكد حزين عبر تماما عما يصول ويجول داخل قلبه ....
قابله وجه مازن الذي علي ما يبدو كان قلقا من شيء ما..
تسائل مراد بتعجب .....
:_ ماذا حدث مازن كدت تخلع باب منزلي في يدك....
دفعه مازن في كتفه ببعض العنف ثم دخل الي الداخل وهو يقول بغيظ....
:_ انت بخير ايها الغبي..... اين كنت انا اتصل بك منذ اكثر من ساعتين وحضرتك لم تتكرم علي وتجيب علي اتصالي .....انت حتى لم تبدل ملابس العمل بعد بالله عليك اخبرني اين كنت ...
نظر مراد الي ثيابه بتعجب....
:_ ملابس العمل..... يا الله لقد نسيت.... اسف لم انتبه ان هاتفي في غرفة الجلوس مع المفاتيح....
قال مازن بفضول...
:_ ماذا كنت تفعل حتي الأن ولماذا لم تتجهز لكي نخرج معا...
توتر مراد بعض الشيء ثم قال....
:_ لا شيء فقط كنت انهي بعض العمل انتظرني هنا قليلا حتي اتجهز.....
:- انت دودة عمل اهدئ قليلا يا عم.
ضحك مراد وهو يتجن الى غرفته ليبدل ملابسه.
انتظره مازن حتي انتهي فخرج معه بينما ظلت افكارة مع مذكراته الملعونة...لم يعلم كيف انتهت به السهرة في منزل والدته.....
يا ليته لم يوافق مازن علي ان يوصله...
ها هو عالق في منزل والدته حتي الصباح وقد يمتد ذالك حتي الغداء مع وجود احدى الفاتنات الثريات المرشحات حتي يكن زوجاته....
رحمتك يا الله ...
لا يعلم هل هو غاضب لأنه لم يكمل قراءة المذكرات التي يحترق شوقا لكي يكملها....
ام غاضب لأن امه تحاول ان تجبره اجبارا بالحيل ان يتزوج.
عاد عقله للتفكير في الفاتنة التي يدق قلبه حتينا وشوقا لها ولذكراها رغم انه لازال لا يعلم من هي تحديدا وما السبب في كونها غائبة عن فكره.************************
في احلامه كانت هي متجسدة مرة بملامح صارمة وشعرها الأسود كذيل فرص اعلى رأسها ترتدي ملابس رسمية.
ومرة وهي تضحك فتنير فتضيئ الكادر مت حولها كأنها الشمس للدنيا.
ومرة وهي تركض بين الحدائق ومن خلفها خصلاتها التي تتلاعب بالهواء كما تتلاعب صاحبتها بنبضات قلبه.
:- مراد.
صوتها كان هشا ضعيفا حزينا ولكنه اقرب للصراخ صراخ ات من بعيد صراخ يستجديه.
يناديه.
يتوسله.
استيقظ فزعا والصوت لازال يتردد داخل رأسه.
مؤلم.
موجع.
تنفس بلهاث وكل خلية فيه تنتفض تلبية لنداء لا يعلم اهو من وحي خياله ام انه من ذاكرته.
هنتك حلقة مفقودة لا يعرفها.
همس داخله بجنون....
:_ يا الله ارحمني ودلني علي الصواب ..... اكاد اجن.....
..........
القى برأسه على الفراش لكنه لم ينام ومن اين سيأتيه النوم مرة اخرى.
بعد عدة دقائق قضاهم في ارتداء ملابسه خرج من منزل والدته الى عمله.
وما ان دخل مكتبه حتى طلب من الرقم الداخلي للشركة احد العاملين القدماء في الشركة.
اتاه صوت علي الطرف الأخر من الهاتف ليقول هو بجدية....
:_ اهلا ناصف....
:_ اهلا سيد مراد هل من خدمة...
:_ نعم ناصف انا احتاجك في خدمة ارجو ان تستطيع تحقيقها من اجلي...
**********************
عندما عاد مساءا الي منزله الخاص كان المنزة كما المعتاد صامتا كئيبا كما العادة لكنه اشتاق له لأول مرة...
هل يخدع نفسه ان ما يشتاق اليه هو ذكريات تلك الغريبة.
طيفها الذي يطوف من حوله كلما قرأ كلماتها.
او يزوره في الأحلام بمزيد من التفاصيل او الأحداث.
طيفها البديع.
ابتسامتها الدافئة.
عينيها التي تخبره في كل نظرة انه اغلى ما تملك.
دفئ صوتها وبحته الخاصة.
فداء.
اسمها له صدى داخل روحه كأنه نقش مقدس.
فداء اللغز الذي بدأ بقلب حياته رأسا عن عقب.
دخل الي غرفته وبعد ان بدل ملابسه استلقي علي الفراش ممسكا بالمذكرات يتلمي الزهور البارزة بأنامله ان ملمسها مألوف محبوب.
رفع المذكرات الى انفه في تصرف غريب ليشتم منه عطر خفيفا ناعما.
اغمض عينيه مستمتعا برائحة الورق المشبع بالعطر
عطر داعب انفه وذاكرته معا.
(احب رش العطر على الورق واحب الشموع العطرة، العطر هو حالة خاصة تذهب بك لعالم رائع جرب)
فتح عينيه باجفال.
هذا الصوت...
هذا الصوت اتى من داخل عقله.
واضحا.
دافئا.
وخطر .
انه على وشك الجنون.
بفضل هذه المذكرات الملعونة وصاحبتها هو على وشك الجنون.
انتفض مرة اخرى فزعا حينما كسر رنين جرس الباب سكون الليل داخل منزله.
تنفس بعمق يحاول السيطرة على انفاسه ثم وقف متجها الى الباب بعدما ترك المذكرات على الفراش.
تنهد بملل وهو ينظر الى صاحبه الذي وقف مبتسما بسماجة له.
:- خير يا مازن، ألا ترى انك اصبحت تزورني كثير مللت ، مللت والله يا اخي.
تصنع مازن البؤس.
:- عيب عليك يا ابن خالتي نحن اهل والله.
:- ماذا تريد مني يا قدري الأسود.
:- اسود؟! خسئت انا ابيض ومثل الفل انت الأعمى فقط.
زفر مراد بقلة صبر.
:- مازن لا طاقة لي لألاعيبك ما الذي اتى بك الأن بالكاد عدت من العمل.
:- في الحقيقة لست وحدي.
دخل مازن الي المنزل ثم اشار الى الخارج ليتبعه بعض من الأصدقاء صانعين ضوضاء وصخبا كان ليرحب بهما في اي وقت سوى الأن .
ظظر الي مازن بغضب ليقول الأخير بسماجة ....
:_ شريف قد خطب وقد قلت انه يجب ان نصنع له اجمل احتفال وبطبع الاحتفال لا يكون جميلا سوي عندك انت يا صديقي ......
:_ مؤكدا يا مازن وهل امتلك اغلي منك انت وشريف.....
قالها بينما يجز علي اسنانه بغيظ لكنه لا ينكر انه قضي وقتا ممتعا مع اصدقائه لكن عقله ظل مشغولا بها ....
(فداء )
.
****************************
أنت تقرأ
امرأة بين السطور ((((( مكتملة))))))
Romanceمن هذه المرأة المجهولة التي تتجلى بين سطور هذا الكتاب. تتراقص بين حروفه وصوتها يشدو من بين الكلمات عطرها يداعب الذكريات. كيف اتت هذه المرأة المتخفية خلف السطور الى منزله. كيف يمكن لها ان تذوب بين الكلمات وتتلاشى بين السطور. ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡...