...............
احد ايام شهر سبتمبر.
ملجئي الأمن (انا انتظر منذ ربع ساعة في السيارة اسفل المنزل تكاد الشمس تشويني فداء انجزي ارجوك لقد تحمصت)
ضحكت وهي ترى رسالته لكنها لم تتعب نفسها بالإجابة والقت الهاتف داخل حقيبتها الصغيرة التي بالكاد احتوته ثم ألتقطت قبعتها العريضة الأنثوية المائلة على خصلات شعرها الطليق الذي تركته يتأرجح خلفها بينما تتحرك بخفة على الكعب العالي الى خارج المنزل مغلقة الباب.
وصلت اخيرا الى الأسفل لترى مراد يقف مستندا على سيارته ينظر بملل الى الساعة الثمينة في يده.
وضعت يدها بخفة على صدرها حيث تخبط قلبها كما يحدث دوما حين تراه.
وكيف لا يتخبط قلبها وتتقطع انفاسها حينما تراه وهو بهذه الهيبة التي لا تخفي نظراته الحنونة وابتسامته الساحرة.
للحظات كل ما فعلته هو الوقوف عند باب البناية تشاهده انيق كفاية ليجعل كل بشري على وجه الأرض يعلم كم هو ثرى ومن عائلة لا يستهان بها.
وسيم كفاية ليجعل كل رجل يغار منه وكل أنثى تركض خلفه تتمنى نظرة منه.
حنون كفاية ليخطف قلبها.
كم مر على مقابلتهم على سطح السفينة.
اربعة اشهر.
اكثر او اقل هي لا تدري تماما.
كل ما تعرفه ان هذا الرجل اصبح الملجئ الأمن الوحيد في حياتها.
عادت قدميها تتقدمان مرة اخرى حينما رفع وجهه اليها منتيها لوجودها.
فاتنة.
كان هذا اول ما تبادر الى ذهنه بينما يتابا خطواتها المتمايلة على ذلك الحذاء العالي ذا اللون الأبيض الذي بالكاد يظهر من اسفل الفستان الطويل الوردي اللون الذي يرسم قدها المياس من الأمام بينما من الخلف يهبط ستار اشبه بثوب الملوك يتطاير مع كل خطوة ينتهي الفستان عند بداية الصدر مائل لا يغطي الكتفين لكن له كمين طويلين وعلى الصدر ورود بيضاء ناعمة كمن ترتديها.
رفع عينيه عن فستانها الى وجهها وهو لا يدري ايهما يجمل الأخر هل فستانها يجملها ام انها هي من تجمله بحلاوتها.
وجهها كان الأكثر فتة وكأنها تحتاج.
عيناها مكحلتان بالأسود فترقرق الأزرق فيهما كموج البحر وشفتيها مطليتان باللون يشابه لون الفستان انفها مرفوع بشموخ مزين كالعادة بقرط انيق على هيئة زهرة هذه المرة وابتسامتها تزلزل الأرض من تحته.
شعرها يتلاعب مع النسيم ويعلوه قبعة بيضاء بزهور رقيقة.
تشبه الأميرات.
كان هذا ما فكر به ما ان وقفت امامه ولم يدري انه قالها بصوت مرتفع فتلونت وجنتيها بحمرة خجولة سرقت نبضة اخرى من نبضاته.
:- ما رأيك؟ لقد ساعدتني بدور على شراء الملابس.
:- انها رائعة.
ابتسمت باتساع له فعاد نبضه يضرب بعنف صدره كأنه يخبره برأيه في ابتسامتها.
اجلى حلقه ثم فتح لها باب السيارة قبل ان يلتفت بصمت ليركب مكان السائق.
:- اين مازن ألم تقل اننا سنذهب معا.
نظر اليها بغيظ بينما يقود السيارة بسلاسة عبر الطرق الفارغة.
:- لقد سبقنا لأن هناك فتاة ما تأخرت علي.
:- اسفة اقسم انا فقط كنت اتأكد ان كل شيء بخير في المنزل انت لا تعرف ماذا ستفعل بي بدور اذا لم انظف مكاني يا اللهي منذ اقترحت ان نتشارك المنزل بما انها كانت ستبحث عن منزل اخر ارخص ثمنا وبما اننا اثنتان بائستان وحيدتان وهي تعذبني.
تصنعت البؤس تزم شفتيها وترفرف باهدابها فابتسم غير قادر على الانزعاج منها.
:- ماذا فعلت لك بدور انكم بالكاد اكملتم شهرين كأصدقاء وتعيشان معا منذ اسبوعين.
:- انها صديقة جيدة رغم انها قليلة الكلام وهادئة لدرجة قد تصيبني احيانا بالغضب الا انها حنونة ولطيفة ولكن كشريكة سكن انها رهيبة يا الهي انها قادرة على قتلي اذا لم ارتب مكاني او نسيت شيئا ما ولم افعله او اذا تجرئت و حاولت دخول المطبخ انها تعتبره حكر لها لكن للحق انها تخرج منه تحف فنية وليس مجرد طعام.
هز رأسها مستمتعا بحديثها.
:- اعلم ان طعامها جيد عائلة والدها طهاة منذ زمن.
:- اشعر احيانا انك تعرفها بشكل شخصي.
هز رأسه نافيا.
:- ليس انا، انا اعرف شكلها وهي تعرفني لكن المرة الأولى التي تحدثنا فيها وجها لوجه كانت في غرفتك السابقة في المشفى.
هزت رأسها متفهمة لكن نظراتها ظلت متشككة.
:- اذا لماذا تتجنبك دوما وانا ترتبك في حضورها.
القى بنظرة مبتسمة عيها قبل ان يقول مازحا.
:- لا يفوتك شيء ابدا فداء، حسنا انها كانت على علاقة مع مازن لا اعرف حدود العلاقة او تفاصيل عنها لأن مازن كان غائبا وقتها وكل ما علمته عن بدور كان منه وقد وعدني ان يعرفني عليها حينما يعود لكنه عاد خال الوفاض واخبرني بغموض ان الأمر انتهى.
:- امم اذا قصة حب حزينة، يال المساكين.
:- يبدو ان كليهما قد نسيا الأمر على اي حال فمازن لازال يطير في الأنحاء لا مرسى له وهي اكملت حياتها وكأن شيء لم يكن.
هزت كتفيها بلا اقتناع لكنها لم تجادل ففي النهاية هي لا تعلم عن الأمر شيء وبدور لن تحكي ابدا.
وصلا الى الحفل والذي كان هادئ ولطيف.
ابتسمت وهي تتابع العروس التي ترقص بسعادة بين اصدقائها.
اقترب مازن وألقى التحية وتحدث هو ومراد لدقيقة قبل ان يعتذر ويعود للإبتعاد.
افتتح العروسان الرقص وكانت الأغنية ناعمة هادئة ورقيقة مست قلب فداء.
نظرت بطرف عينيها الى مراد الذي كان بالفعل ينظر اليها اجلى حلقه بارتباك ثم مد كفه اليها سائلا.
:- نرقص ؟
مدت كفها تضعه بين كفيه موافقة تتبعه الى مكان الرقص وقلبها يرفرف من حولها معترفا بأنه سقط عميقا في حبه.
كفها يلامس كفه واصابعها تضم اصابعه ويدها تستلقي براحة على كتفه وكفه هو تحتضن خصرها يتمايلان على النغمات الناعمة والكلمات الرقيقة.
تمتم مرددا الأغنية بهمس وعينيه تقابلان عينيها.
"خليني في حضنك يا حبيبي
ده في حضنك بهدا وبرتاح
أنا كل مشاعري معك راحوا
وكمان قلبي لقلبك راح
ولا بضحك وأفرح من قلبي
غير لو جنبي أنا كانوا عينيك
لو تبعد عني ولو ثانية
بتجنن يا حبيبي عليك
وبتحلى الدنيا في عيني
وأنا جنبك فما تبعدنيش
حُبك فعلاً بيخليني
أتمسك بالدنيا وأعيش
وفي قربك بيروح خوفي
وده وعد ومُلزم أنا بيه
مهما تكون يا حبيبي ظروفي
قلبك عمري ما هاجي عليه
أنا مكسب عمري إني قابلتك
غيرت في عيني الأيام
طمنتني ع الباقي في عمري
حققت لي كل الأحلام
أول ما عيونك دي بشوفها
مش بعرف أشوف غيرها خلاص
إنت هدية ربنا ليّ
إنت حبيبي وأغلى الناس"
......................................
اصوات بعيدة لكن صاخبة.
اصوات كأنها مطارق تهبط بعنف على اذنيه وتؤلم كل خلية حية في رأسه.
رأسه التي تنبض بألم كأنها قلب صاخب النبضات.
يا الله ما هذا الألم.
ما هذا الصوت.
حاول فتح عينيه المغمضتين اللتان بالكاد سربا له نورا خفيفا كأنه يتسلل من عقب باب مغلق.
حاول مرة اخرى فظهر النور كما لو كان مصباح سيارة ضرب نوره عينيه.
عاد يغلقهما وألمه يزداد وعلى الرغم من هذا بدأت حواسه تشتد ويتضح الصوت من حوله صوت غير مألوف وصوت مألوف وبكاء خافت.
عاد يحاول فتح عينيه وقد بدت الدنيا له كما او كانت شاشة مبكسلة ثم اتضحت الصورة شيء فشيء.
الرجل الطويل المهيب الذي يرتدي رداء ابيض حتى ركبتيه والعابس بينما يحدث الرجل الأخر الذي لا يقل عنه طولا او عبوسا.
مازن.
لقد همس اسمه داخله لكن لا شيء ظهر بالواقع.
فقط بعض الهواء الذي خرج من فمه الجاف.
دار بعينيه للجهة الأخرى التي يأتي منها البكاء.
وهناك على مقعد غير مريح ملتصق بالحائط جلست والدته رأسها مستند على الحائط بظهرها تشهق ببكاء وهي تستمع لما يقوله الطبيب لمازن.
لما لا يستطيع التركيز في الكلام لما لا يفهم ما يقولانه؟
عادت عينيه تنغلق مرة اخرى وعاد لذلك الهدوء الذي كان فيه.
.................................................... ..
خرج من المرحاض منزعجا من صوت رنين الهاتف الذي لا يريد التوقف ولولا شعوره المفاجئ بالخطر لما قطع استحمامه ليخرج مسرعا يقطر الماء منه ليجيب على الهاتف.
نظر الى اسم المتصل بينما يجيب وقلبه يلتوي داخل صدره بقلق.
:- فداء.
اتى صوتها من الجهة الأخرى مرتجفا مرتعبا رغم تنهيدة الراحة التي اطلقتها ما ان فتح الخط.
:- مراد يا الله اخيرا، النجدة مراد، تعال لتساعدني رجاء.
:- ماذا حصل فداء؟ يا اللهي ماذا حدث؟ اين انت؟ .
قال بقلق بينما يتجه الى خزانة الملابس باحثا عن اي شيء يمكن ارتدائه وهو يستمع الى صوتها القلق.
:-انا.. انا في المنزل تعالى بسرعة ارجوك انا احتاجك مراد.
كان صوتها يرتعش مما زاد من انعقاد معدته وقلبت يخفق بعنف.
:- انا في الطريق اليك لا تقلقي.
وفي خلال عشر دقائق كان قد وصل الى منزلها نزل من السيارة بسرعة بالكاد اغلق الباب ثم ركض عبر البناية حتى وصل للمصعد الذي اوصله لطابقها وما ان وصل الى الطابق حتى رأها تقف هناك امام منزلها بملابس البيت المكونة من سروال عليه دببة كثيرة وقميص وردي كانت ترتجف بوضوح ولكن على عكس ما توقع لم تكن ترتجف خوفا.
بل غضبا.
غضب اسودا حول ملامحها الجميلة الى ملامح ساخطة وعينيها الجميلة الى ألماس ازرق يلمع بعنف وامامها يقف رجل متوسط القامة لكنه يفوقها طولا ويبدو من لغة جسده انه غاضب ايضا وصوته عال يصرخ بها بعنف ويديه تمتدان يحاول امساكها .
:- ايها الحقيرة هل تخيلتي انني لن استطيع ايجادك، هل تخيلتي انك ستهربين مني بوقاحتك هذه يا عديمة التربية، ولك عين لتقفي امامي ايضا وتتحدثي ايتها الحقيرة عديمة التربية، لكنه خطئي في النهاية فانا من لم استطع تربيتك، تعالي الى هنا ام انك تسعين للهروب مرة اخرى.
تحىك مراد سريعا يضع نفسه بعنف بين ذلك الرجل المجنون وفداء وهو ينظر اليه بنظرة قاتلة.
:- ابتعد عنها يا هذا والا قطعت يدك هل تفهم.
كان صوت مراد حادا قاطعا ينبئ انه لا يمزح بتاتا نظر اليه الرجل بحيرة للحظة قبل ان يعود غضبه الأسود مرة اخرى..
:- انت هو من عليه الابتعاد يا هذا ولا تتدخل من انت حتى تتدخل من هذا ايتها الحقيرة هل صمتي الأن ام اكل اللص لسانك،قلت لك ابتعد يا هذا ولا تتدخل بين اب وابنته.
اب وابنته!
نظر مراد بقرف الى الرجل الغاضب صاحب الملامح القاسية والبشرة الفاتحة اللون التي تحولت لحمرة داكنة الأن من الغضب.
اب وابنته!
لم تكتمل حيرته كثيرا فقد تحركت فداء من خلفه لتعود للواجهة واقفة بجواره وجهها يشع احمرارا كذلك الذي يدعي انه والدها.
:- بل انت من عليك الابتعاد عن هنا اتفهم ابتعد وارحل عن حياتي قبل ان اتصل بالشرطى.
ضحك الرجل ساخرا.
:- وماذا ستقولين لهم ابي يريد تربيتي من جديد لأني عديمة التربية، ام ستقولين لهم ابي يريد اعادتي للبيت بعد ان هربت ولا يعلم عني شيء منذ اشهر طويلة.
كان هذا دورها لتضحك ضحكة صدئة مريرة لم تزد وجهها سوى غضبا وعينيها سوى حدة.
:-هربت؟! هل تكذب على نفسك وتصدق الكذبة ية رجل، انا اسكن هنا منذ خمس سنوات او اكثر هذا منزلي الذي لا تعرفه ولم تكلف خاطرك يوما ان تسأل حتى اين اسكن او كيف احيا، اضحكتني حقا انت لا تعرف عني شيء منذ اشهر طويلة؟! فقط اشهر؟! انت لا تعلم عني شيء منذ ستة عشر عاما، ستة عشر عاما ايها الكاذب المدعي الحقير ارحل عني ارحل عن هنا.
كانت تصرخ بعنف حتى شعر مراد بالخوف عليها وقد بدى انها على وشك الاختناق.
غطى جزئ من جسدها بلا وعي منه كأنه يحميها من هذا الرجل.
من غضبها.
من كل هذا الموقف الذي يجعل جسدها يرتجف بعنف.
عاد الرجل القمئ يردد غاضبا وهو يزيح مراد بعنف عنها ليتسنى له امساك فداء.
:- اقسم ان ان اعلمك الأدب يا فداء، ستعلمين جيدا كيف تحرجينني وتفعلين هذا، سوف اعيد تربيتك من جديد سوف ازوجك واتخلص من حملك الزائد ايتها الحقيرة جالبة العار ابتعد ايها الحقير ان الأخر والله لأعذبنك حتى تتمنين الموت يا فداء، قلت ابتعد ايها الَ....
دفعه مراد بعنف بعدما حاول الأخر ازاحته اكثر من مرة.
ثم وقف امام فداء تماما كأنها يزود عنها بنفسه لكنها خرجت من خلف ظهره متقدمة من ذلك الرجل وجسدها لازال يرتجف...
:-تعلمني الأدب؟! أوليس من الأولى ان تعلمه لنفسك اولا، تعيد تربيتي؟ هل ربيتني اولا لتعيد تربيتي ثانية انت لا تعلم عني شيء منذ ولدت من انت حتى تقتحم حياتي وبيتي وتحاول ضربي، من انت حتى تقف امامي وتسمح لنفسك ان تتحدث معي كأنني عاهرة هربت من سوق النخاسة من انت.
صرخت بعنف قبل ان تنظر الى الرجل بغضب يتطاير شرره من حولها.
:- انت لا شيء، تقول انني هربت منك بالله عليك انا لم اراك لساعة كاملة منذ كنت في العاشرة من عمري من انت لتتحدث هكذا بكل بجاحة وتقول لي انني جالبة للعار وانت العار بذاته، انت الرجل الذي تخلى عن ابنته منذ ولدت لأنه لم يكن رجلا كفاية ليلتزم ببيت واولاد، انت العار الذي اتحمله رغما عني عمرا كاملا اتحمل اقترانك باسمي واحارب لشطب اسمك من حياتي،انت عار ان تنسب للأباء، تتهمني بالهرب منك و انت من الأساس لا تعلم شيء عني اين اسكن اين اكل من اعرفه كيف اتعلم لا تعلم شيء لا تعلم اي شيء حتى الذي قد يعرفه اي غريب عني، تقول انني ابنتك؟! ابنتك التي قطعت عنها الأموال بدون ان تسأل نفسك للحظة من اين قد اكل او كيف سأعيش.
اعطيت نفسك الحق في معاقبتي على شيء انت الذي يجب ان تعاقب عليه، تقول اب؟! اب ترك ابنته للدنيا تحارب فيها وحدها عارية الظهر بلا سند وحاربت وعشت ونجوت من قسوة الحياة بدون وجود اي احد وتقول عار انت هو العار .
قل لي ماذا تعرف عني؟ كيف انا؟ من اين اكل؟ ماذا اعمل؟ متزوجة ام لا؟ جيدة ام لا؟ امنة ام لا؟ سعيدة ام لا؟ لا شيء انت لا تعرف شيء.
اخرج من بيتي اخرج من حياتي كما كنت ولا اريد رؤيتك مرة اخرى.
توقفت اخيرا عن الحديث تلتقط تنفاسها اللاهثة بصعوبة وعينيها تطوف على وجه الرجل الذي وقف صامتا وقد تحول غضبه لذهول لحظي من طريقتها الهجومية وقبل ان يتخد اي خطوة ضدها كان مراد يقف امامها وفتاة اخرى بجواره كأنهما يحميان فداء.
فتاة بالكاد خرجت من المصعد لتنضم الى مراد في حماية الفتاة والقاء النظرات الغاضبة على الرجل والذي تقهقر للخلف ثم التفت ينوي الرحيل لكن صوت مراد القوي اوقفه.
:- بالمناسبة يا رجل، اذا فكرت ان تقترب من فداء مرة اخرى صدقني انا من سيستدعي الشرطة وسأتهمك بانتهاك حرمة بيتي وترويع زوجتي ومحاولة الاعتداء عليها هذا اذا تركتك تفلت مني.
التفت الرجل مصعوقا وقد شحب وجهه الذي كان محمر من الغضب.
:- زوجتك؟!.
هز مراد رأسه بثقة ثم التفت الى بدور التي تقف بجواره صامتة ولم تعدل على كلماته ثم قال بهدوء.
:- ادخلى فداء الى المنزل بدور سوف اتأكد ان كل شيء بخير واتبعكم.
اطاعته بدور واختفت من جواره واختفى معها دفئ فداء التي كانت تتشبث بقميصه من الخلف.
:- اتمنى منك يا حماي الغزيز ان تكون رسالتي قد وصلتك، فداء زوجتي خط احمر لا تعتقد انني سوف اسمح لك بتخطيه.
:- انت كاذب، انت كاذب فداء لم تتزوج انت مجرد محتال لو كانت تزوجت لعلمت.
رغم ادعائه الثقة لكن نظراته المترددة قد اعلمت مراد بخوفه ان يكون ما قاله صحيح فابتسم مراد بثقة قبل ان يجيبه بلامبالاة مصطنعة.
:- من اين ستعلم؟! هل سيخبرم مثلا من اخبرك عنوانه او بأي طريقة عرفت بها عنوانها، حسنا لأخبرك اننا لم نتزوج هنا فكما لاحظت لهجتي هذا طبعا لو لاحظت من الأساس فانا لست من هذه البلد وقد تزوجت فداء في بلدي بين عائلتي هل تحتاج دليلا؟! .
ابتسم مراد بسخرية ثم تابع بوقاحة ولازال الدم يغلي داخله من محاولة هذا الرجل ان يعنف فداء.
:- اذا اردت دليلا اضرب رأسك في هذا الحائط لأنني لن اعطيك شيء او ابرر لك شيء الا اذا ارادت فداء هذا والأن مع السلامة.
التفت تاركا الرجل ينظر في اثره برعب دخل الى المنزل واغلق الباب خلفه بهدوء ولم ينسى ان يلقي نظرة ساخرة اخيرة على الرجل.
تنهد بعمق وهو يتحرك في منزل فداء حتى وصل الى الصالون الذي جلست فيه فداء على اريكة كبيرة تجاورها بدور.
كانت منحنية تستند بمرفقيها على ركبتيها وبكفيها على رأسها شعرها الداكن الطويل قد حجب وجهها عنه.
اجلى حلقه لينبههم لحضوره فالتفتت اليه بدور التي سألت بقلق.
:- هل رحل هذا المجنون.
يبدو انها لازالت لا تعلم من هذا الرجل لهذا اوضح بحرج وهو ينظر الى فداء التي لن تتحرك او تغير من وضعها.
:- انه والدها، ونعم رحل لن يقترب منها مرة احرى.
هزت رأسها له ثم وقفت متجهة الى المطبخ المفتوح على الصالون.
:- سأحضر شيئا نشربه يا الله انا لازلت اشعر بالرعب من كل هذا.
تحرك متجها الى حيث تجلس فداء وركع على ركبتين امامها يحاول ابعاد خصلاتها عن وجهها ليراها وقد كانت خصلاتها تخفي فيض من الدموع ألم قلبه.
:- فداء، لا تبكي حبيبتي، كل شيء اصبح بخير انت بخير.
هزت رأسها نافية.
:- لا انا لست بخير، انا احتاج للرحيل عن هنا مراد احتاج للهرب حقا كما قال فهو سيعود ما ان يعلم اننا لم نتزوج حقا، طالما انه تذكرني وذكر الزواج اذا هو قادم لهذا الغرض هو يريد بيعي.
كانت تتحدث بتخبط وهدوء لم يتوقعه كانت كما لو كانت تحت تأثير صدمة عنيفة.
:- هو لن يعود فداء، ولن يبيعك او شيء من هذا القبيل، ولن يعلم اننا م نتزوج لأنني سأتزوجك.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أنت تقرأ
امرأة بين السطور ((((( مكتملة))))))
Romanceمن هذه المرأة المجهولة التي تتجلى بين سطور هذا الكتاب. تتراقص بين حروفه وصوتها يشدو من بين الكلمات عطرها يداعب الذكريات. كيف اتت هذه المرأة المتخفية خلف السطور الى منزله. كيف يمكن لها ان تذوب بين الكلمات وتتلاشى بين السطور. ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡...