((((التاسع من يوليو))))
مراد (ماذا تفعلين.؟)
نظرت بلهفة الى الرسالة ما ان وصلها الرنين المميز لوصولها.
فداء (كنت في الخارج لقد دخلت الى الظنزل حالا وانت؟)
حاول اخفاء ابتسامته عن من حوله ثم ارسل لها.
مراد (كما اخبرتك امس كان علي العودة للمنزل لأن والدتي مريضة)
مراد (كلمة في سرك لم تكن مريضة انها تدعي ذلك حتى تراني "رمز ضاحك" والأن انا مجبر على حضور غداء عائلي ممل "وجه بائس")
ابتسمت بشجن وهي تتخيل كم تحبه والدته وتشتاقه لتفعل الحيل حتى تراه.
تنهدت ثم ارسلت له وجها ضاحكا.
مراد (اين كنت)
فداء(لقد كنت ادور في المتاجر)
مراد (ملابس؟ )
فداء( ممل، لا ليس ملابس لست من هواة شراء الملابس كنت في مزاجر لبيع دهان الجدران)
مراد (دهان جدران؟ لماذا؟ هل تفكرين في العمل كعامل دهان؟ ستكونين مميزة بقميص مرقع بالألوان وقبعة فوق رأسك يا الله التخية فقط يقتلني ضحكا" وجه ضاحك ")
فداء (" وجه ملول " هاها اضحكتني، لا تكن غليظ، كنت الحث عن مادة تسمى الريزن)
مراد (اه اعلمها هل تجيدين فن الريزن؟ )
فداء (لا، لكن سوف اتعلمه منذ الأن انه يبدو مسل وبما انني عاطلة عن العمل فسوف اتعلمه)
لم تخبره انها تتعلمه خاصة لأجل الاحتفاظ بالورود الخاصة به فهي لن تهدرهم ابدا.
مراد (لقد تناقشنا في هذا الاسبوع الماضي تعالي للعمل في شركتي)
فداء(ارجوك مراد لا تفتح الأمر مرة اخرى انا لن اعمل لديك، دعنا كما نحن محض اصدقاء تعرفنا على بعضنا فوق سفينة منذ شهر مضى لن نتذكر اي شيء يسبق هذا)
مراد (عنيدة)
فداء (اعرف، متى ستحضر لقد حجزت تذاكر السينما)
مراد(احجزب تذكرة ثالثة سوف اتي مع احد اريد ان اعرفك عليه حسنا)
فداء (سوف انتظرك)..............................
((((العاشر من يوليو))))
الساعة الثانية ظهرا.
مراد (اين انت فداء انا انتظرك منذ نصف ساعة)
مراد (فداء لما لا تجيبين على اتصالاتي)
الساعة الثانية والنصف.
مراد (فداء؟!!!!!)
الساعة السادسة مساء.
رسالة صوتية:- فداء انا احاول الوصول اليك منذ عدت من منزل العائلة لقد وعدتي بانتظاري في المطار ولم تحضري حاولت الاتصال بك كثيرا بلا فائدة انا عند منزلك فقط طمئنيني انك بخير.
........................
((((الحادي عشر من يوليو))))
الساعة الواحدة ظهرا
رسالة صوتية:- مرحبا مراد، انا بخير لا تقلق انا فقط، اممم لقد كنت احاول تعلم الريزن كما تعلم وحدث انني اختنقت وبالكاد استطعت طلب المساعدة وانا في المشفى منذ الأمس، اسفة اذا كان صوتي غير واضح انا اتحدث بصعوبة، اسفة لأنك قد قلقت.
مراد رسالة صوتية:- يا اللهي، يا اللهي فداء، اين انت؟ اقصد مكان المشفى ذلك انا في الطريق اليك.
فداء:- ليس عليك ذلك حقا، انا بخير غدا على اقصى تقدير سوف اكون في المنزل، ان لديك عمل لا تؤجله لأجلي.
مراد:- لا تحاولي حتى فداء، انا بالفعل في الكريق مازن اتى معي وهو سوف يمسك العمل مكاني ارجوكي اخبريني العنوان، وكوني بخير لأجلي.
..................................
الحادي عشر من يوليو.
الساعة الثانية ظهرا.
دخل الى المشفى بخطوات سريعةيموج القلق داخله منذ استمع الى رسائلها.
سأل الموظفة في الإستقبال عن اسمها ودلته بلطف على الطابق والغرفة المرادة.
دفع باب الحجرة المغلقة بعدما طرق الباب وحينما وقعت نظراته عليها تنفس بعمق كأنه كان يكتم انفاسه خوفا.
اقترب منها وابتسامة ناعمة ترتسم علي شفتيه حينما رأى ابتسامتها المتسعة وعينيها اللامعة.
:- هل انت بخير.
كان صوته هامسا وهو ينظر الى وجهها اللطيف الخالي من اي شيئ حتئ اقراطها الجميلة منزوعة عن انفها واذنيها. خصلاتها ثم يدها الرقيقة.
:- يا اللهي كاد قلبي يقف خوفا عليك.
:- انا بخير صدقني.
قالتها بلطف وعينيها تنظران اليه بسعادة وإمتنان والدموع فيهما تترقرق كبحر يغتسل بنور الشمس.
:- انها بخير حال لا تقلق.
التفت الي الصوت الذي لاحظ لأول مرة ان صاحبته تشاركهم الغرفة.
نظر الى صاحبة الصوت كانت فتاة جميلة طويلة القامة مألوفة الملامح لقد رأها في مكان ما.
فمن الصعب ان ينسى احد تلك العيون القوية الجريئة البنية او الوجه الفاتن الملون بكبرياء عال.
يبدو ان عيناه بدت حائرة فقد تكرمت وعرفت عن نفسها.
:- بدور السويلمين، انا جارة فداء بشكل ادق اكتشفت انني جارتها يوم السبت الماض.
كانت تبتسم لفداء بلطف وتمد يدها له.
:- اهلا بك انا مراد الدالي وانا صديق مقرب من فداء.
التقط يد زينة في سلام عملي قبل ان يقول وقد إلتمعت ذكرى تخصها داخل رأسه علم منها من اين يعرفها.
:- اوه انت...
توقف عن الكلام قبل ان يجلي حلقه وقد اغضبه فقده للسيطرة على لسانه لقد كاد يذكر شيء لا يجب ان يذكره لهذا عدل من كلامه بابتسامة.
:- ملكة الجمال السابقة للبلاد أليس كذلك.
ابتسمت له بعملية لكن عينيها لم تكن تبتسم.
التفتت فداد لهما ثم قالت بهدوء.
:- لم اكن اعلم انك كنت ملكة جمال للبلاد.
:- ها انت علمت، الأن سوف اتركم اتمنى ان تكوني بخير سوف أتي لزيارتك غدا، مع السلامة سيد مراد.
قالت بدور بأناقة قبل ان تضع نظارتها الشمسية على عينيها ثم خرجت من الغرفة.
:- انت تعرفها.
قالت فداء بتقرير اكثر منه سؤال وشيد قاس حارق ينتشر داخل صدرها وعينيها مثبتتان على وجه مراد الوسيم والذي أجابها بلا مواربة.
:- نعم، اعتقد انني إلتقيتها من قبل.
همهمت وهي تبعد نظراتها عنه لكنه اعاد وجهها اليه وهو يقول بلطف.
:- كيف حدث هذا؟
تنهدت وهي تقص عليه ما حدث.
:- لقد كنت احاول تعلم ذلك الشيء ولكن لم يخبرني احد انه يجب ان افتح النوافذ وانه خطير بعض الشيء علي الجهاز التنفسي، لقد كنت داخل غرفة مغلقة والنوافذ مغلقة لهذا اصابتني ازمة تنفس، من حسن حظي انني استطعت فتح الباب والخروج من الغرفة ثم من المنزل بسرعة كافية قبل ان افقد الوعي لقد رأتني بدور ونقلتني الي هنا والشكر لها انني لازلت على قيد الحياة.
تنهد هو الأخر بعمق قبل ان يشكر الله بخفوت.
:- الحمد لله انك سالمة احتاج فقط للإطمئنان عليك من الطبيب ثم سنتحدث عما حدث والذي كان اهمال تام انسة فداء.
نظرت اليه كأنها طفلة مذنبة فرق قلبه لأجلها فابتسم لها مع تنهيدة مستسلمة.
كيف له ان يغضب منها او يعاتبها.
ابتسمت له فبدى كأن الشمس قد اشرقت وانارت الغرفة.
ظل يتحدث معها عن زيارته العائلية الأخيرة لساعات ولم يوقفهم عن الحديث سوى دخول الطبيب في المناوبة المسائية والذي طمئن مراد الذي اغرقه بالأسئلة.
:- اهدئ سيد مراد، هي بخير تماما في الصباح الباكر سوف تودع المشفى وتخرج فهي لم تعد بحاجة الينا، واجابة لأسئلتك ما حدث كان اذمة تنفسية ناتجة عن غاز تنتجه تلك المادة والتي لا يجب التعامل معها بشكل مباشر بدرن احتياطات وفي مكان جيد التهوية.
ابتسم مراد بحرج.
:- اسف جدا انني انهمرت على رأسك بالأسئلة لكنني بالفعل كنت قلقا و..
قاطعه الطبيب بعملية وابتسامة مهذبة.
:- لا عليك سيد مراد انا اتفهم بالفعل ما تقصده، والأن بما انني انهيت فحص السيدة استأذنكم.
انهى كلماته وغادر الغرفة بهدوء بعد تحية مهذبة تاركا مراد يشعر بالحرج اكثر بينما فداء تبتسم براحة لا تدري سببها.
او انها تدري لكنها ترفض الإعتراف.
تنهدت بعمق ودموع سخيفة تتجمع داخل مقلتيها قبل ان تقول بههمس متحشرج و عينيها تترك وجه مراد لتنظر الى السقف.
:- هل تعلم المرض هو شيء سيء، مفزع ومؤلم.
لطالما كرهت المرض لأنني في أغلب الوقت اشعر بالعجز والوحدة والخوف، الخوف الشديد.
لم تلتفت اليه ولم تتوقف عن حديثها وكأنها تكتب له داخل تلك المذكرات الغبية التي افتقدت تدوين مشاعرها فيها.
انها تحتاج الي الحديث.
الى افراغ ذلك الألم والخوف الذي لازمها ليومين.
لهذا لم تهتم انها تحكي الأن لمراد.
مراد الحقيقي وليس بطل اوراقها الصامت.
:- في تلك اللحظة التي بدأت اشعر فيها بالإختناق داخل مطبخي وانا وحيدة في المنزل تلبسني الرعب، الرعب الشديد من أن اموت وحدي ولا يفتقدني احد.
ضحكت بسخرية مريرة قبل ان تتابع حديثها ببكاء.
:- كنت اشعر بالرعب مراد، كنت قريبة من الموت حتى اكاد ألامسه، كنت اريد الصراخ الدفاع عن أنفاسي وعن حياتي كنت اريد الموت حيث يستطيع ان يراني احد ويكرم موتي، اردت ان يتذكرني احد،اردت النداء على اجد لمساعدتي، لكن النداء على من؟ .
ابتسمت بمرارة ثم نظرت الى وجهه العابس من اجلها.
:- لقد اكتشفت انني لا احد لي لأطلب منه انقاذي مراد انا اعلم انني وحيدة لكن ...
ابتلعت شهقة قاسية كأشواك الصبار قبل ان تتابع.
:- السخرية في الأمر انتي افكر في الموت عشرات المرات لكن في المرة التي اتواجه فيها مع الموت اصبح جبانة وخائفة وعاجزة ووحيدة.
لامس كفها بنعومة لكنه لم يتحدث رفعت نظراتها الى عينيه الداكنة الدافئة ثم ابتسمت ابتسامة مرتجفة قبل ان تتابع.
:- لأول مرة في حياتي اشعر انني محظوظة فللحق انا لازلت لا اعرف كيف خرجت من المنزل او كيف تم احضاري الى هنا، كل ما اتذكره هو شعوري بذلك الألم الحاد يمزق صدري جنبا الى جنب مع الخوف، ثم اصبحت في المشفى يركض بي الجميع هنا وهناك ثم اختفى كل شيء، و حينما استفقت كنت وحدي استنشق الهواء من انبوب اكسوجين وانام على فراش غريب في غرف غريبة تحيط بي الأجهزة.
نظرت الى الغرفة البيضاء الباردة من حولها الي كل جهاز مغلق او مضاء ثم عادت الي وجهه.
الى عينيه التي اعطتها جرعة مكثفة من الأمان.
:- لقد كان ألمي قد خفت وخبى لكن خوفي كان هو الألم الحقيقي الذي اعانيه انا لم أمت لكنني شعرت انني كذلك فالوحدة والخواء هما موت بطيئ، لقد كنت مرتاحة لزيارة بدور لي وهي ساعدتني كثيرا واحضرت لي هاتفي وبعض الملابس .
تنهدت بعمق ثم ابتسمت لعينيه.
:- كل الخوف والوحدة اختفيا ما ان رأيت رسائلك، لقد شعرت ان هناك احد افتقدني، لو انني مت لم اكن سأنسى تماما علي اي حال.
كانت تتصنع الضحكة لكن داخلها كان محطما.
ضغط على كفها بنعومة ثم قال بحنان.
:- لقد كانت تجربة قاسية لكنها مرت فداء وانت لست بمفردك هناك والديك اعلم انهما مسافران لكن عليك ان تعلمي انهما يحبانك ولو اخبرتهما لكانا هنا الأن.
نظرت اليه بعيون دامعة وسخرية مريرة تغلف دمها.
والداها لم يكونا ليهتما من الأساس او يعرفا حتى اذا ماتت.
اخرجها صوته اللطيف مجددا من حزنها.
:- اعلم انك هنا بمفردك ولكن انا بجانبك وسأكون دوما ما ان تحتاجيني.
:- حقا؟
هز رأسه لها بثقة.
:- حقا.
تنهدت في راحة بينما عاد هو يحدثها عن أي شيء وكل شيء.......
لقد شعرت بالراحة وشعور الوحدة يتلاشى شيء فشيء
في النهاية هي ليست وحدها.
هو معها.
هو تذكرها.
هو اتى من اجلها.
لم تدري متى غلبها النعاس او غلبه.
لقد نام على مقعد المشفى ممسكا بيدها ورأسه مائل علي الفراش وهي نائمة بهدوء علي الفراش.
في الصباح انهى اجرائات المشفى وتحدث للمرة الأخيرة مع الطبيب .
:- لماذا سأمكث هنا يوما أخر؟.
تسائلت بضيق.
فأجاب بابتسامة لطيفة.
:- لأن الطبيب قال انه يجب الإعتناء بك جيدا اليوم وبما انك تمكثين في منزل بمفردك فهنا سيكون افضل..
:- ومن قرر هذا.
قالت عابسة ليجيبهابعبث.
:- طبعا انا وليس هذا تسلطا مني لا سمح الله.
ابتسمت رغما عنها.
:- والله؟!
ابتسم لها وقبل ان يقول اي شيء طرق الباب الذي مان بالفعل شبه مفتوح.
:- هل ادخل ام ارحل.
التفت كلاهما الي الشاب الوسيم المبتسم الذي ادخل رأسه عبر الباب.
اطلق الشاب صفيرا خافتا وهو ينظر الى فداء بعبث.
:- يا اللهي هل هذا الجمال النائم الذي يذكرونه في افلام الكارتون.
نظرت فداء اليه بتعجب بينما حدجه مراد بضيق قبل ان ينهره بصوت هادئ لكن فيه حزما وغيظ التقطهما الشاب.
:- مازن لا تكن وقحا والا كسرت رأسك.
تصنع الشاب التأثر ثم قال بدراما وهو يعبر الباب الي الداخل مظهرا زراعيه وفي كل واحدة حقيبة وحقيبة خلف ظهره.
:- تكسر رأسي، خسارة بك تعبي في جلب كل هذا لك، خسارة يا ابو الصحاب.
اقترب منه مراد مهددا بمزاح قبل ان يأخذ من الحقائب ليتنهد مازن بارتياح يمدد جسده لأعلى قبل ان ينظر الى فداء التي تابعتهم بابتسامة لطيفة على وجهها.
انحنى بتهذيب درامي وشفتيه تبتسمان بعمق.
:- مرحبا انستي الجميلة علي ان اعرفك على نفسي بما ان هناك اناس لا يعلمون في الذوق شيئا لم يعرفونا.
القى بنظرة مستفزة على مراد الذي قلب عينيه ولم يرد.
:- انا مازن ابن خالة هذا الرجل.
تصنع الهمس وهو يسترق النظرات الي مراد.
:- صدقيني هو عادة يكون ذكيا اذا كان في العمل لكن خارجه هو احمق كبير لهذا لو كان يضايـ...
:- مازن.
نهره مراد بحزم فأجلى مازن حلقه متصنعا الرزانة قبل ان يتابع.
:- كما كنت اخبرك انه اعظم ابن خالة في الدنيا وعبقري العائلة.
ضحكت فداء بنعومة قبل ان تعرف نفسها بالمثل.
:- انا فداء العامري.
:- ابنة العامرية اذا اين قيسك عنك.
ضحكت مرة اخرى وهي تجيبه بمرح.
:- قيس يتابع ليلى بينما فداء على فراش المرض وحيدة.
:- يال قساوة الكلمات يا عامرية.
قال مازن بابتسامة ضئيلة قبل ان يهز رأسه كأنه يبعد الأكفار عنه وللحظة شعرت انه شعر بما اخفاه المرح في كلماتها.
اجلى مراض حلقه قبل ان يسأل بلامبالاة مصطنعة.
:- أليس لديك عمل يا مازن.
:- تقصد عملك الذي تلقيه على كاهلي وانا لأني طيب ارعاه مكانك.
رفرف بعينيه بنظرات بريئة يغيظ بها مراد الذي رفع له حاجبه ساخرا فتابع مازن مع تنهيدة مصطنعة كأنه يستسلم.
:- بدون نظراتم الحادة التي تخبرني انك تنوي اكلي على العشاء سوف ارحل.
التفت الى فداء مع هزة رأس مهذبة..
:- الأن علي الرحيل ايتها الجميلة قبل ان يطردني ابن خالتي العزيز هذا اذا اعتبرنا ان ما فعله ليس طردا اراك قريبا.
هزت رأسها له ولازالت تسكن شفتيها ابتسامة مرتاحة.
ما ان خرج حتى التفتت الى مراد.
:- ابن خالتك هذا لطيف جدا.
عاد يرفع حاجبه ساخرا.
:- حقا!!.
:- جدا، يبدو ايضا انكما مقربان نل انتما في نفس العمر؟ .
هز رأسه نافيا قبل ان يجلس على المقعد الذي احتله منذ الأمس.
:- لا نحن لسنا في نفس العمر احدنا اكبر من الأخر بعامين من تتوقعين انه الأكبر.
بدى على وجهها التفكير للحظات قبل ان تجيب بتردد.
:- اشعر انه الأكبر.
بدى متفاجئ من اجابتها.
:- انت اول شخص يقول هذا، في العادة يخدعهم مازن بملامحه الطفولية فوالده من بلد اوربي وقد ورث عنه عيناه الرمادية وشعره الكستانئي المائل للأحمر في العادة يتوقع الجميع انه الأصغر.
:- لكنه ليس كذلك؟!
:- نعم انا الأصغر.
هز كتفه بلا مبالاة قبل ان يتابع.
:- لكن في الحقيقة انا اعامل مازن كأخ اصغر هو ذكي ومتزن لكنه مرح ومنطلق اكثر من اللازم في بعض الأحيان انه لا يستقر في بلد ولا منزل وليس له حياة بالمعنى الذي نعرفه وصدقيني اسعد لحظاتي حينما اجبره ان يكون معي لبعض الوقت شهر او اثنين قبل ان يختفي لفترة من الزمن في احد جولاته.
هز كتفها هي الأخرى.
:- ليس كل الناس يجب ان تكون مثلك مراد.
ضيق عينيه يناظرها بتسائل.
:- كيف مثلي؟!
ابتسمت بخفة.
:- جاد وهادئ حتى في لحظات المرح وغاضب و...
رفع حاجبه مرة اخرى ثم سأل بتهديد مرح.
:- و؟...
:- وناجح ولك حياة مرتبة، في بعض الأحيان اتسائل حقا عن كيف تضبط حياتك هكذا وتوازن بين العمل وان تنجح فيه وبين الحياة ومرحها والذي لم تحرم نفسك منه.
هز كتفيه مرة اخرى كأن الاجابة واضحة.
:- لا شيء ليس بعادي انا احترم فقط ان للعمل وقت ولي انا ولحياتي وقت لا ادخل الحياة في العمل حتى لا اكون عاطفيا او فاقد التركيز ولا اجعل العمل يشوت حياتي الخاصة التي تعني عائلتب واصدقائي.
:- تبدو معادلة صعبة رغم قولك هذا بطريقة كأنها اسهل شيء في العالم.
:- لأنها كذلك بالنسبة لي، اتذكر ان والدي يوما قال لي ان العمل عمل اذا كنت ضمن ساعاته اي اذا كان عملي حتى العاشرة فانا اجتهد في العمل حتى العاشرة وانسى كل شيء اخر واذا انهيت العمل اخرجته تماما من تفكيري ودخلت منزلي خالب من كل شيء الى من حياتي الخاصة التي قد تضيع اذما اهملتها، اظن ان هذا سهل لأن ابي كان خير معلم.
هزت رأسها توفقه ثم سألت بحزن حاولت اخفائه لكنه لاحظه ولم يدري حقيقة سببه.
:- انت تحب عائلتك بحق.
هز رأسه لها فعادت تتابع لكنها غيرت الموضوع تحاول اعادة المرح الى صوتها.
:- اذا ماذا احضر مازن؟ .
امسك الحقائب يفرغها امام انظارها.
:- بعض الاشياء التي كان علي انهائها في العمل وهو ان يستطيه اتمامها وطعام لي وملابس مريحة ايضا لي و..
توقف قليلا قبل ان يتناول علبة مغلفة بأناقة فاعطاها اها.
:- هذا لك.
نظرت الى العلبة وعينيها تنضح حيرة وتساؤل اجابه هو بلطافة بينما يفتح لها العلبة.
:- انها فواكه مجففة ومكسرات لقد اخبرني الطبيب ان المكسرات والفواكه المجففة ستكون افضل من الحلوى او اي سكريات اخرى، لا اعلم حقا اذا كنت تحبين الفواجه المجففة والمكسرات ام لا لكن...
قاطعته بلطف وعينيها تظهران تأثرا.
:- لم اجربها من قبل، اعني انا لست في العادة مغامرة في الطعام لهذا لم اجرب الفواكه المجففة من قبل.
:- حقا!
ابتسمت لملامحه المتعجبة قبل ان تمد يدها لتلتقط قرص دائري برتقالي اللون تتفحصه بعينيها.
:- انه مشمش.
رفعت عينيها اليه ما ان تحدث فابتسم لها ثم تناول هو الأخر حبة من المشمش المجفف يأكلها فتشجعت لتتناولها مثله.
سكرية وفيها حموضة بسيطة تضيف نكهة لذيذة.
همهمت باستمتاع بالطعم اللطيف.
:- انها حلوة.
:- عليك بتناول الباقي سيعجبك جدا انا لا احب التين لكن قد يعجبك.
وافقته وهي تجرب كل ما امامها وهو يتناول معها يدلي برأيه مرة ويستمع الى رأيها مرة.
تناول هو طعام حقيقي وشاركها فيه والذي كان شطيرتين من لحم الدجاج.
تحدثا حتى نهاية الوجبة ثم أمرها بتسلط ان ترتاح وجلس هو لينهي العمل الذي عليه انجازه......................
أنت تقرأ
امرأة بين السطور ((((( مكتملة))))))
Romanceمن هذه المرأة المجهولة التي تتجلى بين سطور هذا الكتاب. تتراقص بين حروفه وصوتها يشدو من بين الكلمات عطرها يداعب الذكريات. كيف اتت هذه المرأة المتخفية خلف السطور الى منزله. كيف يمكن لها ان تذوب بين الكلمات وتتلاشى بين السطور. ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡...