(بداية من جديد ) الحلقة الرابعة..

1.7K 67 3
                                    

:_ سيدي....سيدي هل انت بخير...
نظر حوله بصدمة اين هو....
كان يتنفس بسرعة رهيبة بينما ينظر باضطراب الي سكرتيرته التي لا يعلم من اين اتت ثم عاد بنظره الي طاولة مكتبه الفارغة....
ألم يكن يجلس عليها منذ عدة دقائق....
يال الهول يبدو انه جن تماما.....
تمالك نفسه قليلا بيننا يقول لسكرتيرته بحزم.....
:-انا بخير روجينا احضري لي قهوتي ومعها دواء للصداع هيا اذهبي واحضري البريد....
ذهبت روجينا بينما تقدم هو الي مكتبه ليجلس محاولا الاسترخاء....
بعد عدة دقائق احضرت روجينا البريد وبعض القهوة شكرها ببرود ثم بدأ بمزاولة عمله لعله يهرب من تلك اللعنة التي ابتلي بها حتي اصبح علي حافة الجنون ......
بعد يوم مرهق في العمل عاد الي المنزل ليبدل ملابسة ثم سيخرج مرة اخري ليسهر مع اصدقائه....
ما ان دخل غرفته حتي وقعت عيناه علي تلك المذكرات الملعونة....
لا يعلم لماذا ينتابه الفضول كلما رأها ولماذا يتشوق لإكمالها.....
اقترب من الفراش ليلتقطها من علي الطاولة المجاورة لفراشه فتحها ملقيا نظرة علي اخر صفحة وقف عندها ثم....

بدأ القراءة.....

(العاشر من  يونيو ......
لم اتوقع ابدا ان اعاود الكتابة مرة اخرى بعد ان انقطعت عنها كل هذه الأشهر....
هل اخبرك شيئا انا لا استطيع ابدا التعامل مع الحزن لازلت اترك نفسي له ليلتهمني عدة ايام حتي استطيع الخروج من شرنقته ببطأ....
وفي كل مرة تكون مدة الحزن اطول والتعافي اصعب.
والأن انا متعبة وحزينة لدرجة لا استطيع وصفها.
وقد يكون هذا هو السبب الذي جعلني افكر في الكتابة الأن فهي الحل الوحيد لقتل الوقت واعطاء سبب لعقلي حتى يفكر فيك حتى لا اظل الوم نفسي تنني لا اتوقل عن التفكير بك.
دعنى نبدأ الأن من حيث انتهينا مز قبل.
لا،  لا انظر سوف احكي اللقاء الثالث بيننا.
أتذكر ذلك اللقاء الثالث بيننا جيدا كأنه كان فقط امس ....
لقد كنت بدأت بالبحث عن عمل اخر بعد ان طردتني تقريبا من مكتبك في لقائنا الثاني...
لقد آمنت انني لن اراك مجددا...
كان علي ان افعل مراد كان علي ان ارفض الحضور مرة اخرى الي شركتك بعد ان تلقيت اتصالا من مساعدتك تبلغني بالحضور لمناقشة أمر ما...
هل تعلم انني للحظة ضربتني موجة من الحماس والسعادة وانا اعتقد بغباء انك ربما علمت انني لست سيئة كما تعتقد.....
لم تكن الوظيفة هي كل ما كنت افكر فيه مراد بل كنت افكر فيك انت...
في رأيك انت....
هل تتسائل لماذا؟ 
حسنا هناك سبب لكنني لا املك الشجاعة لكتابته ليس بعد انه شيء سخيف علي اية حال....
حينما اهنتني للمرة الثالثة داخل مكتبك بأن عاملتني بتلك الطريقة كأنك مجبر علي التعامل مع شيء كريه لم استطع كتم غضبي وجرحي منك اكثر من هذا لقد حاولت لكنني لم استطع لقد اخبرتك كل شيء وخرجت من مكتبك ثم من شركتك وانا اقسم انني لن اراك مرة اخرى مراد....
لقد اعتبرتك جزء من تلك الصفحة السوداء التي طويتها من حياتي....
لكن كأن القدر يعاندني فها انا وانت نلتقي من جديد..
نلتقي في سفينة في عرض البحر ....
لقد كانت رحلة الاسبوع المضيء فكرة احد صديقاتي التي تعرفت عليهن في عملي الجديد والذي كان سهلا وامتلك فيه اوقات فراغ كثيرة فوجدت لي هذا العمل علي متن سفينة "الملك"  لأكون مشرفة عامة علي الرحلة....
لقد كنت متحمسة جدا لهذه الرحلة وقد مر بالفعل اول يوم بخير وبعد نهاية يوم عملي صعدت الي الطابق العلوي من السفينة اقف متابعة السماء المظلمة والتي تتناثر النجوم عليها كبريق رائع يخطف الأنفاس...
لكن انفاسي تعثرت وانا المحك تقترب من مكان وجودي كنت مقتنعة تماما انك لم تراني لأنك لو رأيتني لذهبت للجهة الأخري لكن توقعي كان خاطئا....
لأنك كنت قادم ناحيتي انا ...
لم اعلم انني كنت اكتم انفاسي بينما انتظر ما سيحدث حينما تراني الا حينما وقفت امامي بهيبتك تقول بتهذيب هادئ لم تتعامل به معي من قبل...
:- مرحبا فداء...
انت تتذكر اسمي...
انت تعاملني بأدب بل وتبدو مرتبكا كأنك تنتظر رفضي لتحيتك...
وفي الحقيقة كانت تغريني فكرة ان ارفض تحيتك واتركك وارحل لكنني لم افعل وصدقني لا اعلم السبب...
:- مرحبا سيد مراد...
تنهدت بعمق كأنك كنت تحبس انفاسك انت الأخر ترقبا.
اسعدتني فكرة ان اكون انا صاحبة القرار وانت المنتظر.
اسفة قد ابدو غريبة الاطوار لكن هذا ما حدث.
وجودك وقتها ومحاولتك الحديث معى ومعرفتك خطأك تجاهي  كان شيئا تمنيته ولأول مرة لم يخذلني فيه القدر.
رأيتك تستند  الي سور السفينة المعدني البارد ونسيم المساء المنعش يداعب خصلات شعرك الفاحم الذي استطال قليلا وللحق احببته اكثر وهو طويل.
انه يعطيك لمحة عابثة ورقيقة ويزيد من وسامتك.
انا لم اخبرك من قبل انك وسيم حسنا طبعا لن اخبرك يكفيني الغرور الذي يسكنك حتى ازيده انا.
اخرجني من شرودي بك وقتها صوتك والذي كان يخيفني اليس معنى تلك الرجفة التي تصيبني حين حديثك هو الخوف؟ ...
:- اعلم ان مقابلتي لك كانت سيئة جدا فداء تقريبا في الثلاث مرات التي تقابلنا فيهم...... كان معك حق انا اعتذر عن طريقتي السيئة معك..... لم يكن لي الحق في محاكمتك و معاقبتك علي خطأ ارتكبته يوما ما وانا حتى لا اعلم القصة من جميع الجهات .... انا..
كان يبدو مرتبكا علي غير عادته وهو يحاول تجميع كلماته علي هيئة اعتذار انيق لكنه لا يبدو من الذين يستطيعون الاعتذار...
ابتسمت بتلقائية وسهم رقيق من السعادة والمرح اصاب قلبي بينما ارى اذناك يحمران من الاحراج والخجل لا اعلم هل هذا لأنك لم تستطع اكمال اعتذارك وايجاد كلمات مناسبة ام لأنك تعتزر من الأساس.
لقد اردت بصدق وقتها ان اجنبك الحرج وفي نفس الوقت اخبرك كم انني قوية وانت لم تؤثر بي مثقال ذرة.
:- لا عليك سيد مراد..... الأمر لم يعد له فائدة... لقد اخطأت يوما ما وانا متصالحة مع نفسي تماما واعلم ان خطئي لن يمحى من ذاكرتك بسهولة...
حاولت ان تتكلم وعيناك البنية التي تشبه القهوة العطرة الساخنة في صباح غائم بارد تلتقيات بعيناي.
:- انا.....
قاطعتك قبل ان تبدأ وانا اقطع عليك وعلى نفسي حوار طويلا لن يفيد شيء فانا قد علمت منذ البداية اننا لا يجب ان نلتقى معا لكن هذا لا يمنع انني سعيدة انك اصبحت تعلم كم اخطأت في حقي.
:- انا علي الرحيل فلدي عمل من الصباح الباكر تصبح علي خير...
:- وانت من اهل الخير...
كنت اشعر بعينيك تتابعني وانا ارحل ....
لن اكذب عليك مراد لقد كنت سعيدة جدا باعتذارك...
كنت سعيدة بارتباكك الذي اظهر انك لم تعتد علي الاعتذار ولكنك اعتذرت لي انا...
لأول مرة شعرت اننياستثناء لأحد استثناء في اي شيء حتى لو كان بسيطا وساذجا.
حتى لو كان من حقي.
في اليوم التالي انا اتذكر اننا التقينا على سطح السفينة مرة اخرى لكن في الجهة الأخرى منها حيث حمامات السباحة الكبيرة والمظلات التي تظلل المقاعد والناس من حولنا يلعبون ويمرحون.
ورغم كثرة الناس وانشغالي في متابعة العاملين تحت اشرافي رأيتك.
كنت تقف عند السور الذي يمتلئ بالمشروبات وتتناول منه كوبين من شيء ما.
للحظة شعرت ان قلبي قد خفق بعنف ما ان رأيتك بهذه الطلة المبهرة.
لقد كنت ترتدي ثوب سباحة من قطعة واحدة فقط صدرك العريض الرياضي كان عاريا يلمع تحت تأثير الشمس والماء وخصلاتك مبتلة ومتجمعة خلف رأسك.
كنت رائعا.
لقد رأيتني واضطررت لإبعاد عيناي عنك سريعا حتى لا تعلم انني تقريبا كنت اراقبك.
خطفت نظرة اخرى وكنت انت لا تنظر تجاهي بل تجاه امرأة جميلة ترتدي ثوب سباحة من قطعتين بالكاد يغطيان شيئا من جسدها الرشيق.
كانت جميلة بل باهرة الحسن متناسقة القوام كعارضات الأزياء.
شعور من المرارة اصابني وانا اراك توليها كل هذا الإهتمام بل وتضحك معها.
شعور من الإهمال لم يكن من حقي لكنه امتلكني.
حاولت تجاهله وتجاهلك وانا اتابع عملي حتى انتهى الصباح وحل المساء مع حفل مميز في قاعة الرقص.
كنت بحاجة الى الهاء واخترت ان احضر الحفل  .
لن اكذب لكن انا احب الحفلات ان صخبها وازدحامها يخففان من شعوري القاس بالوحدة والفراغ.
ارتديت فستان ازرق فاتح كلون البحر  يبرق بألاف الماسات من الصدر حتى الخصر ثم يخفت بريقه حتى نهايته الى ما قبل ركبتاي.
كان ضيقا يلامسني كأنه يضمني وله كتف واحد بحمالة عريضة ماسية والكتف الأخر عار تماما.
كنت احب هذا الفستان.
كنت اشعر انني جميلة بل مبهرة كلما ارتديته.
اطلقت شعري على ظهري وتركته يخبئ ما يمكن ان يخبئه ووضعت على وجهي اشياء بسيطة فانا لا اهوى مستحضرات التجميل.
حذاء ماسي براق وانتهت الطلة.
كنت سعيدة بنفسي وبتلك النظرات التب يلقيها الجميع على.
انا مهمة.
انا جميلة.
انا استحق الاهتمام.
اعلم ان هذا مبدأ خاطئ فنظرات الناس لا يجب ان تكون بوصلتي لأقتنع بهذه الكلمات لكن هذا ما انا عليه.
كان على عكس ما توقعت الحفل هادئ وانيق والأغنيات المنتشرة في الجو عربية وناعمة.
اصابني الاحباط وانا ارى جموع الراقصين يتمايلون في هدوء وسكينة.
جلست على احد المقاعد في ركن بعيد استمع لكلمات الأغنية العربية الرقيقة والتي لم تعجبني وقد كانت في نهايتها على اي حال.
تنهدت بسأم وقد قررت الرحيل اذا كان الحفل سيظل هادئ فهو لن يزيدني سوى وحدة وانعزالا.
قبل ان اقف لأرحل رأيتك تقف بالقرب مني.
تقترب خطوة ثم اخرى وعيناك لا تبتعدان عن عيناي وعلى شفتيك شبح ابتسامة.
كنت قادم من اجلى وقفت امامي مددت لي يدك وسألتني.
:- هل ترقصين معي؟ 
كنت مضطربة لا اعرف ماذا اقول ومرتبكة يختلج قلبي داخل صدري و...
وسعيدة.
:- لكن الأغنية انتهت.
قلت وفي قلبي معنى اخر شعرت انك تعرفه.
انت لست مضطر لهذا ما كان بيننا من سوء فهم انتهى ولكنك ابتسمت لي مؤكدا.
:- ستبدأ واحدة اخرى.
ابتسمت باتساع وانا اسلمك يدي وما ان اقتربنا من الحلقة الراقصة حتى تبدلت الأغنية لأخرى مناسبة للرقص اغنية احبها.

امرأة بين السطور ((((( مكتملة))))))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن