الفصل الأول
في تلك المزرعة الواسعة المليئة بالأشجار المثمرة ومختلف أنواع الزهور والأعشاب الطبية يقبع هناك ذلك القصر الفخم باللونين الأبيض والأحمر في إحدى مقاطعات مملكة كلابيرون .
تلك المزرعة هي مقر إقامة اللورد وزوجته الأميرة إبنة أخ الملك وهو حاكم تلك المقاطعة التابعة لمملكة كلابيرون التي يحكمها الملك إلكسندر ولديه أميرين .
اللورد إدوارد باكستون بروفسور في الطب الدوائي والعلاج بالأعشاب الطبية كان اللورد ينتظر في غرفة جلوسه بقلق شديد وهو يتمتم بالدعاء و يستمع لصراخ حبيبته الآتي من غرفة نومهم المستمر منذ عدة ساعات
فجأة سمع بكاء طفل صغير وماهي إلا لحظات وخرجت الممرضة تدعوه للدخول دخل إلى حبيبة قلبه بعد أن أرهقه التوتر و شدة خوفه من فقدانها رآها مستلقية بإرهاق على الفراش إقترب منها بينما هي تنظر لعينيه و ترى قلقه وخوفه
إبتسمت برقة وقد لمعت عيناها بفيض أحاسيسها المرهفة توحي بمدى عشقها لحبيبها ، مد يديه إليها يضمها بين ذراعيه يحتضنها بكل حنان و حب وهو يقبل جبينها يربت على شعرها ويقول الحمد لله على سلامتك حبيبتي .....
إليزابيلا : أين الطفل أريد رؤيته ... إقتربت مرافقتها إيما وهي تحمل بين يدها طفلة رائعة الجمال تشبه والدتها بكل تفاصيلها وتمتلك ذات لون العينين النادر وضعتها بين يدي صغيرتها
وهي تقول : تفضلي حبيبتي لقد أنجبتي لنا أميرة صغيرة ستسلب قلوب الكثيرين حين تكبر ...
حملت إيزابيلا الطفلة بين ذراعيها وترقرت الدموع في عينيها
وهي تنظر إليها وزوجها إدوارد يضمها بفخر وهو يرى طفلته الصغيرة أخيرا يتأمل جمالها وبياضها الناصع أمسك إدوارد يد إبنته الصغيرة ينتابه الذهول وهو يرى حجمها الصغير ويتأملها بإفتتان .
إدوارد : ماذا ستسمينها حبيبتي .....
إليزا : ما رأيك بإسم جوليانا إن له معنى جميل الصبية الحسناء ذات الشعر الطويل سيكون مناسبا لها ..
إبتسم إدوارد وهو يقبل جبين طفلته ليقول : ليكن من الآن هذه الصغيرة ستدعى الليدي جوليانا باكستون إبنة البروفسور اللورد إدوارد باكستون و الأميرة إليزابيلا كلابيرون إبنة ملوك كلابيرون .
إقتربت مرافقة الأميرة إيما من اللورد والأميرة وقامت بحمل الطفلة وهي تقول : سيدي هناك ما يجب أن تروه ثم أبعدت الرداء عن الطفلة لينظروا إلى ظهرها وهي تشير لتلك الوحمة أسفل ظهرها .....
عبس إدوارد بينما شهقت إليزا وقد أصابها الخوف .
ماذا سنفعل عزيزي إنها العلامة الملكية سيأخذونها مني إفعل شيئا لن أسمح لهم بإبعادها عني ...
أجهشت بالبكاء وقف إدوارد يفكر ونظراته مسلطة على ابنته الصغيرة بعد أن وضعتها إيما في مهدها
نظر إلى زوجته الباكية وإيما تحاول تهدئتها تنهد ببطء ثم قال بحزم :
إسمعاني جيدا ما سيعرفه الجميع أنه قد ولد لنا طفلا ذكر وإسمه الأمير جوليانو و سنخفي حقيقة أنها الأميرة جوليانا وهكذا ستبقى معنا ولن يستطيعو أخذها منا وتطبيق التقاليد و الأعراف سأربيها وأعطيها علوم عائلتي فهي إرثها ولا بد من أنها ستغير هذا العالم لتكون أقوى من كل إمرأة في هذه البلاد .
تنهدت الأميرة بينما غادرت إيما الغرفة لتبقى الأميرة بين ذراعي حبيبها يضمها بحنان يستشعر خوفها وأفكارها المتضاربة .
أمسك بوجهها يرفعه نحوه ليرى عينيها الفاتنتين بلونهما الغريب كلون إنصهار الفضة وكأنهما جوهرتين من الماس الامع ليقبلها بلطف مربتا على رأسها ليطمئنها بقوله
_ لا تحزني حبيبتي لن يستطيع أحد إبعادها عنا سنحميها ونعطيها كل ما نستطيع لتتسلح بعلمها فهي ستكون خليفتي .
إبتسمت وهي تضمه لتضع رأسها على قلبه النابض بحبه الذي لم يخذلها يوما تستمع لدقاته السريعة التي تماثل نبضاتها لتتمتم بثقة تستمدها من ما عاشاه وما تخلى عنه ليكون لها فقط ويبعدها عن مكائد القصر الملكي ليعيشا بعيدا ويتمتعان بالسكينة
أثق بك حبيبي وأدعو الله أن يحمي طفلتنا من كل مكروه .
هكذا تم الأمر أعلن في المزرعة عن ولادة أمير صغير يحمل العلامة الملكية وعمت أجواء الإحتفال والفرح وتم توزيع الإكراميات على الموظفين بمناسبة ولادة الأميرة و طفلها الصغير .....
كانت لديهم عرف كل أميرة تلد طفلة تحمل العلامة الملكية تعطى لقب أميرة و يتم أخذها للقصر الملكي حتى تصبح بالثامنة عشرة من عمرها حيث تتم هناك تربيتها بصرامة وشدة وتعليمها العادات الراقية ويسمح لوالديها بزيارتها مرة كل شهر تحت رقابة القصر وكل ذلك لتزويجها إما لنبيل من مملكتهم أو من مملكة أخرى حسب مصلحة البلاد وهذا ما يقرره الملك دون أخذ رأي أي شخص حتى الفتاة نفسها .
♥♥♥♡♥♥♥
في القصر الملكي
في ساحة التدريب على القتال كان الأميران ليوناردو 12 عاما والأمير روبيرتو 8 سنوات ، يتدربان على المبازرة والدفاع عن النفس مع معلمهما
إنتهى التدريب القاسي كالعادة الأمير ليونارد ولي العهد تتطور مهاراته بسرعة بينما الأمير روبيرتو يتذمر ويحاول الهرب دوما من التدريب والدراسة .
كان الملك إلكسندر في غرفة إجتماعاته مع مستشاريه ووزراءه يناقشون شؤون البلاد حين دخل مبعوث اللورد :
إحترامي جلالتك نبشرك بولادة الأميرة إليزابيلا وقد أنجبت أميرا جديدا للمملكة فهو يحمل علامة الأسرة الملكية ،
الأمير جوليانو باكستون كما قد أرسل لك فخامة اللورد باكستون بعض الأدوية والعلاجات الطبية لعديد من الأمراض كهدية لولادة سمو الأميرة والأمير الصغير وهما بصحة جيدة .
صرف الملك تابع اللورد وهو يتلقى التهاني من وزرائه ومستشاريه كان يتمنى لو كان الطفل فتاة حينها حسب العادات ستؤخذ من والديها وتتربى بالقصر لتصبح زوجة ولي العهد لتكون الملكة وينجبا سلالة من دم كلابيرون الصافي ...
( لهذا أخفى والديها حقيقتها لتبقى إلى جانبهم بعيدا عن القصر ومكائده ) .
في أحد المنازل المتوسطة الحال
كانت هناك إمرأة على وشك الولادة ولكنها بحال سيئة لذا كانت ولادة متعسرة تقوم بتوليدها دكتورة القصر الخاصة التي أرسلها الملك برفقة إحدى سيدات القصر الكتومات ،
فجأة شهقت تلك المرأة وهي تصرخ بقوة لحظات وولدت طفلة صغيرة بعد أن غادرت روح والدتها جسدها المتعب نحو السماء ، وقفت والدتها تبكي بينما تهتم تلك الطبيبة بالطفلة التي لم تبكي بعد أو تنتنفس وهي تحاول إنعاشها دون جدوى هزت رأسها بيأس وأعلنت وفاة الطفلة ووالدتها بينما إبتسمت تلك السيدة بتشفي فقد تخلصوا من تلك الطفلة ووالدتها دون مشاكل ، أخذت تلك الطفلة ووضعتها بجانب والدتها على السرير وغادرتا ...
حملت الجدة حفيدتها وهي تنهار ببكاء مر وتضمها بين يديها ماهي إلا ثوان وبدأت الطفلة بالبكاء ذهلت الجدة وهي تنظر لحفيدتها وقد عادت للحياة بين ذراعيها ضمتها بقوة وهي تقبلها فهذه معجزة ، فلو بكت أمامهم لتم أخذها للقصر بعيدا عنها فهي أميرة ، قامت بتحميمها وألبستها تلك الملابس الفاخرة المعدة لها والتي لم تاخذها تلك السيدة نظرت لتلك التجهيزات الفخمة ونظرت للصندوق الذي كان مع الملابس ، فتحته فإذا هي قلادة جميلة جدا عليها شعار العائلة الملكية .....
غرقت الجدة بذكرياتها ... كيف وقعت ابنتها بيد الملك بعد أن خسر زوجها تجارته وتم القبض عليه بسبب ديونه بالرغم من عائلتهم النبيلة إلا أنهم لم يتلقوا أيا مساعدة ،
فذهبت إبنتها للملك تتوسله إنقاذ والدها من السجن وإعطائه فرصة لتسديد الديون ...
أعجب الملك بها وطلبها لتكون محظيته مقابل مساعدة والدها وافقت وتمت المقايضة وعاشت في القصر لعدة شهور ويوما عن يوم يزداد ولع الملك وحبه لها بينما كانت حياتها في القصر شاقة ومتعبة لم تخلو من المكائد التي دبرتها نساء القصر لطردها لكنهم لم ينجحوا بذلك ، ثم بعد فترة إكتشف الملك حملها فأبعدها عن القصر وأرسلها لعائلتها خوفا على حياتها ،وأخبرهم أن هذا الطفل حالما يولد سيتم أخذه للقصر فهو من العائلة المالكة ..... أعادها بكاء الصغيرة من ذكرياتها وقد صممت على تربيتها وإخفاء هويتها لكن ما يثير قلقها تلك الوحمة على ظهرها إن من يراها سيعرف فورا أنها أميرة من أول لحظة فهي علامة متوارثة توجد في عائلة الملك فقط لذا لن تسمح لأي شخص برؤيتها .... أسمتها رومينا جونس نفس إسم إبنتها ولقبها ..
كما حمدت ربها فهم يمتلكون الآن بعض المال فزوجها إستطاع إعادة بعضا من تجارته قبل أن يتوفى منذ فترة قريبة حزمت أمرها وبسرعة جمعت أهم ما تملك وانتقلت إلى المملكة المجاورة خوفا من إنكشاف أمر حفيدتها فيبعدونها عنها وبمساعدة شريك زوجها الوحيد الذي وقف معهم في محنتهم باعت كل ما يملكوه عدا منزلهم و إشترت منزلا صغيرا ، عملت بالخياطة وتطريز المفارش والمناديل الفاخرة وخياطتها . ...
في أحد القصور المملكة كان الكونت الصغير إيريك دانتون 10 سنوات يتلقى دروسه الخاصة بالجيش وأساليب الحروب من والده الكونت والجنرال الأعلى والذي كان يعده ويدربه ليستلم منصبه حين يكبر فعائلتهم هي المسؤولة عن الشؤون العسكرية للمملكة والتي عرفت بالقوة والقسوة ووفائها للملك .
حين وصلت أخبار رومينا للملك شعر بالحزن لوفاتها هي وطفلتهما فقد أعجب بها وأخذها له فما يريده الملك يأخذه لكن حملها جعله يبعدها عن القصر تجنبا للمشاكل فلا يريد شيئا يهدد إستقرار عائلته أو يعرض طفله القادم للخطر شعر بالندم لا بد أن رومينا كانت تحتاجه لكنه خذلها وأبعدها عنه بعد أن وعدها بحمايتها لكنه نكث وعده ولم يمنع الأذى عنها .. ..
سأل عن طفلته لتخبره تلك السيدة بتركها ببيت جدتها ثار غضبا وأمرهم بإحضارها فالغبيتان تركتاها هناك .
أمر بجلب الطفلة ليتم دفنها بمقبرة العائلة كما تستحق .
إلا أن الجدة إختفت ولم يقدر أحد على الوصول إليها أو معرفة أي معلومات عن قبر تلك الأميرة .
***************
بعد مرور إثنا عشر عاما حافظت عائلة اللورد على السر ولم يعرف به أحد سوا المربية إيما وحفيديها توماس الذي كان ب 17 من عمره و إليانور في 14 من عمرها ، كبرت جوليانا بشخصيتين شاب في النهار وفتاة في الليل وتعلمت إخفاء تفاصيلها الأنثوية ببراعة وعرفت بين مواطنيهم بالأمير جوليانو إشتهرت بالذكاء كما أتقنت الرماية والفروسية و المبارزة بالسيوف كما حرص والدها على تعليمها كل ما يعرفه من علومه الطبية بالإضافة لتعليمها الأتيكت والعادات الملكية ، كان والدها قاس جدا بتعليمها لكنها لم تشتكي فلحسن حظها تمتلك ذاكرة قوية تمكنها من الحفظ بسرعة ورشاقة تحسد عليها الشيء الوحيد الذي لم تستطع إخفاءه نعومة جسدها لذا تتعمد تجنب حضور الحفلات ورحلات الصيد الملكية كي لا يكتشف أمرها .
كانت جوليانا ووالدها في المخبر تقوم بصنع دواء كإمتحان لها بإستخلاص بعض جذور الأعشاب والمواد الطبية كما علمها والدها حين إنتهت قالت
أبي لقد إنتهيت سأجربه الآن ،
إقتربت من ذلك الأرنب المخدر وحقنته بالدواء وهي تراقبه بدقة خلال لحظات بدأت تلك الحبوب الحمراء بالإختفاء ....
إستدارت وهي تبتسم وتنظر لوالدها بظفر
حسنا أبي لا تنسى هديتي لقد نجح العلاج وضحكت بصخب ، إبتسم إدوارد لهذه الفتاة فهي تمتلك قلوب من حولها بروحها المرحة رغم كل الضغوط عليها ، فهو إضطر لمعاملتها بقسوة ليصقل شخصيتها ولتقدر على حماية نفسها في هذا العالم القاسي إقترب منها يعانقها وهو يقول لا بأس صغيرتي لك ما أردتي وهديتك أصبحت بالخارج .
قبلته بفرح قبل أن تخرج لخارج الفيلا لتذهب إلى الأسطبل حيث ينتظرها مرافقها توماس هو فتى في الخامسة عشر يعمل كمرافق للأمير جوليانو و هو يعلم أن الأمير هو فتاة وليس فتى فقد تربيا كشقيقين يتقن فنون المبارزة والدفاع عن النفس فمربية جوليانا إيما هي جدته وشقيقته إليانور ترافقها مساء لذا هما مقربان من العائلة .
توماس : أهلا سمو الأمير لقد وصلت الفرس تفضل لرؤيتها .
جوليانو بأمر : حسنا أريده حالا أحضره إلى الخارج .
- كما تريد سمو الأمير .
وقف جوليانو ينتظر حصانه الجديد وهو يتأمل المزرعة مالبث أن أتى توماس بالفرس إقترب جوليانو من فرسه الجديدة وهو يمسح على شعرها مالبث أن إمتطاها وإنطلق في جولة يرافقه فيها توماس صديقه الوفي ....
في هذه الأثناء في غرفة الجلوس جلس اللورد مع أميرته يشربان القهوة
إليزابيلا : عزيزي ماذا سنفعل بشأن الدعوة الملكية لابد لنا من الذهاب إني خائفة على جوليانو ماذا لو كشفوا أمره ....
أمسك إدوارد يدها يضمها إليه ويعانقها قال و هو يربت هلى ظهرها : لا تخافي حبيبتي سنجتاز الأمر ونكون حذرين لا تقلقي غدا سنغادر للقصر لحضور تلك الحفلة وسنجتازها بسلام فجوليانو بارع سيحسن التصرف.
_ أتمنى ذلك حبيبي كم أتمنى لو كنا أناس عاديين نعيش حياتنا بحرية دون هذا الخوف وهذه القيود إبتسم لها بعشق يطمئنها بهمساته وعشقه لها خلال تلك السنوات الماضية ، حملها وصعد بها إلى غرفتهما ليغيبا معا في بحور العشق ويجددان وعودهما .....
في اليوم التالي إنطلق موكب اللورد لحضور حفل تنصيب ولي العهد فقد بلغ الرابعة والعشرين من عمره وقد غمرهم التوتر من إكتشاف سرهم ...
بنفس الوقت كانت الأميرة رومينا قد بلغت الثانية عشر وقد تربت في حضن جدته التي علمتها جدتها الكثير عن الأقمشة وفن تفصيل الملابس وتطريزها فهم يمتلكون أشهر ورشة لتصميم وبيع المفارش والمناديل المطرزة التي تتهافت عليها النبيلات و أغنى نساء المملكة حيث أظهرت رومينا موهبة بتصميماتها رغم صغر سنها كما أخذت دروس عن الأتيكيت وحسن التصرف وبعض فنون الدفاع عن النفس لحمايتها في المستقبل من أي خطر يواجهها .
توضيح الأميرة جوليانا هي نفسها الأمير جوليانو وسأذكر كلا الإسمين كما تظهر فيها بتنكر كأمير أو بلا تنكر كأميرة
♥♥♥♡♥♥♥
في الحفل الملكي تلألأت الأنوار وزين القصر بالكثير من الزينة وتم تجهيز مأدبة ضخمة تليق بكل الشخصيات والعائلات النبيلة التي دعيت للحفل ...
تمت مراسم تنصيب الأمير ليوناردو كولي عهد المملكة بسن 24 عام والكونت إيريك دانتون كمرافق ومستشار له بسن 22 من عمره .
ثم بدأ المرح وتعالى صوت الموسيقا وقد بدأت الفرقة الموسيقية عزفها في هذه الأثناء كانت الأميرة إليزابيلا و عائلتها قد تقدموا لتهنئة الملك ،
إليزابيلا واللورد : نقدم لك التهاني جلالتك بتنصيب ولي عهدك ونتمنى له كل الخير .
نظر الملك لإبنة أخيه الرائعة الجمال لقد إشتاق لها لولا خوفه عليها لما سمح بإبتعادها عنه .
كيف حالك إليزابيلا هل أنت بخير وعائلتك هل يحسن اللورد معاملتك .
إبتسمت إليزا بحنان نعم جلالتك نحن بخير وقد غمرتنا بكرمك .
هذا جيد نظر الملك للورد كيف حالك أيها اللورد نحن نثني على جهودك وأدويتك كما أني أريد التحدث إليك لاحقا .
إنحنى اللورد يحيه بإحترام كما تريد سيدي لي الشرف بالتحدث إليك جلالتك.
الملك وهو ينظر لمن خلفهم : أين أميركم الصغير ؟
تقدم جوليانو بشموخ وكبرياء دون أن يظهر توتره وخوفه إنحنى بإتجاه الملك وقال : مبارك لك جلالتك ولسمو الأمير أتمنى لكم كل خير خادمك جوليانو .
تأمل الملك هذا الشاب أمامه مع أنه في الثانية عشر ولكن عينيه تلمعان بنضج وذكاء بالغ كما أعجبه ثقته بنفسه لقد أبلغه جواسيسه بأن اللورد يقسو بتعليمه وبأنه تلميذ مجتهد ومبارز بارع رغم ما يوحي به مظهره من نعومة كما أنه بشبه والدته ويمتلك ملامح كلابيرون مما حببه لقلبه .
قال : أهلا بك بيننا أيها الأمير لقد بلغني مدى إجتهادك بالدراسة أهنئك على ذلك ....
ثم أشار لهم هيا إذهبو وتمتعوا بالحفل وأنت أيها الأمير الصغير ستشارك غدا برحلة الصيد الخاصة بولي العهد فكن جاهزا .
أمسك اللورد بيد زوجته المذهولة وهو يبعدها عن الملك وقد تشنج جسدها خوفا على صغيرتها بينما طمأنها جوليانو لا تقلقي أمي سأكون حذرا وسأصحب توماس معي لا تنسي أني ماهر بالرماية والصيد ، هزت رأسها بقلق وهي تتمنى لو تبتعد صغيرتها عن هذا القصر ... أخيرا إنتهت الحفلة ونام الجميع بعضهم يشعر بالفرح والآخر بالقلق .
في صباح اليوم التالي جهزت الخيول والأسلحة والفريق المرافق للرحلة .
نظر الأمير ليون لجوليانو وهو يثبت أغراضه على ظهر حصانه وهو من الأمس قد جذب أنظاره وأعجب به لكنه دهش لبقائه بعيدا دون أن يحاول التقرب منه كما فعل جميع من حضر الحفل لا يعرف لما لكنه يثير فضوله .
هناك شيء غريب يجذبه إليه تمنى لو كان فتاة لكانت رائعة الجمال.. تنهد وهو يبعد عن رأسه هذه الأفكار الغريبة وإلتفت إلى التجمع وقال ...
ليوناردو : إسمعوني اليوم سنتوجه إلى الغابة المجاورة وسنقوم بالصيد هناك وسننقسم إلى فريقان أنا وجوليانو ومرافقانا بينما أخي وإيريك و مرافقيهما كفريق ثاني ، كل فريق سيدخل من أحد جوانب الغابة لنلتقي بمنتصفها قبل الغروب عند بحيرة الملوك سنبيت هناك حتى اليوم التالي والفريق الذي يحصل على غنيمة أكبر سيكون الفائز كونوا حذرين .
تعمد ليون بقاء جوليانو إلى جانبه فهو يثير فضوله ويريد إختبار كل ماقيل عنه فهو يشك بقدراته فهذا الصبي ناعم كالفتيات لن يصمد أمام الحيوانات المختلفة إبتسم بخبث وهو يطلق إشارة البدأ
لينطلق الفريقان على ظهور أحصنتهم نحو الغابة وقد إنتابهم الحماس وإشتعلت نار التحدي بينهم .
جلست إليزابيلا في جناحها بصحبة إيما وإليانور وهي تحاول التخلص من خوفها على وحيدتها تجنبت تناول الشاي برفقة سيدات القصر بحجة أنها متعبة من السفر فمثل هذه الجلسات تشكل ثقلا على قلبها .
في غرفة الإجتماعات جلس الملك بصحبة الكونت الجنرال رونالد بانتون المسؤول العسكري واللورد البرفسور إدوارد باكستون المسؤول الطبي و الكونت جورج لورنسن المسؤول الإستراتيجي وبعض مستشاريه لمراجعة شؤون البلاد وما تحتاجه .
*******************
أنت تقرأ
بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواري
Romanceملك ليس كباقي الملوك عرف بالقسوة والدهاء يمتلك الوسامة والثراء والسلطة ترتمي النساء عند أقدامه يحرك خيوطهن كما يشاء هي أميرة ليست كباقي النساء كجوهرة فريدة بين الأحجار ترتدي عباءة الإختفاء لتصبح أميرا تضرب فيه الأمثال تهرب من خيوط الأقدار لتعود ف...