الفصل 20

6.3K 227 2
                                    



الفصل العشرون 



كان إيريك غاضبا من نفسه بشدة ، يتحرك بأرجاء مكتبه بقلق وكأنه أسد محبوس في قفص ، وصورتها بتلك الحالة لا تفارق خياله ، يلوم نفسه بشدة فرغم تحذيرات الطبيب بالتعامل معها برقة وإشعارها بالأمان إلا ان طبعه غلبه وجعله ينفجر بها .....
تأوه وهو يذوق لوعة العشق لأول مرة ... كم يخشى إستعادتها لذاكرتها وحتى إكتشاف هويتها الحقيقة ....
دخل الطبيب لينظر له بلهفة ويسأله
_ أخبرني كيف هي دكتور وهل إستعادت ذاكرتها .
الدكتور: كلا ... ولكنها في خطر إذا واصلت الضغط عليها فربما تنهار أعصابها فمن يعانون من مشكلتها يشعرون بالنقص وإنعدام الأمان دون ذكرياتهم ودعم عائلاتهم .
إيريك: لا أعرف كيف فقدت سيطرتي ربما فكرة عملها وإختلاطها أشعل غيرتي ....
الطبيب : لا تقلق عليك مراعاة مشاعرها وإحذر فلا ندرك عواقب إنهيار كهذا على صحتها إن حدث مرة أخرى .
إيريك : شكر لك أيها الطبيب يمكنك الإنصراف على أن تأتي غدا لتفقدها .
صعد إيريك بعد ذلك إلى جناحهما ودخل بهدوء يبحث عنها بعينيه حتى رآها مستلقية على السرير وهي تتظاهر بالنوم إقترب منها بلطف مدركا لتظاهرها تمتم بصدق : أنا آسف حبيبتي ... رومي .
لم تجبه أمسك بها يديرها إليه ليرى عينيها الممتلئتان بالدموع ، عانقها بلطف وهو يهمس لها بكلمات إعتذاره ، إلا أنها غفت بين يديه دون أن تحدثه ، إحترم صمتها وظن أنها لم تستعيد شيئا من ذاكرتها فشعر بالإطمئنان ، وهو يقرر أن ينفذ وعده و يأخذها معه إلى القصر في الغد .فهو لا يستطيع حبسها للأبد .
في الصباح أفاقت ببطء لتجد نفسها بين أحضانه ، بكل هدوء إستطاعت الإبتعاد عنه دون أن توقظه دخلت الحمام وأخذت حماما ثم نزلت للأسفل .
دخلت المطبخ و لحسن حظها لم يكن يوجد أحد .
أعدت كوب قهوة و خرجت للحديقة ، جلست على الأريكة هناك وبدأت بتناول كوب قهوتها وسط الهدوء وتتمتع بمنظر الحديقة الساحر .
إلا أن عقلها كان بعيدا عن التمتع بمثل هذه اللحظات وهي تتذكر ما حدث ، حين صرخ بها بالأمس وإزداد صداعها وهي ترى لمحة من ذكرى ، رأته أمامها وهي مقيدة على الحائط دون أن تعرف بما كانا يتحدثان ولكن عينيها ووجهها كانا متعبان وتعبيره كان قاسيا جدا .
إرتعدت وهي تحيط جسدها بيديها وقد إزداد قلقها فندوب ظهرها مازالت تؤلمها رغم أن دونا أخبرتها أنها شفيت وخف أثرها .
هي لاحظت تجنبه الكلام عن الماضي حتى رفض ذهابها لمنزلها بحجة وضعها وهي متأكدة أنه أخفى عنها الكثير فهي تذكرت كل شيء من ولادتها حتى وصولها لهذه المدينة .
فقط لو تتذكر إسم من ساعدها على تجهيز منزلها ، زفرت ثم شعرت بوجوده خلفها تمالكت نفسها بصعوبة وأمسكت الفنجان تكمل شرب قهوتها بهدوء .
إستيقظ ليجد نفسه وحيدا على الفراش ، أسرع بتغير ملابسه والبحث عن مكان تواجدها ، رآها جالسة ترتشف قهوتها بهدوء مما طمأن قلبه إقترب منها ببطء ثم تنحنح كي لا تتفاجأ بوجوده .
جلس إلى جانبها يتأملها ، أما هي ركزت بصرها على الفنجان بين يديها .
إيريك : صباح الخير حبيبتي ، هل أنتي بخير لن تدركي كم أرعبتني حين إنهرت بين ذراعي .
رومينا بعتاب : ومن السبب بذلك ؟
إيريك وهو يأخذ منها الفنجان ويمسك بيديها : عذرا حبيبتي ، لكني أغار عليك حتى من النساء ، كما أنك الآن كونتيسة ولست من عامة الشعب ، تحملين لقبا نبيلا كما أنك زوجتي ومكانتك من مكانتي أبدا لن أسمح لك بالعمل ، فأنت ملكي وحدي .
نظرت في عينيه ترى بريقهما وقد أدركت شعوره بالتملك نحوها والغيرة التي تتملكه ولكن هل يحبها كما يقول ام يستغل فقدان ذاكرتها لتبقى إلى جانبه .
لاحظ شرودها في عينيها ليحتضنها بلطف ليس تملكا ولا شهوة بل إطمئنانا وحنانا .
فكرت بسرعة كيف تبرر صده ، تململت بين ذراعيه ليتركها تبتعد لتقول : إني بحاجة للهواء فهل نخرج لركوب الخيل .
إيريك وقد إطمئن : حسنا عزيزتي .... إذهبي وبدلي ملابسك بينما أطلب الفطور لنأخذه معنا .
أومئت لتسرع لغرفتها وتبدل ملابسها بالزي المخصص لركوب الخيل وتختار قبعة عريضة تخفي وجهها .
وصلت رومينا للإسطبل لتجده واقفا أمام حصانه المسرج وهو يربت عليه
بلطف ويطعمه السكر ، تنهدت فهي رأت له وجوها عدة القسوة ، اللين ، الحنان ، الغضب ، والمتملك ......
رومي : أين حصاني سأذهب وأحضره .
سحب يدها وهو يقول : ستركبين اليوم معي حبيبتي خوفا من أن تصابي بالدوار .
أومأت لتقترب تريد وضع قدمها على الركاب إلا أنه وبرشاقة حملها من خصرها ووضعها على الحصان وإمتطى حصانه برشاقة يحسده عليها من هم بضخامته .

أحست به خلفها فإحمرت وجنتيها وتسارعت نبضات قلبها بينما يجلس خلفها ملتصق بها ليحرك رسن الحصان وينطلق به بسرعة
سعيدا بوجودها بين ذراعيه .

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن