الفصل السابع عشر
عند الملك الكسندر
وصل ليونارد ومرافقيه إلى القصر الصيفي مقر والده الملك الكسندر الذي تنازل له عن الحكم بسبب مرضه التحسسي النادر حيث نصحه الطبيب بالبقاء في مقرهم بجبال كلابيرون .
دخل ليو إلى مضافة والده فرآه واقفا أمامه بسنواته الستون ، شهق وهو يرى وجه والده وقد صفا من الحساسية والحبوب الحمراء التي كانت منتشرة بكثرة في جسده ، ما لبث أن أسرع وغمر والده بعناق رجولي ، فكم إشتاق لرؤيته فقد منعهم لفترة طويلة من القدوم له .
خوفا من نقل العدوى لهم فهم ورثته سيحملون إرثهم على أكتافهم مدى حياتهم كما يليق ورثة ملوك كلابيرون .
إبتسم الملك وهو يرى إبنه ... فخره .... مالك عرشه ، وقد إشتد بنيانه و صدح إسمه في كل الممالك ليرهب صديقه قبل عدوه ليستحق بجدارة الجلوس على عرش مملكته .
إلكسندر : تعال يا ولدي أخبرتني أن هناك أمرا مهما لا تريد شرحه في رسائلك لقد أثرت قلقي بني .
ليو : قبل ذلك إني سعيد لرؤيتك بكامل عافيتك بعد كل هذا الوقت سمو الملك .
إبتسم إلكسندر بخبث : شكرا وأنا أريد سؤالك أيضا ما هي أخبار خطيبتك ؟
إبتسم ليو وهو يتأمل تعابير والده وبعتاب : كيف لم تخبرني بأنها فتاة وخاصة عند وفاة والديها كان يجب أن أعلم لقد تعذبت من فكرة أني ... .
إلكسندر : إهدأ ...و إسمعني أعلم بما كنت تشعر به فنظراتك بعد رحلة الصيد فضحت ما تشعر به ولا تظن أني هنا لا أعلم ما يحدث في مملكتي وخصوصا ما فعلته بذلك الشاب المسكين .
ليو : بغضب كان يستحق الموت فهو أخفى عني الحقيقة وساعد بخداعي أخبرني لما ساعدته وأعطيته حريته .
إليكسندر : وهل تظن أنه مرافقها عن عبث ، شاب وسيم وذو لقب ينتمي لعائلة نبيلة هل سيكون مجرد مرافق بالصدفة ، لقد إختاره اللورد لسبب هام كما أن إخفاء حقيقتها كان لمصلحتها في المقام الأول والأخير .
ليو بغضب : كيف إشرح لي كان يجب أن تكون من صغرها بالقصر تجهز لتكون عروسي ، ولكنك سمحت بتربيتها كرجل و بقربها رجلا غيري كيف ترضاها ، أرجوك والدي إشرح لي .
تنهد إليكسندر بعمق : سأخبرك السبب وأظن أن ما سأبوح به سيشرح لك سر العدو الغامض والذي يتربص بنا وعلاقته باللورد إدوارد ، بدأت القصة حين كانت الأميرة إيزابيلا والدة جوليانا قد أكملت الثامنة عشر وحان وقت حفل تعريفها وإطلالتها الأولى في المجتمع .....
شرد قليلا يستعيد ذكرى تلك الحفلة فإيزابيلا كانت ابنة أخيه المتوفي و قد أدخلت للقصر كعادات مملكتهم مع كل فتيات الطبقة النبيلة حيث ستتلقى علومها ودروسها التي تليق بها كأميرة .....
احترم ليو صمت والده وهو يسترجع ذكرياته رغم شوقه ليعرف كل شيء يتعلق بخطيبته .
أكمل اليكس : يومها ظهرت كنجمة في السماء لشدة جمالها حينها خطفت قلب إدوارد الذي كان أحد الجنرالات ومن كبار أطباء المملكة رغم صغر سنه ، تقدم منها وراقصها وهي أعجبت به ووافقت ليرافقها طوال الحفل ....
لازلت أتذكر جمالها ورقتها تمنيت لو كنت أنت أكبر سنا لما تركتها لأحد آخر ، في اليوم التالي طلب اللورد يدها مني وتمت خطبتهما وكان الكل سعيد حتى ظهر ذلك الرجل اللورد الأسود .
إتسعت عينا ليو بصدمة بينما أكمل والده
لقد رآها وأعجبته ولكنه ثار غضبا حين طلبها مني فلم يعرف أنها مخطوبة ولمن لشقيقه .
ليو بإستغراب شديد : هل تقصد أن اللورد الأسود هو عم جوليانا وشقيق والدها ؟
هز رأسه : نعم هو شقيق اللورد إدوارد يدعى وليام لكن أمه كانت إحدى الجواري بينما والدة إدوار كانت من العائلة النبيلة والزوجة الشرعية ، مما جعله حاقدا على أخيه الذي حصل على كل شيء اللقب والثروة
وتهور حين علم بأن أخيه سيتزوج الفتاة الوحيدة التي أحبها قلبه .
تنهد ليو : ماذا فعل حينها ؟
_ يومها فار غضبا ويأسا حتى توسلني لأقبل به عوضا عن أخيه ، وحين رفضت حياني بكل إحترام وخرج ، بعد يومين إختطفت إليزا من وسط القصر ، حينها بحث الجميع عنها دون جدوى فأخبرت إدوارد بطلب شقيقه وليام ...
حينها أخذ مني وعدا أن أنفذ له طلبه إن أرجعها سالمة .
لم يعلم ويليام أن شقيقه يعلم بأماكن ممتلكاته السرية وهكذا أنقذها و هكذا تمت الأمور ،
بعدها تزوجا ثم طلب إدوارد الإستقالة ليغادر نحو مزرعته ويلتفت لعلمه وتجاربه في صنع الدواء حاولت ردعه فهو يمتلك حنكة وتقنيات رائعة في القتال لكنه أصر وذكرني بوعدي له بتلبة طلبه إن أعادها سالمة .
ليو بتعجب : لكن ماذا حدث للورد الأسود .
_ لقد قتل حين قاموا بإنقاذ الأميرة ، فقد قاوم بشدة حتى أصيب إصابة بالغة ثم توفي كما أخبرني مستشاري .
وقف ليو بتوتر : إذا لم ترى جثته بنفسك أو تتأكدوا ؟
_ كلا .. ولكن لما تسأل عنه الآن ؟
نظر ليو لوالده وهو يقول ببطء : لأنه حي كما وصلنا من معلومات كما أنه وراء تسميم جنودنا ونشك بخطة لخيانتنا والقيام بالتخطيط للتمرد والإنقلاب على الحكم .
توتر إلكسندر بشدة وهو يفكر بكل المعطيات التي أتى بها ليو والتيأطلعه عليها بالتفصيل وتلك الملفات التي وجدوها .
تمتم لليو : إن الأمر خطير جدا وأول من سيستهدف هي جوليانا ، إسمعني سأعود معك إلى القصر ، لأرى ردة فعل من تشك بهم .
أرسل لإيرك ليتواجد في القصر و ل روبير أيضا بعد ثلاثة أيام دون أن تخبرهم عن رجوعي للقصر .
ليو : كما تريد يا والدي ....
مد يده يمسك بيد والده يشد عليها وهو يشعر بتوتره .... لا تقلق سنجتاز هذه المشكلة فنحن ملوك كلابيرون .
ضحك إلكسندر وقد تملكه الفخر بإبنه القوي والذي تسلم الحكم عنه ودفع المملكة لتتطور وتوسع تجارتها وإستطاع حمايتها من الأعداء .
قاطع ليو أفكاره : والآن هل تريد سماع خبر سار ؟
_ هات أسمعني ما عندك .
ليو بإبتسامة : مبارك لك يا والدي ستصبح جدا قريبا .
إتسعت عيناه وبدلا من فرحه رفع عصاه وضرب ليو على رأسه ونظر له وهو يتألم .
فصرخ به : تبا لك هل عاملت خطيبتك بعدم إحترام ، تبا لك ....
قاطعه ليو بحركات مضحكة لو رآه من يعرفه لوقف بذهول من إختلاف شخصيته في حضور والده : توقف ... تبا ... لست أنا إنه طفل روبيرتو .
توقف أليكس عن شتمه ليقهقه بسعادة ويبتسم بشدة وهو يحتضن ليو ويربت على رأسه وسط تأوهات ليو .
مضى يومهم وليو يشعر بالسعادة فلكم إشتاق لوالده فهو بعيدا عنه عليه ألا يظهر أي ضعف أو تساهل ، لكنه يتحرر من قيوده وثقل الأمانة في عنقه برفقة والده .
تنهد بشوق ..ر تلك الصغيرة التي أسرت عقله وقلبه لها دور كبير بشفاء والده سيحمل جميلها في قلبه ليرده لها عند الحاجة ....
كم يشتاق لمرآها .... غضبها ... إنفعالها ... كبريائها .... شجاعتها التي تعجبه وتقلقه بنفس الوقت لذا يقسو عليها خوفا من تهورها ..
لكنه سيهذبها ويصقل شخصيتها لتأخذ مكانتها كملكة لبلاده وزوجة له وأما لأطفاله .
دون أن يعرف أنها توجت ملكة على قلبه بينما يظنه هو مجرد إعجاب فقط .
********************
عند رومينا
تقربت خلال هذه الفترة من زوجها وتعرفت على شخصيته الأخرى ومدى محبة عماله وثقتهم به حتى عبيده وجواريه يحترمونه و يقدمون الولاء له لمعاملته المنصفة وإعطائهم أجرا بسيطا لأعمالهم .
دقت باب مكتبه الذي إختفى به منذ الصباح ، لتدخل وتراه غارقا بين الملفات
نظر إليها وقد أحضرت له القهوة ووضعتها أمامه عل طاولة المكتب .
إبتسم لها : شكرا عزيزتي لا تعرفين كم كنت بحاجة لشرب القهوة .
بادلته الإبتسام برقة : بالصحة والهناء عزيزي .
عندما همت بالإبتعاد غافلها وشدها لتجلس على ساقيه ، توردت وجنتيها وقد شعرت بالخجل يتملكها ، بينما شعر بالإستمتاع بردود أفعالها وخجلها الرقيق رغم لياليهما المميزة معا .
إنتظرت إنتهائه من قهوته نظرت له بتردد أمسك بذقنها ينظر في عينيها وقد تماوج لونهما الساحر ليسألها : ما بك عزيزتي هل هناك ما تريدنه أخبريني فقط .
_ أرجوك أريد أن أرى منزلي أريد تذكر عائلتي إني أحتاج لذلك .
شعرت بتوتره وبأنامله التي تشتد على فكها وبنظرة عينيه التي تكاد تخترق روحها تأوهت بألم لينتبه ويترك وجهها ويتنفس بعمق بينما سمح لها بالنهوض من بين أحضانه .
_ إعذرني لا أستطيع أطلبي أيا شيء تريدين غير هذا الطلب .
_ ولكن لما أخبرني ؟ ألا تشعر بحيرتي وبؤسي ؟
إبتعدت بهدوء عنه وقد تملكها الشك هناك ما يخفيه عنها ، تلك اللمحات الخاطفة التي رأتها تحكي جزءا من ماضيها ولكنها لا تستطيع تحليلها فهي مشوشة ولكنها توقن أن هناك إمرأة آذتها .
أحس بالشك الذي يراودها ليقترب منها ويمسك كتفيها يديرها لتواجهه :
_ إسمعي صغيرتي إن الطبيب حذرنا من الضغط على ذكرياتك وأنا أخاف عليك من الأذى .
تبدد قلقلها بكلماته ، ليكمل : حسنا عزيزتي سأرى رأي الطبيب إن كان الأمر لا يؤذيك سأخذك بنفسي .
إبتسمت بروعة بينما قفزت تتعلق برقبته وقبلته على وجنتيه ، شد على خصرها يمنعها من الإبتعاد وهو يشعر بالسعادة :
ياه لأول مرة حبيبتي تقبلني بنفسها ، ولكني عاشق لا يكتفي هيا أريد قبلة من زوجتي وليس أختي .
توردت بشدة وهي عالقة بين ذراعيه وهو يبتسم لها بسحر رجولي خالص إرتعشت من ما رأته بعينيه كأنهما تشتعلان وقد زاد بريقهما ، وهو يداعب شعرها لينسدل على كتفيها بهالة نارية آسرة ليخطف منها تلك القبلة ويحملها لجناحهما ليؤكد لها عمق ما يجمعهما من عواطف ويبعد أي ذرة شك قد تراودها دون أن يعلم أنها قريبا ستتذكر كل شيء وويله من ما ستفعل به بعد أن تدرك خداعه لها فهل سيتبدل حبها له إلى كره .
*********************
أنت تقرأ
بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواري
Romanceملك ليس كباقي الملوك عرف بالقسوة والدهاء يمتلك الوسامة والثراء والسلطة ترتمي النساء عند أقدامه يحرك خيوطهن كما يشاء هي أميرة ليست كباقي النساء كجوهرة فريدة بين الأحجار ترتدي عباءة الإختفاء لتصبح أميرا تضرب فيه الأمثال تهرب من خيوط الأقدار لتعود ف...