الفصل 29

5.2K 188 8
                                    


عند جو 
كانت تشعر بالإحباط وقد ظلت تفكر بكل ما حدث في الليلة الماضية ، تريد الخروج من هنا ولكنها غيرت رأيها و قررت أن تتحمل فهي مخطئة بحقهم جميعا ، فقد عرضت الجميع للخطر ، رجعت تتذكر حديثها الخير مع جدتها إيما ... 
فقد اخبرتها كل ما جرى معها ...
وما تشعر به تجاه ليو وقررت أن تعمل بنصيحتها .....
إيما : اسمعي صغيرتي أنت تثقين بي وبأني أحبك كحفيدي بالضبط أليس كذلك ... لذا سأنصحك ولكن قبلا اجيبي عن سؤال واحد .
جو : نعم أثق بك اسألي وسأجيبك بكل صدق .
إيما : حسنا صغيرتي ... هل تستطيعين الابتعاد عن خطيبك ، أو هل ستقدري على الابتعاد عنه لو أعطيتي هذا الخيار ؟
صدمت جو بشدة لم يسبق وسألت نفسها مثل هذا السؤال ، صدمة .. حيرة .... ألم .... رفض ...
أجابت : لا أعلم جدتي صدقيني لا أعلم ...
صمتت إيما ثم تكلمت بحكمة وقد قرأت جوابها من خلال ردود أفعالها : بل تعلمين صغيرتي لكنك ترفضين مشاعرك اسالي قلبك بصدق هل يغزو أحلامك ، حين تريه أيبعثر مشاعرك وأحاسيسك ، أما حين يقسو عليكي هل يتألم قلبك أم كبرياءك ، اصدقي مع نفسك بنيتي ... فكري بمستقبلك فأنت بحاجة للصدق مع نفسك حرري قلبك فهو من سيدلك .
حينها فقط أدركت جو ما يجيش بداخلها وكأن كلمات مربيتها كانت شعاع الشمس الذي أنار افكارها .....
بعد عدة لحظات من الصمت و إيما تراقب إنفعالات جو ..
إيما : إسمعي حبيبتي الرجال مختلفون عنا نحن الإناث ، وأنتي قد تربيتي كرجل رغم أنك فتاة لن تستطيع مجاراة الرجال مطلقا مهما تدربت فهم يفوقونا قوة ، فقد منحنا الله الحنان والرقة ومنحهم البأس والقوة ، لكنه منحنا بالمقابل سلطانا قويا على قلوب الرجال ، وهي أنوثتنا وحدها هي من تهز عروش قلوبهم لنربح حربنا ضدهم ، علينا التصرف بأنوثة وضعف أمامهم ، فخطيبك لن يتحمل تصرفاتك الرجولية و المتهوره.
زفرت جو : ولكني لا أعلم ماذا أفعل وكيف أتعامل معه .... أشعر بحيرة شديدة و بمشاعر قوية لا أدرك كنهها .
إيما : لم تجاوبيني هل تستطعين الابتعاد عنه ؟ أم هل يغزو أحلامك ... يسيطر على عقلك ... يؤلم قلبك .... يسلبك راحة بالك وهناء نفسك ؟
جو : نعم .... نعم إنه يفعل ولكني لا أحبه ... لا يمكن ...
إيما : هل تتحملين رؤيته بأحضان امرأة أخرى يقبلها ويقربها منه ؟
توسعت عيناها وانتفضت بحدة وهي تصرخ : سأقتلها وأقتله إن ...
صمتت بذهول وقد تجلت الحقيقة أمامها ..
ابتسمت إيما بنصر : أرأيت حبيبتي ، حكمي قلبك وحرريه من قيودك ، دعيه فهو من سيقودك للسعادة ...
صفقت إيما بحماس : هيا انهضي وارتدي ثوبا جميلا فسأعلمك ما حرمتي منه طوال سنوات عمرك ... وسأريك كيف تشعلين النار وتوقعين بخطيبك .... عندها ستربحين الحرب .... حرب القلوب .
ابتسمت جو وهي تعود من ذكرياتها لتنهض وتدخل الحمام اعتنت بنفسها ثم ارتدت ثوبا أحاط بها كجلد ثاني يبرز رشاقتها وجمال تقاطيعها الأنثوية ، استخدمت ما أحضرته الخادمة من المكياج ، رسمت عينيها بكحل أسود وظلال فضية على جفونها وقد تألقت عيناها وإغمقت فضيتاها رفعت شعرها بتسريحة بسيطة ، وطلت شفتيها بلون زهر فاتح .
نظرت إلى المرآة وهي تشعر بالفخر فشخصية جو اختفت تمام لتعود شخصية جوليانا بأبهى طلة ... ثم جلست تنتظر ليو وهي واثقة أنه سيأتي من أجلها
وهي تدرب نفسها على طريقة التصرف كما تعلمت على يدي الجدة .

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن