الفصل 5 و 6

8.9K 297 12
                                    


    الفصل الخامس
في المساء
على إحدى شرفات قصره وقف ينظر للبعيد وهو يشعر بالغضب بعد أن أخبروه بذهاب جوليانو رغم أنه منعه بشكل شخصي فهو يرغب بقربه لا يعرف لما حتى لا يستطيع تفسير غيرته الشديدة من قرب توماس منه .
تنهد وهو يعترف بأن هذا أفضل فهو لن يرتكب مثل هذه الآثام مرة أخرى دخل لجناحه وجلس على متكئه بينما بدأت الجواري بخدمته كما يليق به وجاريته المفضلة تقوم بالرقص ليتناسى ويتمتع بما حوله .
وصل جوليانو وتوماس إلى المزرعة كانت هذه اللحظات من أكثر لحظات الحزن والآسى على جوليانو فهذه أول مرة تأتي لهنا بعد وفاة والديها .
دخلت لغرفتها دون ملابس الرجال ومشد صدرها بل بملابسها الأنثوية التي إشتاقت لها وكانت قد وضعت بعض الكحل ونظرت لشعرها القصير بفرح لن تقصه بعد الآن من اليوم ستنفذ كل ما ترغبه يكفيها ما عاشته بقي القليل لتبلغ سن الرشد .
دخلت حجرة الطعام لتسمع صفير توم لتنظر له بحدة
توم : أخيرا إشتقت لطلتك الساحرة أميرتي الصغيرة .
قهقهت وهي تراه يغمز لها وينحني بإحترام مبالغ به أتسمحين لي بمرافقتك أميرتي .
تناولا العشاء وسط مرح ومزاح توم وقد خفف ذلك من حزن جو
وسط أحاديثهم سألته جوليانا توم هل حادثتك ليا إشتقت لوجودها إلى جانبي .
○ أرسلت رسالة ثانية تخبرني أنها عند إحدى أقربائنا وستبقى لمدة غير محددة من الزمن لا أدري كيف قررت فجأة وذهبت .
○ المهم أنها بخير وسعيدة إسمع غدا أريد منك تجهيز مقر والدي السري سننتقل إلى هناك وتجهيز مخبر الأبحاث فهناك كم فكرة أريد تجربتها لتكملة تصنيع علاج الملك الأب الذي بدأه والدي إذا إستطعت فعله يمكنني طلب حماية الملك وإستعادة هويتي بسهولة .
○ أتمنى ذلك عزيزتي كما أن جدتي ستأتي بعد كم يوم فهي إشتاقت لرؤيتك.
إبتسمت برقة وهي تتذكر مربيتها الحنون ستحتاجها لتعوضها ولو قليلا عن حنان والدتها .
عند ليا
دخلت تلك الحارسة والتي أخرجتها من الزنزانة لتطالبها بتنظيف أحد الغرف في ذلك المكان الذي يملئه الغبار عانت كثيرة وهي تحاول التنظيف فهي لم تعمل من قبل بالتنظيف كما أن لديها حساسية من الغبار حاولت إخبار الحارسة إلا أنها أجبرتها على العمل بكل قسوة .
مرت عدة أيام على نفس الحال تعامل بقسوة وتجبر على العمل ولم ترى الأمير منذ ذلك اليوم حتى أتمت تنظيف كامل المكان .
مرت الأيام وهي تزداد تعبا وهنا يوما بعد يوم دون أن تبالي تلك الحارسة بها وهي تظنها تكذب لتنال إستعطافهم .
بينما الأمير كان يقاوم شوقه لرؤيتها كي لا يعطف عليها ويسامحها يكتفي بسؤال حارستها عن أحولها وصحتها ، حتى جاء اليوم التي أتاه فيه خبر إنهيارها جن من الغضب والقلق و أسرع إليها .
إستلقت ليا في إحدى الغرف الذي نظفتها بعد أن أصيبت بنوبة تنفس تشنجية فسقطت فاقدة الوعي وهي في قمة تعبها العقلي والجسدي وما زالت لم تستعيد وعيهاا حتى الآن .
روبير أخبرني أيها الطبيب ما بها ولما لم تستعيد وعيها بعد .
○ للأسف سيدي حالها خطر وتحتاج لعناية طبية فنوبة ضيق التنفس التي هاجمتها حادة جدا لا بد أنها كانت بمكان مليء بالغبار لفترة طويلة فصوت تنفسها يدل على ذلك كما يبدو أنها واقعة تحت صدمة أو حزن ما لا أعرف كم سيستلزم الأمر حتى تتعافى ويزول الخطر .
○ بما تنصحني أيها الطبيب إن هذه الفتاة مهمة بالنسبة لي .
○ حسنا سموك هي بحاجة لغرفة مشمسة ولتبخير الغرفة حتى يساعدها على التنفس بسهولة .
○ حسنا أشرف على تجهيز كل شيء وأحضر ممرضة تعتني بها أريد منك البقاء في القصر حتى تشفى هل فهمتني .
إنحنى الطبيب قبل خروجه وهو يقول كما تأمر سموك .
دخل روبير لتلك الغرفة ليرى من يعشقها مستلقية بلا حول ولا قوة على السرير بوجهها الشاحب وذلك السواد تحت عينيها وصدرها الذي يعلو ويهبط دون إنتظام و ذلك الصوت الغريب الصادر عن تنفسها الحاد لم يتوقع ما رأى ذبولها وشحوب وجهها يعبران عن ما مرت به من الحزن .
جلس إلى جوارها على السرير يمسك بيدها الرقيقة التي أصبحت خشنة من التنظيف وضعها على صدره وبدأ يداعب شعرها الجميل .
حين أتى الطبيب مع الممرضة لنقل ليا للقصر بعد تجهيز الغرفة الملكية ومضت عدة أيام على هذا الحال دون أن تستعيد وعيها والأمير يكاد يفقد أعصابه إقترب من أذنها وهو يعترف لها
هيا صغيرتي إستيقظي إشتقت لرؤية عينيكي ، هل تعرفين أعجبت بك من أول نظرة إلا أن تصرفاتك جعلتني أشعر بالجنون ، شرد يتذكر أول لقاء لهما بينما إهتزت رموشها دون أن ينتبه .... تابع نويت إطلاق سراحك إلا أن تهورك قادنا لهنا هيا يكفيكي نوم .... هيا إستيقظي ....
رأى إرتعاش جفونها لتفتح عيناها وتنظر له بذلك اللون الذي عشقه وكأن الشمس قد داعبتهما ليتلونا بهذا اللون الأصفر الغريب الذي يدكن ليصبحا بلون العسل الصافي نظرت لعينيه الخضراوين وداهمتها الذكريات لتبكي وتحاول سحب يدها منه وهي تهمس
أرجوك سامحني لم أقصد أذيتك كنت ... شهقت وقد غامت عيناها بالدموع وهي تستعطفه ... صدقني كنت خائفة فحسب .
تنهد بعمق ثم بهدوء أخبرها الآن إرتاحي وسأرى ماذا سأفعل بك لاحقا .
أدار عينيه عن بحور عسلها كي لا تنتابه مشاعر العطف ثم نهض وغادر الغرفة رأى الطبيب بالخارج ليوصيه بالعناية بها .
في القلعة
كان إيريك في حالة غضب جعلته كتنين ينفث اللهب بعد أن تهاوت جاريته بين يديه ليضعها على سريره وهو يصرخ ليجلبوا طبيبه الخاص الذي صدم بما رآها إلا أنه لم يجرأ على التفوه بحرف ، قام بتضميد معصمها بعد تنظيفه من الدماء وتعقيم الجرح ، ثم عقم جرح رقبتها الذي كان سطحي لا خوف منه .
إنتهى الطبيب من عمله ليسأله : ما حالتها الآن .
○ إنها بخير سيدي الجنرال فقدت بعض الدماء لذا أغمي عليها أعطيتها مخدرا ستبقى نائمة حتى الصباح كما ركبت لها محلولا مغذيا به بعض الفيتامينات التي ستساعد جسمها على إستعادة نشاطه ، من المحتمل أن ترتفع حراراتها ليلا حينها يجب أن تخبروني .
إيريك بصرامة حسنا غادر الآن ، إنحنى له الطبيب وهو يغادر ، بينما أمسك جو بالخنجر يتأمله فهو ليس عاديا ولا يمكن تواجده مع العامة مهما بلغ ثرائهم لا بد أن وراء وجوده معها هناك سر قطب حاجبيه قليلا يفكر كيف تواجد معها وهل هناك خائن بين موظفيه .
إستدعى خادمه ليطلب منه تحقيقا عن خلفية رومينا بكل تفاصيلها وعن صلتها بالمستشار فربما كانت بريئة من التعاون مع المستشار ، لكنه يشك فتنكرها وخوفها عند الإستجواب يؤكد أنها تخفي شيئا ولم تكن صادقة معه .
دخل الغرفة وإقترب منها وهي مستلقية على فراشه وقد إنسدل شعرها البني المحمر على الوسادة ناعما كالحرير وإختفت عيناها الرائعتين وراء جفنيها بينما رموشها الطويلة تلامس خديها بحنان تنهد وهو يستلقي بجانبها يداعب خصلات شعرها الناعمة وهو يشم عبيره لتشعل رغبته بإمتلاكها ويتذكر ماحدث قبل ساعات لتنتابه الدهشة والإعجاب بشجاعتها ومكرها اللتان إستطاعت بهما نيل وعده بعدم الإقتراب منها لتهرب منه مؤقتا بينما هو لا يعرف هل سيلتزم به أم يحصل على ما يريده بالقوة .
بعد عدة ساعات قام الطبيب بمعاينتها وإزالة المحلول وقد إطمأن عليها فلا يوجد مضاعفات .
في الصباح تأوهت رومينا وهي تستعيد وعيها لتتذكر ما حدث لها شعرت بثقل على خصرها نظرت لجانبها وشهقت بصدمة وهي تصطدم بتلك العينين السوداوتين لتغرق بظلامهما لترتعش بخوف تحاول الإبتعاد عن آسرها دون جدوى علت وجنتيها حمرة الخجل لقربها الحميمي مع ذلك الجنرال الجذاب لم يغب عنه إرتعاشها وإحمرار وجنتيها فإبتسم بخبث كيف حال فرسي المتوحشة هذا الصباح ...
توترت بين ذراعيه وأخفضت عينيها وقد إنتابها القلق بينما تشعر بالوهن فلا طاقة لها على القتال هذا الصباح .
ربت على رأسها وهو يطلق سراحها لينهض بطوله الفارع وعضلاته الضخمة
بعد الفطور سنتحدث من جديد وعليكي أن تفكري بأجوبتك فإذا كذبت سيتضاعف عقابك هل فهمتي .
أومأت وهي تتمالك نفسها بصعوبة كي لا تنهار أمامه ... حالما غادر إنهار سد دموعها لتتساقط على خديها المحمرتان وهي تشعر بألم معصمها المضمد لتدخل تلك الحارسة وهي تحمل اافطور لتتناوله بطاعة ليس لأنه أمرها ولكن لتقوي جسدها لتستطيع الدفاع عن نفسها متى إحتاجت .
بعد عدة ساعات
دخلت تلك الغرفة المرعبة ورأته جالسا على مكتبه أدارت بصرها ليسقط على الحائط لترى تلك القيود المؤلمة لترتجف بعنف .
نظر لها ببرود جليدي : إجلسي .
جلست ببطء تنظر له بتلك الهيئة المرعبة التي يخشاها كل من حوله .
بتكاسل نمر يدرس فريسته بقي يتأمل توترها ليتركها عدة دقائق وهو يقرأ ملفاته ليزداد توترها لتدرك أنه يحرق أعصابها لتنهار وتعترف ... فكرت بسخرية كيف تعترف وهي لم تفعل شيئا ....
ضرب على مكتبه لتقفز في مكانها بينما هدر بها .
أريد الآن سماع حقيقتك وأحذرك كم يوم وتكون بيانتك بين يدي فانتبهي أريد الحقيقة وإلا سيكون العقاب قاسيا جدا إذا تبين كذبك حينها لا وعود بيننا والآن هيا أخبريني عن حياتك منذ الطفولة حتى الآن .
نظرت بعمق مدركة لسيطرته وتفوقه عليها بتلك النظرات الصقرية وكأنها تعري روحها وتقرأ دواخلها .
○ ماتت والدتي وأنا صغيرة لتربيني جدتي أم والدتي وتعطيني نفس إسم شهرة أمي فوالدي لم يعترف بوجودي إنتقلنا لمدينة أخرى لأن هناك أعداء لجدي ولم آتي إلا منذ فترة قصيرة بعد وفاة جدتي فتحت منزل أمي وتابعت عملي بالتصميم والخياطة لتطلبني زوجة المستشار لأصمم ملابس لها وكنت أسلم طلبيتهم حينما هجم الجنود وأنت تعرف الباقي .
○ صمت يفكر وهو يراها تمسح دموع عينيها نبرتها صادقة لكنه لا يستطيع أن يعترف إلا بالأدلة
○ طيب لما كنت تتنكرين وتخفين جمالك وعمرك الحقيقي .
○ لأني إعتدت ذلك لأحمي نفسي من الرجال وأستطيع التجول براحة دون خوف من أعداء جدي .
سادت بضع لحظات من الصمت وهو يبحث عن حل لحيرته بينما تململت بقلق من نظراته هي بحاجة للوقت لتستطيع الهرب من بين يديه .
○ حسنا لديكي ثلاث أيام لتجهزي ثلاث أثواب لجارياتي المفضلات أريد أن أرى عملك وخلال هذا الوقت ستكون بياناتك وكل ما يتعلق بكي لدي وعندها سأرى ما أفعل بك ... صمت قليلا وهو يراقب إنفعالاتها ... والآن سؤال واحد أريد جوابه بصدق ... من أين لكي بالخنجر .
○ إنه لوالدي الذي أهداه لأمي وقد أعطتني إياه جدتي للدفاع عن نفسي عند الحاجة وهو متوارث بعائلة والدي لكني لا أعلم هويته .
○ حسنا ستعودين لغرفتك وسيتم تزويدك بمستلزمات عملك ولكن ممنوع خروجكي منها .
هزت رأسها هو المتحكم الآن عليها طاعته كي تنجو .

عند جوليانا
أخيرا بدأت من جديد تتابع بحوث والدها وهي تحاول الإنتهاء من صنع علاج الملك وغرقت في مهمتها وعملها الذي تحبه بينما تقضي أمسياتها مع توم ومربيتها الحبيبة وهي تشعر بالراحة والهدوء فالملك أطلق سراحها أخير ولم يبحث عنها أو يرسل جنوده لأخذها .
مضت الأيام سريعا بينما إستطال شعرها حتى أسفل كتفيها بلونه البني الرائع فهي تشابه ليو بلون عينيه وروبير بلون الشعر كانت أياما سعيدة حتى جاء ذلك اليوم الذي إكتشف به سرها ووقعت بين يدي الملك .

*************


الفصل السادس


عند ليا
بعد عدة أيام جلست ليا في إحدى شرفات القصر وهي تشعر بالحيرة من مصيرها فقد تركها منذ ذلك الصباح بينما بقي الطبيب يقدم لها العناية الطبية حتى تحسنت صحتها وسكن ألم صدرها لكن الهواجس تتملكها نهضت تدخل الغرفة لتتسمر في مكانها وهي تراه أمامها .
دخل بهدوء يريد رؤيتها فقد تركها عدة أيام لتستعيد كامل صحتها رآها تدخل من الشرفة وحولها هالة من نور الشمس جسدها الناعم ذو المنحنيات المغرية شعرها المرفوع وتلك الخصل السوداء الهاربة تحيط بوجهها وتلك العينين الآسرتين ... لاحظ تجمدها حين رأته أمامها .
○ بأمر تعالي إجلسي .. أشار لإحدى الأريكتين لتجلس بطاعة وهي تحاول ألا تثير غضبه .
جلس بجانبها فارتعشت لقربه منها وبدأت تفرك يديها بإرتباك .. سحب يدها نحوه لترفع بصرها وتنظر لعينيه الخضراوتان ليغرق ببحور عينيها يشعر بنار الرغبة تملئه ليسحبها يضمها إلى صدره يعانقها بقوة لتتخبط بين يديه وقد إكتساها الخجل من قربه تحاول التحرر دون جدوى وبكل خبرته بدأ يقبلها بعاطفة وحنان
لا يصدق أنها بخير بعد أن شعر بالقلق والخوف من فقدانها حين كانت مريضة لم تستطع المقاومة فهي تحبه من أول ما رأته ولكنها فقدت الأمل حين عرفت أنه الأمير ....
فقد نفسه وهو يضمها بإمتلاك ويقبلها توقفت مقاومتها وإزدادت رجفة جسدها ليشعر بدموعها تبلل وجهه توقف وأبعدها عنه لينظر في عينيها الغارقتان بدموعهما ليربت على ظهرها فهو يريدها ولكن بإرادتها وليس غصبا عنها لقد لمس تجاوبها معه هي لا ترفضه إلا أنها ترفض الطريقة .
تنهد وهو يسمح لها بالحركة لتبتعد وتنزوي في ركن الأريكة وهي ترتجف وقف ليطلعها على قراراته الجديدة .
إسمعي سأسمح لك بالعودة لجدتك لمدة أسبوع ثم سأطلبك رسميا لتكوني محظيتي وعليكي أن توافقي ولا تنسي أنك الآن لست لايدي ولكنك جاريتي الخاصة وإن رفضتي سأطبق القانون وأتهمك بالإعتداء ومحاولة قتل أمير .
إرتعشت وما زال بحر عينيها يتدفق على وجنتيها وهي تشهق بخفوت
غادر لجناحه وأمر بتجهيز رحلتها وعين مرافقة خاصة بها لتراقبها عن كثب وتقوم بحمايتها .
وصلت ليا في اليوم التالي للمزرعة لتكمل إلى المقر الصيفي لجو حالما رأت جدتها الحنون حتى ركضت وإرتمت في حضنها وهي تبكي بحرقة .
الجدة بقلق صغيرتي مابك حبيبتي هل أنتي بخير أقلقتني عليكي .
ربتت بحنو على رأسها وإصطحبها لغرفتها بينما تمالكت ليا نفسها بصعوبة وإبتعدت وهي تضحك لا تقلقي جدتي إني فرحة لرؤيتك لقد إشتقت لكم جميعا ولجوليانا وتوماس كيف حالهما طمأنيني عنهم .
إنهم بخير حبيبتي جولي تقوم بتصنيع دواء جديد بينما توماس يساعدها ،
أين هما جدتي سأقوم بمفاجئتهما ... لتسرع وقد عرفت مكانهما فتحت الباب بقوة لترى شقيقها أمامها لتقفز عليه وتعانقه بقوة وهي تقول إشتقت لك أخي ...بينما أمسكها وهو يدور بها وهي تقهقه فرحة لقربه تتناسى كل ما يؤرقها ... وضعها على قدميها لترى جوليانا وتتسع عيناها لرؤية طول شعرها وثيابها الأنثوية تعانقا بقوة ليمضوا معا باقي اليوم بجو أسري دافئ لينسى كل منهم أحزانه ليرقصوا ويلعبوا ليكملوا ليلتهم بفرح و حب .
بعد يومين وصل مرسال ملكي من القصر لتحذر جو وهي قلقة من سبب مجيئهم لتعود لتنكرها وتخفي شعرها بكاب أنيق .
دخلت لغرفة الإستقبال يتبعها توم وليا وجدتهما ولترى أعضاء الوفد إنحنوا لها بإحترام بينما تحدث رئيسهم :
سمو الأمير أحمل إليك تحيات و سلام من سمو الأمير روبير ويخبركم بما يلي
لقد تم تسمية الليدي إليانور كمحظية ملكية للأمير روبير والذي يطلبها للإلتحاق به في قصره الخاص بعد 4 أيام ويعد سموكم بالعناية بها وحمايتها من أي خطر .
إنحنى التابع مجددا بينما جمد جو وتوماس من الصدمة وذرفت الجدة دموعها لفراق غاليتها .
بإشارة من جو غادر الوفد المكان لمكان راحتهم بينما إنفجر توماس بقوة لا يمكن أختي لن تكون جارية لأحد لن أسمح بذلك أبدا .
إرتجفت ليا لسماع كلمات أخيها وهي ترى ثورته وفقدان أعصابه ﻷول مرة .
نظر جو لجدة أخبرينا جدتي ماذا يقصد بالتسمية وهل نستطيع الرفض ..
الجدة : المحظية الملكية تعتبر القرينة الرسمية للأمير وهي مكانة مرموقة ولكنها ليست زواج بل تملك كالجواري ولكن برقي اكبر فإن أنجبت صبيا ستكون زوجة الأمير زفرت بألم لن نستطيع الرفض سيعتبر كإهانة شخصية للعائلة الملكية .
تقف ليا بجمود وهي تسمع كلام جدتها وتتذكر تهديده إن لم توافق سينتقم منها ومن عائلتها فمن هي لتقف ضد أمير يمتلك السلطة والجاه فهي أخطأت وتستحق عقابها يكفيها أنها تعتبر مكانة مرموقة تتمناها الكثيرات .
هتفت جوليانا : لن أسمح بذلك سأساعدك لن نرضخ لقوانينهم الجائرة ..
بينما قالت الجدة : إن رفضت ستعاقب كل العائلة ولا نعرف كيف ستعتبر إهانة لكل العائلة المالكة .
شتم توماس بغضب وهو يتحرك بخطوات غاضبة في الغرفة يبحث عن حل لهذه الورطة .
فكرت ليا لن تورط جوليانا معها حتى توم وعائلتها سيعانون ... فكرت بخبثه لقد أطلقها وهو يضمن بأن كل الطرق ستوصلها إليه فلا خيار لديها .
ليا بكل هدوء : أنا موافقة لا تقلقوا سأنفذ الأمر الملكي .
هزها توماس من كتفيها : كلا لن تضحي من أجلنا سأغادر أنا وأنتي ولن يعثر علينا أحد .
هزت رأسها : ولكني فعلا أريد ذلك إن .... إن الأمير وسيم ولطيف وكل الفتيات يتمنين قربه .
إبتعد توم عنها ليقول بحدة : كلا لن تكون شقيقة محظية لأحد .
نظرت الجدة لليا بصمت بينما بادلتها ليا النظرات لترى جدتها بريق الخوف والتردد وشيئا آخر جعلها تتدخل قائلة : حسنا أخبروهم أن إبنتنا موافقة وستلبي رغبة الأمير .
خرج توم غاضبا وهو يدرك بداخله أنهم لا يملكون خيارا .
تم مناقشة الترتيبات ليتفقوا على إصطحابها بعد 3 أيام لقصر الأمير روبير حيث تجهز حفلة إستقبال على شرفها .
بعد ثلاث أيام إستعدت ليا بإرتداء ثوب فخم وجميل أهدتها إياه جو وكانت المفاجأة فجوليانا قررت حضور الحفلة كصديقة لليا و إعتنت بإطلالتها تشعر بالسعادة لأول مرة ستكون بشخصيتها الحقيقية .
في قاعة الإحتفال وقف روبير إلى جانب شقيقه ليو و إيريك ينتظرها فقد إشتاق لها .
تعزف الموسيقا ليعلن عن دخولها ظهرت في أعلى السلالم ترتدي ثوبا حريريا بلون الذهب يعانق صدرها لينسدل بنعومة يرسم منحنياتها حتى يتسع رويدا ليصل للأرض بشاحط ناعم من الخلف بينما رفعت شعرها للأعلى وتركت بعض الخصلات لتحيط بوجنتيها المحمرتين بفتنة لم تفارقها نظراته حتى إقتربت منه ليرى عينيها المكحلتين بلونهما الأصفر الذي يفتنه وتلك البشرة البيضاء الناعمة وذلك القوام الفاتن ليمسك يدها يقبلها ويشير للعازفين ليبدأ العزف يضمها إليه بتملك ويبدأ بالرقص .
شعرت ليا بدقات قلبها تتعالى وبخجل شديد من عينيه اللتان تأملتاها بشدة وقد أثار خجلها
تتأمل وسامته البالغة ببزته الأميرية وعينيه الخضراوين وقامته الطويلة مشكلا حلما لكل فتاة في المملكة .
ضمها لصدره دون أن تفارق عيناه وجهها الجميل ليهمس لها برقة : هل رضيت جميلتي بقدرها .
رفعت عيناها لتكبله بأشعتها وكأن خجلها وتشتت مشاعرها إنعكسا في عينيها لتدكن نظرتها لتصبح كنهر من العسل يصطدم بغاباته الخضراء ليغرقا معا ببحور غريبة يكتشفانها لأول مرة .
إبتسم لصمتها وإحمرار وجنتيها ليقترب هامسا : أنتي لي من أول مرة رأيتك فيها ولولا تسرعك لما عانيتي ولكني أعدك صغيرتي طالما كنتي مطيعة سأعتني بك هل فهمتني .
هزت رأسها بصمت وقد تذكرت ما مرت به قبلا بينما فاجئها بقبلة رومنسية خطفت أنفاسها .
في هذا الوقت دخلت جوليانا القاعة برفقة توماس لتستقطب الأنظار كافة وبالأخص نظر الرجل الأول في المملكة الملك .
نظر ليوناردو إلى تلك الفاتنة التي دخلت مع توماس وقد جذبت أنظار الحضور إليها نظر إليها بينما تسارعت نبضات قلبه بشكل غريب وهو يرى جمال هذه الفتاة .
إقترب توماس محييا بإحترام : تحياتي سموك الأمير جوليانو يعتذر عن تأخره ويبلغك السلام والدعاء لك وسيلحق بنا ليحضر إحتفالاتكم .
نظر ليو لتلك الفاتنة التي كانت تقف إلى جانب توم ليتنحنح توم وهو يعرفهما .
أعرفك سمو الملك بالآنسة ليانا التي أتت كمرافقة لأختي .
إنحنت جوليانا وقد تفاقم توترها لرؤية هذه النظرات التي تحيط بها .
الملك أهلا بك شرفتي قصري أيتها الآنسة .. مد يده يدعوها للرقص .. فلأول مرة يفعلها فلم يسبق وراقص أي فتاة من قبل .
وضع ذراعيه حول خصرها المنحوت ليقربها منه بينما وضعت يداها الناعمتان على صدره بخجل لتمنعه من الآلتصاق بها نظر لشعرها المرفوع وبشرتها البيضاء لينظر في عينيها الفضيتن ليستغرب هذا اللون الساحر ليشعر بأنها مألوفة يتأمل فمها و رقبتها الطويلة وذلك الفستان القاتل الذي تحيط قبته برقبتها ليحتضن صدرها مفصلا خصرها المنحوت لينسدل مخفيا منحنيات وركها لتظهر إحدى ساقيها من فتحته الجانبية ليفتن من يراها ويرى تناقض سواده مع لون بشرتها المخملية .
ليو هل أعجبتك الحفلة آنستي .
جو نعم شكرا لك سمو الملك لإستضافتنا في قصرك الرائع تشعر بالتوتر يملؤها وبيديه كأنهما تحرقانها وهو يمسكها بالقرب منه ونظراته لا تفارقها .
ليو هل تتمنين الإقامة هنا لتحصلي على ما تتمنينه ولتكوني ملكي .
نظرت له بذهول لما أوحى لها به لتقول بحذر آسفة سموك ولكني أحب بلدتي وأتمنى البقاء بها .
دفعها للحائط بينما إشتدت ذراعيه على خصره لتشعر بالذعر وقد لاحظت أنهما أصبحا على الشرفة لوحدهما ترتعد بين يديه وهو يلتصق بها ممسكا ذقنها يجبرها على النظر له يسجن عينيها بنظرته المتملكة لترتعش أكثر فهي نفس النظرة التي قبلها بها وهي متنكرة كجوليانو قبل مغادرتها القصر هربا منه .
حاولت الإبتعاد إلا أنها محاصرة بجسده الممشوق المليء بالعضلات ليهمس بأذنها : ستصبحين لي فاتنتي ليس لكي رأي إنه أمر ملكك فأنتي من اللحظة ملك لي جسدك روحك حتى أفكارك ملك لي .
تخبطت بين يده لينقض على شفتيها يقبلها بشوق وقد تاق لذلك منذ أول نظرة قربها منه ويداه تتجولان على ظهرها بجرأة بينما تقاومه بقوة غريبة بالنسبة كأنثى ناعمة مثلها ......
لم تصدق ماذا حصل لها فهي بين ذراعيه تقاوم هجومه عليها ليقبلها بعاطفة غريبة أرعبتها لتشتد مقاومتها وهي تشعر بلمساته وكأنها تحرقها لتنهار حصونها العذرية تحت وطئت لمساته وخبرته الواسعة .
همس لها وهو يقبل أذنها يشعر بحلاوتها وبسيطرته عليها : أرأيتي حبي أنتي لن ترفضيني سأمتلكك غزالتي البرية فما أريده أحصل عليه مهما كان الثمن وغدا سأطلبك لتكوني محظيتي .
أيقظتها كلماته لتسقط بعد أن كانت تحلق بين السحاب والنجوم لتصرخ بحنق :
كلا لن أكون جارية أحد مهما كان حتى لو كنت أنت سمو الملك .
لمع بريق الغضب في عينيه وهي تدفعه بعيدا لتغادر يمسك معصمها بعنف سنرى حبي فأنا أحب الصيد ورغبتي بك إزدادت وسأقوم بإقتناصك عزيزتي .
تمتمت بحنق : دعني أذهب من فضلك .
لينظر لها ولتحديها ليفتتن بعينيها اللتين إغمقتا لتصبحا رماديتان لتستغل فرصة شروده وتنسل من بين يديه بحركة رشيقة لتسرع وتختفي من أمامه .
تركها تبتعد ليستدعي توماس لمكتبه ، في هذه اللحظات وكما خططت جوليانا لهربها إن شعرت بالخطر تسللت لغرفة توماس لترتدي ملابسها كجوليانو وتحكم ضبط شعرها المستعار وتخبأ الثوب وملحقاته ثم خرجت لتشارك بالإحتفال .
إنحنى توماس للملك حين وافاه إلى مكتبه وهو يتوقع سبب إستدعائه الملك حين رأى جوليانا تفر هاربة بوجهها المحمر ليدرك ما حصل فنظرات الملك لجو ورقصه معها يشيران لرغبته بها .
ليو : أريد كل ما تعرفه عن الآنسة ليانة من هم أهلها وماهو وضعها .
توم : أعتذر منك مولاي فأنا لا أعرفها قابلتها بالخارج وقالت أنها هنا لمرافقة شقيقتي حسب أوامر الأمير روبير لذا دعوتها لمرافقتي .
صرف ليو توماس و مشاعر الغضب تعصف داخل صدره لإختفاء تلك الفتاة دون أي أثر ولم يتعرف عليها أحد من الحاضرين حتى الحرس لم يروا أيا سيدة تغادر القصر .
كان غضبه خارج السيطرة مما جعل أتباعه يقضون أوقاتا صعبة وهم يبحثون عن تلك الفتاة دون جدوى وهم يتسائلون عمن أسرت تفكير ملكهم لأول مرة يروه بهذا الوضع يغمرهم الفضول لرؤية من رفضت ملكهم وهربت منه .
لحسن حظ جو لم ترى الملك ولم يطلبها لذا غادرت في اليوم التالي دون أي مشاكل لتتنهد وهي تشكر حظها لإستطاعتها الهرب من بين يديه ، وما زالت حتى الآن تشعر بدقات قلبها المضطربة منذ الأمس وذكرى وجودها بين ذراعيه لا تفارقها رغم أنها معجبة به فهو لا يناسبها فهي تتمنى العيش بحرية دون قيود وبروتوكل القصر الذي جعلها تعيش كفتى لتبقى بجانبي والديها .
في القلعة
في هذا الوقت كانت رومينا قد خططت للهرب بمساعدة السجانة بعد أن وعدتها بمال وفير تم تجهيز كل شيء للمغادرة حيث تركت رومينا الفساتين التي فصلتها ليراها كدليل على قدرتها على الخياطة ، وتم كل شيء بنجاح مستغلين ذهاب الجنرال للعاصمة إلا أن هناك ما أفشل مخططهم والذي لم يحسبو حسابه لتقع رومينا مجددا بيدي الجنرال لتتلقى عقابه الذي فاق قدرتها على التحمل لتسقط بين يدي رجل الحرب فهل تستسلم له وتسلمه قيدها أم ستنتفض لتحرر نفسها وتعدو بعيدا عن سجنه .



*****************


بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن