الفصل 25

6K 206 4
                                    


في القصر

جلست رومينا مع الملك إلكسندر برفقة روبير و ليا يتناولون الطعام ، وسط جو لطيف أراح أعصاب رومي قليلا ، إنتقلت بعد ذلك لغرفة المكتب مع والدها .
كانت هناك صناديق عديدة طلب منها فتحهم ، شهقت من الفرح فقد تعرفت على مقتنياتها وأغراضها التي بقيت في منزلها .
عانقته بفرح : شكرا لك والدي ... كيف عرفت أني أريدهم ؟ إنهم آخر ذكرى لي من جدتي .
إبتسم لها : لست أنا صغيرتي ، إنه إيريك من أحضرهم .
إختفت ضحكتها ليسألها وهو يجلسها بجانبه ويمسك بيديها : أخبريني صغيرتي هل أنتما على ما يرام ، أشعر أن هناك ما يحزنك .
رومي : لا تقلق ..... إنها ذكرياتي التي تتعبني .
نظر لها بعمق مدركا بخبرته الطويلة أنها لا تريد البوح بما يؤرقها .
فسألها : أخبريني صغيرتي بصدق هل تحبين زوجك وتريدين البقاء معه ؟
صدمت من سؤاله المباشر لها .....
نظرت له بصدق : نعم أحبه ... ولكني مشوشة قليلا وأحتاج لوقت كي أعرف ماذا سأفعل في مستقبلي .
عرف إلكسندر أنها لن تخبره شيئا عن وضعها مع إيريك ، سيتركها على
راحتها ، لن يصر عليها لإخباره لكنه سيبقى دائما بجوارها ....
حسنا طفلتي كما تريدين ولكن تذكري أنت لست وحدك و إني إلى جانبك دائما
أنا وشقيقك وجو كأخت لك .
حضنها بلطف ، بينما إستمتعت رومي بهذه المشاعر الأبوية فهي لم تحظى أبدا بوالد أو أم ، أما جدتها فكانت قاسية وصارمة طوال الوقت ، أدركت الآن لما جعلتها تعيش بتلك الطريقة .
شردت تفكر بماضيها ، كانت طفلة جميلة جدا أسرت قلب كل من رآها ، لكن جدتها منعتها دائما من الإختلاط والتعرف على أصدقاء .... الآن تتفهمها خسرت ابنتها وزوجها ولم تبقى لها إلا حفيدتها ...
لابد أنها كانت خائفة عليها من نفس المصير الذي أصاب والدتها ... تنهدت بعمق أحس بشرودها فشدد من إحتضانه لها ، وبدأ يربت على رأسها ... لتشعر بالأمان في حضنه ... تغوص بذكريات طفولتها وتتذكر جدتها كيف أجبرتها على لبس الثياب الفضفاضة والتي تظهرها أكبر من عمرها بمراحل ، حتى كانت تمنعها من فرد شعرها وتهدد بقصه إن رأته حرا لذا كانت ترفعه فوق رأسها ، وهي من كانت تذهب لزبائنهم بينما كانت تبقيها في المنزل ، لن تنسى يوم وفاتها .
كانت مريضة لعدة أيام ... ثم إشتد مرضها فأمسكت يدها وتكلمت بصعوبة : إسمعي بنيتي أريد منك أن تنتبهي لنفسك وإياك والثقة بأحد مهما كان ، والخنجر والقلادة التي ترتديها هم إرثك من والدك ومفتاح هويتك إياك أن تفقدينهما ، أو تفرطي بهما مهما كانت الظروف .
رومي : أرجوك جدتي اخبريني من هو والدي أريحي قلبي .
الجدة : لا تحزني طفلتي .. هو لا يستحقك طفلتي لولاه لما ماتت والدتك لو كان يحبها لقدر على حمايتها...
بدأت جدتها ترتجف وتتنفس بصعوبة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ...
كم كانت وحيدة ... متألمة .... ضائعة في دروب هذا العالم القاسي .... لتدور عجلة القدر وترميها في سجون عائلتها ، ياله من قدر ...
أصابتها بزوابعه لتقع بين قضبان زنزانة باردة لتلتقيه ... لتلتقي مالك قلبها وحبيبها الوحيد .... خط القدر حروفه لتقع في شباك تلك الحاقدة لتخط بسوط الحقد و الغيرة حروف الألم والعذاب ليكمل حروفه ويكتب مشهد فقدانها أغلى ما تمتلكه بتلك الطريقة التي كانت ألما لروحها وليس جسدها .
تدرك أنه كان جيدا معها وأن ما حصل رغما عنه ولكن مالا تستطيع مسامحته عليه إستغلاله لفقدانها الذاكرة وإبعادها عن عائلتها ........... لم تشعر إلا وهي نائمة وقد غلبها الإرهاق والتعب ........
في نفس الوقت كان الكسندر يحتضنها وهو يربت على رأسها بلطف لا يصدق أن طفلته وثمرة حبه بين يديه .
رجع بذاكرته لوالدتها والتي كانت جميلة ورقيقة أعجبته من أول نظرة حين أتت تطلب الرأفة بوالدها ومساعدته .
كانت زوجته متوفية منذ زمن طويل وولديه صغار فقد كان ليو في العاشرة ، عاش معها لحظات جميلة رغم بعض المكائد التي تفتعلنها جواريه والتي لم يكن يدرك عنها شيئا فهي تحملت بصمت دون أن تخبره أو تشتكي له من ما
يصيبها ....
حتى أتى ذلك يوم الذي قاموا بتسميمها حين إنتشر خبر حملها ، فإن أنجبت ستكون زوجته لذلك حقدوا عليها فهي ليست جارية بل محظية الملك الذي لم يتقرب من أحد غيرها .
يومها قد نجت وطفله بأعجوبة بفضل إدوارد وإضطر لإبعادها عنه حتى تلد بسلامة خوفا من أن يصيبها هي والجنين أي أذى ، لكنها توفيت بعيدا عنه فالبرغم من نجاتها من السم إلا أنه أصابها بالضعف والتعب فلم تحتمل ألم الولادة فتوفيت بعيدا عنه ، أقسم أن يعتني بطفلته ويعوضها عن ما حرمت منه سيحقق لها أمانيها مهما كانت .....
تنهد بعمق وهو يعود من رحلة ذكرياته الحزينة والمؤلمة وهو يتعهد لروح حبيبته بأته سيعتني برومينا ويعوضها عن كل ما حرمت منه .
تركها نائمة وإتجه لروبيرتو فهو ليس غبيا كي لا يدرك أن هناك ما يحدث في القصر فقد لاحظ تحركات الحراس والوجوه الجديدة التي انضمت لهم كما أن إختفاء ليو وجو وكارل معا ينبئ بحدث ما يتمنى أن يكون حدسه مخطئا فلن يتحمل فقدان احد منهم أبدا .
كان روبير مجتمعا مع قائد الفريق الذي تركه إيريك لحماية القصر يعرفه على مهامه ويشرح له مداخل ومخارج القصر ويناقشان توزع الحراس ، حين دخل والده وجلس يستمع لما يتناقشانه ولم يترك المكان حتى أخبره روبيرتو بما يحدث وبإختطاف جوليانا وإيفا وطمأنه بان توماس ودارك هناك وسيلتحق ليو وكارل والجيش بقيادة إيرك بهم .
في المساء
تم إستدراج الخونة وإلقاء القبض عليهم حسب الخطة التي وضعت وبأكبر قدر من الحذر و السرية الممكنة .
وتم تغيير مكان جناح رومينا ووضع حراسة على المدخل المؤدي إلى جناح ليا في البرج كزيادة في الحرص على سلامتهم .

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن