لحظات مؤلمة

75 8 1
                                    

انه منتصف الليل كنت مستلقية على سريري استمتع بصوت المطر الذي كان يهطل بقوة لم اكن افكر بشئ لم اشغل عقلي بأي شئ حقاً ، ولكن ! كان هنالك صوت يحثني على امساك هاتفي والاتصال بمن كنت اهرب اليه من صمت لياليي و وحشتها تجاهلت هذا الصوت وبدأت استمتع فعلا بصوت المطر النيساني الرائع والعواصف الرعدية وكأني استعدتُ ايام الشتاء البارد وجماليتها .... اثناء ذلك اضاءت شاشة هاتفي و اذا به المنشود الذي كنت اتجاهل إلحاح قلبي للأتصال به ، لم امنع نفسي من سماع صوته اجبت على مكالمته فوراً وبدون تردد لم انطق بكلمة وهو ايضا لم يقل شئ كان صوت شهقاته يصل إلي على بعد آلالاف الكيلومترات كانت ثواني قليلة قد سمعت بها تلك الشهقات الهامسة التي هزت قلبي من المؤكد انه كان غارقا في البكاء ولأنه ربما كان على يقين إني لن ارد على مكالمته فورا فتصاعدت شهقاته وجهش في البكاء كأنه طفل صغير قد سمع صوت والدته ، بالرغم من ذلك لم انطق بشئ انتظرت حتى هدأ ثم قال لي : يكفي انكِ اجبتِ و إني شديد الاسف لأسماعي اياكِ صوت بكائي اقسم إني لم اكن اقصد ذلك وكنت ادعوا الله ان تجيبي فقط لأسمع صوت انفاسكِ ، لكن حرارة الاشتياق ارغمتني على ذلك ... اجبته بكل برود ولكن ضربات قلبي تصاعدت جسدي كان يرتعش ، صوت انفاسي كان مضطرب مع ذلك قلت له ماذا تريد ؟ قال : لا شئ اردتُ سماع صوتكِ فقط ، أجبته بحدة هذه المرة قلت له لما اصبحت انانيآ ؟ لما تتصل بي كلما احتجت ذلك وانت تعلم إنني سأنصرف عن العالم بعد سماع صوتك .... بدأ يعتذر عما بدر منه و أنه فعلا يشعر بالأنانية عند اتصاله بي لكنه قال : يا وجعي إنني لم انم منذ اربعة ايام فهل تبخلين علي ببضع دقائق اسمع فيها صوت انفاسكِ ليستريح قلبي وتغمض عيني قليلا الا تجبركِ ذكرياتنا على تحمل بضع دقائق معدودة ؟ قلت له لك ذلك ... لكني لن اتكلم معك سأبقى على الخط حتى تنام ، بدأ يتكلم عن ايامه بدوني وانها اصبحت اكثر مرارة بعد ارتباطه بفتاة و بخاتم يلتف حول عنقه "حسب قوله" في اليوم الماضي كنت قد عدت من الجامعة متعبآ فأضطجعت الى الفراش حتى إني لم اغير ملابسي كانت لدي رغبة في البكاء وضعت وجهي على وسادتي وبدأت ابكي وابكي وابكي حتى تصاعد صوت بكائي وشهقاتي التي هزت المكان فـ جاء رفيقي في السكن مسرعاً إلي محاولاً سحب يدي من على وجهي بعد ان افتلهما احتضنته بشدة وبكيت كإنني طفل تائه من اهله ، اما انا فكنت اتخيل تلك المشاهد وكأني عشتها معه ، كانت انفاسي تتصاعد اكثر فأكثر حتى خشيت ان يسمع دقات قلبي عبر سماعة الهاتف اثناء حديثه كنت اود لو إني استطيع ضمه إلي في هذه اللحظة ، بدأ قلبي يعتصر ألما لم اجد كلمات مناسبة لأقولها له فأكتفيت بقول هدأ من روعك لا شئ يستحق ما تفعل ، قال لي اشعر بأن لعنتكِ تلاحقني في كل مكان ، اعلم انكِ لستِ راضية عني .. قلت له لا ليس صحيحاً لستُ ألعنك ولستُ غاضبة منك اتذكر عندما قلت لك إنني اسامحك ؟ كنت اقصدها فعلا فأنت لا ذنب لك بما جرى ولا ذنب لي ولا ذنب لها ، انها الأقدار يا وجعي هي من تكتب لنا ذلك ويجب علينا ان نحني امامها . استأذنت منه واغلقت هاتفي بعد ان تأكدت انه اصبح بخير ، كان بداخلي مشاعر غير مفهومة بين سعيد وحزين ! سعيدة لانه لا زال يحتاحني كلما شعر بالاشتياق المُلح وانه لا يريد مشاركة هذا الاشتياق الا معي و بي .. وحزينة لإني ليس بوسعي شئ اقدمه له ولإنني اعلم علم اليقين لإني سأبقى متوعكة لأيام بسبب هذه المكالمة.

خـواطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن